نعلم جميعًا أن ريتشارد فاينمان Richard Feynman حائز على جائزة نوبل ومعلم محبوب يستمتع ملايين الطلاب على مستوى العالم بمحاضراته في الفيزياء. الآن، سيكون من المثير للاهتمام معرفة كيف أصبح فاينمان Feynman مبدعًا للغاية وفضوليًا ذاع صيته حول العالم. ما هي الكتب التي درس منها؟
عندما سُئل فاينمان عما إذا كان يمكن لأي شخص أن يصبح فيزيائيًا مثله، أجاب بصراحة: “بالطبع. لقد كنت شخصًا عاديًا لكنني درست بجد ومثابرة. لا يوجد أشخاص معجزة. لقد حدث هذا فقط لأنهم اهتموا بهذا بشيء محدد وتعلموا كل الأشياء.”
تأثر ريتشارد فاينمان الشاب إلى حد كبير بوالده، الذي شجعه على طرح الأسئلة وتحدي التفكير الأرثوذكسي.
يذكر فاينمان: “ان أهم شيء وجدته من والدي هو أنك إذا طرحت أي سؤال وتابعته بعمق كافٍ، ففي النهاية ستصل إلى اكتشاف جديد”.
تعلم فاينمان أيضًا في وقت مبكر جدًا الفرق بين المعرفة والفهم. حيث قال: “لا أعرف ما هو الأمر مع الناس: فهم لا يتعلمون بالفهم؛ إنهم يتعلمون بطريقة أخرى – الحفظ عن ظهر قلب. معرفتهم هشة جدًا!”
عندما وجد موضوعًا يثير اهتمامه، لم يكن فاينمان من النوع الذي ينتظر أن يأتي المعلم المناسب؛ كان دائمًا مصممًا على إتقانها بنفسه.
على سبيل المثال، درس علم التفاضل والتكامل بنفسه وهو في سن 14 من خلال قراءة مجموعة كتب في حساب التفاضل والتكامل. أثارت هذه الكتب اهتمامه وتوسع أيضا في علم الجبر.
كانت ملاحظاته التي يدونها واسعة جدًا على الرغم من أنها أقل كتابة ولكنها غزيرة بالرسومات والتوضيحات البصرية. لقد اعتاد رسم المخططات باهتمام كبير بالتفاصيل وربما كان هذا الهوس المبكر بالرسم هو الذي دفعه إلى اكتشاف مخططات فاينمان.
لذلك، في حين أن صياغة جوليان شوينجر Julian Schwinger للديناميكا الكهربائية الكمومية كانت تحتوي على درجة معقدة من المعادلات الرياضية يصعب العمل معها، قام فاينمان بتقسيم الأمر برمته إلى مخططات أبسط.
لقد درس بشكل جاد خلال سنوات دراسته في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. وكان قبل إلقاء أي محاضرة، يستعد لها حتى وقت متأخر من الليل. كانت إستراتيجية فاينمان هي: الدراسة بأكثر الطرق غير المنضبطة والافتراضية والأصالة الممكنة.
بعبارة أخرى، كانت قدرته على استهلاك المعرفة استثنائية. كان يعلمها لنفسه وفي أثناء ذلك يكتشف الحيل والنصائح للنجاح في الرياضيات والفيزياء. وهكذا، باختصار، سرا نجاحه هو التعلم الذاتي والتعليم.
كان فاينمان Feynman متعلمًا مدى الحياة، وبغض النظر عن المدة التي سيستغرقها التعلم بمفرده، فلن يستسلم أو يفقد الأمل أبدًا وظل مركزًا حتى يتم حل المشكلة المطروحة.
