حوار مع عنصر .. اليورانيوم
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، ضيفنا اليوم هو عنصر شغل الناس، و كثر الحديث عنه في الصحف و المجلات وأخبار التلفاز، وازداد التساؤل عنه، فلهذا أحببنا أن نستضيفه ونسأله شخصيا عن صولاته و جولاته، رحبوا معي بالسيد يورانيوم.
تمام: أهلا بك سيد يورانيوم، هل من الممكن أن تقدم لنا بطاقتك التعريفية لو تكرمت؟
يورانيوم :وعليكم السلام ورحمة الله، أهلا عزيزي تمام، شكرا لهذا الترحيب الكريم. في البداية أنتم تعلمون بأن الأرض تحوي /92/ عنصرا طبيعيا ،ومع العناصر الغير طبيعية تصبح /114/، فأنا أعتبر أثقل هذه العناصر كما يعتبر الهيدروجين أخفها. أتواجد بشكل طبيعي على شكل ثلاث عناصر :
– يورانيوم U-238 يشكل نسبة 99.3% من اليورانيوم الطبيعي .
– يورانيوم U-235 يشكل نسبة0.7% من اليورانيوم الطبيعي.
– يورانيوم U-234يشكل نسبة قليلة جداً من اليورانيوم الطبيعي .
تمام: رائع جدا، أين تقيم في الكرة الأرضية وهل تشكل نسبة عالية فيها؟
يورانيوم :أقيم في العديد من الدول وعلى نسب مختلفة فمثلا أتواجد في الكونغو و النيجر، و تشيكوسلوفاكيا، وموريتانيا، كندا، استراليا، جنوب إفريقيا، الهند، اسبانيا، البرتغال، طبعا وتصل احتياطاتي في الوطن العربي إلى 1.5 مليون طن على شكل فلزات يورانيوم أولي ويمكن أن أتواجد حرا أو مع الفوسفات. أما عن نسبتي في القشرة الأرضية فتقدر بحوالي 0.0005 % من كل القشرة الأرضية ، تقريبا 65×10^12 طن.
تمام: سمعنا أن لك آثارا ضارة على الإنسان كباقي العناصر المشعة هل تحدثنا عن بعضها؟
يورانيوم :نعم بكل سرور، إنني كباقي الأشعة، وكما تعلمون بأن خطورة الأشعة بشكل عام تكمن بأنها تدخل إلى نواة الخلية وتدمرها وبالتحديد المادة الوراثية أو الحمض النووي (DNA) فعندها تصبح الخلية خاملة ولا يمكن أن تقوم بوظائفها كما يجب وتكون الخطورة أكبر على خلايا الدم الحمراء التي لا تحتوي نواة وبالتالي عند موتها فلا تستطيع أن تتجدد كما يمكن أن تصيب مراكز توليد الكريات الحمراء في النخاع أو في الطحال، أيضا تشكل خطورة على الخلايا العصبية كونها غير قادرة على الانقسام، أما عند إصابة الخلايا البيضاء فإنها تفقد الإنسان مناعته ويصبح أشبه بمريض الإيدز.
تمام: كل ذلك! وهل هناك فرقا في التعرض للأشعة بين الرجل والمرأة؟
يورانيوم :طبعا فتأثير الإشعاع يختلف حسب الجنس، فالرجل يمكنه أن يتحمل كمية أكبر من الأشعة مقارنة بالمرأة، كما أن تأثير الإشعاع يرتبط بالعمر وبصحة المريض وتكون أكثر تأثيرا على الخلايا الجديدة وعلى المرأة في فترة المراهقة، وعلى بعض أجزاء الجسم أكثر من غيرها .
تمام: هل من أعراض مرضية تظهر على الشخص المعرض لكمية عالية من الأشعة؟
يورانيوم :أكيد لا بد من ظهور أعراض وهي كالغثيان والقيء والنزيف الدموي، الإسهال، فقر الدم، فقدان الذاكرة، نقص الوزن، فقدان الشهية على الطعام، خوار القوى، ابيضاض الشعر، ضعف البصر، الشيخوخة المبكرة، ضعف القدرات الجنسية، احمرار الجلد …….الخ .
تمام: نسأل الله العفو والعافية، سيد يورانيوم يخلط الكثير من الناس بين مفهومي المخصب والمنضب (المستنفذ) فما هو الفرق بينهما؟
يورانيوم :في بداية الحوار تكلمت أن عائلتي تضم ثلاث نظائر، فالفعال منها هو اليورانيومu-235 الذي يشكل 0.7% فقط. فعندما تزداد هذه النسبة إلى 10% أو 15% أو حتى 50% يسمى باليورانيوم المخصب وذلك حتى يصلح لصنع قنبلة نووية، طبعا يتم رفع هذه النسبة عن طريق أجهزة الطارد المركزي أو غيرها، فالتخصيب لغاية 5% لا يصلح لصنع قنبلة نووية إنما يستخدم لأغراض سلمية أخرى .
أما المنضب (المستنفذ) فهو الذي نحصل عليه من النفايات النووية أي بعد الاستهلاك في المحطات النووية الكهربائية، أو من المستخدم في المفاعلات العسكرية، أي نفايات التخصيب هي التي تسمى بالمنضب (المستنفذ).
تمام: لقد عرفنا دور اليورانيوم المخصب، لكن ما هو دور المنضب وكيف نستفيد منه؟
يورانيوم :سؤال جميل، يمكن أن يستخدم في صنع القذائف لجعلها أكثر تدميرا وذلك لثقله، فهو أثقل من الرصاص ب 1.7 مرة، فحين تصطدم قذيفة حاوية على اليورانيوم المستنفذ بدبابة فإن درجة حرارتها ترتفع جدا مؤدية إلى تبخر المعدن وأكسدته وتنتشر على شكل غبار ضار جدا يمكن أن يستنشقه الإنسان ويصل الرئة محدثا ضررا ساما أو مشعا .
تمام: حدثنا قليلا عن النفايات النووية وأضرارها.
يورانيوم :بصراحة هذه هي المعضلة يا سيدي، وهي مشكلة المشاكل بالنسبة لي، إليك بعض النسب منها في بعض الدول:
-/70/ مليون طن سنوياً في أمريكا.
– /50/ مليون طن في الاتحاد السوفيتي السابق.
– /35/ مليون طن في أوربا.
إن النفايات النووية الصادرة عن المفاعلات خطيرة جدا ، فهي أكثر من 1300 نظير فمنها ما هو مشع و منها ما هو أقل إشعاعا ومنها ما هو عديم الإشعاع، إلا أن كل مادة تلامس أجزاء المفاعل أثناء عمله تصبح مشعة، حتى الماء، وهي مضرة بالإنسان والبيئة. طبعا تهدأ هذه النفايات عادة وتدفن في الأرض ضمن شروط صارمة، لأن مدة نشاطها تستمر إلى 1500سنة.
تمام: باعتبارك أعلم من غيرك ، هل من طرق للوقاية؟
يورانيوم :بالتأكيد هناك طرق للوقاية، وأفضلها على الإطلاق هو الإبتعاد عنها قدر المستطاع، وعدم التعرض لها، كما أن هناك حجاب واقي يمكن استخدامه لتقليل أثرها على الجسم، أيضا هناك بعض الأدوية التي تخفض الحرارة في الجسم وأدوية تحوي حموضا امينية لتشكيل البروتين الطبيعي في الجسم، كما يمكنك الاستفادة من الاحتياطات التالية:
1- لا تستعمل المنابع المشعة إذا كنت دون الـ 16 من العمر.
2- لا تمسك المنبع مباشرة قط. استخدم دائما الملاقط.
-3لا توجه المنبع قط نحو أي شخص بما فيهم أنت .
4- أعد دائما المنبع إلى الحاوية الرصاصية بعد الاستعمال.
5- احفظ المنابع في خزانة مأمونة وأغلقها بالمفتاح عندما لا تكون قيد الاستعمال.
6- حافظ دوما على أبعد مسافة ممكنة بينك وبين والمنبع.
-7لا تفتح قط منبعا مشعا مختوما.
8- بلغ فورا عن أي حوادث.
تمام: حسنا تكلمنا كثيرا عن السلبيات و المضار ، هل من فوائد؟
يورانيوم :هذا هو الجانب الخير في الأشعة والذي أتمنى أن يكون هو الهدف المرجو لكل شخص يعمل في هذا المجال حيث يستفيد قدر الإمكان في إنقاذ البشرية من أزماتها لا أن يقوم بهلاكها ودمارها …
فمثلا يمكنه الاستفادة مني في الطب النووي ومعالجة الأمراض، وفي مجالات الصناعة كافة، وفي توليد الطاقة الكهربائية كطاقة نظيفة، وفي تصنيع البطاريات النووية ، أيضا في أبحاث الفضاء وتغذية المركبات بالطاقة وفي تقدير الأعمار كساعة زمنية قديمة وأزلية، وفي وسائط النقل …… والكثير الكثير، فلا يكاد مجال يخلو من فوائدي .
تمام: في الختام لا يسعني إلا أن أشكرك على تواجدك الكريم معنا وعلى إجاباتك الجميلة …والى اللقاء في الحلقة القادمة مع عنصر آخر ..