مقالات في الفيزياء

الليزر والخيال العلمي حرب النجوم

أشكركم بامتنان على تبرعكم

 موضوع الخيال العلمي المتعلق بالليزر وحرب النجوم التي سبقت اكتشافه وحتى بعداكتشافه من الأشياء التي كثر عليها الحديث واللغط الكبيران.  فقلماتركت اكتشافات علمية أثار على مجالات وأفرع قائمة مثلما ترك اكتشاف أشعة الليزر علىأفرع العلوم الأساسية كالكيمياء والجيولوجيا والبالوجيا وأفرع العلوم التطبيقيةكالطب والهندسة بصفة عامة وعلى البصريات والفيزياء بصورة خاصة.

ولقد دأبكتاب قصص الخيال العلمي لعشرات السنين في قصصهم على كتابة على استخدام سلاح رهيبيصدر أشعة ذو قوة تدميرية أطلقوا عليها تسمية أشعة الموت ولعل أول من استخدمها فيروايته هو الكاتب الانكليزي ويلز بروايته الشهيرة حرب الكواكب (star war) إذ دمربها سكان المريخ مناطق من سطح الأرض التي نشرها في عام 1898م، وفيها تخيّل غزوبريطانيا من قبل مخلوقات قادمة من كوكب المريخ مدججة بأسلحة فريدة من نوعها، منأبرزها أجهزة تولّد شعاعاً حرارياً رهيباً قادراً على تدمير كـــل ما يعترضطريقه.

اعلانات جوجل

 

وهكذا لعب الخيال العلمي دورا كبيرا في تكوين صورة معينة عن الأشعةالقادرة على تدمير أي أهداف مهما كانت مسافاتها وفتح الخزائن المغلقة وقتلالأفراد.

 

الخيال العلمي لايقف عند هذا الحد وربما ما نعدهم اليوم خيالا ربمايصبح حقيقة فيما بعد…..

اعلانات جوجل

 

وبعد تلك الرواية بستين عاماً استطاع العلم أنيجسّد ذلك الشعاع حقيقة ملموسة وواقعاً حياً حيث بدأ السعي الحثيث في الخمسينيات منالقرن الماضي للاستفادة من المعطيات العلمية لتوليد شعاع ليزري فاهتمّ به حشد منالعلماء، وكان منهم الأمريكي (تشارلز تاونز)، والروسيان (بازوف) و(بروخروف)، وتسلّمالثلاثة جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1964م لأعمالهم في هذا المجال.

 

وأماالفيزيائي الأمريكي (ثيودور مايمان) فقد حظي بقصب السبق عندما تمكّن من صنع وتشغيلأوّل ليزر باستخدام الياقوت لإنتاج شعاع ليزري أحمر، وأما (شعاع الليزر) فهو الشعاعالذي يمكن أن يـكون شعاعاً للموت والدمار كما تخيّلته الرواية، ويمكن أن يكونأيضاً- شعاعاً للحياة في تطبـيقات حياتيــة لا حصر لها تفيد البشرية، وتحقق منافعشتى ينعم بها الإنسان، وبذلك أصبح (شعاع الليزر) من المفردات العصرية البارزة حيثتتناقل أخباره وتطبيقاته وتأثيراته وسائل الإعلام المختلفة، وأصبحت (صناعة الليزر) تقدر ببلايين الدولارات.


اعلانات جوجل

 

مجلة الطيف (Spectrum) أوردت في احد إعدادهاموضوعا بعنوان (الضوء الفتاك) – أشترك في إعداده كلا من بروس دبليو سي، ريشاردغاروين، سكوت كيمب، وجيريمي مارديل- يتحدث عن إمكانية استخدام أشعة الليزر التيتطلق من قاعدة فضائية لتدمير أهداف محددة بواسطة شعاع قوي يستخدم التفاعلاتالكيماوية فيما بين الهيدروجين والفلورين. وقد وجد العلماء صعوبات وتحديات لمثل هذهالأشعة الليزرية والتي سيتم استخدامها للتغطية الشاملة فيما بين القواعد الأرضيةوالفضائية. حيث إن الضباب والدخان سيعوقان الشعاع الليزري، ويصبح استمرار تعقبالهدف أمرا صعبا.

 

فهذه الرواية تدور حول……استخدام أشعة الليزر من قاعدةتدور في الفضاء الخارجي وتوجيهها إلى أهداف أرضية ، يرتفع احتمال شن حرب من الفضاءإلى درجات تثير الاستغراب ، وتثير مشاكل خطرة في المستقبل .

اعلانات جوجل

تحكي القصة بما نصه ” يستيقظ العالم على أزمة دولية: المسئولون في مطار طوكيو أوقفوا طائرة أجنبية يشتبه بأنها تحمل أسلحة غير قانونية. الرد العدائي والمهدد الذي صدر عن البلد منشأ الطائرة ، وهي دولة مارقة يعتقد أنلديها أسلحة نووية وبيولوجية، يزيد من حدة الشكوك. فبسبب معاناة تلك الدولة منالتسمية “المارقة” المسيئة لها، أخذ اقتصادها يتدهور لعقود ويخشى من أن هذا الحدثالأخير قد يدفع تلك الدولة إلى شن هجوم نووي ضد اليابان. تشير تقارير الأقمارالفضائية الأمريكية إلى أن الدولة المذكورة تبدي تصعيداً في تحركاتها في منشآتهاالصاروخية. كذلك تشير معلومات استخباراتية أمريكية أخرى أنه يتم تعبئة ثلاثة صواريخمتوسطة المدى بالنفط وستصبح على أهبة الانطلاق بعد 15 دقيقة. لا يوجد أي نظام جوي،أو بحري، أو أرضي يمكنه أن يرد على ذلك في الوقت المناسب. يطالب الرئيس الأمريكيبأن تتوقف الدولة فوراً عن ممارسة تلك النشاطات لكنه لا يستلم أي رد. بعد خمسدقائق، تفعّل أوامر إستراتيجية أمريكية سلاح ليزر فضائيا سريا وخلال دقائق تحترقمنشأة إطلاق الصاروخ النووي ومركز التحكم للدولة المارقة مما يحول في آخر لحظة دونحدوث مصيبة قاضية.”

في هذه الأيام قد يكون حدوث مثل هذا القول ضرباً من الخيالالعلمي، لكنه قد يصبح، أو على الأقل (شيئاً يشبهه)، واقعاً ملموساً في العقد أوالعقدين المقبلين. ولكن سوف تكون هناك عقبات كبيرة لتحقيق مثل هذا النظام، حيث إنالولايات المتحدة الأمريكية سوف تجد صعوبة كبيرة لتغطية المشروع اقتصاديا وسوفتكون هناك مواجهات سياسية مع كثير من دول العالم, حيث إن الثمن الاقتصادي والسياسيالذي ستضطر لدفعه لتشغيل مثل هذا النظام (إذا كان ذلك ممكناً) قد يتجاوز المنافعالعسكرية التي ستحصل عليها.

 

وقد ذكر التقرير أنه ليس هناك بلد في عصرناالراهن يُعرف عنه أنه نشر أسلحة في الفضاء الخارجي، وعدد من الدول تعارض تطوراًكهذا، لكن بعض المسئولين الأمريكيين في البنتاغون يجادلون بأن على الولايات المتحدةمن الآن، بعد عقود من الحوار، أن تقوم بتطوير ونشر أسلحة فضاء هجومية. والحقيقة، هيأنه خلال السنوات العشر الماضية أنفقت الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات فيالأبحاث واختبار مثل هذه الأسلحة. وإذا ما أصبح نشر تلك الأسلحة سياسة رسميةأمريكية، فإن مثل هذه الخطوة سيكون لها تأثير – ونحن نشعر أنه تأثير بالغ السوء فيتوازن القوى العالمية.

 

كذلك ذكر التقرير أن الولايات المتحدة ذاتها، كمايرى المحللون، ستكتشف أن المنافع العسكرية التي يمكن كسبها من قواعد أسلحة فضائيةتتجاوز ثمنها السياسي والاقتصادي. فنشر مثل تلك الأسلحة سيخلق نوعاً جديداً منالمقاييس ستعرض القوات الأمريكية لمخاطر السقوط بيد الأعداء. إضافة إلى ذلك سيكونلمثل هذا التسلح أهمية سياسية وخروج استراتيجي على خمسين عاماً من القانون الدوليوالعلاقات الدبلوماسية.

 

ربما هذه قصة خياليةيحتمل حدوثها في العقود المقبلة

 

المصدرارتكزت مصادر هذا الموضوع على ذاكرتي وعلىمجلة الاقتصادية إبراز أدبيات الخيال العلمي قبل أنيتحول إلى حقيقة شعاع الليزر عنفوان الضوء

أشكركم بامتنان على تبرعكم
اظهر المزيد

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى