نيران القديس إلمو
نيران القديس المو St. Elmo’s fire:
نيران القديس المو ظاهرة فلكية طبيعية تحدث في السماء باستمرار في صورة وهج ضوئي ازرق ينطلق في السماء كلهب النيران عندما يكون الجو راعدا ممطرا، كما يمكن مشاهدة هذه الظاهرة انابيب الفلورسنت وفي جوار اسلاك الضغط العالي او على الاطراف المدببة لاجنحة الطائرات خلال تحليقها في السماء. ما هذه الظاهرة وكيف تحدث هذا ما سوف نتناوله في هذه الحلقة من ظواهر فلكية.
نيران المو هي نوع من الشرارات الكهربائية المتصلة، وتسمى أحيانا ” التفريغ المتوهج”. ومن المحتمل أنك رأيتها كثيرا من قبل، حيث أنها ذات الظاهرة المضيئة التي تراها في أنابيب الفلورسنت، أو مصابيح الشوارع التي تستخدم بخار الزئبق. تسمى عادة نيران القديس المو، لكنها عندما تحصل في أنابيب الفلورسنت، فنحن نسميها ضوء النيون كما نعرف جميعا.
سميت الظاهرة بهذا الاسم نسبة الى ايراسيموس من فورمياي ( ويدعى أيضا القديس المو) وهو بحار من بحارة بارتون كان أصدقاؤه يتبركون به.
من ناحية فيزيائية، نيران القديس المو هي عبارة عن وهج أزرق – بنفسجي لامع، يظهر كانه نيران في بعض الحالات، على شكل نافورة مزدوجة أو ثلاثية، وله نهايات حادة وأشكال متنوعة، فقد يظهر على شكل أعمدة، او شعلات لهب، وأحيانا يمكن مشاهدته على أجنحة الطائرات.
سميت بهذا الاسم لأنه على الأغلب تمتملاحظة هذه الظاهرة في العواصف الرعدية الشديدة التي كانت تحصل في عرض المحيط.
نيران القديس إلمو، او حتى الشرارات العادية تظهر عندما يقع أي غاز تحت فرق جهد عال. نيران القديس المو ترى خلال العواصف الرعدية عندما يشحن الهواء الواقع بين الغيمة والأرض كهربائيا بفعل فرق الجهد المروعبين الغيمة الرعدية والأرض.
فرق الجهد العالي ذاك “يمزق” الغاز ويبدأ الغاز بالتوهج. هذا تقريبا يحتاج 30 ألف فولت لكل سم في الفضاء لتبدأ ظاهرة القديس المو( على الرغم ان بعض الشرارات يمكن ان تظهر تحت فرق جهد أقل).
نيران القديس إلمو هي البلازما “الحالة الرابعة من المادة”. الغاز العادي كما نعلم مكون من جزئيات، والجزيئات مكونة من ذرات، والذرات عبارة عن أنوية مكون من بروتونات ونيترونات، تدور حولها الكترونات. لو وضعنا الغاز تحت فرق جهد كهربي أعلى من حد معين، فإن الإليكترونات “ستقتلع” من مكانها، وتترك مداراتها حول الأنوية، ويصبح الغاز عبارة عن أنوية موجبة واليكترونات سابحة بلا روابط، وهذه هي الحالة الرابعة من المادة، والتي تسمى البلازما..
كان بنيامين فرانكلين عام 1749 هو أول من فسر هذه الظاهرة على أنهاكهرباء طبيعية. ويقال أيضا أنه يمكن ملاحظتها على الأطراف الحادة لمانعات الصواعق، وعلى المواد الحادة التي تدخل في الأعاصير.
في اليونان القديمة، كان ظهور شعاع واحد من نيران القديس المو يسمى هيلينا، بينما ظهور شعاعين كان يسمى بـ كاستور وبولوكس (أي أنهم كانوا يطلقون اسما لكل شعاع)..
إذن، عند تمرير فرق جهد عال في غاز من نوع ما، فإن الغاز يتحول إلى بلازما، موصلة ( أي أن فرق الجهد الكهربائي العالي ذاك “يكسر” عازلية الهواء ويتحول إلى مادة موصلة) ويبدأ في التوهج.
لون الشرارة المضيئة يختلف حسب نوع الغاز. فلو كنا نعيش في جو من غاز النيون، لكانت نيران القديس المو ذات لون أحمر/ برتقالي، و لكانت الأضواء تظهر بلون أبيض ذا حواف برتقالية.
وغلافنا الجوي مكون من غازي الأوكسجين والنيتروجين بشكل أساسي، لذا فإن الشرارات المضيئة التي تظهر تكون ذات لون أزرق / أرجواني .
ظهرت كلمة نيران القديس المو في الكثير من الكتابات الأدبية، منها الرواية الشهيرة “موبي ديك”، وتحدث عنها تشارلز داروين أيضا في رحلته على متن السفينة بيغل، بينما ورد ذكره في أعمال يوليوس قيصروفي قصائد شعرية كثيرة.