الانترنت تقترب أكثر من ذكاء الإنسان
تدخل شبكة الانترنت خلال أيام منعطفا جديدا في تطورها وتجددها المستمر، إذ سيكون بإمكان الشبكة جعل أجهزة الكومبيوتر المرتبطة بها قادرة على فهم وإدراك معاني الكلمات، ومنحها فرصة لاستيعاب المزيد من المصطلحات اللغوية تفوق القدرة اللغوية لمتخرج من الثانوية.
فقد بدأت شركة “كونجشن تكنولوجيز” في منح تراخيص لما يعرف بـ “خريطة المعاني اللغوية” للشركات المنتجة للبرمجيات (سوفتوير) والمعنية بتطوير برامج “مدركة” لمعاني الكلمات على أساس المفردات والجمل ذات المعاني، اي محاكاة للطريقة التي يعمل بها دماغ الإنسان في فهم معاني الكلمات والجمل، وبالتالي الأفكار والرموز.
ويقول رئيس الشركة سكوت ياروس: “لقد غذينا وعلمنا الكومبيوتر كل معاني الكلمات والجمل والمصطلحات الموجودة في اللغة الانجليزية، وهو مجهود اخذ منا قرابة 30 عاما من العمل والتطوير“.
ويعتقد الخبراء ان خريطة المعاني اللغوية، التي أنتجتها الشركة الأمريكية، ومقرها سان فرانسيسكو”، الأكبر والأوسع في العالم، وستوفر لأجهزة الكومبيوتر معطيات لغوية تعادل عشرة أضعاف القدرة اللغوية لخريج ثانوية أمريكية.
وفي حال انطلاق هذه الخريطة اللغوية الجديدة عبر العالم الافتراضي للانترنت، سيكون بإمكان المستخدم الاستفادة من بيئة بحث أكثر ذكاء، وليس مجرد مطابقة كلمات كما يحدث حاليا عند البحث عن طريق محركات او وسائط بحث مثل غوغل وياهو وغيرها.
وحول هذا يقول رئيس الشركة المنتجة للخريطة الانترنتية ان استخدامها سيساعد الباحث على إيجاد مراده وسط اكوام من المعلومات المتراكمة، او بمعنى آخر سيجد الابرة وسط كومة القش.
ومن ابرز المستفيدين من هذه التكنولوجيا الجديدة الأنظمة القضائية ومؤسسات البحوث الجنائية، وما إليها من مؤسسات تحتاج باستمرار الى البحث والتنقيب في أكوام من المعلومات القديمة والمتراكمة عبر عشرات السنوات من العمل.
وقالت الشركة انها ادمجت خريطتها الجديدة ضمن موقع “ويكابيديا” القاموسي على الانترنت، والذي يعتبر احد أكثر المواقع استخداما في البحث عن المعلومات المعرفية.
إلا ان شركة “كوجنشين تكنولوجيز” ليست وحدها في هذا المضمار، اذ تواجه منافسة من غريمة جديدة اسمها شركة “باورست”، وهي شركة تعمل بذات التخصص وعمرها ثلاث سنوات، وكانت مايكروسوفت قد استملكتها في يوليو/تموز الماضي.
وتحاول مايكروسوفت من خلال تكنولوجيات شركة “باورست” تحسين أدائها أمام منافسيها غوغل وياهو، اللذان يحتلان المركزين الأول والثاني بين محركات البحث الرئيسية في الانترنت.