علماءمواضيع العدد ٧

حوار مع العالم شرودنغر

حوار مع العالم شرودنغر

نيوتن: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

أرحب بكم جميعا في الحلقة الخامسة من برنامج..”حوار مع علماء الفيزياء

اعلانات جوجل

نستضيف في هذه الحلقة ضيفا متميزا جدا، مبدعا جدا، ومرهفا جدا كذلك..

رحبوا معي جميعا بعالم الفيزياء الشهير ..أروين رودلف شرودنغر..

أهلا وسهلا بك.

شرودنغر: وبك أيضا، أشكرك.

اعلانات جوجل

نيوتن: نتشرف جدا بأن تكون ضيف حلقتنا لهذه المرة، أعتقد اني سأستهل حديثي بالبداية التقليدية ذاتها، أين ولدت؟ ومتى؟ وكيف نشأت؟

حوار مع العالم شرودنغرشرودنغر: ولدت في فيينا في عام 1887، في الفترة التي كانت تعد فيها مركز أوروبا الثقافي، وعاصمة الإمبراطورية النمساوية المجرية إلي تفككت.شغل والدي نفسه بالرسم الايطالي وعلم النبات، مع انه تدرب كصيدلاني.وكانت أسرتي في وضع مال جيد جدا، وكان لديها الوقت والقدرة ليعرفاني عراقة فيينا التاريخية والثقافية، وعلمني والداي تقدير الفنون، والتمتع بمتابعة المعرفة ذاتها، لم يمض وقت طويل حتى نما لدي حب جارف بعلم البيولوجي.

نيوتن: جميل، من كان يتوقع أنك اهتممت بعلم الأحياء سابقا، حسنا..

ننتقل الآن إلى الحديث عن دراستك، فأين تلقيت تعليمك الأولي ؟

شرودنغر: تلقيته في ثانوية فيينا حيث درست العلوم والرياضيات، وكنت كذلك مغرما بالأدب واستمتع بالشعر واللغات.ولم أحب طريقة الحفظ دون فهم كما كان آينشتاين تماما.وقد نلت درجات عالية في دروسي.

اعلانات جوجل

نيوتن: هذا متوقع من حضرتك على كل حال، نتحدث الآن عن تعليمك الجامعي ومتى بدأته

شرودنغر: كان ذلك في عام 1906 في جامعة فيينا، حيث درست الفيزياء التقليدية، وكان أحد موضوعات دراستي فيها فيزياء الأوساط ـ المستمرة ـ والتي زودتني بأداة فكرية لفهم النظرية الموجية للضوء،وكان لفهمي هذا أهمية عظمى في صياغة معادلة الموجة ـ موجة دوبروي ـ التي أنجزتها فيما بعد.

نيوتن: وبعد التخرج؟

حوار مع العالم شرودنغر

اعلانات جوجل

شرودنغر: كان تخرجي من الجامعة في عام 1910، عينت بعدها معاون أستاذ (معيد)، وكان علي أن أحضر التجارب المخبرية للطلاب، ولم أكن راضيا عن هذه الوظيفة لأني كنت أرى نفسي فيزيائيا نظريا،ولأنني لم أجد عملا كهذا اضطررت مكرها للعمل في المختبر على أفضل وجه.

نيوتن:والآن ندلف معك ضيفي العزيز بوابة الحرب العالمية الأولى، كيف أمضيت سنوات الحرب هذه ؟

شرودنغر: أمضيت الحرب ضابطاً في المدفعية، ثم استأنفت عملي الجامعي في عام 1920 كمساعد للفيزيائي الشهير ولهلم فين W.wien .

نيوتن: وبعد، هل مكثت طويلا في هذا العمل؟

شرودنغر: في الحقيقة لا ؛ فقد عينت في كلٍ من شتوتغَرت و برسلا ومن ثم خلفت ماكس فون لاو في منصب أستاذ فيزياء في جامعة زوريخ.

نيوتن: وهناك أمضيت أكثر سنواتك إنتاجا في مسيرتك الأكاديمية.

شرودنغر: تماما، فقد نشرت بحوثا عن الترموديناميك، والميكانيك الإحصائي، والحرارة النوعية للأجسام الصلبة، والطيف الذري، وصغت معادلتي الموجية.

نيوتن: إنجازات باهرة بلا شك ضيفي العزيز، ولكن حل تحدثنا قليلا عن معادلتك الموجية تلك وكيف اكتشفتها؟

شرودنغر: في الحقيقة كنت أمقت فكرة القفزات الكمومية ؛ لذلك حاولت أن أعود إلى الوصف التقليدي في علاج الطيف.

وقد كان اكتشافي لهذه المعادلة نتاج دمجي لعمل ديبروي، المتعلق بطبيعة الإلكترون الموجية، بالهيكل الرياضي الذي ابتكره وليم هاملتون لميكانيك نيوتن، وقد أدى توفيقي بين عملي هذين الفيزيائيين إلى صياغة معادلة ذات شأن عظيم بين الفيزيائيين في العصر الحديث.

نيوتن: نعم، لقد أُقر لك بذلك عام 1933، عندما تقاسمت أنت و بول ديراك جائزة نوبل للفيزياء.

وفي هذا العام أيضا تخليت عن منصبٍ هام كذلك.

شرودنغر: صحيح، كنت قد دعيت إلى برلين لأخلف ماكس بلانك في منصبه بعد اعتزاله العمل، وكان ذلك في عام 1927، لكن قررت التنازل عن المنصب بعد استلام النازيين للسلطة.

نيوتن: تنازلت لهم أنك لست يهوديا، وجنسيتك السويسرية لم تكن لتمنعك من التمتع بحياة رغدة في حال تعاونك مع الحكومة.

شرودنغر: معك حق، لكني شككت في استطاعتي العيش في ألمانيا الهتلرية، ولا سيما حين أجبر الكثير من زملائي على مغادرة البلاد بسبب قوانين النازيين العنصرية.

نيوتن: وبعد ؟

شرودنغر: استلم منصب زمالة في أكسفورد، حيث بقيت أُعلم لمدة عامين، قبل أن أنتقل إلى جامعة غراتز في عام 1936.

نيوتن: لكن النازية بقيت تلاحقك، خاصة بعد إلحاق النمسا بألمانيا عام 1938.

شرودنغر: ولهذا اضطررت للهرب إلى ايطاليا، ومن ثم إلى برنستون حيث أقمت مؤقتا هناك، وبعدها أصبحت مديرا لكلية الفيزياء النظرية في معهد الدراسات المتقدمة في دبْلن في ايرلندا حتى اعتزلته في عام 1955.

نيوتن: والآن ضيفي العزيز، أخبرنا عن كتابك “ما هي الحياة “؟

شرودنغر: كان هذا الكتاب تجربة مثيرة حقا، فبالرغم من مثابرتي على البحث النظري في الفيزياء، فإن هذا الكتاب كان أشهر أعمالي في دبلن، وهو كتاب صغير نشر عام 1944، حاولت أن أبين فيه: هل يمكن أن تفسر القفزات الكمومية ظواهر بيولوجية كالوراثة مثلا ؟

ورغم أن اكتشاف جزيء الحمض الريبي النووي منقوص الأكسجين DNA قد غير من وجهات النظر التي اعتمدتها في أثناء كتابة الكتاب، إلا أنه قد فاز بشعبية واسعة شجعت عددا من الفيزيائيين على دراسة البيولوجية الجزيئية.

نيوتن: لقد غذى هذا الكتاب بعض من ميولك البيولوجية التي ظهرت لديك في بداية حياتك بعض الشيء.

شرودنغر: يبدو ذلك.

نيوتن: بالإضافة لشهرة هذا الكتاب، كان لك تجربة أخرى ضاهته في الشهرة وذيوع صيتها بين الفيزيائيين وغيرهم.

شرودنغر: لا بد انك تقصد تجربتي الذهنية عن القطة داخل الصندوق.

نيوتن: تماما . فهل توضح لنا هذه التجربة بشكل مبسط؟

 شرودنغر: بكل سرور، فكما ذكرت لك كانت تجربة ذهنية عن قطة حبست داخل صندوق، ووضع معها داخلها عداد غايغر وذرة متفككة، في حال أصدرت الذرة جسيما باتجاه عداد غايغر ينطلق سم سيانيد قاتلا القطة، الاتجاه المعاكس لا يقتل القطة. بدون الاستعانة برصد بشري مباشر تكون حالة الذرة المتفككة عبارة عن دالة موجية باحتمال 50 % إطلاق جسيم بالاتجاه القاتل و 50 % بالاتجاه غير القاتل أي أن حالة القطة هي حالة مركبة من الموت و الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى