كمبيوتر وملحقاته

ما هي ملفات تعريف الارتباط الكوكيز Cookies

ملفات تعريف الارتباط Cookies والتي تعرف ايضا بسجل التتبع أو سجل المتصفح هو قطعة نصية صغيرة مخزنة على حاسوب المستخدم من قبل المتصفح. تحتوي سجلات التتبع على معلومات مثل تفضيلات المستخدم، محتويات عربة التسوق، أو غيرها من البيانات التي تستخدمها المواقع الإلكترونية.

لقد اصدر الاتحاد الأوروبي في عام 2011 قانونا يحتم على جميع المواقع أن تخبر زوارها باستخدامها لملفات الكوكيز وبكيفية الامتناع عن تنزيلها والتعامل بها. هذه المقالة تشرح ماهية ملفات تعريف الارتباط الكوكيز، وتبرز بعض مظاهر الخطر المرتبطة بها.

ما هي ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز)؟

إن الكوكيز تحظى بسمعة سيئة بعض الشيء؛ إذ لا تكاد تسمع عنها إلا بصيغة التحذير، فقد نظن أنها ملفات مضرة كالفيروسات ونحوها، ولكن هذا التخيل يجانبه الصواب.

اعلانات جوجل

(الكوكيز) عبارة عن ملفات نصية صغيرة جدا يقوم متصفح الإنترنت الذي نستعمله بتنزيلها من المواقع التي نتصفحها على الجهاز الذي نتصفح منه، ووظيفتها الأساسية هي تخزين بعض المعلومات عنا وعن تصفحنا للمواقع حتى يتسنى للموقع استرجاعها وقت الحاجة، سواء في جلسة التصفح الحالية أو في جلسات مستقبلة.

لماذا تستعمل المتصفحات (الكوكيز)؟

ما هي ملفات تعريف الارتباط الكوكيز Cookiesإن المتصفحات لا تعرف من أنت، وإنما يقوم المتصفح بإرسال طلب لخادم الموقع server فيقوم الخادم بالرد عليه وإرسال الصفحات المطلوبة، فإذا قام المتصفح بإرسال طلب جديد إلى الخادم تعامل الخادم مع الطلب على انه طلب جديد ولا علاقة له بالطلب السابق. فمثلا إذا كنت تتصفح موقع أمازون Amazon واخترت بعض المنتجات من على صفحة ما لتوضع في سلة التسوق الخاصة بك ثم تنتقل إلى صفحة أخرى… وفقا لما سبق ذكره فإن الموقع سيتعامل معك كأنك تزور الموقع لأول مرة، وبالتالي لن يحتفظ باختياراتك في الصفحة السابقة، كما أنك كلما أعدت تحميل الصفحة سيتم تسجيل خروجك من أي موقع، لأنك – بالنسبة للموقع – شخص جديد يطلب عرض الصفحة.

لكي يتعرف الموقع على الزوار ويتمكن من تذكرهم يقوم بإرسال ملف صغير جدا فيه رمز مكون من بعض الأرقام أو الحروف، ويكون هذا الرمز تعريفا لهذا الزائر على هذا المتصفح، وهذا الملف هو ملف تعريف الارتباط أو (الكوكيز). كلما قمت بزيارة الموقع أو بطلب صفحة فيه أو أي جزء منه يقوم متصفحك بإرسال طلب إلى خادم الموقع، ويرد الخادم عليه بالصفحة المطلوبة ويرسل له ملفات (الكوكيز) الخاصة بذلك الموقع ليخزنها، فإذا عاد المتصفح وقام بإرسال طلب آخر للخادم – في ذات الجلسة أو في جلسة لاحقة – يقوم المتصفح بإعادة إرسال (الكوكيز) للخادم؛ فيتعرف عليها وبالتالي عليك. يقوم الخادم بتعديل هذه الملفات وإرسالها مرة أخرى للمتصفح أو إرسال ملفات (كوكيز) أخرى معها، وبالتالي يتكون في المتصفح سجل لتصفحه على الموقع.

وملفات (الكوكيز) هي الوسيلة التي تمكنك من حفظ تفضيلاتك على المواقع المختلفة، كأن تحدد الطريقة التي يتم بها عرض الموقع من ألوان ومحتوى وخلافه، وهي ما يقوم بحفظ حالة تسجيل الدخول حتى عند إغلاق الموقع، كما أنها – كما ذكرنا – تحفظ المنتجات في سلة التسوق عبر صفحات الموقع المختلفة. وبالإضافة إلى تلك الوظائف – والتي قد تعتبر أساسية لعمل بعض المواقع بطريقة سليمة – فإن ملفات (الكوكيز) يمكنها رصد وحفظ تصفحك على الموقع، فتحفظ الصفحات التي قمت بزيارتها، وأوقات الزيارة ومدتها.

إذًا ملفات (الكوكيز) ليست سيئة على الإطلاق…

وهنا تبدأ الريبة تتسلل إلى الموضوع؛ فنظريا لا يستطيع أي موقع أن يقرأ إلا ملفات الكوكيز الخاصة به، فلا يستطيع أي موقع أن يقرأ ملفات موقع آخر، ولكن…(!) تخيل أن هناك إعلان على موقع ما… هذا الإعلان لا يتم بثه من الموقع الذي يستضيف الإعلان، وإنما يُبث من موقع أخر! عند زيارتك الموقع المستضيف للإعلان يقوم متصفحك بإرسال طلب كذلك إلى موقع الإعلان يطلب منه بيانات لعرض الإعلان، فماذا تتوقع أن يأتي مرسلا مع تلك البيانات؟ إذا كانت إجابتك: «ملف (كوكيز)» فقد أصبت! وهذا ما يعرف بملفات تعريف الارتباط لجهات خارجية أو لطرف ثالث Third-Party Cookies.

ولكي نوضح الخطورة المحتملة في تلك الملفات نضرب عليها مثالا.

تخيل أن هناك موقع اسمه Ads.com، وهو يقوم بعرض إعلانات على مواقع مختلفة. يريد أصحاب هذا الموقع معرفة من يرى إعلاناتهم وبعض البيانات عن أولئك الزوار، فيرسل موقع Ads.com ملفات (كوكيز) من خلال المواقع المستضيفة لإعلاناته لكل زائر لتلك المواقع، تتابع تصفحهم على تلك المواقع، وترسل تلك البيانات إلىAds.com، وتشمل هذه البيانات كما ذكرنا الصفحات التي زاروها على المواقع، وأوقات زيارتها ومدة المكث عليها، فيتيح هذا لموقع Ads.com أن يسترق النظر إلى حياة الزائرين الشخصية فيتعرف عليهم وعلى تفضيلاتهم أكثر مما يمكّنه من بث إعلانات تلائم تلك التفضيلات فيحقق مكاسب أكبر، كما يمكنه من بيع تلك البيانات عن الزوار لمن قد يستفيد منها بشكل مماثل. المشكلة تكمن في أن هذه التفاصيل تم الحصول عليها بغير إذن أصحابها فيعتبر هذا تعدٍ على الخصوصية، ولا يستطيع الزوار كذلك التحكم في الجهات التي قد تشتري بياناتهم.

ويزداد الأمر خطورة…

المشكلة لا تنحصر في إمكانيات ملفات الكوكيز فحسب وإنما تمتد كذلك إلى الأشخاص أو الجهات الذين يمكنهم الحصول عليها، فشبكة الإنترنت مليئة بقطاع الطرق من المخترِقين (hackers) الذين يمكنهم اعتراض سبيل أي معلومات مرسلة؛ فحتى أكثر ملفات (الكوكيز) براءة قد تتحول إلى خطر داهم على الأمان والخصوصية.

ما هي ملفات تعريف الارتباط الكوكيز Cookies

الموضوع جد خطير: فإذا حصل أحدهم على (الكوكيز) الخاصة بشخص ما لموقع من المواقع فإن ذلك يمكنهم من انتحال صفة ذلك الشخص على الموقع، فالموقع لا يفرق بين الزوار إلا عن طريق (الكوكيز)، مما يعني أنهم قد يلجون إلى معلومات شخصية أو ذات طابع حساس لا سيما إذا كان الزائر قد اختار المحافظة على حالة تسجيل الدخول على الموقع.

فما العمل؟

تحتل قضية (الكوكيز) اهتمام الهيئات المختلفة منذ ما يناهز عقدا من الزمان، فبعض المواقع تتيح لزائريها الاختيار بين تحميل ملفات (الكوكيز) غير الأساسية لعمل الموقع (والتي تتابع تحركات الزوار) أو عدمه. ينبغي على كل منا أن يراجع سياسات المواقع التي يستعملها بخصوص ملفات (الكوكيز) حتى تتسنى له مشاركة تلك البيانات التي يرغب في مشاركتها فقط، لا غيرها.

ونظرا لأن كثيرا من المواقع لا تباشر عملها من أراضي الاتحاد الأوروبي فليست كلها ملزمة إلزاما قانونيا بإخبار الزوار بجمعها لبيانات عنهم؛ فقام مطورو المتصفحات بإضافة إمكانية رفض تنزيل ملفات (الكوكيز)، وتتراوح الاختيارات بين رفضها بالكلية (وهذا قد يؤثر على عمل بعض المواقع كما أسلفنا)، أو تنزيلها كلها (بما تحمل من مخاطر)، أو الحل الوسط: عدم تنزيل (الكوكيز) لجهات خارجية أو أطراف ثالثة، فيقوم المتصفح فقط بتنزيل الملفات الخاصة بالموقع المزار ليس إلا.

هذا الموضوع يتم تفعيله من إعدادات الخصوصية لكل متصفح، ومن الممكن كذلك محو كل ملفات (الكوكيز) من على جهازك.

كوكيز فلاش (Flash Cookies)

نوع آخر من ملفات (الكوكيز) ينبغي التحرز منه هو تلك الخاصة بتطبيقات فلاش. تختلف هذه عن ملفات (الكوكيز) العادية بكونها لا تخزن في نفس المكان، وإنما يتم تخزينها في تطبيق (Adobe Flash) الخاص بالمتصفح، وبالتالي لا تمحى عند محو الملفات العادية؛ ولهذا تستعملها بعض المواقع كمستودع احتياطي لملفات (الكوكيز). يمكن محو هذه الملفات من إعدادات تطبيق فلاش (Flash Player Settings) في المتصفح.

الخلاصة

إن ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) تختلف نكهاتها، فبضعها أساسي لطريقة عمل الإنترنت في زمننا الحالي، وبعضها قد يشكل خطرا على الخصوصية والأمان. يمكنك التحكم في مدى تدخل تلك الملفات في شؤونك من إعدادات متصفحك وإعدادات المواقع التي تقوم بزيارتها لتقي نفسك من المخاطر المحتملة.

اعلانات جوجل

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى