أخبار التكنولوجيا

تقنية للتحكم في الحاسوب بنظرات العين


من مرحلة استخدام الماوس مروراً باستخدام اللمس بالأصبع ووصولاً إلى تقنية تعقّب العين، قطعت التكنولوجيا أشواطاً كبيرة في طرق التحكم بأجهزة الكمبيوتر والعديد من الأجهزة الإلكترونية. فبعد سنوات عديدة من الأبحاث والدراسات، توصّل عالم التكنولوجيا إلى ابتكار تقنية تعتمد على العين البشرية لتحديد المكان الذي ينظر اليه الشخص ومن خلال تركيزه يتمّ التحكم بأجهزة الكمبيوتر، فهي طريقة بحث تعمل على التقاط سلوكيات العين كاستجابة لمؤثر بصري.

كيفية يتمّ تعقّب حركات العين؟

اعلانات جوجل

تماماً كما أنّ العين البشرية تعتمد على التركيز وكشف الضوء لإتمام عملية الرؤية، كذلك تعمل معظم التقنيات المستخدمة لتتبع حركات العين أو ما يعرف بـ Pupil Centre Corneal Reflection (PCCR). وتتم هذه العملية بطريقتين إمّا بواسطة جهاز كمبيوتر مجهّز خصّيصاً لهذا الغرض أو بجهاز يثبّت على الرأس. وكلتا الطريقتين تستخدم مصدر ضوء  لإلقاء الضوء على العين لتوليد انعكاسات واضحة. وتعدّ هذه الأشعة الضوئية غير مرئية وبالتالي غير ملحوظة للمستخدم ولكنها تخلق انعكاسات على قرنية وحدقة العين وتتمكن عندها مستشعرات صور خاصة على الكمبيوتر المحمول أو على الجهاز المثبّت على الرأس من رصد صور للعين وانعكاساتها. وعندها يستخدم الكمبيوتر خوارزميات متقدمة ونموذجاً ثلاثي الأبعاد للعين لمعالجة الصور لرصد وتحديد وجهة نظر العين بدقة عالية.

وبعد ذلك، من خلال تحديد موقع النظرة عند كل تركيز، والوقت الذي تستغرقه كل نظرة ونمط حركة العين بين نقطة وأخرى، يمكن جمع المعلومات الرئيسية لعملية تعقّب العين.

 

أهم استخداماتها

اعلانات جوجل

بدأت تقنية تعقّب العين تُستعمل بشكل أساسي مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لتسهّل استخدامهم للأجهزة، وسرعان ما تطوّرت هذه التقنية لتُستخدم في مجالات أوسع ومنها المجال التعليمي للمساهمة في مراقبة مدى تركيز الطالب على المعلومات المطروحة أمامه بالإضافة إلى إدخال تحكم الطالب بالبيئة التعليمية ومدى تفاعله معها. وتساعد المعلومات المجموعة من هذه التقنية بعد القيام بتحليلها بإيجاد أنماط فعالة تساهم في تحسين عملية التعلم والتعليم؛ إذ مع معرفة إلى أي مدى يقوم المتعلم بقراءة النصوص وبأي ترتيب، وكم من الوقت يقضيه على أجزاء معينة من المادة التعليمية، وما هي الأجزاء التي يتعثر فيها، يمكن تعزيز وتحسين الطرق التعليمية والبحث عمّا هو أسهل وأفضل للطالب أو المتعلّم.

 

وفي ظل الابتكارات في المجال التقني وتقنية تعقّب العين، قدمت شركة لينوفو بالتعاون مع شركة Tobii  المختصة في تقنية تعقب حركة العين، نموذجاً اختبارياً لأجهزة النوتبوك يمكن التحكم فيه عن طريق نظرات العين. وتعتبر هذه الوسيلة إضافة إلى طرق استعمال الكمبيوتر التقليدية بالماوس ولوحة المفاتيح.  كما توفّر هذه التقنية،  تكبير الصور مع إمكانية الانتقال بين مختلف النوافذ الموجودة على سطح المكتب في جهاز الكمبيوتر، وذلك بالإضافة إلى تصفح رسائل البريد الإلكتروني والمستندات الأخرى بشكل سريع

.

وبحسب نتائج التجارب على نموذج Lenovo ، أصبح الاستغناء نهائياً عن الماوس، والاستعاضة عنها بحركات العين؛ فتشغيل وظيفة أو وظائف معينة على مختلف البرامج والتطبيقات هو رهن بحركة من حركات العين وبمدة تنفيذها

اعلانات جوجل

.

ومن ناحية أخرى، يمكن استخدام تقنية تعقب العين  لتحليل انتباه القرَّاء ومعرفة المواضيع التي يركّزون عليها أثناء قراءتهم  خاصّة أثناء دخولهم الى مواقع الويب. ولمراقبة سلوك زائر الموقع وتفاعله مع صفحات الموقع فإن احدى الطرق المستخدمة هي تقنية تعقب العين وذلك لمعرفة أين ينظر الزائر في الصفحة وكيف يبحث وما هي المواضيع التي استقطبت انتباهه. وعند ذلك، يتم استخدام النتائج لتحسين عملية التنقل بين خدمات وعروض الويب.

 

بدأت هذه التقنية المتطوّرة تستحوذ انتباه الكثير من المطوّرين والمبتكرين وبدأت تبرز أكثر فأكثر في مجالات عدة حتى بدأت تهدّد وجود جهاز الماوس في عالم الكمبيوتر. وولّد هذا التطور السريع  كمّاً من الأسئلة التي تبادر الى أذهاننا عن مدى نجاح هذه التقنية في المستقبل القريب وكيفية تقبّل الناس لها وتأقلمهم مع استخدامها في حياتهم اليومية، ولعلّ السؤال المحيّر الذي قد نطرحه هو: ماذا ستقدّم لنا التكنولوجيا بعد مرحلة تقنية تعقّب العين؟

اعلانات جوجل

 

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى