تحقيق علميمواضيع العدد ١٣

ساعدنا بخبراتك

أشكركم بامتنان على تبرعكم

موضوع مفتوح للحوار… ساعدنا بخبراتك

شارك فيه أعضاء منتدى الفيزياء التّعليمي

اعداد وتجميع  أ. يونس لمساوي

اعلانات جوجل

ساعدنا بخبراتك
“ساعدنا يخبراتك”
هو عنوان الموضوع الذي فتحته “محبة الرّسول”، لدعوة الأسماء الأكثر تميّزا بالمنتدى إلى مشاركة نصائحهم وتجارهم مع الطّلّاب ومحاولة وضع الخطوط العريضة لخطّة النّجاح كما يتصوّرونها من خلال عيشهم تجربة الطلّاب في مرحلة من مراحل حياتهم، ومعايشتهم للطّلّاب في المرحلة الحالية… واقتراح معالجات لبعض العوائق التي تواجه الدّارسين خصوصا في مجال الفيزياء… وهو الموضوع الذي جعلنا منه ربورتاج العدد.

اجتمع أغلب المشاركين حول نقطة وضوح الغاية والهدف، ورسم الطريق إلى تحقيقه، وحول ضرورة الجدّ والتّعب للوصول إلى أيّ مرتبة عالية، لكن أيضا على أنّ ذلك هو ما يجعل لحياة الإنسان وسعيه وتعبه معنى، حيث تحضر أمام عينه دائما تلك المرتبة التي يأخذ العمل لبلوغها الكثير من أفكاره ووقته.

البداية كانت من الأستاذ محمّد أبو زيد –مشرف منتدى الفيزياء الحديثة والنّظريّة النسبية الذي كان له حديث خاص بمنهجيّات حلّ المسائل، إذ أشار إلى أنّ استراتيجية التّفكير هي العامل الأساس في نجاح تلك العمليّة: “لابد ان تضع لنفسك خطة (استراتيجية) لكل موضوع على حدة، مثلا كيف تحسب تزايد وتنافص الدالة والقيم العظمى والصغرى، لا بد ان يكون بعقلك أفكار أساسية لطريقة الحل بغض النظر عن اختلاف التمارين.

تجميع الافكار الاساسية المتشابهة بالمنهج بغضا النظر عن ترتيبها بهذه الطريقة فيه، مثلا في الاستاتيكا، القوى

اعلانات جوجل

المتوازية هي فكرة وحدها، فما الذي يجب فعله في القوى المتوازية وما هي حالاتها المختلفة؟

-ماذا أفعل هو الفكرة الاولى، وما هي حالاتها المختلفة هي الفكرة الثانية، أمّا الفكرة الثالثة فهي ان تقوم بسؤال نفسك عن جميع الاحتمالات الممكنة في الموضوع، والتي يمكن ان تتجدد من فترة الى اخرى.

-الاعتماد على نفسك في فهم الموضوع بتعدد مصادر البحث.

-حاول تبسيط الموضوع لنفسك وقم بسؤال نفسك ولا تخف.

وعلى مستوى اعلى:

اعلانات جوجل

ستجد نفسك تبتكر افكار جديدة نابعة من هذه الاسئلة يمكن اختبارها رياضياتيا وفيزيائيا.

فقم بها مثلا وانت تستعرض الكهرباء السّاكنة لتحصل على قانون لإيجاد القوة الناتجة عن عدد من الشحنات.

ثمّ تتساءل ما الذي يمنع أن تنطبق نفس القاعدة على الكتل (أي أن تصبغ مفاهيم موضوع على موضوع اخر).

أو مثلا في الإحصاء، ستجد تعريف الفضاء، فماذا إذا أخذت هذا الفضاء وجعلته رباعيا تبعا للنسبية الخاصة، وما معنى التوقع والتباين والانحراف المعياري في هذه الحالة؟

اعلانات جوجل

وأيضا تغيير الفروض الأساسية التي توجد في أحد العلوم ثم اتباع نفس الخطوات الموجودة في نفس العلم دون تغيير ستنتج علما جديدا لأنّ الفروض الاصلية اختلفت.

مثلا نعرف ان الكميات الفيزيائية الاساسية هي الطول، الزّمن… وهي تسمى بالأبعاد الفيزيائية، فماذا إذا كانت هذه الأبعاد الفيزيائية هي نفسها الأبعاد الرياضية خاصة وان الطول والزمن هما بالفعل بعدان رياضيان… فتعيد صياغة النسبية بناء على ذلك.

أو زيادة الأبعاد في فرع معين مثلا عند استعراضك للهندسة التفاضلية، يمكنك اتباع نفس الخطوات وجعلها في أبعاد أكثر وهكذا…”

محمد عريف -مراقب عام المنتدى ومشرف منتدى الفيزياء الذرية والجزيئية ومنتدى الفيزياء الكلاسيكية -أشار إلى أنّه لا يمكن وضع استراتيجيّة محدّدة تصلح لجميع الأشخاص، لوجود فروق فردية حتّى بين أصحاب التّخصّص نفسه، لاختلاف ثقافاتهم، ميولهم وعاداتهم. فالواجب أن يبحث كلّ منّا في نفسه عن تلك الشيفرة الخاصّة التي يستطيع من خلالها الفهم والاستيعاب بأكبر قدر من الفاعليّة؛ لكنّه حاول مع ذلك، ومن خلال تجربته وضع بعض النّقط الأساسية التي يمكن أن يستفيد منها أكبر عدد من الأشخاص، أهمّها أن يجتهد كلّ منّا في البحث عن طريقة يدرس فيها الفيزياء بسلاسة وراحة يحصّل فيها أكبر قدر من الفهم والمعرفة، وبما أنّ الفيزياء في الأصل علم يحرّكه الفضول والسؤال والإبداع في البحث عن الأجوبة، فالواجب على كلّ منّا تنمية ملكة الخيال والتصوّر والتّأمّل، تارة بملاحظة الظواهر الأكثر البساطة التي تحيط بنا وتارة بمحاولة تفسيرها بما نتوفّر عليه من معارف، ثم البحث عن الجواب في الكتب والمراجع، ولا يهمّ حينها مدى صحّة التفسير بقدر ما يهمّ القيام بالعملية نفسها والاستفادة من الأخطاء المرتكبة في كلّ مرّة.

أشار كذلك إن أنّ كون أحدنا طالب فيزياء، يتطلّب منه عدّة مهارات، أهمّها الإلمام بضوابط حل المسائل وإتقان الرياضيات بصفتها لغة الفيزياء التي لا تفهم من دونها.

هذا وأكّد محمّد عريف على أن تكون المسائل حاضرة في أذهاننا وأن نخلق لأنفسنا على الدّوام تحدّيات، حتى إن أخذت منّا وقتا طويلا قبل حلّها، لكنّ كلّا منها سيكون خطوة للأمام في الفهم المطلوب للفيزياء.

كما شدّد على الاهتمام بالمحاضرات والاعتماد على النفس في كتابتها إلى جانب الملاحظات والأفكار الشخصية لأن ذلك يضمن استعادتها لاحقا عند الحاجة إليها، والمهمّ أنّه خلال كل يوم يمرّ، لا بد أن يكون لدينا استيعاب لما درسناه في الكلية.

ونصح طلّاب الفيزياء خاصّة:

-بالعودة المراجع الفيزيائية، وإنشاء مكتبة في البيت لذلك.

– التقرّب من العلماء الدكاترة والباحثين.

– التّوسّع في المنهج وإغناؤه بالبحث في المراجع والكتب الفيزيائية القيّمة، والاطّلاع على مستجدّات الفيزياء ومناقشة الأساتذة في ذلك.

– الاهتمام بالجانب العملي في الفيزياء، كيفية عمل الأشياء، وحينما يتعلّق الأمر بالأجهزة حاول رسمها نفسك.

– لا يوجد مستحيل، وما تفعله اليوم إن لم يعد عليك اليوم يعود غدا.

– لا تدع الصلاة في المسجد، فالعلم بيد الله، توكّل عليه يعنك، ولا يكن من المتسابقين على المراكز فهي نتيجة لا هدف، فالواجب عليك تحصيل العلم كيفا لا كمّا، والامتحان تقييم لتحصيلك، فإن اجتهدت في الأول تميّزت في الثاني.

عضو المنتدى سنغ الفوتون أشار إلى كون التّجربة والخطأ أفضل وسائل النّجاح إذا تم الاستفادة منها بالشّكل الصحيح، فوعيك بالخطأ هو ما يضمن عدم وقوعك فيه لاحقا: ” إذا كانت هناك 100 طريقة لحل مسألة ما وكانت 99 منها طرق خاطئة وواحدة صحيحة فالأفضل أن تتعلم الطرق الخاطئة قبلا لأنك بذلك تحصن نفسك من الوقوع فيها”.

التعلّم الذاتي للفيزياء أمر يتطلّب مجهودا كبيرا، لكن سميّة أحمد ترى أنّه في ظل أساليب التعليم التي لا ترضي الطموحات، سيكون الاعتماد على النّفس ذا أهمّية قصوى، وأنّ الحلّ الذي يفرض نفسه أمام محبّ الفيزياء أن لا يقتصر على ما يتمّ تقديمه من قبل الدكاترة في الجامعة بتلك الطّريقة… لم يفتها أيضا كطالبة إبداء استايئها –مع حذر من التعميم- من الشّكل الذي تقدّم بها مادّتها المحبوبة، تارة في مجرّد مجموعة من المعادلات بدون وعي بالمعنى الفيزيائي ورائها ما يجعلها جافّة في نظرها، وتارة في مفهوم فيزيائي لا يترجم إلى لغة الرّياضيات، ليتحوّل إلى مجرّد “فلسفة”.

عن تجربتها، تؤكّد سميّة على أن لكلّ أستاذ نقط قوّة يجب الاستفادة منها إلى أبعد حدّ، ونقط ضعف لا يجب أن توقفنا، من الواجب علينا الحدّ من تأثيرها علينا إما بالبحث بأنفسنا أو باستشارة أساتذة آخرين… فلا يجب لأحدنا أن يبرّر تهاونه –رغم اعترافنا بأسبابه -أو يلقيه على عاتق أي كان، فالعلم مطلوب لا يتوقّف طلبه على طبيعة أستاذ أو مزاجه، بل يجب أن تحرّكه على الدّوام عزيمة في نفس كلّ منّا، عزيمة متى قلّت توقّف صاحبها لأيّ سبب. الأمر هنا في الواقع مرتبط بعزيمة المتعلم نفسه ومدى رغبته في العلم فإن كان صادقاً في طلب العلم فسيستمر وإلا توقف لأقل الأسباب …هذه العزيمة تأتى في رأيها من وضوح الهدف ونبله وما يحمله من معان وقيم…ولذلك سيبذل صاحبه الغالي والنفيس لأجله وستقوى عزيمته وستنشط لتحقيقه، وبالنّسبة لنا… يكفي أنه بالعلوم تتقدم الأمم وتتطور… يكفي أن يكون هدفنا من طلب العلم هو أن تعود أمتنا للريادة ولقيادة الأمم… حقاً إن وضعنا مثل هذا الهدف فسنجد العزيمة المرجوة لطلب العلم.

إذن فالهدف الواضح يولد العزيمة… والعزيمة مرادفة للإرادة .. والإرادة هي الدافع للعمل والجد والاجتهاد في طلب العلم مهما كانت المعوقات…

وكي لا يكون كلامها مجرّد “فلسفة”، لم تنسى بدورها التمثيل الرّياضي: هدف + عزيمة لتحقيقه + عمل بجد لبلوغ الهدف = الوصول للهدف بتفوق.

الدّكتور حازم سكيك، مؤسس موقع الفيزياء التعليمي ومجموع فروعه والمشرف العامّ عليها، أبدى إعجابه بالفكرة، وأثنى على تفاعل الأعضاء والأفكار والنقط التي قاموا بإثارتها… فكانت له المداخلة التّالية:

وسأحدثكم من واقع تجربتي الشخصية الممتدة من بدء دراستي للفيزياء حتى عملت محاضرا للفيزياء وتعاملت مع الكثير من الطلبة

ففي البداية يجب على كل دارس ان يجد الدافع القوي لما يدرسه وهو الطموح فما هو طموحك الذي يعد المحرك المستمر ومصدر الطاقة النابض ليدفعك للدراسة وحب ما تدرس فعندما تجد هذا الدافع ستنطلق بقوة وبشغف لتشق طريقك في فهم اساسيات الفيزياء سواء من المحاضرات الملقاة او من الكتب والمراجع والانترنت لتشبع شغفك وترضي ذاتك

لذا لا تدع من يسألك ماذا سوف تعمل او ماذا سوف تشتغل بعد اتمام الدراسة ان يحبطك او يقلل من عزيمتك فهذا في المستقبل والعمل والارزاق بيد الله ولا تجعل هاجس مجالات العمل عندما تتخرج هي الدافع انما ابحث عن دافع اقوى وأكبر مثل ان تحصل على جائزة نوبل او ان تصبح عالما او ان تصبح مخترعا وصدقوني ليس هذا بالشيء الصعب فكل قصص المبدعين والمخترعين كان الدافع الاساسي هو المحفز لهم دوما

تحت هذا التأثير ستجد ان المحاضرة او الدرس لا تفي بالغرض وسوف تقوم بالبحث عن مصادر اخرى للمعلومات من تلقاء نفسك دون حاجة لاحد ان يذكرك وحتى ان ذكرك فإنك ستكتفي بالمحاضرة واهم المواضيع التي ترد في الامتحانات

-الان الاغلب يدرس ويراجع محاضراته وجهاز الحاسوب يعمل فلا تدع اي مصطلح يمر عليك الا وان تبحث عنه وتقرأ ما يقوله الاخرون معلومة صغيرة مع كل مراجعة ستجد عندك موسوعة من المعلومات باقل جهد ممكن.

– كثير من الطلبة يستعدون للدراسة بعد فوات الاون اي قبل فترة وجيزة قبل الامتحان (هنا يكون دافع الدراسة اجتياز الامتحان) والمعلومات التي سوف يفهمها او يحفظها بسرعة ينساها بسرعة بعد الامتحان ولا تصب في مصلحة السنة التي تليها وهذا ما لمسته عند معظم الطلبة

كثير من النصائح اوردها اساتذة افاضل في مشاركاتهم في هذا الموضوع

اود ان أركز على ان نسأل أنفسنا ما هو الدافع لما ندرسه ونكتبه ونرى هل هذا دافع قوي بما فيه الكفاية ام يجب ان أجد دافع اقوى ونضعه امامنا لانا كلما كان الدافع قوي كلما احببنا ما ندرسه أكثر، واذكركم بالحوار الحكيم لقمان مع ابنه عندما سأله عن مثله الاعلى وماذا قال له متأكد اننا جميعا نعرف الحوار وان شاء الله نعمل به

حفيدة النّجوم ربّما حظيت بشرف تمثيل لسان حال أغلب طلّاب الفيزياء، ممّن يحبّون المادّة لذاتها لكنّهم يصطدمون في كل مرّة بواقع يخالف أحلامهم وجوهر المادّة كما يرونه، خصوصا من التحاقوا منهم بالتعليم الجامعي ليبدأ طموح أغلبهم في الفتور. كان حديثها خصوصا عن قتل روح الفضول والاضطرار للتلقّي فقط دون المشاركة في بناء المعرفة، عن البيئة غير المناسبة وجودة التّدريس المتدنّية، العوامل التي تجتمع معا لتلصق بالفيزياء سمعتها السيّئة… وربّما تمثّل أيضا أغلب ما يجيب كلّ منّا نفسه بعد قراءة هذا الموضوع، لتختتم حديثها “نصائح الاخوة الاعضاء رائعة لكن التنفيذ دائماّ صعب”… ثمّ بشيء من التحدّي، عادت لتتدارك كلّ ذلك: لم ادرس يوماً لأتجنب القائمة السوداء بل لأستمتع، وبقناعاتي انا، والأهم أن أرضى عما قدمته حتى اذا لم يرضوا هم، انا احب الفيزياء فعلاً وسأثبت ذلك يوماً ما، ومازالت موقنة اني في يوم من الايام بإذن الله سأصل إلى هدفي.”

من جانبها، أثارت إيمان، المشرفة السابقة في المنتدى، موضوع القدوة وأهمّيتها في حياة طالب العلم، وعدم الاكتفاء بمنزلة ما بل السّعي باستمرار للأفضل، كما ذكّرت بكون التفوّق والنّجاح في جميع جوانب الحياة أمرا يتطلّب تعبا وجهدا، وأن الفيزياء لم تكن يوما استثناءا… اعترفت في البداية بالوضع المؤسف الذي تعيشه جامعاتنا فيما يتعلّق بدراسة الفيزياء -رغم الاستثناءات القليلة-، ومبيّنة بعد ذلك بأنّ الطّموح يزيد وينقص ويمكن تجديده في كلّ مرّة، وبأنّ علينا تطبيقا وليس نجد لأنفسنا الطريقة الخاصّة بنا في الدّراسة، تلك التي يكون النّجاح في الامتحان فيها نتيجة لا غاية. الثقة بالله أوّلا، ثمّ في إمكانياتنا وما نستطيع تحقيقه وصفة ناجحة دائما.

ودخلت إينشتاينية –مشرفة منتدى البرمجة اللغويّة العصبية- على الخط بجرعة من التّفائل والأمل: “علمت كطالبة طموحة أن الحياة صعبة وقوانينها أصعب تحلو بالتفاؤل وتحمل الصعاب، فلا يأس مع الحياة ..ولا حياة مع اليأس ..وتعلمت أيضا أن النجاح يحصل عندما ينفذ عقل الساعي له إلى باطن الأمور… شكل عام إذا أردت أن تنجح وتصبح شيئا مذكورا:

وسع نطاق تفكيرك..لا تتوقف أبدا عن التساؤل ..كن فضوليا ..متحمسا ..محبا للعلم والتعلم ..

لا تنحصر بالمناهج الدراسية. ابحث ..اقرأ.. تفوق على أستاذك. بالنسبة للمسائل الحسابية: حلها بأعقد الطرق وتحل بالصبر. لا تسمح لمشاكل وهموم الحياة تنسيك هدفك. ارتق بتفكيرك.. استفد من نقد ذاتك. كن متأملا .. حالما .. إيجابيا ..واثقا.. مبتسما.

كل هذه الأمور ستفتح لك آفاقا تؤدي إلى النجاح بإذن الله. وطبعا أنصح بها نفسي قبلكم.”

أما أمل باسم مراقب عام المنتدى سابقا فكانت نصيحتها:

-في البداية يجب أن يضع الدارس هدفا نصب عينيه، يجب ان يكون هذا الهدف صعبا، وأن لا ييأس من تحقيقه.

-“صوّب نحو القمر، فحتى ان أخطأت ستصيب النجوم”، أي إنك إن لم تستطع تحقيق الهدف كاملا، ستكون قد حققت جزءا منه، ولا تيأس، استمر في المحاولة.

– بالنسبة للمراجع، بالطبع يجب عدم الاعتماد على المراجع العربية، فهي تقدم حسب رأيي معلومات تعد عقيمة مقارنة بالمراجع الاجنبية، لذا يجب اتقان اللغة الانجليزية.

– كذلك عدم اعتماد الكتب كمراجع، بل الرجوع للبرامج الثقافية و العلمية في التلفاز، و أو الانترنت.

– ربط العلوم و المفاهيم العلمية بالواقع، حتى تثبت في العقل.

العضو يونس لمساوي، كانت له رسالة أخيرة إلى كلّ من يشعر في كلّ مرّة بالحماس أمام الكلمات وبالعجز أمام ترجمتها إلى واقع: “قرأتَ بدون شكّ سيرة عالم من العلماء، عن محطّات حياته، عن صعوبة طريقه إلى نيل مراده، وقرّرت في لحظة من حياتك أن تحذو حذوه… الغريب أنّه، منذ ذلك الحين وإلى غاية الآن، لم يتغيّر أيّ شيء في العالم ولم تستبدل أي سنّة من سنن الحياة حتّى تغيّر أنت حلمك، إذا تغيّر شيء فسيكون بالضرورة في نفسك، وإن كان هناك خطأ في الأمر فسيكون عدم فهمك منذ البداية خلال قراءتك لسيرة ذلك العالم ل “تحدّى الصّعوبات”، لم تفهم حينها أنّ الصّعوبات تتّخذ الأشكال والألوان، وأنّ تلك اللّحظة التي تخلّيت فيها أنت عن حلمك متعلّلا بالظّروف أو الواقع، هي لحظة صعبة كان واجبا عليك تخطّيها، وأنّ الفرق بينك وبين من وصل هو كونه فعل ذلك.

تساءلت كثيرا، لماذا لا يحقّق النّاس أحلامهم؟ ما الصّعب في الأمر فعلا؟ أنظر إلى الإثارة والهدف الرائع الذي يمكن بلوغه لكن على الجهة المقابلة أرى أناسا قلائل جدّا هم من نجح في تحقيقه، يراودني الشّك، كيف يمكن أن أنجح حيث أخفق الجميع؟ لماذا لم ينجح كل من حلم بنفس ذلك الشيء في تحقيقه؟ حينما أقرأ مقال كي تصبح فيزيائيا، أتساءل لماذا إذن لا يصبح النّاس فيزيائيين، لماذا مترجم المقال، مشارك المقال، قرّاؤه الكثيرون ليسوا فيزيائيين؟ كيف أستطيع دون الآخرين الوصول؟ أشتعل حماسا في كلّ مرّة لكنّ في نفسي على الدّوام ذلك الشّكّ حينما أنظر لنفسي كإنسان بين ملايين لم تصل فيها سوى وجوه تعدّ على أطراف الأصابع… حينما نبدأ صغارا، لا تكون للمخيّلة حدود، ولا تتدخّل الظروف ولا الأقوال والنّصائح الوهمية في رسم توجّهاتنا، تكون لدينا القدرة حينها على التفكير فيما نريد ونحن

على يقين من إمكانية الوصول، لكن تستجدّ الظروف المهمّ منها وما منحناه من الأهميّة أكثر من حقّه، لنعدّل على الأحلام، أو نغيّرها أو نستبدلها، أو نقطع عملية الحلم نفسها، ونقنع أنفسنا أنّنا أبناء واقع يصنعنا ولسنا من يصنع الواقع، تأتي على كلّ منّا “لحظات حاسمة” تغيّر الكثير في توجّهاته وأفكاره… ربّما تتّخذ في أحيان كثيرة طابع الجدّية والبعد عن الأوهام، ترتدي في أحيان كثيرة ثوب النضج والتفكير بعقلية والبعد عن الأحلام الخاوية… نستمرّ في ذلك حتى نفقد أحلامنا، وننتقم من آخر آثار المقاومة، نستسلم ببساطة لأنّنا اخترنا طريقا اختارتها الأغلبيّة في مرحلة من مراحل حياتهم، الفرق الوحيد هو في الوقت الذي اتخذنا فيه قرار التّخلّي عنها… ما أعلمه اليوم، أنّ في حياتنا لحظات حاسمة، هي ما يحدّد توجّهاتنا وحياتنا، لحظات يكون أكثر الأشياء صعوبة فيها، أن نتّخذ قرارا عكس ما يتوقّع منّا أو حتّى ما نتوقّعه نحن من أنفسنا، قرارا جريئا كفاية لنكون من الأقلّيّة، قرار يفشل أغلبنا في اتخاذه، خصوصا حينما ينظر جانبه ليجد أنّ أغلب معارفه قد خالفه… القرار الأصعب بين الاثنين، والذي ما إن تتّخذه حتى تنتقل إلى المرحلة التّالية، وترتقي مجدّدا في سلّم الأقلّيّة المتميّزة، قرار واحد في لحظة واحدة، لكنّ النتيجة حياة مختلفة… تنتظر فيها لحظات حاسمة أخرى… دور الطفل الصغير الذي سكننا كان الحلم، وقد أجاده بدون شكّ، ودورنا نحن تحقيقه وليس إقناع أنفسنا باستحالته.”

رأينا أن نختتم هذا الموضوع بالمعنى الذي أثارته الأخت “محبة الرّسول”: 

الطالب هو من يستطيع أن يجعل استاذه يعمل.

يمكنكم أيضا مشاهدة موضوعي مشرفة المنتدى السابقة ريما، عن طرق ووسائل التّدريس النّاجح. أو متابعة نقاش هذا العدد موضوع مفتوح: ساعدنا بخبراتك..

أشكركم بامتنان على تبرعكم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى