3 نقاط تجعل مقاطع فيديو دروسك ملائمة للتعلم عن بعد في القرن 21 في ظل جائحة كورونا
نصائح وارشادات في مجال التعليم الالكتروني
عندما بدأت في نشر محاضرات الفيزياء على موقع الكتروني خاص لايصال هذه المحاضرات إلى طلابي الذين سببت ظروف الاحتلال في عدم قدرتهم على الوصول إلى قاعة المحاضرة وكان ذلك في االعام 2001، حرصت على صياغة المحاضرة بطريقة تختلف عن صياغة الكتب فجعلتها كما لو كان الطالب يسمعها في قاعة الدرس تماما. وكان لهذه الطريقة سببا في انتشارها على نطاق واسع من خلال شبكة الفيزياء التعليمية، ثم بعد 3 سنوات انتشرت اجهزة الـ mp3 فحرصت على تسجيل مقاطع صوتية ونشرها للطلبة بجانب المحاضرات المكتوبة. تطورت وسائل الانترنت وخدماته وانتشر اليوتيوب فبدأت في تسجيل المحاضرات فيديو صوت وصورة وكان ذلك في العام 2009. كانت البداية صعبة لقلة الأمكانيات المتوفرة وارتفاع ثمنها ولكن مع تطور الوسائل التقنية وانتشار اجهزة الجوالات الذكية المدعمة بكاميرا وبرمجيات تسجيل الشاشة وبرمجيات تحرير الفيديو تطورت اساليب التسجيل واصبحت اسهل وايسر الان مما كان عليه الامر منذ عشرة سنوات.
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو الخطأ الذي يقع فيه الكثير من المعلمين والمحاضرين عندما تطلب الامر منهم تسجيل دروسهم ومحاضراتهم للتغلب على الظروف الراهنة التي فرضها علينا انتشار جائحة كورونا كوفيد-19. هذا الخطأ متمثلا في النظر بمنظور الطريقة التقليدية للقيام بالامور التكنولوجية. أن الامر يستغرق سنوات من الخبرة قبل أن يدرك الناس المبادئ الفريدة التي تحكم التكنولوجيا الجديدة وكيفية استخدامها بفعالية. فبالنسبة للمقررات الدراسية التي تنشر عبر الإنترنت، يتطلب الامر إنشاء مقاطع فيديو لاستبدال الدروس الوجاهية التقليدية المباشرة.
لقد شاهدت الكثير من الدروس والمحاضرات التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي او قنوات اليوتيوب والتي يقوم فيها المعلم او المحاضر بانشاء مقاطع فيديو ليست سو سرد وقراءة لملف بوربوينت الذي يستخدم عادة في دروسهم او محاضراتهم. وذلك لأنهم لازالوا تحت قيود الطريقة التقليدية القديمة في التعليم بالرغم من اختلاف الوسط التعليمي الان فاصبح عن بعد ولا يتواجد المحاضر فكانت النتيجة ان شعر الطلبة بالملل والضيق والاحباط.
ان المواد المرئية بصيغة الفيديو ليست مخصصة لعرض ملاحظاتك المفصلة، بل هي لتوضيح الرسالة باستخدام صور تضيف تشديد عاطفي وتناظر بصري على المفهوم. حيث يسهل استخدام الصور فهم وتذكر المفاهيم المجردة.
يحتاج المعلمون والمحاضرون الذين يطلب منهم منهم التدريس عبر الإنترنت في ظل انتشار جائحة كورونا إلى دورات تدريبية ونقاط ارشادية تسهل عليهم مهمتهم في إعادة صياغة دروس التعليم التقليدي المباشر إلى مقاطع فيديو فعالة.
سوف اضع هنا بعض القواعد البسيطة للمساعدة والمساهمة في نشر مقاطع فيديو تعليمية مفيدة ومثمرة للطلبة اتمنى ان تكون مفيدة للقارئ سواء كان محاضرا او معلما او مدربا ينوي افتتاح قناة تعليمية لنشر الدروس والمحاضرات.
النقطة الأولى حدد موضوعا واحدا لمقطع الفيديو
غالبًا ما يبدأ المعلمون عملية تطوير المادة بهدف “تغطية كامل المحتوى” حيث ينصب التركيز على المرور على كل المواضيع الضرورية. سيؤدي هذا إلى نقل المعلومات للطلاب، كما لو أنهم ينقلون معلومات مخزنة على فلاشة إلى جهاز كمبيوتر. ولكن في الوقت الذي تستطيع فيه أجهزة الكمبيوتر تسجيل كميات كبيرة من المعلومات بدقة، لا يستطيع العقل البشري ذلك. فالعقل البشري مبني لتذكر الأمور المهمة فقط، لذلك يجب إيصال المعلومات من حيث أهميتها.
وبالتالي فإن أول مهمة للمعلم عند انشاء درس الكتروني للتعلم عن بعد هي تحديد أهمية المعلومات. سيقود هذا لموضوع واحد في كل مقطع فيديو. على سبيل المثال اذا كنا نتحدث عن المجال المغناطيسي مثلا فاننا نجعل من الفيديو الاول يتحدث عن اكتشاف المجال المغناطيسي والمقطع الثاني يتحدث عن الفرق بين المجال المغناطيسي للارض ومجال الجاذبية الارضية وفي المقطع الثالث نتحدث عن العوامل التي تؤثر على قوة المجال االمغناطيسي والمقطع الرابع يتحدث عن القوة المغناطيسية الناتجة عن المجال المغناطيسي وهكذا….
لاحظ هنا ان كل مقطع يركز على نقطة هامة ومحددة وهنا يمكن لك ان تبدأ كل مقطع باسئلة تشويقية او مقطع فيديو يتحدث عن ظاهرة سببها الموضوع الذي يغطيه المقطع المسجل. في نهاية الفيديو الذي مدته 15 إلى 20 دقيقة، يتكون لدى المشاهدين فهم أعمق للموضوع مع جذب انتباه الطالب خلال الشرح بشكل مركز يجعله يتذكر المعلومة ويبني عليها.
النقطة الثانية ابدأ درسك بما يجذب الانتباه
سواء كان محتوى الدرس يقدم وجهًا لوجه أو من خلال مقطع فيديو، إذا لم يجذب انتباه المشاهد خلال اﻟ 90 ثانية الأولى سيفقد المتحدث الجمهور. ومن الأخطاء الشائعة التي يتم ارتكابها في هذا المجال هو البدء بنظرة عامة على المواضيع التي سيتم تغطيتها، والتي سيتم نسيانها بمجرد مغادرتها فم المتحدث. مرة أخرى تعد محاضرات TED نموذجًا جيدًا. حيث يبدأ المتحدثون دائمًا بما يشد الانتباه بدلًا من البدء بنظرة عامة، مثل ” سرد قصة مثيرة كجريمة قتل واكتشاف القاتل عبر الاشعة تحت الحمراء” أو من خلال لغز او صورة أو مقطع فيديو قصير تحتاج إلى تفسير ويكون موضوع الدرس هو تفسيرها”. تثير هذه الافتتاحيات اهتمام الطلبة وتجعلهم راغبين بالمزيد.
قد يتساءل أعضاء الهيئة التدريسية في البدء حول الكيفية التي يستطيعون من خلالها الاستحواذ على فضول الطلاب من خلال موادهم، في سبيل ذلك عليهم سؤال أنفسهم أولًا لماذا يجدون المادة مثيرة للاهتمام. فقد يرى أستاذ الهندسة المدنية الذي يدرس تصميم الجسور، ان أهمية المواد هو ان التصميم السيئ للجسور قد يؤدي إلى كارثة، وبالتالي قد يبدأ بمقطع فيديو حول انهيار جسر. او اعوجاج سكة حديد سببت في حادثة قطار. او طرح سؤال إجابته منافية لحدس الطلاب. ثم يبدأ المدرس الدرس بعد أن نجح بجذب انتباه الطلاب.
ثالثا جد الصور التي ستترك انطباع لا ينسى لدى الطلبة
جلب الصور الافتتاحية لكل محاضرة يعتبر بالنسبة لي الجزء الاكثر متعة. فأنا أحب البحث عن صور ملفتة للنظر تجذب انتباه الطلاب. كثيرًا ما يستخدم الناس صورًا مملة لرجال أعمال ذو مظهر حسن يبتسمون للكاميرا، ولكن لا يحمل هذا النوع من الصور أي تعبير. تنجذب العين إلى الإبداع، وبالتالي يجب أن تكون الصورة شيئًا يبرز للمشاهد. مثلاً أنا أقوم باستخدام صورة لرائد فضاء يسبح في الفضاء لتوضيح مفهوم انعدام الجاذبية او صورة للترانزيستور من يظهر اجزاءه الداخلية استخدمها لاقول لطلابي هذا مبهم الان لكن احفظوا الصورة جيدا فسوف تتمكنون في نهاية المحاضرة من الحديث عن هذه الصورة المبهمة لاكثر من ربع ساعة. فكل مقطع فيديو تعده عن موضوع معين ابذل مجهودا كبيرا في انتقاء صوة مناسبة له تلهم طلابك وتثير فيهم حب المعرفة.
في النهاية هذه النقاط الثلاثة التي اعتقد انها الاهم في انشاء مقاطع فيديو جذابة وتلائم التعلم عن بعد والتي سوف تجنب المعلمون والمحاضرون من انشاء مقاطع فيديو هدفها الاساسي جعل الطالب ان يتذكرها ويفهم محتوياتها.
موضوع جد مهم في الظرف الحالي . شكرا لكم استاذ على اقتسام هذه التجربة وبارك اله في اأعمالك . فعلا قبل البأ في عرض أي محاضرة وخاصة في افليزياء يلزم التشويق وهذا المجال في الكثير من الظواهر التشويقية ، وغيه تجارب واكتشافات يمكن الإستعانة بها لجر انتباه الطالب وإشراكه في وضع تصور لحل المشكلة أ لتفسير الظاهرة