أعتبر رئيس شركة مايكروسوفت بيل جيتس أن التاريخ سيذكر أن شركته جعلت الكمبيوتر متاحا للجميع، موضحا أن ثورة الانترنت مازالت في بدايتها. كما وضح الهدف من فكرة إجراء مسابقة لأفضل مدرسة ألمانية توظف التكنولوجيا في التعليم.
أشاد مؤسس ورئيس شركة مايكروسوفت العملاقة للبرمجيات بيل جيتس بالتطور الذي وصلت إليه
ألمانيا في مجال تقنية المعلومات واستخدامات الكمبيوتر. وقال في مقابلة معه نشرتها صحيفة “بيلد” الألمانية في عددها الصادر يوم الخميس الماضي إنه لا يعتبر ألمانيا دولة نامية في مجال الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات.
وحول مسابقة أفضل مدرسة في توظيف الكمبيوتر ومجالات تكنولوجيا المعلومات في التعليم، التي أطلقتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، قال أسطورة صناعة البرمجيات إن الهدف منها هو إتاحة الفرصة لكل شخص لتعلم أكبر قدر ممكن في مجال تكنولوجيا المعلومات حتى يستطيع التعامل مع الكمبيوتر والانترنت بشكل أفضل. وأشار جيتس إلى أن المسابقة تسعى إلى انتقاء وتطوير أفضل الأفكار لدى المعلمين والتلاميذ حول سبل تعلم الكمبيوتر، مؤكدا في الوقت نفسه أن تعلم الكمبيوتر أصبح أمرا أساسيا في حياة الإنسان مثل تعلم القراءة والكتابة والحساب، لأنه صار واحدا ـ في رأي مؤسس مايكروسوفت ـ من الدعائم الأساسية التي يتطلبها سوق العمل.
وسيتم تجهيز المدرسة الفائزة بالجائزة الأولى بمجموعة كاملة من أجهزة الكمبيوتر بقيمة نحو 50 ألف يورو وذلك بدعم من الحكومة الألمانية وشركة مايكروسوفت وأطراف أخرى. في هذا السياق قالت ميركل إن قدرة ألمانيا على المنافسة ترتبط أيضا بقدرات شعبها على استخدام تقنيات
المعلومات، مشيرة إلى أن “الانترنت تعلمنا كيفية التفكير بشكل عالمي”، محذرة في الوقت نفسه من ما أسمته “الاستهانة” بعواقب الثورة الثقافية التي تحدثها الانترنت.
الكمبيوتر والأطفال: مطلوب مزيد من الوسطية
وعن الجدل الدائر حاليا في ألمانيا حول مخاطر جلوس الأطفال أمام الكمبيوتر لفترة طويلة والمخاوف من زيادة ميول العنف لديهم نتيجة التأثير السلبي لألعاب العنف التي يلعبونها على الكمبيوتر، قال جيتس إن الكمبيوتر مجرد آلة أو تكنيك وأوضح أن الأمر يعتمد في النهاية على الوالدين والعائلة في تحديد المجالات التي ينبغي أن يستخدم فيها الكمبيوتر.
وحول إذا ما كان جيتس ينصح الآباء بأن يتركوا أبناءهم يجلسون أمام الكمبيوتر فترة أطول ، أوضح رئيس مايكروسوفت أن الأمر يتطلب الوسطية بين جميع الأنشطة “فالآباء لا يريدون مثلا أن تقتصر ممارسات أبنائهم على لعب الكرة أو قراءة الكتب فحسب”. وأضاف أن الأطفال يستخدمون الكمبيوتر في القيام بأشياء متعددة مثل اللعب ومراسلة الأصدقاء (تشات) والقيام بواجباتهم المدرسية.
مايكروسوفت جعلت الكمبيوتر متاحا للجميع
وعن الثورة الجديدة التي سيعلن عنها لدى مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا والذي أعلن من على منبره قبل حوالي 20 عاما عن “ثورة الإنترنت”، قال جيتس إن هذه الثورة كانت مجرد البداية ومازال هناك المزيد: “فالإنسان سيستطيع التحدث مع الكمبيوتر ويكتب عليه بالحبر كما سيستطيع الكمبيوتر أن يرانا أيضا، فنحن نستطيع أن نخترع الكثير”. وفي نهاية حديثة أعرب جيتس عن أمله أن يذكر التاريخ أن شركة مايكروسوفت جعلت الكمبيوتر متاحا للجميع بعد أن كان مقتصرا في الما ضي على الشركات الكبيرة أو الحكومات ، وقال: “عندما امتلك الفرد الكمبيوتر استطاع أن يكون حرا وخلاقا”.
دويتشه فيله + د ب أ (ع.ج.م)
