كان نيوتن يرى الكون حقيقة مطلقة بمعنى أن أي مراقب سوف يرى الفضاء كما يراه أي مراقب آخر في أي موقع في الكون. ولكن نظرية اينشتين (النسبية العامة) قلبت الأمور راسا على عقب، فهو يرى أن الفضاء ينحني ويتقوس وتتفاوت درجة الإنحناء والطي من موقع لآخر في الفضاء.
وأوضح أن هناك إنحناء كليا للكون وانحناء موضعيا إما بالسلب أو الايجاب. وكان من المعروف أن الكون يتمدد بصفة مستمرة حيث تجري كل من المجموعة من المجرات بعيدا عن المجرات الآخرى بسرعات عالية مما يتيح تمدد حجم الكون واتساعه. ويرى علماء الرياضيات أنه اذا كان الكون كله مقوسا تقوس موجبا فإن تمدده يقف ويبدأ في التراجع والانكماش على نفسه أما إذا كان منحنيا انحناء سالبا فانه سوف يستمر في التمدد والاتساع إلى الأب
وهذا يجعل العلماء يقفون متحيرين، فهذا يعني أنه من الممكن الانتقال الى العالم الآخر. وينطلق العلماء من النظرية النسبية العامة للتاكيد على إمكانية حدوث هذا الأمر.
فقد أثبت اينشتاين أن (الفضاء- الزمن) هي التي تتقوس بناء على قانون التكافؤ بين الجاذبية وقوة القصور الذاتي في تعميم نظرية النسبية الخاصة. فهو يتعارض مع نظرية نيوتن عن الجاذبية التي تقوم على أن الأجسام تجذب بعضها البعض بقوة وتتوقف عند مسافة ما بين الجسمين بمعنى أنه اذا ما حرك المرء أحد هذه الاجسام فان قوة الجذب على الجسم الآخر سوف تتغير ومعها فورا ولكن اينشتاين أنكر تلك النظرية لان الجاذبية ليست قوة خفية ذات تاثير بعيد المدى بل قوة مثل باقي القوى الاخرى تلتوي وتنحني بفعل توزيع الكتلة والطاقة بداخله. ولهذا فانه وفقا لنظرية النسبية فان أي جسم يتواجد في المنطقة المنحنية أو الملتوية في الزمان – المكان حول جسم الشمس لا يجد أمامه من سبيل غير الحركة في تلك المنطقة المنحنية والملتوية. وبين انيشتاين أن الاجسام بما فيها الأرض لم تخلق لكي تتحرك في مدارات منحنية بسبب قوة الجاذبية وانما خلقت لتتبع أقرب شئ الى المسار المستقيم في مكان منحن والذي يطلق عليه لفظ (الجيوديسي) اي أقصر مسار بين نقطتين متجاورتين على خطوطا مستقيمة في منظومة (الزمن – المكان) ذات البعد الرابع (طول – عرض – ارتفاع – زمان /مكان) ولكنها تظهر لنا متحركة في مسارات منحنية ذلك لأننا نراها من مكاننا ذي الأبعاد الثلاثية. ولهذا فان المراقب يرى أن أقصر مسافة بين نقطتين حول جسم الشمس هو الخط المنحني أو جزء من محيط دائرة. وهذا يجعل بالتالي الشمس غير جاذبية للأرض ولا الأرض جاذبية للشمس بقوة غامضة عبر الفضاء الفارغ كما كان يعتقد نيوتن. واوضح أيضا اننا لا نرى انحناء (الزمن – المكان ) حول المادة ولكننا نرى آثاره وكذلك فان حركة الزمن تقل كلما زاد انحناء (الزمن- المكان) – الذي تتواجد فيه الساعة. فكلما زاد الانحناء تتوقف عقارب الساعة وتكف عن الدوران في هذا الموقع وبالتالي يتوقف الزمن في نفس الموقع. وهذا ما يجعل العلماء يتمسكون بفرضية امكانية السفر الى الماضي.
