تسارع دوران الكواكب حول الشمس
ينص النموذج القياسي للكون أن المجرات التي نراها اليوم لم تكن موجودة في السابق. فعندما كان الكون في البدء كانت المادة كلها في صورة اشعاع (دخان). وعندما انفجر الكون توسع وانخفضت درجة حرارته، وبدأت المادة في الظهور باشكالها المختلفة. فتحولت طاقة الاشعاع إلى كتلة لتكوين الجسيمات الدقيقة، كما تنص نظرية أنشتين للطاقة والكتلة وذلك بأنهما متكافئتان. تشكلت في البدء الالكترونات والبروتونات والنيوترونات وجسيمات اخري لا توجد في الذرات التي نعرفها اليوم.
وكانت كل هذه الجسيمات في حالة اتزان حراري يتحول كل جسيم إلى الآخر. وبتوسع الكون بردت حرارته وبدأت تتجمع هذه الجسيمات لتكوين الذرات. فتجمعت الإلكترونات مع البروتونات لتكوين ذرة الهيدروجين، واتحدت البروتونات مع النيوترونات لتكوين انوية العناصر، مثل عنصر الديوتريوم، واستمر هذا الاندماج النووي مكونا انوية عناصر خفيفة اخري. وبتوسع الكون المستمر وانخفاض درجة حرارته سرعان ما توقف تكوين هذه الانوية لعدم توفر الطاقة الحرارية الكافية للاندماج. بعد هذه الحقبة أصبح الكون مملوء بذرات الهيدروجين وبعض الذرات الخفيفة مثل الهليوم وبقية من ضوء الانفجار. وبعد حوالى ثلثمائة الف عام من بداية الانفجار بدات هذه الذرات بالتجمع لتكّون ما يُعرف بالنجوم. إذاً فالنجوم، مثل الشمس، عبارة عن تجمعات ضخمة من ذرات الهيدروجين. وبسبب قوي الجاذبية بين هذه الذرات بدأت تنمو هذه التجمعات النجمية وتكبر. وبمرور الوقت تتحد مكونة ما يُعرف بالمجرات. وتتكون المجرات في المتوسط من حوالى ثلثمائة بليون نجم. وبسبب الجاذبية أصبحت هذه التجمعات المجّرية تشكل الكون الذي نعيش فيه اليوم. ولهذه المجرات اشكال هندسية مختلفة، فمنها ما هو كروي وبيضاوي وحلزوني وذلك اعتماداً على طبيعة نشأتها. وتدور كل هذه المجرات حول نفسها بسرعات مختلفة وتتباعد عن بعضها البعض بسبب توسع الكون المستمر. ولقد مر حوالى ثلاثة عشر بليون عام منذ بداية الانفجار. وهذا هو عمر الكون الذي نعيش فيه اليوم. ويُعرف هذا الكون بالكون المنظور.
نجد أن توسع الكون ظل يتباطأ باستمرار وذلك لأن قوى الجاذبية تجعل المجرات تتجاذب مما يؤدي إلى ضعف التوسع. ولكن وللدهشة وجد الفلكيون عام 1998 م أن توسع الكون أصبح يتسارع وذلك من مشاهدة الضوء القادم من الأجرام السماوية البعيدة، والذي أظهر ضعفا مستمرا، مما يعني تباعد هذه الأجرام منا بمعدل كبير. ولتفسير هذا التسارع وضع العلماء عدة نماذج. ينص أحداها بأن الكون مملؤ بطاقة خفية (مظلمة) لها ضغط سالب (عكس طبيعة المادة المألوفة) حيث تتنافر مكوناتها مما يؤدي إلى تسارع الكون. ويتطلب أن تمثل هذه الطاقة ثلثي طاقة الكون الكلية، ولكن لسوء الحظ لم تكتشف هذه الطاقة بعد.
على الصعيد الأخر، لقد وجدنا نموذجا كونيا آخر يعزي سبب هذا التسارع إلى زيادة قوى الجاذبية الكونية مع الزمن. وبسبب زيادة هذه القوى، ولكي لا يسقط الكون على نفسه، كان لا بُد للكون إلا أن يزيد من تسارعه حتى يبقى في حالة اتزان مستمر. الجدير بالذكر، أن قوى التجاذب الكوني هي قوى ضخمة جدا جدا، تبلغ حوالى 1043 نيوتن. وإن ازدياد قوى هذه الجاذبية له تبعات فلكية وجيولوجية عديدة. بناء على قوانين نيوتن وكبلر الكونية، نجد أن حركة الكواكب والتوابع (الأقمار) تتأثر بشدة بتغير قوى الجاذبية. فالكواكب، مثل الأرض، عبارة عن أجرام سماوية تدور حول الشمس بسرعات ومسافات مختلفة. بعض هذه الكواكب صخري وبعضها الآخر غازي. ويعتبر المشتري أكبر هذه الكواكب حجماً.
فإذا زادت قوى الجاذبية تزيد سرعة دوران الكوكب حول الشمس، ويتناقص بُعده عنها وبالتالي تنقص سنة الكوكب. إذاً فالدليل على زيادة قوى الجاذبية هو ظهور مثل هذه التغيرات. فعلى مستوى التوابع، مثل قمرنا، فإن زيادة الجاذبية تؤدي إلى زيادة قوى المد والجزر والتي يمكن ملاحظتها ورصدها عبر القرون السابقة بواسطة الدراسات الفلكية والجيولوجية. تؤدي زيادة المد إلى تباطؤ دوران الأرض حول نفسها الأمر الذي يجعل اليوم طويلا. وبتباطؤ دوران الأرض حول نفسها باستمرار لا تستطيع الأرض المحافظة على تماسك كتلتها. ويؤدي هذا إلى إحداث خلل فيها مما يُعّجل تفككها. هذا يعني أنه في الماضي السحيق، كانت الأرض تدور حول نفسها بسرعة كبيرة جدا، مما جعل اليوم في تلك الحقبة قصيرا، حيث دلت الدراسات على أن طول اليوم كان حوالى ستة ساعات، عندما تكونت الأرض وذلك قبل حوالي 4.5 بليون عام.
بما أن زيادة الجاذبية تؤدي إلى اقتراب القمر من الأرض، فإن الأرض تعمل بشد صخوره وبعد فترة من الزمن يبدا بالتشقق وتتناثر صخوره في الفضاء، كما هو الحال بالنسبة لحلقات زحل، التي يعتقد الفلكيون بأنها كانت في الماضي قمرا يدور حول زحل. وبالمثل، بزيادة قوى الجاذبية تبدا الكواكب بزيادة سرعاتها حول الشمس واقترابها منها، ويتناقص طول سنينها باستمرار. ولقد دلت الدراسات الجيولوجية أن السنة كان بها حوالي 400 يوم قبل حوالى 400 مليون سنة. وتناقص عدد الأيام في السنة باستمرار إلى أن وصل إلى قيمته الحالية، 365 يوم.
أكد النموذج الكوني الذي قدمناه التنبؤ بهذه النتائج، بالاضافة إلى أن الأرض في الوقت الحالي تقترب من الشمس بحوالي 20 متر في العام. هذا يعني أن الأرض كانت على مسافة تعادل حوالى ضعف بعدها اليوم عن الشمس عندما نشأت الأرض، وعليه ستجتمع الشمس والقمر على الأرض في المستقبل البعيد، كما أخبرنا الله تعالى في قرآنه المجيد. وسبحان الله العظيم!
بقلم: د/ أرباب إبراهيم أرباب جامعة الخرطوم كلية العلوم
الحقيقه ليست كذلك
الحقيقه هي ان مدار الارض حول الشمس كان اكبر منه في الوقت الحاضر ومع مرور الزمن يتقلص هذا المدار .
بمعنى ان السنه الارضيه في الماضي اكبر من السنه الارضيه في الحاضر
اي ان مدار الارض في تناقص ومن خلال هذا يعني ان المسافه التي تقطعها الارض اصغر من السابق وكلما قلت المسافه كلما اقتربت الارض من القوه الكونيه المؤثره في دوران الكواكب جميعا مما يزيد من سرعه دوران الارض وهنا تسارع ومنه تنتج زياده الجاذبيه .
ومنما نلاحظ اطوال قامات البشر في الزمن الماضي القريب كانت اطول من قامات البشر في الوقت الحاضر وهذا يدل عل ان قوه الجاذبيه في الزمن الحاضر اقوى من الماضي والسبب سرعه دوران الارض وسبب ذلك هو تناقص المدار بإستمران نحو نقطه الوصول ( النهايه) وهناك تكون نهايه الكون.
اي ان ايام السنه الارضيه تتناقص بإستمرار وفي تسارع اكبر من الماضي بسبب تناقص المسافه اي المدار بمعنى ان ماتبقى في عمر الارض يساوي عدد ايام السنه.
والله اعلم
اذا تكرمت يادكتور حازم بقبولي وتوفير مقعد دراسي لاكون احد تلاميذكم في الجامعه اريد الحصول عل شهاده في هذا المجال.
والسبب اني اشعر ان كل مكوناتي تتعامل فيزيائيا مع كل ما حولي من الاحداث الفيزيائيه هي ايضا.
عفوا دكتوره ارباب ممكن نجد ردكم عل التعليق وماترونه ممكنا.