اساليب التعلم

المحاضرات التقليدية ليست مملة فحسب، بل هي غير فعالة أيضًا، هذا ما تؤكده الدراسات

أظهرت الدراسات المختلفة أن الطريقة التقليدية لتدريس المحاضرات لها قيود سلبية على عملية التعلم الفعال والاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل. وبعض الأسباب الرئيسية لهذا الأمر هي:

  1. التعلم السلبي: المحاضرات غالبًا ما تتضمن تواصلًا في اتجاه واحد، حيث يكون الطلاب مستقبلين سلبيين للمعلومات. هذا النهج التعليمي السلبي قد يؤدي إلى انخفاض التفاعل والفرص المحدودة للمشاركة الفعالة والتفكير النقدي.
  2. التفاعل المحدود: عادةً ما تفتقر المحاضرات إلى فرص تفاعلية ذات مغزى بين المعلم والطلاب أو بين الطلاب أنفسهم. والمناقشات النشطة والعمل الجماعي غير متكررة، مما يعيق التفاهم العميق وتطبيق المعرفة.
  3. أنماط التعلم المتنوعة: الطلاب لديهم أنماط تعلم مختلفة، وقد لا تلبي المحاضرات احتياجات جميع المتعلمين. قد يستفيد بعض الطلاب أكثر من الوسائل المرئية، أو الأنشطة العملية، أو المناقشات التفاعلية، والتي قد لا تكون مشمولة بشكل كامل في المحاضرات.
  4. إرباك المعلومات: المحاضرات التقليدية قد تسبب إرباكًا للطلاب بسبب كمية كبيرة من المحتوى المقدم في وقت قصير. وهذا يمكن أن يجعل من الصعب على الطلاب معالجة واحتفاظ بالمعلومات بفعالية.
  5. فترة انتباه قصيرة: في عالم اليوم السريع والرقمي، قد تكون فترات انتباه الطلاب أقصر، مما يجعل من الصعب عليهم البقاء مركزين في المحاضرات الطويلة.
  6. نقص التأثير الشخصي: المحاضرات في الغالب تكون موحدة، مما يجعل من الصعب على المعلمين تخصيص التجربة التعليمية استنادًا إلى احتياجات واهتمامات كل طالب.

لمعالجة هذه المشكلات، بدأ التربويون في استكشاف وتنفيذ استراتيجيات تدريس بديلة تعزز التعلم النشط ومشاركة الطلاب والتفكير النقدي. بعض النماذج التعليمية الفعالة تشمل:

  1. تقنيات التعلم النشط: دمج تقنيات التعلم النشط، مثل المناقشات الجماعية، وحل التمارين، والتجارب العملية، يمكن أن يعزز مشاركة الطلاب وفهمهم.
  2. الفصل المقلوب: في نموذج الفصل المقلوب، يستعرض الطلاب محتوى المحاضرة خارج الفصل عن طريق مشاهدة فيديوهات أو قراءة المواد. ويستخدم وقت الفصل للأنشطة التفاعلية، والمناقشات، وتوضيح النقاط الغامضة.
  3. التعلم القائم على المشاريع: إشراك الطلاب في التعلم القائم على المشاريع يسمح لهم بتطبيق المعرفة النظرية على سيناريوهات من الحياة الواقعية، مما يعزز التفاهم العميق والمهارات العملية.
  4. التعلم بالتدريس: تشجيع الطلاب على تدريس المفاهيم لزملائهم يعزز فهمهم الخاص بالموضوع ويوفر فرصة للتعلم.
  5. تطبيق منهجية ستيم (STEM) في المحاضرات: يهدف إلى تعزيز التفاعل والمشاركة والتعلم النشط لدى الطلاب، وتعزيز التفكير النقدي والمهارات العلمية. إليك بعض الطرق التي يمكن تطبيقها لتحقيق ذلك:
    1. تكامل المواد: يمكن دمج المواد المختلفة من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المحاضرة. يمكن استخدام أمثلة وتطبيقات من جميع هذه المجالات لتوضيح المفاهيم الفيزيائية.
    1. التفاعل والتجارب: يمكن تضمين تجارب صغيرة أو تفاعلات تفاعلية في المحاضرة لجعلها أكثر إشراكًا. يمكن استخدام الأجهزة والأدوات العلمية المختلفة لتوضيح المفاهيم والمبادئ.
    1. الأنشطة العملية: يمكن تنظيم الأنشطة العملية والممارسات في المحاضرة لتعزيز التطبيق العملي للمفاهيم الفيزيائية وتوضيح كيفية استخدامها في الحياة اليومية.
    1. الاستفادة من التكنولوجيا: يمكن استخدام التكنولوجيا في المحاضرة لإبراز الأفكار وتوضيح المفاهيم بشكل مرئي. يمكن استخدام الشرائح التقديمية التفاعلية والأجهزة اللوحية والبرامج العلمية لتحقيق هذا الهدف.
    1. تشجيع التعاون: يمكن تنظيم النقاشات الجماعية والمشاركة الفعالة في المحاضرة. يمكن للطلاب العمل معًا في حل المشكلات ومناقشة الأفكار لتعزيز التعلم المشترك.
    1. مشاريع تطبيقية: يمكن توجيه الطلاب لإجراء مشاريع تطبيقية يتمحور موضوعها حول الفيزياء وتطبيقاتها في العلوم والتكنولوجيا. يمكن تقديم هذه المشاريع خلال المحاضرة واستعراضها في الفصول القادمة.
    1. التركيز على المشكلات الحياتية: يمكن توجيه المحاضرة للتركيز على حل المشكلات والتحديات الحياتية الواقعية التي تتعلق بالفيزياء. هذا يمكن أن يحفز الطلاب ويزيد من إحساسهم بالملاءمة للموضوع.

تطبيق منهجية ستيم في المحاضرات يعزز من تفاعل الطلاب مع المواد ويساهم في تعزيز الفهم العميق والتعلم النشط. إنه يساعد الطلاب على رؤية الفيزياء كجزء من واقعهم وتطبيقاتها في العالم من حولهم.

اعلانات جوجل

مراجع ودراسات

  1. Freeman, S., Eddy, S. L., McDonough, M., Smith, M. K., Okoroafor, N., Jordt, H., & Wenderoth, M. P. (2014). Active learning increases student performance in science, engineering, and mathematics. Proceedings of the National Academy of Sciences, 111(23), 8410-8415.
  2. Prince, M. (2004). Does active learning work? A review of the research. Journal of Engineering Education, 93(3), 223-231.
  3. Wieman, C., & Gilbert, S. (2014). The teaching practices inventory: A new tool for characterizing college and university teaching in mathematics and science. CBE-Life Sciences Education, 13(3), 552-569.
  4. Hake, R. R. (1998). Interactive-engagement versus traditional methods: A six-thousand-student survey of mechanics test data for introductory physics courses. American Journal of Physics, 66(1), 64-74.
  5. Deslauriers, L., Schelew, E., & Wieman, C. (2011). Improved learning in a large-enrollment physics class. Science, 332(6031), 862-864.

هذه المراجع تقدم دليلًا قويًا على أن استخدام أساليب تعليمية تفاعلية ومبتكرة يمكن أن يعزز من فعالية التعلم وتحسين تجربة الطلاب في مجال التعليم العالي.

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى