أخبار علمية

تخزين مليون نسخة من فيلم على الحمض النووي!

الحمض النووي المصنع في المختبر قد يصبح آخر صرخة في علم تخزين المعلومات. فبالإضافة إلى إمكانية تخزين كم هائل من المعلومات في مساحة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فإن هذا الوسيط الجديد صالح للقراءة لآلاف من السنوات.

تخزين مليون نسخة من فيلم على الحمض النووي!

مع احتفال معامل “تكنيكولور” الأمريكية الشهيرة للأفلام بمرور قرن على إنشائها، كشفت الشركة عن تقنية جديدة لا يصدقها عقل من أجل تخزين الأفلام، والتي تتضمن استخدام الحمض النووي (دي إن إيه) الصناعي غير الحيوي. وعرض جان بولو، نائب رئيس قسم الأبحاث والإبداع في “تكنيكولور”، قارورة صغيرة لا يتعدى حجمها حجم رصاصة، وأكد أنها تحتوي على مليون نسخة من الفيلم الفرنسي الصامت “رحلة إلى القمر”، والذي أنتج عام 1902 ويعتبر أول فيلم يستخدم الخدع والمؤثرات البصرية في التاريخ.

اعلانات جوجل

يشار إلى أن الحمض النووي متناه في الصغر، إذ يمكن “حشر” 90 ألف جزيء منه في مساحة بعرض شعرة بشرية، وبالتالي فإن مكتبة ضخمة مليئة بالكتب يمكن تخزينها في جزيئات لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، باستخدام التقنية التي طورتها المعامل الأمريكية.

وأضاف بولو: “نعتقد أن هذا ما سيؤول إليه مستقبل أرشفة الأفلام”، بحسب ما نقل موقع “ديسكفري” الإلكتروني المعني بالتقنية، مشيراً إلى أن العلماء أجروا منذ فترة طويلة تجارب على الحامض النووي لاستخدامه كوسيط للتخزين. لكن الطفرة في عالم المعدات المخبرية في السنوات القليلة الماضية أتاحت الفرصة للعلماء من أجل إحراز تقدم في هذا المجال.

وبنت الشركة فكرتها على أبحاث لعلماء من جامعة هارفارد الأمريكية تعود إلى عام 2012، عندما نجحوا في تخزين 5.5 بيتابايت (نحو 700 تيرابايت) من المعلومات في غرام واحد من الحامض النووي. وتتلخص فكرة تخزين الأفلام أو البيانات على الحمض النووي في تحويل الفيلم أو المعلومة إلى آحاد وأصفار، وهي الشفرة الثنائية التي يعمل بموجبها الكمبيوتر، ومن ثم نقلها إلى الحامض النووي، الذي يتم تحويله في خطوة لاحقة إلى جزيئات باستخدام مواد كيميائية في المعمل.

وتتميز طريقة التخزين الثورية هذه، بحسب بولو، بتوفيرها للمساحة، مضيفاً أن كل ما تتضمنه شركات الإنتاج في هوليوود – عاصمة السينما العالمية – من أرشيف، والتي تشغل مجتمعة مساحة تقدر بعدد من الكيلومترات المربعة، يمكن تخزينها على مساحة من الحامض النووي بحجم مكعب من مكعبات “ليغو” الشهيرة! ميزة أخرى لطريقة التخزين هذه هي أن التقنية المستخدمة في قراءتها لا تتقادم بمرور الزمن، مقارنة بما سبقها من طرق، كالبكرات المصنوعة من السليوليد والأقراص المضغوطة (سي دي) أو أشرطة الفيديو.

حول ذلك يقول جان بولو لموقع “ديسكفري”: “إذا ما أعطيتك فيلماً على أحد تلك الأقراص المرنة التي كانت تستخدم في بدايات أجهزة كمبيوتر آي بي إم، فإنك لن تعرف كيف تشاهد هذا الفيلم لأن قارئات تلك الأقراص لم تعد متوفرة”.

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى