ضيف العدد الدكتور شريف صادق
أهلا وسهلا ومرحبا بكم دكتور شريف صادق ضيفا عزيزا على مجلة الفيزياء العصرية
بداية نريد بطاقة تعريفية لدكتور شريف.
الاسم: شريف علي صادق عبد الواحد مواليد 10 يونيو 1975 اعمل دكتور بقسم الجيولوجيا – كلية العلوم – جامعة القاهرة.
نريد ان نتعرف على الجوانب المشرقة في حياة د. شريف العلمية، فمتى التحق د. شريف بكلية العلوم؟ ولماذا بالأخص كلية العلوم؟
الالتحاق بالكلية كان في سبتمبر 1992 ومن أجل المصداقية كنت أرغب في كلية الهندسة في الرغبة الأولى في التنسيق ولكن لم أكن أعلم أن الله قد أراد لي الخير الكثير في مستقبلي الجيولوجي (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ)، (وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
ما سر التحاقكم بقسم الجيولوجيا؟
حبي للجيولوجيا منذ كنت في الثانوية العامة والذي زاد حبي لها بعد مشاركتي لرحلات حقلية مع والدي أ. د. / علي صادق.
كيف كان د. شريف في فترة دراسته بالكلية؟ وهل اشترك في اية أنشطة؟
كوني ابن لأستاذ كبير في القسم ذاته فقد تحملت مسئولية كبيرة على كتفي منذ اللحظة الأولى بالتحاقي بالكلية، فلم أكن أشعر أو أرى وأنا في تلك المرحلة العمرية أن هناك اختيارات أمامي غير أن أكون الأول دائما…
وهذا مما علمني اياه والدي …. أنه عندما أكون الأول دائما فأنا صاحب الاختيار … وكلما تراجعت في الترتيب أصبح مفروضا عليك أن تقبل ما هو مطروح عليك… وهذه من أغلى النصائح التي تعلمتها في حياتي.
وحيث أنني كنت شديد الحرص على أن اتفوق فلم أعير اهتماما للأنشطة غير لعبتي المفضلة وهي ( كرة المضرب و الطاولة –اليبنج بونج ) من حين لأخر.
ما الصعوبات التي واجهت د. شريف خلال دراسته بالكلية؟
التحدي الدائم والمسئولية الكبيرة تجاه اسم والدي والحفاظ عليه لأنني كنت وما زلت أعلم بأن هذه هي الضريبة المفروضة تجاه مثل هذا الوضع فأنا لست محاسبا عن نفسي فحسب بل وعن الاسم الذي أقترن به، فلكي أن تتخيلي مدى الالتزام و الانضباط في كل شيء والوضع الذي يجب أن اكون عليه طوال أربع سنوات دراسية.
حصل د. شريف على بكالوريوس العلوم، ثم ماذا بعد؟
أود الاشارة أنه – بفضل من الله و توفيقه – كنت الأول على دفعتي مع مرتبة الشرف وأكرر انه كان تحديا كبيرا لي ولم يكن مجرد اجتهاد فحسب، وكنت علي يقين بقول الله تعالى ” إن الله لا يضيع أجر المحسنين”. وكما تعلمين أن البكالوريوس هو البداية … وتحققت أمام عيني نصيحة والدي التي علمنيها … وكانت أمامي الخيارات للالتحاق بسوق العمل وكانت إما: العمل بالجامعة أو العديد من الفرص بشركات البترول. وبعد الاستخارة أردت ان اكون بالجامعة … وبدأت رحلة جديدة من العمل والتحدي مع الذات من اجل الماجستير ثم الدكتوراه وكلاهما تحمل الكثير من الذكريات والتاريخ والخبرات.
ماذا عن انجازات د. شريف (مؤلفات-الاعجاز العلمي ونشر ابحاث والخ)؟
أفضل ما وفقت فيه – بفضل الله ومنه – البحث الذي قدمته بمؤتمر الاعجاز العلمي بتركيا مارس 2011 بإسطنبول والذي حاز على تزكية وإعجاب الكثيرين من أهل العلوم الشرعية و الكونية وأنا أعتبر هذا البحث حجة على كل علماء الجيولوجيا من غير المسلمين، فأنا أتطلع دائما لتحقيق قول الله تعالى” ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين”.
فإن وفقني الله في ذلك فهو أعظم إنجاز أحققه، ذلك لأن هدفي الرئيسي هو أن أحيا لله بكل ما تحمله الكلمة من معنى كما أخبرنا رب العزة عن هدي نبينا (صلى الله عليه وسلم): “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين”
والله لا أرى أجمل ولا أروع من وظيفة “السفير” الذي يمثل دولته أو رئيسه فما بالك أن تكون سفيرا عن رسول الله…كما أمرنا (صلى الله عليه وسلم)…”بلغوا عني ولو آية”، وسفيرا عن دين الله ” كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”.
وأنا الآن بصدد نشر أبحاث جيولوجية لم يسجلها أحد من قبل عن (اكتشاف بعض أنواع الآثار لحفريات أسماك القرش) وذلك في منطقة الساحل الشمال، والتي سأفصح عنها بالتفصيل في المجلات البحثية العلمية.
حدثنا أكثر عن سبب اتجاه د. شريف إلى الإعجاز العلمي في القرآن.
الإعجاز العلمي هو أكثر شيء يشغلني من ناحية الدعوة لأنني من خلاله أقوم بتأسيس عقيدة سليمة في منهج الدعوة إلى الله، لأن أكبر مشكلة لدينا كمسلمين هي أننا نفتقد العقيدة السليمة، فأنا أحاول أن أحقق وأظهر قدرة الله عز وجل بعرض معجزاته وحججه من كتابه الكريم، فالإعجاز العلمي بلا شك ركيزة أساسية في الدعوة.
في رأيكم.. أيهما أفضل، طرق التدريس عندما كنت طالبا ام الآن وحضرتك مدرسا؟
لا أجد اختلافا كبيرا يذكر غير في ادوات التدريس (الكمبيوتر) اما العنصر الرئيسي والأهم بل والأخطر هو عضو هيئة التدريس وهذا ما نحتاج إلى تطويره.
ما الذي يميز علوم القاهرة عن غيرها من كليات العلوم؟
الشدة في محاسبة ابنائها علميا وهذا ايضا ما يميز أبناء كلية علوم القاهرة وبالتالي من يحصل على تقدير ما فإنه ولحد كبير يستحقه سواء كان مرتفعا أو منخفضا على العكس من بعض الكليات الأخرى والتي تهتم على أن يحصل أبنائها فقط على التقديرات العالية وسرعان ما يظهر الفرق بين أبناء الكليات في سوق العمل.
وكذلك إمكانيات جامعة القاهرة تفوق الكثير من الجامعات المصرية، ولكن الآن هناك تقدم ملحوظ في جامعات عين شمس وحلوان وأسيوط.
كيف ترون الطالب العربي عامة والمصري خاصة؟
المؤسسة التعليمية في العالم العربي لم تأخذ حقها بالمقارنة بمثيلتها في دول الغرب، فالمؤسسات في الدول العربية ضعيفة وروتينية جدا تفتقد التطوير والجدية والاهتمام، رغم تفوق العقول العربية وخاصة المصرية، فالعقل المصري بفضل الله وبشهادة العالم أجمع من أفضل العقول العلمية المفكرة، كأمثال: د. أحمد زويل ود. فاروق الباز ود. مجدي يعقوب وغيرهم الكثير ممن ظهر وممن لم يظهر.
ما رأيكم في البحث العلمي في العالم العربي؟ وما الذي يميز الغرب عن العرب في هذه النقطة؟
في العالم العربي لكي نكون أكثر صراحة، العالم والأستاذ يبحث عن سبل الراحة وكيفية المعيشة وتوفير احتياجاته واحتياجات بيته، فهو يضطر إلى أن يبحث عن اعمال بديلة بجانب البحث العلمي لكي تدر له دخلا يكفيه وعائلته، فليس لديه وقت لأن يفكر أو ينتج.
أما في الغرب فهم أناس اهتموا بالمادة، عرفوا أن أفضل استثمار هو الاستثمار في العلم بلا أدنى شك، فمثلا د. زويل أخذ دعما وفريق عمله قدره 20 مليون دولار وذلك لتطوير بعض الرقائق الإلكترونية التي تساعد في التعرف على وجود المرض بصورة سريعة في جسم الإنسان، فهم يعلمون أن ذلك البحث سيدر عليهم الكثير من المال بل أضعاف مضاعفه لما صرفوه عليه، وهذا هو منتهى الذكاء والذي نحتاج إليه عملا وليس قولا في بلادنا العربية.
هل تشجع هجرة العقول العربية الى دول الغرب؟
فقط أشجع تبادل الخبرات، بينما الحجر على العقول العربية واحتكارها واستغلالها فلا أشجعه إطلاقا، بل وجب علينا تشجيعهم ومساعدتهم لينتجوا في بلادهم.
من وجهة نظركم.. ما أهمية الانترنت في حياة الطلاب؟
الانترنت بالغ الأهمية، حيث إنه وسيلة فعالة جدا لتلقي المعلومات العلمية والأبحاث بل وتبادلها بين جميع أقطار العالم، وكما كان شعلة وفتيلة الثورات العربية على أنظمتها الظالمة المستبدة، سيكون إن شاء الله تعالى كذلك للثورات العلمية والتكنولوجية.
في رأيكم.. ما سبب عزوف الطلاب عن كليات العلوم والبحث العلمي؟
معرفة الطلاب أنه لا جدوى من دخول كلية علمية إلا صعوبة الدراسة وانتظار الوظيفة إلى أجل غير مسمى، فالكليات العلمية غالبا يدخلها من يحبها ويحب البحث العلمي ويكون مرتبطا بالعلوم والتفكير دون النظر إلى مرتب أو وظيفة. أما غير ذلك، فيفضل الطلبة الدخول إلى الكليات النظرية حيث احتياجات سوق العمل وسهولة الدراسة.
وأما عزوفهم عن البحث العلمي، فذلك لأنهم لا يجدون تشجيعا من الدولة في هذا المجال ويرون علمائهم وأساتذتهم يهاجرون إلى الخارج أو يجلسون في أماكنهم لا يتحركون من قلة الامكانيات والأجهزة وتشجيع الدولة لهم، ففقدوا الأمل في التغيير والإنتاج.
ما النصائح التي تقدمونها للطلاب عامة ولقراء مجلة الفيزياء خاصة؟
عليهم التركيز على دراستهم والانتهاء سريعا منها، ثم الاطلاع وتبادل المعلومات والثقافة لاسيما وجود الانترنت الذي يسهل كل ذلك.
وفي النهاية.. سعدنا كثيرا د. شريف بهذا الحوار الشيق الثري، ونأمل ان يتجدد دائما… نشكركم شكرا جزيلا.. مع تحيات/ أسرة تحرير المجلة..