مقالاتمواضيع العدد ٩

بين تفاحة نيوتن وسلم آنشتاين

بين تفاحة نيوتن وسلم آنشتاين

منذ وجد الإنسان على الأرض وهو يتساءل: لماذا تسقط الأجسام إلى الأسفل؟ ولماذا تسقط بالسرعة نفسها رغم اختلاف أوزانها؟ ولماذا تختلف سرعة الكواكب حول الشمس؟  من حسن الحظ أن نيوتن لم يأكل التفاحة حين سقطت بجانبه،لأنه لو فعل ذلك لما اكتشف قانون الجاذبية. ولكن بعد سقوط التفاحة وما أظنها إلا اسطورة، استطاع نيوتن إثبات أن قوة الجذب تقل بين الجسمين كلما ابتعد أحدهما عن الآخر، كما ثبت أن قوة الجذب تتناسب مع كتلة المادة، بمعنى أن من يزن على الأرض 60 (كجم) يصبح وزنه على القمر (10) كجم فقط، لأن القمر أصغر من الأرض بست مرات.

وتحتفظ الكواكب والأجرام بمدارات ثابتة بفضل التوازن بين الجاذبية الشمسية، وقوة الطرد المركزي (الناجم عن دوران الجسم ذاته). فالأرض مثلا تدور في المسار الذي تتوازن فيه قوة جذب الشمس لها، مع قوة الدوران التي تدفعها بعيداً عنها؛ ورغم تقدمنا الحالي إلا أننا لا نعرف شيئاً عن ماهية الجاذبية ذاتها، فنحن نصف شيئا لا نعرفه ولا نراه، ونكتفي بدراسة آثاره المشكلة إن قوى الجذب يجب أن تدرس بمعزل عن الجاذبية نفسها، ولا يوجد مكان في الكون بمعزل عن قوة كهذه؛ ولكن ما علاقة سلم انشتين في الموضوع؟

اعلانات جوجل

كوَّن إيشتاين رأيه الخاص بعد سقوطه من على السلم، أثناء محاولة تعديل صورة حائطية، وكما لم يحاول نيوتن أكل التفاحة، لم يحاول إينشتاين إعادة الصورة، فبعد سقوطه، أخذ يحلل وقعته ويتساءل عن سبب سقوطه. وفي حين فسر نيوتن الجاذبية على أنها قوة تتجاذب بها المواد. فسَّرها انشتين على أنها نوع من القصور الذاتي.

وكي نفهم ما يقصده إينشتاين، دعونا نتصور مجموعة من الناس في مصعد انقطع حبله، وأخذ يهوي إلى الأرض بسرعة كبيرة،  فما الذي يحصل لهم حينئذ ؟سيبدؤون بالطبع بالارتفاع عن أرضية المصعد شيئاً فشيئاً، حتى يبدؤوا السباحة في الهواء، وسيحدث عكس ذلك لو تصورنا أن نسراً هائلاً سحب المصعد ومن فيه بسرعة كبيرة نحو الفضاء، فعندها سيشعر الركاب أن قوة جذب متزايدة تشدهم نحو أرضية المصعد، رغم أنهم منطلقون في الفضاء، حيث لا جاذبية في الأحوال العادية.

هبوط المصعد الى الأسفل، أو انطلاقه إلى الأعلى، هو قصور ذاتي يقاوم حركة الأجسام، ويشدها الى عكس اتجاهها، وتفسير إيننشتاين هذا يهبط بجاذبية نيوتن كقوة، ويحولها الى مجرد خاصية فيزيائية من خصائص المادة.

أما حركة الأجرام الفضائية. فتنشأ  -حسب فهم إينشتاين- من كون تلك الأجرام تسلك أقل الطرق مقاومة لمنحنيات الجاذبية التي توجد حول النجوم والأجرام الضخمة.

اعلانات جوجل

المثير في قصة الجاذبية، هو سعي العلماء إلى إلغائها أو عكسها. فالوصول إلى هذه المرحلة يعني قدرتنا على رفع الصواريخ بنفخة هواء ورفع الجبال بلمسة إصبع؛ أما عكسها فيعني قدرتنا على تسيير الطائرات، ودفع القاطرات، وتحريك السفن بقوة زهيدة وغير مرئية.

فاصلة:ماذا كنت ستفعل لو سقطت على رأسك تفاحأ وأنت تنام تحت الشجرة؟ أو ماذا كانت لتكون ردة فعلك بعد سقوطك من على السلم وانت تصلح لوحة حائطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى