تغير إلى الأفضل في ثقب الأوزون
وجد فريق من الخبراء البريطانيين أن الثقب المشؤوم في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي (بحجم الولايات المتحدة) يتقلص بشكل واضح ومثير للاهتمام.
وتعد طبقة الأوزون مهمة للغاية لأنها تعمل كدرع يحمينا من أشعة الشمس الضارة، وهي مكونة من ذرات الأكسجين، لذا يتتبعها العلماء ويراقبون الثقب العملاق الموجود فيها فوق القطب الجنوبي، منذ سبعينيات القرن الماضي.
وحلل فريق البحث في خدمة مراقبة الغلاف الجوي في “كوبرنيكوس” (CAMS) التابع للاتحاد الأوروبي، كيفية تقدم ثقب الأوزون باستخدام مجموعة من الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس. ويغطي الآن مساحة تبلغ 1.9 مليون ميل مربع، بانخفاض عن 7.7 مليون ميل مربع في سبتمبر 2018.
وهذا يعني أن حجم الثقب هو الأصغر منذ ثلاثة عقود، على الرغم من أن العلماء يحذرون من الاحتفال بهذا الحدث في الوقت الراهن.
وفي عام 2017، غطى الثقب مساحة 3.9 مليون ميل مربع، لذا فهو متغير إلى حد ما من سنة إلى أخرى. ويشير هذا التغير إلى أن تقلص الثقب لا يعني بالضرورة تباطؤ التغير المناخي، كما قال ريتشارد إنجلن، نائب رئيس CAMS.
ويجري تشكل وتدمير الأوزون باستمرار في الستراتوسفير، على بعد زهاء 18 ميلا فوق سطح الأرض. وفي ظل الظروف العادية، توجد طبقة الحماية في حالة توازن مثالي.
ومع ذلك، فإن التلوث الذي يُضّخ في الهواء عن طريق الأنشطة البشرية، يزعزع هذا التوازن، ويسبب استنفاد الأوزون.
وسعى بروتوكول مونتريال الذي وقعته الحكومات في عام 1987، إلى إصلاح بعض الأضرار عن طريق حظر بعض المواد الكيميائية الأكثر ضررا.
تجدر الإشارة إلى أن ترقق طبقة الأوزون يبدأ عادة بعد فصل الشتاء في القطب الجنوبي كل عام. وبدأت الخسائر في وقت أبكر من المعتاد في عام 2019، لكن الاحترار المفاجئ في الستراتوسفير أدى إلى تباطؤ العملية.
ومن غير المتوقع حدوث استرداد كامل للأوزون إلى مستويات ما قبل عام 1970، حتى عام 2060 تقريبا.
ماهي طبقة الأوزون؟
الأوزون (O3)، هو أكسجين (متآصل)، أي أن له نفس التركيب الكيميائي للأكسجين (O2) ولكن بتركيب بلوري مختلف، فغاز الأكسجين الذي يشكل نسبة 21 في المئة من الغلاف الجوي. أما الأوزون فيتشكل من الأُكسجين في تفاعل عكسي.
ويتكون الأوزون عندما تكسر الأشعة فوق البنفسجية الرابطة التساهمية الثنائية في جزيء الأكسجين فتؤدي إلى وجود ذرتي أكسجين نشطتين، وتتحد كل ذرة أكسجين نشطة مع جزيء أكسجين (O2) فتؤدي تكون جزيء أوزون (O3).
وتشكل طبقة الأوزون “درعا” هشا في الغلاف الجوي العلوي حيث يوجد أعلى تركيز للأوزون.
تمتص هذه الطبقة الأشعة فوق البنفسجية وتمنع معظمها من الوصول إلى الأرض، وهذا أمر مهم للكائنات الحية على الأرض. فهذه الأشعة قد تتسبب في سرطان الجلد.
في عام 1973، وجد الباحث ماريو مولينا، في جامعة كاليفورنيا -إيرفين، أن المواد الكيميائية المستخدمة في تبريد الثلاجات، فضلا عن المواد المستخدمة لصنع رشاشات الرذاذ ورغوة البلاستيك، قد تدمر طبقة الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي العلوي. وتسمى مركبات الكربون الكلوروفلورية ويرمز لها بالحروف سي أف سي، وتعرف تجاريا باسم “الفريون”.
وقد تأكدت تحذيرات مولينا في عام 1985 عندما قام فريق من العلماء البريطانيين برصد وحساب انخفاض حاد في تركيز الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية. و لايمثل هذا الانخفاض في كثافة الأوزون ثقبا فعليا في طبقته بل هو عبارة عن ضعف في طبقة الأوزون فوق هذه المنطقة ذات النظام البيئي الدقيق.