متطلبات المدرسة الالكترونية في ظل جائحة كورونا
نصائح وارشادات في مجال التعلم الالكتروني
نعيش الآن في عصر التكنولوجيا الحديثة، حيث يتطور العالم من حولنا بسرعة كبيرة ومخيفة في نفس الوقت، حيث أصبحنا غير قادرين على اللحاق بهذا التطور، وزادت الفجوة بيننا وبين العالم المتقدم، ولكن الميزة الوحيدة من تطور التكنولوجيا، هي تطور شبكة الإنترنت حيث أصبح العالم كله كتاب مفتوح أمام جميع، يمكن لأي شخص أن يصل إلى المعلومة التي يريدها في أقل من ثانية وهو جالس مكانه، دون الحاجة للذهاب إلى المكتبات الكبرى، أو السفر إلى دول أخرى، للتعرف على عاداتها وتقاليدها وثقافتها، والإنجازات التي حققتها في مختلف المجالات، فكل ذلك ستجده على شبكة الانترنت.
نعيش الآن في حالة طوارئ قد تطول بسبب انتشار وباء كورونا في كل أنحاء العالم. ومن هنا اتجهت كافة المؤسسات التعليمية إلى الاستفادة من التطور الكبير الذي حدث في الإنترنت في العملية التعليمية، حيث إن الإنترنت يوفر لنا الكثير من الوقت والجهد، كما يساعد الطلاب على الحصول على قدر أكبر من المعلومات، وسيصبح لديهم فرصة لقراءة كل معلومات اكثر والتعلم عن طريق الفيديو التعليمي مما يجعل التعلم أكثر متعة.
لم تعد وسائل التعليم التقليدية مجدية، فالطلاب أصبحوا يشعرون بملل شديد أثناء شرح المعلومات، وقد انتشرت صور كثيرة خلال الفترة السابقة، توضح الحال المتدهور الذي وصلت له العملية التعليمية في البلاد العربية، فالطلاب نائمون داخل الفصول الدراسية، وهناك من يهرب كل يوم من المدرسة، والبعض يرفض الذهاب إلى المدرسة، كما أن المعلمين أصبحوا يشكون اكثر من سلوكيات الطلبة وعدم متابعتهم للدروس، كل هذه الأمور جعلت التعليم في الوطن العربي غير مجدي على الصعيد العملي.
المدرسة الإلكترونية، هي أحد الوسائل التعليمية الحديثة، التي تعتمد على منح الطالب الفرصة في اكتشاف المعلومة، والبحث عنها بنفسه، بدلاً من أن يتلقاها داخل الفصل دون أن يفكر أو يتعب من أجل الحصول عليها، فهذه الطريقة تجعل الطالب لديه شغف واهتمام وفضول، ويقبل على البحث عن المعلومة لأن لديهم رغبة حقيقية في الوصول إليها.
تتضمن المدرسة الالكترونية كم كبير من المعلومات في مختلف المجالات، وبالتالي فهي بحر كبير لا يمكن للطالب أن يفشل ولو مرة واحدة في الوصول إلى المعلومة التي يريدها، بل على العكس فالطالب يجد كل المعلومات وأكثر عن موضوع البحث، وبالتالي يصبح لديه شغف للحصول على قدر أكبر من المعلومات.
خصائص المدرسة الإلكترونية
تتمثل خصائص المدرسة الإلكترونية في تحقيق التعليم (المادة التعليمة وسيلة وليس هدفًا) وتقوم بنقل مركز المنظومة التعليمية من المعلم إلى المتعلم مع تطوير المستمر في برامج ومناهج تعليم وهو أحد أهدافها، تحقق تعليما يعتمد على فهم خصائص الطلاب ومراعاة الفروق بينهم.
وحدات المدرسة الالكترونية
تتمثل وحداتها في الأقسام الالكترونية وهي مجموعة من الأنشطة، وتشبه أنشطة القسم التقليدي، يقوم بها المعلم والطالب معا في الوقت نفسه بغض النظر عن أماكنهم ايضا، والمقرر الإلكتروني هو مقرر يستخدم في تصميمه أنشطة ومواد تعليمية تعتمد على الحاسوب، وهو محتوى غني بمكونات الوسائط المتعددة التفاعلية في صورة برمجيات معتمدة أو غير معتمدة على شبكة محلية أو شبكة الإنترنت، تخضع عملية إنتاج المقررات الالكترونية لمجموعة من المعايير، ومن أهمها معيار addie والذي حظي باهتمام كبير في عملية إنتاج المقررات حيث تمر هذه العملية ثلاثة مراحل وهي
أولا: التطوير بحيث يعمل المطورون على تحويل وتطبيق الأفكار التي وضعها خبير المادة ومصممي المحتوي، على شكل منتج تعليمي متكامل (خطط المصادر وإعداد المواد التعليمية ) ويكون ذلك من خلال التحليل الذي يشمل المقرر بصفة عامة ومعرفة احتياجات المؤلف، وتحليل شخصية المتعلم، والتغلب على معوقات التعلم، تحليل التدريس بالاعتماد على تحليل المحتوى والذي يتم فيه تحديد أنواع ومستويات الأهداف التعليمية ثم التصميم ويتمثل في تصميم المحتوى التعليمي حسب مواصفات تفاعل ومرونة وتوازن، ثم ترجمة المحتوى التعليمي إلى تطبيق عملي (إعداد الصفحة).
ثانيًا: التطبيق يعتمد على مساعدة المتدربين على التعرف على المحتوى الإلكتروني الجديد، والعمل على تدريبهم، والتأكد من قدرتهم على استخدام المحتوى.
ثالثًا: التقييم من أجل التحقق من مدى فاعلية وجودة المقرر ويتم ذلك على مرحلتين اولا التقييم البنائي ويشمل تقييم المقرر، وجمع الملاحظات بداية من المراحل الأولى من إنتاج وبناء المقرر، ثانيا التقييم الإحصائية الذي يكون بعد مرحلة تطبيق المقرر، بإجراء اختبارات عليه، ثاني وحدة من وحدات المدرسة الالكترونية هي المكتبات الالكترونية وهي نظام يحتوي على قاعدة بيانات شاملة، تسمح لأمين المكتبة بعمل أرشفة كاملة للمصادر الورقية، أو الالكترونية مثل الكتب والموسوعات الملفات الصوتية، بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني للمستعيرين لتوفير عملية البحث وحجز المصادر باستخدام الانترنت، وحدة اخرى تتمثل في المخابر الافتراضية أو معامل الالكترونية وتعد من أجهزة المحاكاة، التي تسمح للطلاب بإجراء التجارب الكيميائية والبيولوجية، وهو وسيلة تعليم واسعة النطاق.
متطلبات المدرسة الالكترونية
تتطلب المدرسة الالكترونية التقويم المدرسي وهو تقويم شهري يمكن استخدامه لتحديد مواعيد الاختبارات والاجتماعات وتسليم الواجبات، معلومات عن أعضاء هيئة التدريس المستخدمين للمقرر، كذلك لوحة الاعلانات يضع فيها المعلم الرسائل المكتوبة والموجهة للطلبة تتعلق بالمقرر، تتطلب ايضا الصفحات الشخصية للمعلم والطلبة نجد فيها المعلومات الخاصة بكل من المعلم والمتعلم، بالإضافة إلى المتطلبات المذكورة نضيف اخرى منها قائمة المراجع الالكترونية بها مواقع انترنت تتعلق بالموضوع المقرر، صندوق الواجبات حيث يرفق الطلبة واجباتهم أو يؤدون الاختبارات والاستبيانات الخاصة بالمقرر، آلية إعداد الاختبارات وتتكون من أدوات لإعداد الأسئلة وتحديد الدرجات المختصة لها من قبل المعلم، سجل الدرجات وفيه يطلع الطلبة على نتائجهم ودرجاتهم مع طريقة توزيعها، السجل الإحصائي للمقرر لتقديم إحصائيات عن تكرار مكونات المقرر والاطلاع على صفحات الزوار والوصلات التي يستخدمونها، مركز البريد الإلكتروني من أجل توفيرإمكانية تبادل الرسائل الخاصة أو أي مرفقات مع الأستاذ أو الزملاء، الملفات المشتركة وهي الملفات الموجودة على الموقع التعليمي التي يقوم الطلبة بتحميلها، صفحة الملاحظات التي تسمح للطلبة بتسجيل أفكارهم وملاحظاتهم ووضع الأستاذ بعض الواجبات، الدليل الإرشادي الإلكتروني يقدم إجابات على استفسارات المستخدم وإعطاء وصفا مفصلا لمكونات المقرر وطريقة استخدامه.
شروط نجاح التعلم الإلكتروني
من اجل انجاح هذا النوع من التعليم هناك عدة شروط لذلك منها تحديد الأهداف التعليمية الواجب تحقيقها وكذلك قبول إجابات وأفكار ونتائج متنوعة، وتقديم المعرفة بدلا من توصيلها ونقلها بالإضافة إلى تقويم المهمة التعليمية بدلا من تقويم مستوى المعرفة هو يمثل أهم شرط مع تشجيع المجموعات المتباعدة بدلا من المحلية.
الانترنت، يمنح الطلاب فرصة كبيرة في الشعور بمتعة التعلم، على عكس وسائل التعليم التقليدية، التي تجعل الطالب يشعر بالضيق والملل عند قراءة المعلومات، ولكن الانترنت من الوسائل الممتعة التي تبعد الملل عن الطالب، على العكس فهو يجذب الطالب إليه، ويزيد من رغبته في القراءة، فبعض الأشخاص الآن يقرأون الكتب على الانترنت، بدلاً من شرائها وهذا الأمر ساعد في نشر القراءة بين الشباب وصغار السن، وهو أمر جيد حيث كان نعاني من قبل، بسبب قلة إقبال الشباب على القراءة وعدم معرفتهم بالكتاب والأدباء، أما الآن فقد سهل الإنترنت هذه المهمة.
أجرى الباحثون في الدول المتقدمة دراسة حول مستوى التحصيل عند الطلاب الذين يستخدمون الحاسوب والانترنت في العملية التعليمية، وتوصلت مجمل النتائج إلى أن المجموعات التجريبية التي تستخدم الحاسوب، قد تفوق بكثير عن الطلاب الذين لا يستخدمون الانترنت في دراستهم، ومازالوا يتعلمون بواسطة الوسائل التقليدية.
ومن بعد هذه الأبحاث بدأت الدول الآخرى مثل كوريا وكندا وفرنسا وسنغافورة، في تطبيق هذه التجربة وقد نجحت وحققت نتائج إيجابية في كل الدول، وبعد ذلك بدأت الدول العربية مثل الإمارات وقطر في تطبيقها، ونجحت أيضاً.
لا تمتلك الدول العربية نفس الإمكانيات التي تمتلكها الدول الأجنبية، ولكن التكنولوجيا الحديثة والانترنت سهل علينا الكثير من الأمور، فلم نعد بحاجة إلى الكثير من الأموال، حتى نطور العملية التعليمية، ولكن كل ما علينا هو تدريب المعلمين على استخدام الانترنت في التعليم، والبدء في تطبيقه في كل المدارس بما فيهم المدارس الحكومية.