ماذا يحدث لو لم تتواجد الطاقة النووية إلى الآن؟
هل تفكرت يوما ماذا عساه أن يكتسب العالم أو يفقد إن لم نتعرف على الطاقة النووية إلى الآن!!
سؤال يحتاج إلى تفكير وعمق ولذلك سأجتهد على قدرى أن أبين للقارئ الكريم الآثار المترتبة على هذا الأمر واعدا إياهم أن يكون لنا مقال حول الطاقة النووية وسبل توليدها ومفاعلاتها فى الأعداد القادمة للمجلة إن قدر الله تعالى ولكن قبل أن نتحدث عن آثار إنعدام الطاقة النووية أو الذرية دعونا نتعرف إبتداءا على مفهوم هذه الطاقة.
مفهوم الطاقة النووية
هى الطاقة التى تتحرر عندما تتحول ذرات عنصر كيميائى إلى ذرات عنصر آخر وعندما يحدث إنفلاق لأحد ذرات العناصر الثقيلة إلى ذرات عنصر أخف فإن التحول يسمى (انشطارا نوويا) ويمكن أن تتحد ذرات هذه العناصر مسببة ما يسمى (إندماجا نوويا) ويعول على هذه الطاقة أن تصبح أعظم مصادر الطاقة فى العالم للإضاءة والتسخين وتشغيل المصانع وتسيير السفن …الخ من الاستخدامات التى لا حصر لها.
وسأسوق لك عزيزى القارىء فى نقاط ماذا إن لم تكتشف أسرار هذه الطاقة إلى الآن ذاكرا مميزات تواجدها والسلبيات التى أحدثتها فى نقاط محددة كالتالى:
- قلة الرعب المجتمعى العالمى حاليا
فالمجتمعات تحيا حاليا حالة من الرعب والفزع العالمى لإمتلاك بعض الدول لمثل هذه الطاقة والتى استخدمتها بطريقة عدائية لفرض هيمنتها على الدول بصنع القنابل الذرية وقد يكون توصل العديد من الدول لمثل هذه القوة اصبح وسيلة لنشر شىء من الأمن المصطنع والبحث عن بدائل أخرى لفرض الهيمنة وضرب الدول باستخدام أساليب الحرب الباردة.
- زيادة الطلب على الوقود الأحفورى
لا شك أن الطاقة الذرية خففت نوعا ما من زيادة الطلب على مصادر الطاقات البترولية كما سنبين فى النقاط التالية وبالتالى إن لم تتواجد هذه الطاقة سيرتفع الطلب وبشدة على مصادر الوقود الأحفورى.
- إنقلاب موازين القوى العالمية الحالية
كلنا يعلم أن أمريكا وحلفاؤها أنهت الحرب العالمية الثانية عام 1945 م باستخدام قوة السلاح النووى الوليد آنذاك بضرب القنابل الذرية على هيروشيما ونكازاكى فما الحال إن لم تكن أكتشفت هذه الطاقة وقتها هل كانت أمريكا ستظل سيدة العالم بقوتها إلى اليوم؟!
- تأثر فن الإضاءة والتسخين وحركة السفن
فكما هو معلوم أن الطاقة الذرية ساهمت بالدور الكبير فى تطور الإضاءة وتوليد الكهرباء والتسخين مما سهل حركة السفن والملاحة وإن لم تتواجد الطاقة النووية حتى اليوم لا شك أن وضع هذه النظم كان سيظل حبيس التقليد والتهميش وقلة الكفاءة.
- تأثر الطاقة الكهربية بشكل كبير
فكما هو معلوم أن هناك العديد من الدول التى تعتمد بشكل كبير على الطاقة النووية السلمية فى توليد إحتياجاتها من الطاقة والتى تمثل 35% بالأتحاد الأوروبى، 77% من إحتياجات فرنسا وليتوانيا و 30 % من إحتياجات اليابان.
- إفتقار بعض الدول لدخل قومى كبير
ستفقد بعض الدول مثل الولايات المتحدة وأستراليا وجنوب أفريقيا ونيجيريا مصدرا كبيرا للدخل القومى المتمثل فى كون أراضيها مصدرا خصبا لليورانيوم والبلاتينيوم اللاذان هما مصدر إنتاج الطاقة النووية بعد تخصيبهما .
- زيادة معدلات الاحتباس الحرارى
وذلك لكون الطاقة النووية طاقة نظيفة إلى حد ما والنفايات الناتجة عنها لا تحتوى على أكاسيد الكربون والنيتروجين والميثان التى يحتوى عليها الوقود الأحفورى فإذا لم تكتشف الطاقة النووية سيزيد الطلب على البديل الأحفورى ومن ثم تتصاعد هذه الغازات مسببة الاحترار الجوى المعروف بالأحتباس الحرارى Global Warming.
- إهدار مساحات كبيرة من الأراضى
وذلك لأن الدول ستلجأ لبناء محطات الحصول على الطاقة كالمحطات الشمسية ومحطات الرياح وهذه المحطات تحتاج لمساحات شاسعة لبنائها على عكس المفاعلات النووية .
- الحماية من مخاطر التسربات الإشعاعية
وهذه من أهم مخاطر المفاعلات النووية وهو حدوث تسريب للإشعاع مما يؤثر على الأفراد المصابين بالموت أو التشويه المستديم ومن أشهر هذه التسريبات ما حدث بمفاعل ( ثرى مايل آيلاند) عام 1979م والذى تم تفاديه بينما أودت تسريبات مفاعل ( تشيرنوبل ) بروسيا بحياة 31 شخص وإصابة المئات بالتشوهات الناتجة عن الإشعاع عام 1986م ومن ثم إن لم تتواجد الطاقة النووية ما كنا لنسمع عن مثل هذه التسريبات ولتجنبنا مخاطرها.
10- الحرمان من تطورات علم التعقيم والعلاج بالإشعاع
لا شك أن علم الطاقة النووية والإشعاع فتح الباب على مصراعيه لإكتشاف أشعة جاما والتى تستخدم فى مجالات عدة منها عمليات التعقيم للمشارط الطبية التى تستخدم لأول مرة فى العلمليات الجراحية لقدرتها على إختراق الأسطح والأجسام ، وكما هو معلوم ان هناك علاج بالإشعاع حاليا يستخدم فى علاج أمراض السرطان.
11-الحرمان من التطورات الهندسية العملاقة التى ظهرت حديثا
كما هو معلوم ان بناء المفاعلات الذرية يحتاج لتقنيات على درجات عالية من التعقيد من حيث نوعية المواد الداخلة فى تركيب المفاعل والشكل الهندسى لها ودرجات تحملها للحراة العالية والطاقة الإشعاعية الناتجة ومواد الأسمنت التى تتحمل الإنفجارات ومواد عد التسرب الإشعاعى وكل هذه التطورات ما كانت لتظهر إن لم تكتشف الطاقة النووية للآن.
12- الحرمان من تطورات علم الفضاء الحالية
وقد يتسأل سائل وما علاقة ذلك بالطاقة النووية فنقول ان إكتشاف أمريكا لمثل هذه الطاقة قبل الإتحاد السوفيتى شجع الأخيرة لغزو الفضاء وصناعة صواريخ رادعة كرد فعل على التطور الأمريكى فحدث سباق علمى رهيب فى علم الطائرات والصواريخ لحمل الروؤس النووية وسرعة قذفها وظهرت الطائرات بدون طيار والطائرات التى لا يستطيع الرادار رصدها.