اساليب التعلم

لماذا رفض الطلبة والمجتمع فكرة التعلم الالكتروني؟ 9 اقتراحات لمدراء ورؤساء المؤسسات التعليمية

نصائح وارشادات في مجال التعليم الالكتروني

استخدمت تقنيات التعلم الإلكتروني في التدريس في قسم الفيزياء في جامعة الأزهر-غزة منذ ما يقارب الـ 20 عاما على التوالي حيث كان ذلك في عام 2001 حين كانت هناك مشكلة يعيشها معظم سكان قطاع غزة في عدم قدرتهم الوصول إلى قاعات المحاضرات وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة كل يوم.

لكن حالة الطوارئ التي نعيشها اليوم مع انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد-20) أمرا مختلف وغير مسبوق، حيث يعيش المجتمع بأكمله في ظروف استثنائية وبالاخص للتعلم والتعليم فهذه ظروف غير عادية. وكل المقترحات المقدمة والقائمة على استخدام التعلم الإلكتروني هي في الحقيقة ليست بالتعلم الالكتروني الذي تحدث معظم التربويين والمفكرين عن مزاياه ومحاسنه وقدراته وإمكانياته وأنه هو التعلم المنشود للقرن الواحد والعشرون. لكن ما نشهده اليوم وما نسمعه وما يدور في كل بيت ان التعلم الالكتروني نظام فاشل ولا يمكن الاعتماد عليه.

دعوني أخبركم أعزائي ان التعلم الالكتروني شيء وما نمارسه الآن هو شيء آخر فنحن الآن نشهد تعلم وتعليم عن بعد في حالة الطوارئ أو في حالة انتشار وبائي. لذا دعونا لا نظلم التعلم الالكتروني لانه يطبق في أجواء وبائية!

اعلانات جوجل

لماذا رفض الطلبة والمجتمع فكرة التعلم الالكتروني؟

نجد في يومنا هذا العديد من الرافضين للتعلم الإلكتروني من طلبة وأولياء أمور وحتى المعلمين أنفسهم والذين يعزون رفضهم لعدم جدواه في توصيل المعلومة او جعل الطلبة يهتمون بالتعلم من الاساس. ولكن ما يهم حَقًّا ليس الوسيلة التي يتم من خلالها إيصال التعليم، وإنما تصميم تجربة التعلم، وجودة المحتوى، وتفاعل الطلبة والمعلمين.

يمكن أن يكون التعليم عبر الإنترنت المصمم بشكل جيد بنفس فعالية التعليم المباشر. ولكن لا يمتلك المعلمون، الذين تم إقحامهم فجأة في التعليم عن بعد في حالة الطوارئ، الظروف المثالية لتوفير تعليم ذو جودة وتخطيط جيدان. الم يتعلم الكثير اصول البرمجة من قنوات اليوتيوب ألم يتعلم الكثير مهارات التصميم الجرافيكي وانا منهم من موقع ليندا الم نتعلم الكثير من المقررات الدراسية الاحترافية من منصة كورسيرا.

اكرر مرة اخرى اننا نعيش في ظروف استثنائية نعاني فيها من الضغط الناجم عن الخوف من المجهول (كم سيستمر هذا؟ من سيصاب به؟ كيف سيؤثر هذا على عملنا؟ والكثير من أبناء المجتمع وحتى صناع القرار يؤجل اتخاذ قرار بشأن اي شيء عسى ان تنتهي هذه الجائحة الاسبوع القادم ونعود إلى سابق روتين حياتنا ولكن هذا ما لا تشير له التقارير العلمية والطبية ولذلك علينا ان نتخذ قرارات مبنية على أسس قويمة ونسخر الإمكانيات المتاحة لانجاحها. وفي مجال التعلم والتعليم يوجد بين أيدينا كل إمكانيات شبكة الانترنت.

كيف يمكن للمؤسسات التعليمية توفير تعليم عن بعد ذي جودة عالية لكل الطلاب خلال هذه الجائحة؟

أولًا وقبل ان نبدأ يجب أن يكون المعلمون ورؤساء المؤسسات التعليمية واضحين حول كوننا نعمل في حالة طوارئ. ولا يوجد كتيب إرشادات حول كيفية القيادة أو التعليم عن بعد في ظل هذا الوضع، ولكن فيما يلي اقتراحاتي للقادة والمعلمين:

اعلانات جوجل
  1. التواصل بشكل متكرر وصريح مع الطلبة واولياء امورهم: التواصل بشكل متكرر ومباشر وصريح أمر أساسي. فهو لا يجيب فقط على الأسئلة لدى الطلاب وأولياء الأمور، وإنما يعطيهم الثقة بان لديك خطة حتى وإن كانت في تطور حسب مجريات الأحداث من حولنا. وتأكد أيضًا من معرفة الجميع لكيفية ووقت التواصل. واحرص على التواصل مع زملائك والطلاب بشكل منتظم. 
  2. أعط الأولوية للاحتياجات: حدد أولويات قصيرة وطويلة الأمد وخطوات معالجتها. ستجد أن هناك الكثير لإنجازه، ومن الضروري تحديد ما يجب القيام به ومتى.
  3. كن مرنًا: نحن نعمل في منطقة مجهولة. فالعديد من سياسات وضع التعليم التقليدي والدروس عبر الإنترنت قد لا يمكن تطبيقها. سيحتاج الرؤساء والمعلمون في المؤسسات التعليمية لأن يكونوا مرنين، وفي بعض الحالات مبدعين أيضًا.
  4. حافظ على البساطة: على الرغم من أن عددًا هائلًا من الشركات تعرض اليوم اشتراكات مجانية للكثير من المحتوى والأدوات التكنولوجية، لكن هذا ليس الوقت المناسب لطرح أدوات جديدة، ما لم يوجد هناك أي خيار آخر.
  5. ثبت روتين وجداول: عندما يكون موظفو المؤسسة التعليمية وطلابها موزعين على مناطق متباعدة، من المهم تثبيت جداول الاجتماعات والاتصالات الافتراضية، ولا تترك الامور حسب كل معلم وطلابه فهذا يشعل الاشاعات بين الطلبة ويعطي إحساس لدى اولياء الامور ان الامور خرجت عن السيطرة.
  6. تعاون: يجب أن يتعاون  رؤساء ومدراء المؤسسات التعليمية مع موظفيها وهيئتها التدريسية، وايضا مع رؤساء ومدراء المؤسسات التعليمية الأخرى. حتى تصدر تعليمات موحدة وواضحة لا مجال للطلبة ان تعقد المقارنات وتشكل ضغوطات للحصول على خدمات مماثلة، فتوحيد الصفوف مهم والقرارات الموحدة أهم.
  7. أشرك مجتمع المؤسسة التعليمية بأكمله في اتخاذ القرار: استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في إجراء الاستفتاءات الايجابية لإشراك المجتمع من الطلبة وأولياء امورهم في اتخاذ القرار معك كرئيس او مدير للمؤسسة، فهذا من شأنه ان يكون بمثابة تقديرًا لأدوارهم وسيعزز تأييدهم للقرار الذي سوف تتخذه.
  8. طور خطط الطوارئ: قد يحدث طارئ غير متوقع أو قد تخذلك التكنولوجيا، فيتعطل السيرفر او يحدث خلل في قواعد البيانات لن تعمل الأشياء كما هو مخطط لها دائمًا. تأكد من وجود خطط للطوارئ كبديل.
  9. توقف، استمع، فكر، وتعلم: لدينا جميعاً الكثير لنتعلمه من هذه الجائحة. ومع ذلك، من السهل أن نندفع إلى الأمام دون التوقف مؤقتًا أو التفكير في الدروس المستفادة. ما هي الأساليب التي دعمت الانتقال إلى التعليم والتعلم عن بعد في حالات الطوارئ؟ 

اتمنى من الله العلي القدير ان يزيل هذا الوباء عنا وان ينعم المجتمع بالطمأنينة والسكينة والهدوء. ومع ذلك يجب ان نتعلم من اخطائنا وان نصحح المسار وتدارك الاخطاء ومرة اخرى اقول ليست المشكلة في التعلم الالكتروني فهو وسيلة من وسائل التواصل ونقل المعلومات ولكن المشكلة واللوم على ماذا ننقل وكيف. 

قناة التلفزيون الجيدة والتي تقدم مواد جذابة ومفيدة لها جمهور والاخرى تحذف من ضمن القنوات.

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى