في حين أن العديد من الفيزيائيين مثل جيمس كليرك ماكسويل وجون فون نيومان وليف لانداو كانوا موهوبين منذ صغيرهم إلا أن معظم عظماء العلم طوروا اهتمامهم بالعلوم بفضل البيئة التي نشأوا فيها.
وجدت دراسة أجرتها مؤسسة Pew Research أن 27% من العلماء قد حفزهم معلميهم في المدرسة وان 17% استلهموا حب العلم ومن خلال الرحلات المدرسية إلى المعارض العلمية وأن 12% أصبحوا علماء بفضل تشجيع أسرهم.
في هذا المقال دعونا نتعلم ما الذي دفع العباقرة مثل اينشتاين Einstein وتيسلا Tesla وفينمان Feynman وهوكينج Hawking وغيرهم ليصبحوا فيزيائيين.
العالم ريتشارد فاينمان Richard Feynman
كان والد فاينمان ملفيل Melville مهاجرا من مدينة مينسك Minsk عاصمة روسيا البيضاء، والذي على الرغم من كونه يعمل في التجارة إلا أنه أراد دائما أن يصبح عالما. وفي احدى المقابلات، ذكر فاينمان انه عندما كان طفلا كان والدي كثيرا ما يسمح لي بالجلوس في حضنه ويقرأ لي من الموسوعة البريطانية.
كما شجع ملفيل Melville أيضًا ابنته جوان Joan، أصغر من ريتشارد بتسع سنوات، على الاهتمام بعلم الفلك. أصبحت عالمة فيزياء فلكية مميزة فيما بعد.
العالم ألبرت أينشتاين Albert Einstein
في عيد ميلاد أينشتاين الخامس، أهداه والده بوصلة تركت انطباعًا عميقًا ودائمًا على ألبرت الطفل البالغ من العمر خمس سنوات. لاحظ أن الإبرة تشير دائمًا في نفس الاتجاه بغض النظر عن الاتجاه الذي يدير به البوصلة.
كتب أينشتاين بعد سنوات: “لقد جعلني أتساءل لماذا تصرفت هذه الإبرة بطريقة محددة. كان لابد من وجود شيء مخفي بعمق وراء الأشياء.” وهكذا، كانت البوصلة هي مقدمته للبحث العلمي.
العالم ستيفن هوكينج Stephen Hawking
وُلِد هوكينج Hawking في عائلة من المثقفين – التحق والديه بجامعة أكسفورد، حيث درس والده الطب ووالدته الفلسفة.
التحق بمدرسة سانت ألبانز حيث كان يلقب بأينشتاين، على الرغم من أن درجاته كانت أقل من المتوسط. لكن بالطبع، كان هناك سبب وراء هذا اللقب الذي منحه له أصدقائه.
اعتاد هوكينج على بناء نماذج القوارب والطائرات في منزله. في عام 1958، بمساعدة مدرس الرياضيات ديكران طهطا Dikran Tahta، بنى هوكينج وأصدقاؤه جهاز كمبيوتر من أجزاء الساعة ولوحة مفاتيح الهاتف وأجزاء أخرى معاد تدويرها.
العالم كارل ساغان Carl Sagan
في عام 1993، كتب كارل: والداي لا يعرفان شيئًا تقريبًا عن العلم. لكنهم جعلوه كثير التساؤل حول الأشياء وعدم تقبل الأمور على سجيتها، حيث قال لقد علماني والداي علموني نمطين من التفكير المتعايشين بشكل غير مستقر “الشك والتساؤل” وهما أمران أساسيان في المنهج العلمي.
نشأ حبه للعلم في سن الرابعة فقط عندما اصطحابه والديه إلى معرض نيويورك العالمي عام 1939 حيث شاهد أمريكا الغد – المباني المتصاعدة والسيارات الطائرة والهواتف الذكية.
العالم نيكولا تسلا Nikola Tesla
كانت والدة تسلا لديها موهبة في صنع الأجهزة الميكانيكية في المنزل. يمكنها أيضًا قراءة القصائد الملحمية الصربية عن ظهر قلب. وهكذا عزا نقولا ذاكرته الاستدلالية وقدراته الإبداعية إلى جينات والدته وتأثيرها.
التحق بالمدرسة الإعدادية في كارلوفاك Karlovac، وسط كرواتيا حيث أصبح مهتمًا بالظواهر الكهربائية من قبل أستاذ الفيزياء الخاص به. كتب تسلا لاحقًا أن هذه الظواهر جعلته يرغب في معرفة المزيد عن هذه القوة الرائعة.
العالم جوسلين بيل بورنيل Jocelyn Bell Burnull
هي عالمة فيزياء فلكية وجدت أول نجم نابض راديوي في عام 1967. وقد تم الاعتراف باكتشافها من قبل لجنة نوبل بجائزة الفيزياء، ولكن على الرغم من كونها من حددت النجم النابض، إلا أنها لم تكن من بين الحاصلين على جائزة نوبل.
اكتشفت جوسلين كتب الفلك الخاصة بوالدها وطوّرت هذه الكتب اهتمامًا مبكرًا لها بعلم الفلك. الا ان مناهج الفتيات في المدرسة ركزت فقط على دروس الطبخ والخياطة، وليس العلوم.
احتج والداها على سياسة المدرسة ولكن دون جدوى. لذا أرسلوها إلى مدرسة أخرى حيث سُمح لها بدراسة العلوم. تأثرت جوسلين بمدرس الفيزياء، السيد. تيلوت Tillott. حيث ذكرت: لقد كان مدرسًا جيدًا حقًا وأظهر لي، في الواقع، مدى سهولة الفيزياء.
العالمة ماري كيوري Marie Curie
كان والدها فلاديسلاف سكلودوفسكي Władysław Skłodowski مدرسًا للرياضيات والفيزياء. بعد أن حظرت السلطات الروسية التعليم المختبري في المدارس البولندية، أحضر Skłodowski الكثير من معدات المختبر إلى المنزل ووجهة ابنته ماريا لاستخدامها في سن مبكرة.
العالم إدوارد ويتن Edward Witten
نشأ عالم الرياضيات والفيزيائي إدوارد ويتن Edward Witten، الحائز على ميدالية فيلدز Fields وهي الجائزة الأكثر أهمية على مستوى العالم في مجال الرياضيات وتمنح مرة كل أربعة سنوات، وهو يسمع عن الفيزياء من والده لويس ويتن Louis Witten، الذي كان هو نفسه فيزيائيًا في الجاذبية. حيث قال لويس لصحيفة الغارديان “كنت أتحدث مع إدوارد عن العلم بالطريقة التي سأتحدث بها مع الكبار”.
نستخلص من ذلك أن الآباء والمعلمين الذين ينمون فضول الأطفال يساعدونهم غالبًا في الحصول على وظيفة في مجال العلوم. سواء كانت قراءة كتاب أو هدايا مثل نموذج القطار أو البوصلة أو التشجيع العام؛ التوجيه المبكر دائمًا مثالي في تكوين عالم عظيم.
وجدير بالذكر ان والدي رحمه الله كان مدرسا للعلوم وقد كان يحرص على جلب مجلات علمية واذكر منها مجلدات العلوم والمعرفة والتي اثارت لدي شغف بعلم الفيزياء وتفسير كيف تعمل الاشياء وايضا اذكر حبه الشديد لمتابعة برنامج العلم والايمان كان يقدمه الدكتور مصطفى محمود والذي تابعته معه بتركيز عميق وكان ذلك وانا في المرحلة الابتدائية مما لم يدع مجال للتردد في اختيار اي من التخصصات العلمية مثل الهندسة او الفيزياء وكان نصيبي الفيزياء في جامعة الامارات العربية المتحدة.
