سالت نفسي هذا الصباح لماذا اكتب يوميا؟ هل اصبحت عادة لا استطيع التخلي عنها بعد ان داومت عليها لاكثر من 15 عاما متواصلة؟
منذ بدايات انتشار شبكة الانترنت العالمية في غزة في العام ٢٠٠١ سعيت إلى نشر محاضرات الفيزياء التي القيها على الطلبة كل يوم بكتابتها على شبكة الفيزياء التعليمية. وبعد ان فتح هذا العمل افاقا جديدة بدأت في الكتابة عن علاقة الاشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية في قسم كيف تعمل الاشياء . ثم تدرج الامر للكتابة في مجال الاخبار العلمية التي تسوحى معلوماتها من وسائل النشر الاوربية والامريكية المتسارعة وكل ما كان غامضا في هذه الاخبار فسرته بمقالا علميا مبسطا للقارئ العام ومفيدا للقارئ المتخصص.
بعد ان القيت نظرة على عدد المقالات التي نشرت في شبكة الفيزياء التعليمية وقبلها في منتدى الفيزياء التعليمي دار في بالي سؤال! لماذا اكتب سعيا مني في نقل هذه التجربة لكم لما فيها من الخير الكثير.
من وجهة نظري وجدت في الكتابة الصباحية الاداة الرئيسية لاستعادة النشاط الابداعي يوميا. ومن واقع تجربتي كتابة مقال قبل بدأ اليوم يجعلك تحدد اولوياتك بوضوح ويشحنك بالطاقة الايجابية لممارسة نشاطك اليومي.
[box type=”success” align=”aligncenter” class=”” width=””]الكتابة الصباحية هي الاداة الرئيسية لاستعادة النشاط الابداعي يوميا.[/box]
السبب الرئيسي الذي يدفعني لممارسة هذه العادة المحبوبة هو شعوري الدائم بالتطور المستمر والذي بدوره ينعكس على الشعور العام بالسعادة والرضى. فاصبحت احرص كل صباح على متابعة مجموعة من المواقع المتميزة التي تجلب احدث الاخبار والمستجدات في مختلف مجالات العلوم والمعرفة والابتكارات التقنية المتجددة. والتي اعتدت ان احدث بها طلابي في المحاضرة لجلب انتباههم لاهمية العلوم التي يدرسونها. ولكثير من هذه القراءات السريعة التي اعتدت ان اقوم بها استلهمت الكثير من الافكار لمقالات اقوم بكتابتها وفي احيان كثيرة كنت ابحث عن كل جديد وشيق للكتابة عنه.
[box type=”success” align=”aligncenter” class=”” width=””]لا يمكنك تغير العالم بالاكتفاء بفحص بريدك الالكتروني او باحصاء عدد الاعجابات على صفحات الفيس بوك.[/box]
ان هذه العادة تعطيك الدافعية لممارسة يومك بنشاط فائق، وحيوية دائمة، وخصوصا عندما تصل إلى كتابة خاتمة المقال وتجهزه للنشر في الوقت المناسب. وصدقني! لا يمكنك تغير العالم بالاكتفاء بفحص بريدك الالكتروني او باحصاء عدد الاعجابات على صفحات الفيس بوك.
الكتابة الصباحية تعطي احساس بالحياة وتشحن العقل ليكون في قمة عطائه لتقوم بالمزيد من النشاطات التي يتطلبها يومك. ان الكتابة مثل التمارين الرياضية التي يجب ان نمارسها باستمرار لتمنحك الصحة والقوة للقيام بالانشطية اليومية فالكتابة تمرن العقل والرياضة تمرن الجسد، وكلاهما لا غنى عنه.
[box type=”success” align=”aligncenter” class=”” width=””]الكتابة تمرن العقل، والرياضة تمرن الجسد، وكلاهما لا غنى عنه.[/box]
قد تكون الكتابة في البداية صعبة ولكن مع الممارسة والخبرة تصبح اسهل. مع الممارسة يصبح كل صعب سهل ومع الاستمرار تتولد الافكار الجديدة ومع المثابرة تصبح معلوماتك ادق واوسع واعمق فان الكلمات هي حجر البناء لكل فكرة جديدة.
من اكثر الاشياء التي تجلبها لك الكتابة هي المفاجأت التي لم تكن تتوقعها والتي كانت بمثابة الوقود الذي ساهم في الاستمرار والمثابرة، فاذكر على سبيل المثال دعوتي من رئيس تحرير مجلة الدستور الاردنية للتعاقد معهم لكتابة مقالا كل اسبوع في مجال كيف تعمل الاشياء في ملحق خاص باسم مجلة زيرو ون واستمر عملي معهم لاكثر من عامين، ومن المفاجأت الاخرى ان تعرف علي مدير دار الكتاب الجامعي للنشر وطلب مني تجميع مقالاتي في كتاب صدر منها ٣ اجزاء بعنوان كيف تعمل الاشياء. او ان تجد كتاباتك ومنشوراتك مشار لها كمراجع في العديد من الجامعات العريقة. هذا بالاضافة إلى انه من خلال ما كتبت تمت دعوتي لالقاء العديد من الندوات العلمية والتي كانت اخرها حول رصد امواج الجاذبية.
وفي الختام اتمنى ان اكون قد استلهمت افكاركم وتمكنت من شحن همتكم نحو عقد العزم على ممارسة الكتابة لما فيها من الخير الكثير الذي يعود عليك وعلى المجتمع بالنفع.
مع خالص تحياتي
د. حازم فلاح سكيك www.hazemsakeek.net
