التصنيف: مواضيع العدد ١٤

  • معادلة ديراك

    معادلة ديراك

    معادلة ديراك

    أ. محمد ماهر عبد الرحيم محمد

    بعد انطلاق شرارة ثورة ميكانيكا الكم في بداية القرن الماضي، هرع الفيزيائيون في تلك الفترة الى محاولة السيطرة على هذه النظرية الغريبة – والتى تناقض العقل الكلاسيكي بصورة واضحة – بواسطة احكام الصياغة الرياضية والتي يجب ان تصف الواقع الكمي وتتفق مع التجارب ولو كان ذلك على حساب مبدأ السببية او الحتمية. فمع ظهور الميكانيك الكمي انهدم صرح الحتمية فعند القيام بالتجربة تحت نفس الشروط مرتين متتابعتين نحصل على نتائج مختلفة، بغض النظر عن الجدال الفلسفي حول هذا الموضوع وعلى طريقة” بول ديراك” – الذي كان يهتم بالمعادلات اكثر من الجدال والكلام – في احدى المحاضرات وقف الفيزيائي النمساوي “اروين شرودنجر” يلقي محاضرته حول مفهوم الدالة الموجية، و الذي ظهر اول مرة مع الفيزيائي “ماكس بورن”، وفجأة في اثناء محاضرة شرودنجر الاسطورية والتى كانت تبدو مملة في نظر احدهم فوجه سؤال الى السيد “شرودنجر” قائلا: يا سيد لقد صدعت رؤوسنا بدالتك الموجية، فاين هي معادلة الموجة؟ فكان سؤاله هو ما دفع “شرودنجر” الى صياغة معادلته المشهورة والتى لعبت دورا محوريا في صياغة النسخة الموجية في ميكانيكا الكم، فكانت معادلة تفاضلية يمثل حلها دالة الموجة للنظام الكمي المراد دراسته.

    معادلة ديراك

    كانت اولى المحاولات لايجاد نسخة نسبية من هذه المعادلة هي ما يعرف بمعادلة “كلين-جوردون ” والمقصود بالنسخة النسبية ان نضع في الاعتبار مبادئ النسبية الخاصة واهمها عدم الفصل بين  الزمان والمكان، فعند النظر في معادلة شرودنجر السابقة نجد ان المشتقة المكانية من الرتبة الثانية {∇2 ψ(r,t)} بينما المشتقة الزمانية من الرتبة الاولى {Eψ(r,t)=iℏ ∂/∂t ψ(r,t)}، فكانت الخطوة الاولى نحو اشتقاق نسخة نسبوية من معادلة شرودنجر هي مساواة رتب المشتقات، وتجسدت محاولة كلين وجوردون في جعل كل من المشتقتين الزمانية والمكانية من الرتبة الثانية بعد التعويض بقيم المؤثرات الكمية للطاقة وكمية الحركة في معادلة الطاقة النسبية (E2=P2+m2) باعتبار (ℏ=c=1) وكانت النتيجة:

    معادلة ديراك

    وهي ما يعرف بمعادلة (كلين-جوردون)، ولكن سرعان ما ظهرت المشاكل ، فبمجرد جعل المشتقة الزمانية من الرتبة الثانية ادى ذلك الى ظهور قيم احتمالية سالبة (كثافة الاحتمال سالبة!!!! …..غريب و غير منطقي)، وكانت المشكلة الثانية متمثلة في حل هذه المعادلة حيث من الواضح ان الحل يجب ان يمثل طاقة الجسيمات ولكن المفاجأة كانت في ان هذه الطاقة تمتلك قيمتين سالبة وموجبة.

    بمجرد ظهور هذه المشاكل عجزت المعادلة عن تخطيها مما دفع الفيزيائي الرياضي “بول ادريان ديراك” ان يبحث في اصل المشكلة، ففطن ديراك بعقله الرياضي المدرب الى ان المشكلة تكمن في رتبة المعادلة –بخصوص الاحتمالية- و في التفسير-بخصوص الطاقة السالبة. لذلك عكف على محاولة الحصول على معادلة نسبية تفاضلية تكون من الرتبة الاولى بخصوص المشتقات الزمانية والمكانية، بدون الخوض في التحليلات التى اتبعها بالرغم من سهولتها ولكنها تأخذ مساحة لا يمكن توفيرها في هذه المقال، في النهاية حصل السيد ديراك على معادلته المشهور:

    معادلة ديراك

    بهذه الطريقة نجح ديراك في التخلص من مشكلة الاحتمالية السالبة، من جانب اخر حصل على نفس الحلول السالبة للطاقة ولكنه كما قال فان المشكلة هنا مشكلة تفسير، لذلك اقترح امكانية وجود جسيمات مضادة تحمل طاقة موجبة تتشابه مع الجسيمات في الكتل وتختلف في الخواص الكمية الاخرى كالدوران المغزلي. وما ان مرت 4 سنوات منذ ظهور هذا التفسير حتى نجح التجريبيون في اصطياد اول جسيم مضاد وهو مضاد الالكترون او ما يعرف بـ “البوزترون”، واصبحت معادلة ديراك بصورة عامة بجانب معادلة كلين-جوردون تمثل حجر الاساس لما يعرف بنظرية المجال الكمي، حيث تهتم معادلة ديراك بوصف الفيرميونات (جسيمات تتبع توزريع احصائي يعرف بتوزيع فيرمي) وتهتم معادلة كلين-جوردون بوصف سلوك البوزونات القياسية (جسيم واحد يعرف بالهيغز بوزون يتبع احصاء بوز-اينشتاين).

    بقلم: محمد ماهر عبد الرحيم محمد

    بكالوريوس العلوم (مرتبة الشرف) في الفيزياء 2014- جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا

  • قطة شرودنغر

    قطة شرودنغر

    قطة شرودنغر

    أ. رجب مصطفى

    مراقب عام المنتدى ومشرف منتدى ميكانيكا الكم

    قطة شرودنغر
    قطة شرودنغر مفهوم قدمه الفيزيائي النظري النمساوي إرفن شرودنغر، ليشرح من خلاله تصوراً مختلفاً عن تفسير كوبنهاجن في ميكانيكا الكم وتطبيقاتها اليومية.

    تخيل شرودنغر تجربة ذهنية تم فيها حبس قطة داخل صندوق مزود بغطاء، وكان مع القطة عداد جيجر وكمية ضئيلة من مادة مشعة بحيث يكون احتمال تحلل ذرة واحدة خلال ساعة ممكنا.

    إذا تحللت ذرة فان عداد جيجر سوف يطرق مطرقة تكسر بدورها زجاجة تحتوي حامض الهدروسيانيك الذي يسيل ويقتل القطة فوراً. والآن يقف المشاهد أمام الصندوق المغلق ويريد معرفة هل القطة حية أم ميتة؟

     (من وجهة نظر ميكانيكا الكم، توجد القطة بعد مرور الساعة في حالة مركبة من الحياة والموت). وعندما يفتح المشاهد الصندوق يري القطة إما ميتة أو حية وهذا ما نتوقعه في حياتنا اليومية، ولا نعرف حالة تراكب بين الحياة والموت.

    قطة شرودنغر: هي تجربة ذهنية قدمها إرفين شرودنغر ليبين فيها المشاكل التي رآها بتفسير كوبنهاجن وتأثير الوعي الإنساني في عملية الرصد والقياس الفيزيائي خصوصا في الحالات الكمومية. العلبة تحتوي ذرة متفككة، في حال أصدرت الذرة جسيما باتجاه عداد غايغر ينطلق سم سيانيد قاتلا القطة، الاتجاه المعاكس لا يقتل القطة. بدون الاستعانة برصد بشري مباشر تكون حالة الذرة المتفككة عبارة عن دالة موجية

    باحتمال 50 % إطلاق جسيم بالاتجاه القاتل و 50 % بالاتجاه غير القاتل أي أن حالة القطة هي حالة مركبة من الموت والحياة.

    تنطبق ميكانيكا الكم فقط على الجسيمات الأولية والذرات، وهي تصف هذا العالم الصغير بدقة لم تستطعها الميكانيكا الكلاسيكية التي كانت معروفة قبل ابتكار ميكانيكا الكم عام 1923 – 1929. وتعتمد ميكانيكا الكم على وصف الجسيمات وحركتها بدوال موجية. ولدراسة نظام يحتوي على جسمين أو ثلاث، تفترض ميكانيكا الكم دوالاً مختلفة لحالات يمكن للنظام أن يتخذها. وتفترض أن تلك الدوال الموجية عبارة عن تراكب مجموع الدوال الموجية لجسيمات النظام. وتعبر عن الحالات التي يمكن للنظام اتخاذها باحتمال تواجد كل منها. وتعرض هذا المنطلق لميكانيكا الكم لنقد كبير وقت ابتكار النظرية، ولا نعرف تماما عما إذا كان شرودنجر يريد بيان انطباق ميكانيكا الكم أيضا على الأجسام الكبيرة (القطة) بفكرته هذه، أم أراد القول بعكس ذلك. فبتطبيق ميكانيكا الكم على نظام يجمع الذرة (جسيم صغير) والقطة (جسم كبير) تفترض ميكانيكا الكم تراكب موجتين : الأولى (الذرة لا تتحلل /القطة حية) والدالة الموجية للحالة الأخرى (الذرة تتحلل /القطة ميتة). وتقول أنه في لحظة فتح الصندوق والمشاهدة تنخزل تلك الحالة المتراكبة فورا، فنرى القطة إما حية وإما ميتة.

    cat2
    من العلماء الذين رفضوا ميكانيكا الكم وحلولها التي تنتج احتمالات كان أينشتاين الذي أعطى مثالاً آخرا في هذا الصدد. وتساءل عن الدالة الموجية التي من المفروض أن تصف منظومة حفنة من البارود بأنها في حالتي تراكب متساويتين، أحداهما البارود السليم والأخرى الانفجار، وكيف يمكن لهذان أن يجتمعان في تراكب واحد؟ وظل أينشتاين حتى وفاته يرفض ميكانيكا الكم.

    ولكن كما قلنا أعلاه لم تستطع الميكانيكا الكلاسيكية حل معضلة تركيب الذرة واستطاعت ميكانيكا الكم ذلك، وفسرت ميكانيكا الكم الطيف الصادر عن الهيدروجين تفسيرا كاملا لم تستطعة أي نظرية أخرى. ولا يقتصر نجاح ميكانيكا الكم فقط على تفسير الذرة بل أيضا تفسير تركيب الجزيئات والنشاط الإشعاعي وتحلل ألفا وتحلل بيتا وظاهرة الموصلات الفائقة.

    ويروى عن ستيفن هوكنج أنه قال: “إذا جاء إليّ أحد وأراد ذكر قطة شرودنجر فسأرفع عليه بندقيتي!!”

    موضوع التراكب معروف بالنسبة للذرات، أما بالنسبة للقطة، فإذا نظر ملاحظ خارجي إلى الصندوق بعد انقضاء الساعة فإنه سيجد إحدى النتيجتين: القطة ميتة، أو حية.

    لا توجد ملاحظة فيزيائية لجسم كبير معروفة تناظر حالة التراكب، أي أن حالة التراكب ليست حالة مميزة أو ذاتية لأي كمية واقعية يمكن تخيلها ورصدها. ذلك أن الملاحظ لا يستطيع سوى التفريق بين حياة أو موت القطة.

    ملحوظة: تفسير كوبنهاجن هو التفسير الذي تبناه كلا من العالمين نيلز بور، وورنر هايزنبرغ لتفسير النتائج المحيرة لميكانيكا الكم وهو يعتمد أساسا على تمديد فكرة التفسير الاحتمالي للدالة الموجية الذي قدمه ماكس بورن محاولين تفسير ظواهر كمومية غريبة مثل المثنوية (جسيم/موجة) وإشكالية القياس.

    المصدر: النسخة العربية من ويكيبيديا

  • قرأت لك كتاب في أصول علم فيزيقا الكم

    قرأت لك كتاب في أصول علم فيزيقا الكم

    قرأت لك كتاب في أصول علم فيزيقا الكم

    للأستاذ الدكتور محمود أحمد الشربيني

    عميد كلية العلوم بجامعة الإسكندرية سابقاً

    بقلم أ. رجب مصطفى

    مراقب عام المنتدى ومشرف منتدى ميكانيكا الكم

    قرأت لك كتاب في أصول علم فيزيقا الكم
    الأخوة الأعزاء … محبي ميكانيكا الكم خصوصاً والفيزياء عموماً، أنقل إليكم اليوم، لأني لا أستطيع حالياً وضع الكتاب كله، أروع ما قرأت عن تاريخ الفيزياء بتدرج وتسلسل منقطع النظير … وهي مقدمة أفضل الكتب في ميكانيكا الكم باللغة العربية
    وهو كتاب: في أصول علم فيزيقا الكم. والآن مع هذه المقدمة الرائعة 

    العلم هو المعرفة الخالصة وأكثرنا علماً أكثرنا معرفة والعالم الأستاذ وسع كرسيه محاولة النظر في فرع من فروع العلم. والعالم الأكبر جل وعلا وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.

    وسلاح العلم ككل سلاح كالسلاح العادي: إذا حمل شخص سلاحاً واستخدمه لتحرير وطنه سمي محارباً وسمي السلاح أداة حرب وإذا حمل نفس الشخص نفس السلاح واستخدمه سلباً ونهباً وتقتيلاً سمي مجرماً وسمي السلاح أداة جريمة فالتسمية ترمز للهدف ويكنى بها صاحب الهدف وللعلم أهداف يكنى بها، أهداف لا تمس طبيعته .. فالعلم هو العلم. إن أردته تطبيقاً حملته كسباً ….

    والتجريد هو توجيه العلم بأسلحته من أنماط وفروض وقوانين ناحية الظاهرة الطبيعية قصد تعليلها خالصة لوجه العلم ولذات العلم. والتطبيق هو توجيه العلم بأسلحته من أنماط وفروض وقوانين نحو مشكلة قصد الوصول بحلها إلى نفع عام يعود بالخير على الإنسانية والمجتمع والعلم بحتاً أو تطبيقاً. نظراً أو تجريباً له منطق واحد وإن اختلفت الأهداف وتباينت الوسائل. وهو منطق يؤدي إلى وحدة المعرفة وتوحيد القوانين عن طريق البساطة والسهولة والنظام والانتظام ….

    لعل ذلك بدأ يوم أن جال الإنسان ببصره يتسأل عن حكمة الوجود ويربط بين فكرة وفكرة يبحث عن علة ما يراه من ظواهر طبيعية. ويخطط لها ويعد على أصابعه والإنسان بفطرته يبحث عن العلل ويرحب بقلتها مع شمولها.

    ولن أتتوغل في القدم ولكني أكتفي بخمسة قرون قبل ميلاد السيد المسيح لأجد فيثاغورث يتمسك بالرباعيات …. فأساس المادة رباعية هي الأرض والماء والنار والهواء .. وأساس خواص المادة رباعية أخرى هي الجفاف والبرودة والحرارة والرطوبة. بل أساس المعرفة كافة رباعية من العلوم هي علم الهندسة وعلم الحساب وعلم الفلك وعلم الموسيقى ….

    ويختص كل علم برباعية هي أصوله. فأصول علم الهندسة رباعية هي النقطة والخط والسطح والجسم …. وأصول علم الفلك رباعية عددية مكونة من أربعة أعداد هي بداية الأعداد من واحد إلى أربعة. وهذه الأعداد هي أيضاً أصول علم الموسيقى فالفترات الموسيقية هي نسب أو كسور مقام الكسر أو بسطه هو أحد هذه الأعداد الأربعة.

    ملكت الأعداد عليهم الحس وكأن عالمهم قد أُنشئ على قوائم أربعة ثم مرت العدوى وجاء أفلاطون يحمل لواء الرباعيات بعد أن صبغها بصبغته وغير وعدل وأصبحت له رباعيتان عدديتان ألمس من ثنايا هذا التعديل نظاماً …. إذ ترى في إحدي رباعيتي أفلاطون التي بدأها من بداية الأعداد. قد جعل العدد الثاني ضعف العدد الأول والعدد الثالث ضعف العدد الثاني والعدد الرابع ضعف العدد الثالث أي كل عدد ضعف العدد الذي قبله (1، 2، 4، 8) ونجد في الرباعية الأخرى التي بدأت أيضاً من البداية أن العدد الثاني ثلاثة أمثال العدد الأول والعدد الثالث ثلاثة أمثال العدد الثاني والعدد الرابع ثلاثة أمثال العدد الثالث أي كل عدد ثلاثة أمثال العدد الذي قبله (1، 3، 9، 27) أليس هذا نظاماً وإنتظاماً وجنوحاً إلى كمال.

    لا يصبح أن ننظر إلى هذه الأعمال من قمة ما وصلنا إليه من معرفة تراكمت مع الزمن وأتت إلينا مع الأجيال على أيدي العلماء الحكماء …. بل يحسن أن ننظر إليها بعين المبتدئ، بعين الواقع في ذاك الحين …. حين من الدهر لم يكن شيء مذكوراً …. يوم أن بزغ العلم وبدأ الخيط الأبيض ينسل ويبين ….

    هناك كمال جديد هو كمال الحركة، وكمالها أن تكون حول دائرة أعني حركة دائرية، حركة على بُعد ثابت من مركز لا يتغير، وتمتاز الدائرة بمحيطها والمحيط يحدد سطحاً والسطح له مساحة. لو حددنا هذه المساحة بمحيط على شكل دائرة لكان طول المحيط الجديد أكبر من طول المحيط الدائري أي أكبر من محيط الدائرة لذا كان كمال الدائرة أنها النهاية الصغرى لأي طول يمكنه أن يحيط مساحة ما وليس هذا بقول جديد بل هو رأي قديم نادى به أرسططاليس. ولعل أرسططاليس أول من وجه أنظار العلماء إلى النهاية الصغرى وركز عليها الأنظار فبدأت محاباة علمية نحو القصير الأقصر. فمن أراد أن يتحرك في كمال حول مساحة ما وجب أن يختار القصير الأقصر من الطرق وهو طريق الدائرة وسميت هذه الحركة بالحركة البسيطة وشاركتها البساطة الحركة المستقيمة فالخط المستقيم هو القصير الأقصر من الطرق بين نقطتين ….

    ولعلها لمحة علمية أن يعطي أرسططاليس النهاية الصغرى أهمية كبرى تغلغلت في العلم ودغغته دفعة قوية نحو الطريق المقدر. إن هذه اللمحة كانت إيذاناً ببداية نهضة علمية حقة تتجه إلى التوحيد في يسر وسهولة وتسلسل عبر الأجيال …. وإني أراها تلعب دوراً حاسماً في تطور العلم من يوم أن نادى أرسططاليس بهذا المبدأ …. ويبين هذا أول ما يبين في براعة ووضوح في أعمال هيرو الإسكندرية إذ أثبت عملياً وبرهن نظرياً أن العين تستقبل بعضاً من النور المنعكس من مرآة لأن هذا البعض اختار الطريق القصير الأقصر إليها ….

    وإني أحب أن أصل ما بين الأمس واليوم بأقصر طريق في أقصر وقت، لذا أجدني مضطراً لأن أسرع معتذراً عن عدم ذكر كثير من العلماء العظماء ….

    ولرغبتي في الإسراع ترددت أن أذكر نيوتن ذلك العالم العملاق الذي رجع ببصره إلى الماضي وصاغ ما توصل إليه سابقوه من خبرة مع إضافات ارتآها …. صاغها في قوانين تنسب إليه عرفت بقوانين نيوتن للحركة أمكنه بهذه القوانين أن يعلل حركة الكواكب كما وصفها كبلر وصفاً دقيقاً في ثلاث وصفات. ثم أثبت نيوتن أن وصفات كبلر تخرج من صلب الفرض القائل إن كل كوكب في كل لحظة له قوة متبادلة بينه وبين الشمس تقل مع بُعد الكوكب عن الشمس مضروباً في نفسه …. أخد نيوتن يطبق هذا الفرض …. طبقه على حركة الأرض والقمر والكواكب الأخرى حتى ارتفع الفرض إلى قانون عرف بقانون التربيع العكسي، يدرس طالب العلم هذا القانون ويتكرر معه بصورة المناسبة في الكهرباء والمغناطيسية والضوء والصوت وخواص المادة وأقول أن ظهر القانون أول ما ظهر في علم الميكانيكا مع الجاذبية الأرضية ومع حركة الكواكب حيث لا تصادم ولا تقارب ولا ابتعاد، إن فطرة طالب العلم المتأمل في علمه وفي قانون يتكرر في أكثر من فرع من فروع علمه تؤدي به إلى إلهام صحيح هو أن منطق العلم منطق الوحدة، منطق للتوحيد، ولكن العالم الباحث المدقق يحتاج إلى نظرة أشمل وأعمق ليشعر أن هذه البشائر هي مؤثرات حقيقية ….

    لذا كان جل علماء الرياضيات وكذلك علماء الفلك وعلماء فيزيقا في القرنين الثمن عشر والتاسع عشر أن يرتفعوا بعلم الميكانيكا إلى مرتبة رفيعة تتطلع إليها جميع العلوم. فبحثوا مؤثرات النشاط وقرروا أن يقرنوا بين الكتلة والسرعة فكان عنوان النشاط كتلة الجسم مضروبة في سرعته وهذه هي كمية التحرك. ثم جنحوا إلى دقة أكثر لذا عزموا أن يقرنوا بين كمية التحرك والمسافة فكانت الكتلة في السرعة في المسافة هو الفعل كما يسميه العلماء.

    سرى هذا الفعل مبدأ القليل الأقل …. فالطريق المطروق هو الذي يسمح بالقليل الأقل من فعل الطارق أي يسمح ببذل فعل هو النهاية الصغرى عند المقارنة ….

    وهكذا اعتقد العلماء اعتقاداً علمياً راسخاً أن جميع العلوم مبنية على المبدأ الشهير المسمى مبدأ الفعل القليل الأقل الذي استخدمه موبرتويه إذ أعلن أن البساطة تجعل الأجسام في الطبيعة تعمل بطريقة تكون فيها كمية معينة يقال لها الفعل نهاية صغرى.

    وصل موبرتويه إلى هذه النتيجة ببرهان رياضي ولكن يشد الانتباه قول موبرتويه أنه يعتقد أن الحكمة الإلهية تبين بأجلي بيان وتمثل أجمل تمثيل في ثنايا هذا المبدأ الذي جعل حركة الأجسام تأخذ مجراها مع نهاية صغرى لكمية تسمى الفعل وهي كمية تحرك في مسافة ما، وبقليل من جهد يرى أن الفعل هو أيضاً طاقة في زمن ما.

    يحمل هذا المبدأ على مر السنين العبء الأكبر في النهضة العلمية الحديثة ويمرق مروق السهم إلى الهدف زمن عجيب أمر هذا المبدأ أنه تحدث عن كمية يمكن قياسها ويمكن استيعابها حساً وشعوراً مهما كان الزمان والمكان.

    وكان هذا المبدأ نداءاً لميلاد “لا تغير” أعني نداءاً لمبدأ البحث عن الحقيقة فالحقيقة لا تعتمد على إسناد. ففعل الحقيقة في العلم هو فعل جاد يأخذ شكلاً أو هيكلية ما لا تتغير أو تتصرف محما كانت الظروف.

    ولن أذكر فرمات وإعلانه نهاية صغرى لزمن مسار الضوء إذ يشغلنا عنه فحل من فحول العلماء هو هاملتون الذي استوعب مبدأ موبرتويه وغاص إلى جذوره ورفع بفضله علم الميكانيكا ليشرف ويسيطر أيضاً على حركة الموائع وعلى علم الصوتيات وعلى علم البصريات ثم جاء علماء من بعده ساهموا في تقوية علم الميكانيكا وامتد نفوذه واخضع له قانون عصا شموس وهو القانون الذي يضع نظاماً لحركة تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة ميكانيكية أو ما يُسمى بالقانون الثاني للديناميكا الحرارية حيث القانون الأول هو إمكانية التحويل، وبذلك القانون الثاني العصى الشموس بعضاً من علم الميكانيكا.

    والأيام لا تصفو دائماً أبداً فإذا بعلماء الضوء يتمردون على النظرية الميكانيكية وقد كشفوا طبيعة موجية للضوء.

    وشاء القدر العلمي أن يحفظ للعلم وحدته فكان من تربص بالضوء خيراً وأجلاه عن انفراده عن الجماعة إلى الجماعة إلى الوحدة الكبرى إلى التوحيد. وكان من أعلن نظرية متكاملة جعلت الضوء بعضاً من إشعاعات تغمر الكون ويسري عليها قوانين توحد بين الكهرباء والمغناطيسية.

    ثم كانت محاولات ناجحة تطلب سد ثغرات بين النظرية الميكانيكية والنظرية الكهرومغناطيسية.

    ثم أخذ بيد من يحاول رأب الصدع الكاشفون عن ذرية الكهرباء …. وقديماً كشف عن ذرية المادة فسرى التقطع على المادة والكهرباء على حدٍ سواء. وأصبحت المادة من ذرات وفي تكوين الذرات وحدات كهربائية موجبة وسالبة …. وبناء على ذلك دعمت النظرية الكهرومغناطيسية لتشمل الوحدات الكهربائية …. بهذا تجدد الأمل إلى بداية القرن العشرين حيث تعكر الجو وما ظن بداية عهد جديد ظهر أنه يحوي في سمائه ما يبعده عم الوحدة المنشودة.

    ولعل هذا أمر طبيعي فالعلم أي علم، علم الفيزيقا مثلاً، يختص بجانب من جوانب المعرفة البشرية ويرسم الباحث فيه من نسيج هذه المعرفة صورة للعالم الذي يعيش فيه ويقنع باتفاقها والتجربة التي عن طريقها حصلت المعرفة …. ويدقق الباحث حتى لا يشوب التجربة شائبة فيتخذ ما يكفل لامتها وينأى بها عما يفسدها …. فالدقة في القياس واجبة وتحقيق هذه الدقة أوجب. ولكن يحد من الدقة ما تحت اليد من أجهزة وآلات لذا كان حتماً أن تُعاد التجربة من وقت إلى آخر تمشياً مع تطور الأجهزة والآلات …. وقد وُجِدَ أن مراجعة التجربة بأجهزة متطورة تصل بنا إلى أحد احتمالين .. الأول سلامة النسيج واتساع أفق المعرفة مع إضافات مبتكرة إلى الصورة التقليدية، والثاني ظهور ما كان خافياً من عيوب في النسيج مما يوجب إعادة النظر في المعرفة لاستخلاص سليم لصورة حديثة تمتاز وقد جاءت نتيجة لجلاء الرؤية أنها محكومة بقوانين أعم من القوانين التقليدية التي غالباً ما تُظهِر حالة خاصة من القوانين الحديثة، وهكذا يتطور العلم وتتقدم المعرفة.

    ولعل طبيعة الأمر تكمن في الاحتمال الثاني، إذ ظهر في بداية القرن العشرين ما كان خافياً من عيوب في النسيج مما استوجب إعادة النظر في المعرفة لاستخلاص صورة جديدة إذ جاءت التجربة بسحب داكنة زعزعت اليقين في احتمال الاحتفاظ بالصورة التقليدية.

    وكان أن جاءت النظرية النسبية لأينشتاين لتزيل بعضاً من السحب الداكنة واحتوت الماضي وجعلته خطوة مستنتجة من خطواتها ووثقت عرى الاتحاد وتمسكت بالتجربة ولو كانت نتائجها على غير الملموس والمألوف المتداول …. وأنكرت ما لا تحسه فالنسبية تتمسك بالواقعية، تقبل الظواهر الطبيعية على علاتها وإن جاءت على خلاف العادة المتبعة .. فالنور يمر في الفراغ الخلو من المادة بسرعة ثابتة جامدة مطلقة لا تحتاج إلى إسناد .. ولا يختلف اثنان في نتيجة قياس قيمتها مهما كان اختلاف ظروفهما أو ظروف تجربتهما .. والتسليم بنتيجة هذه التجربة تسليم بالواقع التجريبي .. ولحكمة واضحة ضاقت النظرية النسبية بالوجود وفضلت عليه العدم وذلك إذا تساوى الوجود مع عدم الوجود.

    ولا عجب إذن إذا ضاقت النسبية بالأثير وسطاً يحمل النور إلينا وفي إمكان النور أن يصل في غير وسط .. ثم جعلت النسبية للنور مركز الامتياز فكانت سرعته في الفراغ مطلقة ثابته دائماً حتى ولو كان للراصد سرعة تُقارب سرعة النور …. وكذلك أنكرت النسبية المركزية في العالم وجعلت كل منطقة كفيلة بقوانينها وإن تشابهت القوانين. فقد قدست شكل القوانين وحفظت للشكل هيكليته مهما كانت الأحوال …. وبينت النظرية النسبية ألا يصح أن نستنتج سلوك الأجسام المتحركة بسرعات كبيرة من سلوكها عندما تتحرك بسرعة بطيئة ولكنها سلمت بالعكس فالعكس صحيح بمعنى أن الحركة البطيئة حالة خاصة من الحركة السريعة …. والزمن عندها يبطئ ويسرع حسب الحركة، والمكان يستطيل وينكمش حسب الحركة. والكتلة أيضاً فقدت معناها إذ تزداد بازدياد السرعة .. ويحسن أن أقرر أن هذه الظواهر اتفقت والتجربة .. وأضيف أن النسبية أنكرت وجود زمان بمفرده ووجود مكان مستقل بمفرده وبينت أن بساطة العلم في تفسير الظواهر الطبيعية تحتم اندماج الزمان والمكان حيث لا يمكن تمييز شقيه.

    وهناك اتحاد لا يقل أهمية عن هذا الاندماج، فأصبحنا نعجز عن التمييز بين الكتلة والطاقة حتى إننا وجدنا طاقة الجسم الساكن هي كتلته الساكنة لو اتخذنا سرعة الضوء وحدة للسرعات وبذلك وضعت الكتلة تحت وصاية الطاقة …. بل هناك إذابة لا تقل عن الاندماج والاتحاد وهي إذابة الطبيعة في الشكل الهندسي فأصبح مجال التجاذب الطبيعي أو ما يُسمى بالتثاقل ليس مجال قوة فيزيقية بل هو مجال هندسي غير منبسط وغير متزود بقوة ما. والحيز الخلو من المادة والكهرباء والإشعاعات حيز منبسط لو أردت وصفه وتحديد مواقعه استعنت بهندسة إقليدس، ولكن إذا دخلت على الحيز أجساماً مادية أو كهرباء أو إشعاعات إلتوى الحيز وأصبح جزء منه ملتوياً لو أردت وصفه وتحديد مواقعه ما أسعفتك هندسة إقليدس ولكن تلجأ إلى هندسة أخرى لا تعترف باستقامة أقصر خط يصل بين نقطتين. وكما لا ينبغي للمرء أن يجري قياسات بالمسطرة على سطح غير منبسط كالكرة، كذلك لا ينبغي أن تستخدم هندسة إقليدس في حيز غير منبسط، ومن خصائص إلتواء الحيز أن المادة تنحدر إلى أسفل ولا أقول تنجذب، وعليه يصبح المجال هندسياً محضاً لا علاقة له بقوى الطبيعة التثاقلية. وبذلك أصبح لا معنى لقانون التربيع العكسي فكان

    فرضه خداعاً ناتجاً عن انفصام الزمان عن المكان أعني كان حتماً اختفائه وقد أصبح هناك اندماجا بين الزمان والمكان فأصبح هناك زمكان.

    إن جميع ما قيل ثبت بالتجربة تحقيقاً وفي الوقت نفسه فإن الفعل بنهايته الصغرى اتخذ مكاناً مكيناً في النظرية النسبية واتسع مجاله باتساع النظرية وشمولها. وبذلك بددت النظرية النسبية بعضاً من السحب الداكنة وبقي البعض.

    فقد عجز العلماء حتى أوائل القرن الـ 20 عن معرفة سر استقرار الذرة وعجز العلماء أيضاً عن معرفة السر في اختلاف طاقات إشعاعات جمعها فرن ملتهب واحد، محافظ على درجة حرارة واحدة، بل عجز العلماء أيضاً عن تفسير السر في تناقص الحرارة الذرية لعنصر واحد مع برودة الجو المحيط به. وعجز العلماء أيضاً عن تفسير أن بصيصاً من نور أزرق أقدر من أحمر مهما قل الأزرق وكثر الأحمر.

    أزيلت أغلب هذه السحب على يد العالم الألماني ماكس بلانك إذ فرض وجود وحدة ثابته للقعل سُميت ثابت بلانك وجعلاها تصول وتجول في ميدان الإشعاعات .. والفعل يُقدر بالتكرار العددي لوحدته .. وبذلك حكم بالتقطع على الإشعاعات وأصبح الضوء مُصاباً بازدواج الشخصية نَصِفَه بالاستمرار أحياناً لأننا نراه كذلك، ونَصِفَه بالتقطع أحياناً أخرى لأنه يتصرف كذلك. فهو موج أحياناً وحُبيبات أو كمات أحياناً أخرى …. عند ذلك ظهرت النظرية الكمية وبالتالي فيزيقا الكم ويتبعها الضوء عندما نريده كماً ويتبع الضوء النظرية الموجية عندما نريده موجاً. وتحترم إحداهما الأخرى، فعندما تظهر إحداهما تختفي الأخرى، وهذا عرض أساسي من أعراض ازدواج الشخصية .. إحداهما مكملة للأخرى .. وفوق كل هذا تشترك الشخصيتان في احترام مبدأ القليل الأقل من الفعل، فيحترم الكم القليل الأقل من الفعل مع تقطعه وقفزاته والموج يحترمه مع استمراره وانسيابه.

    أزيلت السحب الداكنة .. أزالها ماكس بلانك وساعده علماء كثيرون وبقي استقرار الذرة دون تفسير حتى زوج العالم الدينماركي بوهر النظرية الكمية النظرية الميكانيكية.

    وكان زواجاً لا يقره المنطق المجرد وإن استساغه المنطق العلمي إذ جعلت مناطق معينة في الذرة على أبعاد معينة من مركزها تقبل مبدأ الفعل ويقدر بالتكرار العددي لوحدته ويرمز عدد إلى المنطقة ويدل على بُعدها عن المركز والمنطقة الأقرب إلى مركز الذرة يُرمز لها بالعدد واحد، ويرمز للمنطقة الثانية بالعدد اثنين وهكذا ….

    وجعل بوهر المناطقة ترفض بعض القوانين التقليدية ولا تعترف بصحة سريانها فهي تختار ما يحلو لها ويوافقها من قوانين ميكانيكية وترفض مالا ترضاه. ثم جعل التنقل بين المناطق وثباً في غير انسياب إذ حرمت الحركة في غير هذه الأماكن.

    وصبر العلم وقد وافقت النظرية التجربة في أكثر من موضع وظن أن السحب الداكنة قد انقشعت. ولكن النفس العالمة لا تصبر كثيراً على عوج حتى أننا رأينا العالم العلمي يُشارك في بناء جديد، ومن نتاج البناء الجديد أن أصيبت المادة بمرض ازدواج الشخصية كما أصيب الضوء من قبل. فهي ذرات أحياناً وهو أمواج أحياناً أخرى. وعليه أصاب ازدواج الشخصية المادة والطاقة معاً.

    ولعل هذا يؤكد ما ذهبت إليه النظرية النسبية في إقرارها وحدة المادة والطاقة معاً. كلن حتماً أن تتطور النظرية الكمية وتكون دعامتها مبدأ القليل الأقل من الفعل لتستجيب بحق للأوضاع الجديدة وتفسر استقرار الذرة وغير الذرة من ظواهر غامضة وفسرتها بنجاح وأصبح لها ميكانيكا خاصة بها، ميكانيكا الكم، لها منطقها الواقعي .. تعترف المحسوس المقيس.

    ولعلها الآن قديرة على تفسير الظواهر الطبيعية في يُسر وسهولة مع بصيرة واعية، ورغم هذا فقد رأي العالم الألماني هايزنبرج أن للعلم حدوداً نهائية لا يتعداها يقيناً .. فهناك منطقة لا يصل إليها علم العلماء على وجه اليقين، ولهم أن يدققوا في القياس ولا يقربوا هذه المنطقة حيث إذا أرادوا الدقة في عملية طففوا في أخرى.

    وعلى سبيل المثال إذا أرادوا الدقة في قياس المسافة ظلموا كمية التحرك، وإذا أرادوا الدقة في قياس الزمن أغاروا على الطاقة، وقد عرفنا أن الفعل هو كمية تحرك في مسافة أو هو طاقة في زمن.

    فكأن الفعل مركب من شقين إذا دققنا في شق تسامحنا مع الشق الثاني. ومهما كان التسامح فحسبنا أن نقول إن للفعل شأناً في جميع ميادين الذرة حيث يتوه العلم الحديث فيها على صغرها إذ اختفى أمامه وجه اليقين وبانت الأمور على وجه الترجيح …. وأخيراً عكف العالم الإنجليزي ديراك يبحث عن التوحيد ويسارع بعقد زواج بين النظرية التي تبحث في الميادين الصغيرة والنظرية التي تبحث في الميادين الكبيرة والصغيرة على حدٍ سواء، أعني سارع بعقد زواج بين النظرية الكمية والنظرية النسبية وكان النتاج أن أضيفت إلى الحقائق الطبيعية حقائق هامة جديدة فلم يكتف بالفعل الذي يقوم به جسيم أي جسيم بل زِيدَ عليه فعل ذاتي بالإضافة إلى ما يقوم به من فعل وسُمي الفعل الذاتي بفعل اللف أي لف الجسيم حول نفسه دوراناً. أضيفت هذه الخاصية إضافة طبيعية وبذلك استقامت الحقائق وأمكن العلم أن يفسر ظواهر طبيعية جديدة في يُسر وسهولة دون تكلف وإعمال فرض غريب عن النظرية.

    ويتحقق لنا أيضاً أمراً مهماً نتيجة لهذا الزواج وهو جواز وجود طاقة سالبة قدر جواز وجود طاقة موجبة ومعنى هذا احتمال وجود المادة وضدها.

    وبدأت التجربة وثبت ما ذهبت إليه النظرية من وجود إلكترون وإلكترون ضد أو ما يُسمى البوزيترون وكذلك البروتون والبروتون الضد والنيوترون والنيوترون الضد والنيوترينو والنيوترينو الضد والميزون والميزون الضد.

    ومن يدري ونحن هنا سكان هذا العالم ربما كان هناك عالم ضد وسكان ضد !!!

  • هجرة العقول العربية

    هجرة العقول العربية

    قام أعضاء مجلة الفيزياء العصرية بطرح موضوع للنقاش على أعضاء ورواد منتدى الفيزياء التعليمي

    وكان هذا الموضوع بعنوان هجرة العقول العربية موضوع للحوار والنقاش

    إعداد وتجميع أ. أسماء جمال

    هجرة العقول العربية
    أفتتح
    د. حازم سكيك الموضوع قائلاً: لا تزال ظاهرة هجرة العقول العربية مستمرة من عالمنا العربي إلى العالم الغربي. فهناك أكثر من مليون طالب من البلدان العربية يستكملون دراستهم في الخارج والكثير منهم ولاسيما الحاصلين على درجة الدكتوراه لا يعودون إلى أوطانهم. والكثير من الطلبة الذين تلقوا تعليمهم في بلادهم العربية يهاجرون لأسباب مختلفة. مما لا شك فيه ان النوعين من أنواع الهجرة تلك تتسبب في خسارة جسيمة على جميع النواحي.

    يسعدنا في أسرة تحرير مجلة الفيزياء العصرية العدد الرابع عشر أن نطرح عليكم هذا الموضوع الهام والحساس والذي يشكل أهم أسباب التراجع العربي على مستوى العالم آملين منكم أن تعطونا آراؤكم وتجاربكم وأسبابكم فالكثير منا قد سافر للخارج للتعليم وبقي هناك أو عاد إلى بلده وهناك من يفكر في الهجرة وهناك من هاجر ويحن للعودة نتمنى أن نسمع أسبابكم وآراؤكم وأفكاركم حول هذه الظاهرة أسبابها ودواعيها ومسبباتها وكيف لو كنت صاحب قرار يمكن أن تضع حلا تدريجياً لهذه الظاهرة.

    تقبلوا فائق التحية والاحترام ولنبدأ حورانا العلمي المتميز كالمعتاد (نريد أفكاركم وآراؤكم من الواقع الذي نعيشه). ثم بدأت مشاركات الأعضاء ومناقشاتهم حول هذه الظاهرة،  فكان رأي الأستاذ عماد الجبوري عضو المنتدى كالتالي:

    من أسباب هجرة العقول العربية ما يلي:

    1 -عدم تقييم العقول في البلدان العربية بشكل يتماشى مع إنجازات تلك العقول.

    2 -عدم مساواة تلك العقول مع الدول الأخرى من عدة جوانب منها المادية والمعنوية والرعاية والاهتمام واحترام إنجازاتهم.

    3 -عدم توفير الحماية الكافية و الرعاية الصحية.

    4-عدم الاعتراف بما يتوصل إليه الباحثون.

    5-عدم توفر المختبرات الكافية.

    أما أستاذ محمد عريف نائب المشرف العام كان رأيه كالتالي:

    لاشك أن ظاهرة هجرة العقول من الظواهر الخطيرة علي الوطن العربي .. على الرغم من أن البعض يعتبرها ظاهرة جيدة.

    ولكن العكس صحيح، فهذه الظاهرة تساهم بشكل بناء وفعال في بناء المجتمعات الغربية وزيادة الإنتاجية فيها، وزيادة نسبة الذكاء في الأوساط العلمية نتيجة زيادة عدد الباحثين الأذكياء، مما يعود بالنفع على طلاب المجتمعات الغربية.

    وفي المقابل، نجد ما يحدث هو بقاء العقول الأقل ذكاء وإصرار في الوطن العربي، فتقل نسبة الذكاء في الأوساط العلمية، مما يعود بالعكس علي الطلاب من حيث قلة المحتوي العلمي، قلة التجارب، قلة الخبرة .. وهكذا، وبالتالي يساهم ذلك في تكوين اتجاهات سلبية ناحية العلم والمتعلمين وبالتالي تزداد نسبة العقول المخربة ويصبح الوطن العربي كما هو عليه الآن ككهف مهجور .

    ولعل الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة هي أسباب معقدة ومتشعبة أوجزها في التالي: –

    1 -العقلية العربية.. من حيث اعتمادها علي الحلول الجاهزة، والبدائل السهلة، وعدم حبها – على عكس ما نتمنى – لخوض المستحيل والصعب والمجهول.

    2 -الدعاية الإعلامية التي تقوم بها الدول الغربية، من أجل اجتذاب المزيد من المتلهفين علي الرفاهية والرغد.

    3 -الإغراءات الغربية والتي تقوم بها تلك الحكومات من أجل هدفين واضحين: أولهما اقصاء العقول العربية الذكية عن المجال العلمي العربي، ثانيهما تعزيز المجال العلمي للغرب بهذه العقول ، وبالتالي تضمن هذه الحكومات السيطرة التامة علي مجريات البحث العلمي في كلاً من المشرق والمغرب.

    4-وجود حكومات عربية متسلطة وتابعة بشكل أو بآخر للغرب، تمنع ظهور أي عقلية على الساحة العربية، وتمنح الجو المنفر لهذه العقليات.

    5- تمتاز العقلية الذكية والعبقرية بميلها للعمل في مناخ هادئ ومشجع، خال من المشاكل والعقبات، وتهرب من المناخ المنفر.

    6-إنخفاض الحس الوطني والهوية العربية والوطنية في الوقت الحاضر نتيجة للدعاية الإعلامية الغربية، واتجاهات الهدم التي تقوم بها الحكومات العربية.

    7- تدني الوضع الاقتصادي وانخفاض الميزانيات المقدمة للبحث العلمي في الوطن العربي وعدم توفر أي إمكانيات للبحث العلمي تشجع علي مناخ علمي هادف.

    8- عدم وجود رؤية وهدف حقيقي للبحث العلمي في الوطن العربي.

    9-عدم الاهتمام بالباحثين ورعايتهم، والاهتمام بأبحاثهم، والسخرية من أعمالهم في الاعلام.

    10-المناهج العلمية في الكليات تعتمد على أبحاث ونظريات علمية قديمة، وعدم اهتمامها بالجديد في العلم.

    11- عدم وجود مختبرات أو أقسام علمية للأفرع العلمية الهامة والمستقبلية مثل الطاقة النووية، فيزياء الجسيمات، الفيزياء الفلكية، أبحاث الفضاء، النانوتكنولوجي، فيزياء الطاقة العالية، وغيره.

    12-إسناد خطة البحث العلمي في دول الوطن العربي إلي أشخاص ليسوا من الوسط العلمي، وخضوع الأبحاث إلي القانون والروتين والأمن العام.

    لذا فإن هذه العوامل مجتمعة ساهمت بشكل كبير في هرب وهجرة العقول العربية للخارج، حتى وإن عادت بعض العقول إلى الوطن العربي لا تجد سوي الإهمال، الأمر الذي يشجعهم علي الهروب مرة أخري، أو يكون درساً قاسياً لمن أراد أن يعود، كما أن مسلسلات الاغتيالات المشهورة للعقول العربية صنعت حاجزاً من الخوف لعودة بعض العقول التي لديها حس وطني.

    لذا يجب على الباحثين العرب أن يعتزوا بعروبتهم ووطنهم، ويضعوا أمامهم هدف واحد هو صنع المستحيل، والنهوض بالوطن العربي، خاصة أن تلك الأيام تشهد تحولاً عربيا جذرياً في كل الاتجاهات، وعلى كل باحث أو مدرس جامعي أن يهتم بطلابه ليصنع منهم جيلاً علمياً خالصاً، وعدم الالتفات إلي المغريات الغربية، ولا العقبات الموجودة في طريقهم، فليس للنجاح طعم أو معني بدون تعب ومشقة.

    علينا أن نشجع البحث العلمي والاهتمام بالمكتبات، وتشجيع أبناءنا علي العلم وحث روح العمل المتفاني والجاد في نفوسهم، وزيادة انتمائهم لوطنهم وإسلامهم وعروبتهم، فتعليم ابن من أبناءك أفضل من تعليم ألف من أبناء الغرب، فبلادنا ووطننا العربي نحن من نصنعه ونحن من نهدمه.

    وكانت مشاركة أستاذ علاء البصري مشرف منتدى المنهاج العراقي كالتالي:

    تعقيبا على ما ذكر ولإدراك جانباً من أبعاد هذه الظاهرة، وتلمس بعضاً من تأثيراتها على واقع الدول العربية، ومستقبل عملية التنمية فيها لابد من إيراد بعض من المعطيات الإحصائية المتاحة عنها طبقاً لإحصاءات جامعة الدول العربية، ومنظمة العمل العربية، ومنظمة اليونسكو، وبعض المنظمات العربية والدولية المهتمة بهذه الظاهرة، وكما يأتي :

    1- يهاجر حوالي (100،000) مائة ألف من أرباب المهن وعلى رأسهم، العلماء والمهندسين والأطباء والخبراء كل عام من ثمانية أقطار عربية هي لبنان، سوريا، العراق، الأردن، مصر، تونس، المغرب والجزائر . كما إن 70% من العلماء الذين يسافرون للدول الرأسمالية للتخصص لا يعودون إلى بلدانهم.

    2- منذ عام 1977م وحتى الآن هاجر اكثر من (750،000 ) سبعمائة وخمسون ألف عالم عربي للولايات المتحدة الأميركية .

    3-50% من الأطباء، و23% من المهندسين، و15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربية يهاجرون الى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وكندا .

    4- يساهم الوطن العربي في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية خاصة وأن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم .

    5- يشكل الأطباء العرب العاملون في بريطانيا نحو34% من مجموع الأطباء العاملين فيها .

    6- تجتذب ثلاث دول غربية غنية هي : الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا نحو 75% من العقول العربية المهاجرة .

    وعقب العضو مبتدئ 1 عضو المنتدى قائلاً:

    حتى وإن توفر المناخ المناسب لهم في الدول العربية أرى أنه لمن الأفضل أن يبقون في الدول التي هاجروا إليها وخصوصا المختصون في المجال النووي والنانوني والاتصالات وحتى في الكيمياء الحيوية لأنهم في حال لو فكروا في العودة إلى أوطانهم قد يشكل ذلك خطراً على حياتهم مثل ما تفضل الأخ محمد عريف.

    والحل الوحيد هو توفير المناخ المناسب بعد عودة الاستقرار لتنشئة الأجيال القادمة، وبالفعل أخذت السياسة العلمية تتغير الآن في بعض الدول العربية هناك تشجيع وجوائز وغير ذلك من أجل تشجيع الشباب مما يدعو إلى التفاؤل.

     وأضاف الأستاذ علاء البصري:

    أيضا تعقيباً على أسباب هذه الظاهرة:

    1- ضعف المردود المادي لأصحاب الكفاءات العلمية، وانخفاض المستوى المعاشي لهم وعدم توفير الظروف المادية والاجتماعية التي تؤمن المستوى المناسب لهم للعيش في المجتمعات العربية .

    2- وجود بعض القوانين والتشريعات والتعهدات والكفالات المالية التي تربك أصحاب الخبرات، فضلاً عن البيروقراطية والفساد الإداري وتضييق الحريات على العقول العلمية المبدعة، والتي تبدأ من دخولهم البوابات الحدودية لدولهم وصولاً لأصغر موظف استعلامات في الدوائر الرسمية، مما يولد لديهم ما يسمى بالشعور بالغبن .

    3-عدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي والإشكاليات التي تعتري بعض تجارب الديمقراطية العربية، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى شعور بعض أصحاب الخبرات بالغربة في أوطانهم، أو تضطرهم إلى الهجرة سعياً وراء ظروف أكثر حرية وأكثر إستقراراً.

    4-سفر أعداد من الطلاب إلى الخارج، إما لأنهم موهوبون، بشكل غير اعتيادي ويمكنهم الحصول على منح دراسية أو لأنهم من عائلات غنية، وبالنتيجة يندفعون إلى التواؤم مع أسلوب الحياة الأجنبية وطرقها حتى يستقروا في الدول التي درسوا فيها إذ إن فرصة (السفر) هذه وفرت لهؤلاء الطلاب الاطلاع على تجارب المجتمعات الأخرى والتأثر بما موجود فيها من وسائل العيش، إضافة إلى توفر الجو العلمي المناسب بالمقارنة بين الحالة الموجودة في الدول العربية وبين ما هو موجود في الدول المتقدمة.

    5-تكيف كثير من طالبي العلم مع الحياة في الدول الأجنبية، ومن ثم زواجهم من الأجنبيات، وبالتالي إنجابهم للأولاد، مما يضع المهاجر أمام الأمر الواقع فيما بعد، إذ يصعب عليه ترك زوجته وأولاده لاعتبارات عديدة منها أن زوجته وأولاده قد لا يستطيعون العيش في بلده الأصلي، وهم غير مستعدين لمصاحبته، كما أن كثيراً من التشريعات التي تضع إمامه العراقيل في حالة رغبته العودة إلى البلد الأصلي، وعلى سبيل المثال، عدم تعيين المواطنين المتزوجين بأجنبيات بمناصب عالية في بعض الدول العربية. وقد لا يستطيع توفير امتيازات لعائلته كتلك التي كانت متوفرة لديه سابقاً، ومع تقادم الأيام تنتهي لدى المهاجر فكرة العودة إلى الوطن الأصلي.

    6- ويرى بعض الباحثين بأن من الأسباب الرئيسية، في بعض الدول العربية لهجرة العقول العربية، هو حالة الركود في تطور القوى المنتجة والذي وجد تعبيراً له في بقاء وسائل الإنتاج في الصناعة والزراعة وصيد الأسماك والرعي وغيرها دون تغيير، وحرمان سكان المجتمع من أبسط الخدمات الإنسانية، كتوفير مياه الشرب والكهرباء والرعاية الصحية وبرزت هذه الحالة في الدول العربية الفقيرة (غير النفطية) بصورة خاصة .

    7-يعاني بعض العلماء من انعدام وجود تخصصات حسب مؤهلاتهم كعلماء الذرة وصناعات الصواريخ والفضاء، ناهيك عن مشاكل عدم تقدير العلم والعلماء في بعض الدول وما أصدق قول روبرت مكنمارا مدير البنك الدولي السابق، والذي قال في هذا الصدد (إن العقول تشبه القلوب بصفة عامة في أنها تذهب إلى حيث تلقى التقدير) وكذلك العقبات الناتجة من عدم ثقة بعض الدول العربية، لما يحملون من أفكار جديدة، وتخلف النظم التربوية والبطالة العلمية التي يواجهونها، ومشاكل عدم معادلة الشهادات .

    8- صعوبة أو إنعدام القدرة على استيعاب أصحاب الكفاءات الذين يجدون أنفسهم إما عاطلين عن العمل أو لا يجدون عملاً يناسب اختصاصاتهم العلمية في بلدانهم وعدم توفير التسهيلات المناسبة وعدم وجود المناخ الملائم لإمكانية البحث العلمي . ولعله من الظريف بمكان أن نذكر في هذا المجال نادرة قديمة خلاصتها: إن فيلسوفاً اقترف ذنباً، فعلم به سليمان الحكيم بذلك فطلبه للمحاكمة، وبعد نقاش، لفظ حكمه قائلاً (سنحكم عليك حكماً أقوى من الموت) فاطرق الفيلسوف متملكه العجب وسأل ما هو؟ فأجاب الحكيم (حكمنا عليك إن تقيم بين قوم يجهلون قدرك.(

    تشكل هذه الدوافع، غالبية الأسباب التي تؤدي إلى هجرة العقول العربية، ولا نستبعد وجود دوافع أخرى، كحب المغامرة، والعقد الشخصية، أو غيرها إلا أنها لا تأخذ صفة الشمولية وهي في كل الحالات دوافع فردية، ولا تحتل الأهمية بحيث تضاف كدوافع إلى مجمل الدوافع السابقة للهجرة.

    ورأي العضو Scientist05 أن:

    أهم الأسباب هو عدم توفر الدعم المادي والمعنوي فالمتميز منهم لا يحصل على تقدير من المجتمع وأيضاً الحكومات في بلادنا لا تسعى للاستفادة من العقول الموجودة ولا تطويرها.

    مجدى المصرى2  عضو المنتدى كان رأيه :

    أن هجرة العقول العربية ناتجة من سوء الإدارة فالبلدان العربية مليئة بالعقول والقدرات بكافة المجالات طب. هندسة. فيزياء. رياضه. إلخ وسأخص بالذكر هنا مصر فرغم وجود عدد ضخم من العقول في كآفة المجالات على مستوى العالم ولكن هنالك هجرة لتلك العقول و تلك الهجرة ناتجة عن سوء الإدارة لعدم وجود الكفاءة الإدارية بمفاصل الدولة و الوزارات المعنية سواء الاهتمام بتلك العقول أو توفير ما تحتاجه للإبداع أو حمايتها من الاغتيال كما حدث من قبل مع مصطفى مشرفه وعشرات غيره ونتمنى أن تنتهى تلك الفترة من تاريخ مصر بعد اجتيازها تلك الفترة الحرجة الحالية ونتمنى أن تتوفر جودة الإدارة بكل البلدان العربية وعدم اعتماد المسئولين على أصحاب الولاء أكثر منه أصحاب الكفاءة بالإدارة لكى تستطيع عقولنا العربية الانطلاق معبرة عن نفسها وبكل قوة.

    وشارك العضو MohamedIBrahim برأيه التالي:

    هو بالفعل موضوع مهم الحديث عنه خصوصاً مع التغيير الحادث في وطننا العربي وأمتنا الإسلامية والتوجه الذي ينبغي أن يكون تجاه نهضة الشعوب العربية والإسلامية والتي بدأت بعض الدول مثل إندونيسيا وماليزيا خطواتها في هذا الاتجاه بثبات وثبتت أقدامها، أما الوضع في وطننا العربي فما زلنا في مرحلة ما قبل الخطوة الاولي وهي لا تتعدي كوننا ما زلنا نفتقر في الأساس إلى الثقافة العلمية على مستوي المجتمعات.

    سأجعل ردي مختصراً وفى خطوات معينة وأحاول فيه طرح رؤيتي الشخصية عن الموضوع من حيث ذكر الأسباب وبعض وسائل المعالجة لننتقل من مرحلة الحديث عن الظاهرة الي مرحلة تقديم حلول للمشكلة نفسها.

    تتعدد الأسباب لظاهرة هجرة العقول العربية يبرز أهمها في الآتي:

    1- عدم استقرار الأوضاع في الوطن العربي حيث أن دول العالم العربي لا يوجد فيها استقرار علمي بمعني أنه عندما تبرز حتي بعض النقاط الإيجابية فإنها إما تكون نتيجة جهد فردي أو جهود لوقت معين في المراحل الأولي لمحاولة جذب الاهتمام إليها ولكن في الأغلب لا ينظر المسئولين في الدول العربية إلي تلك المحاولات بعين الحقيقة.

    2- ما زالت لدينا في المجتمعات العربية عقدة الخواجة وهي منتشرة في الوعي المجتمعي العام بأنه دائما ما تكون الدول الاجنبية بسكانها بتطورها أفضل منا في أي مقارنة حتي لو كانت مقارنة علي أساس فردي فالبعض ممكن تكلمت معهم أكثر من مرة يحب أن ينهي كلامه دائما بأحد أقوال العلماء من دول اجنبية ويهدف بها في الأغلب إلي محاولة التأثير علي الآخرين بأنه ما دام وجهة نظره يؤيدها عالم في الدول الغربية فإنه من المؤكد أن اقوال حتي بعض الباحثين أو المتخصصين في الوطن العربي ما هو إلا هراء.

    3- ضعف مؤسسات الدولة في الدول العربية التي تعني بتنشئة الموارد البشرية علي مستوي علمي يليق بمتطلبات العصر الحديث يجعل من الأفراد الذين يمتلكون موهبة الإبداع وينجحون من الخروج من براثن شر تلك المؤسسات بأن يهاجروا بحثا عن تطوير قدراتهم خارج تلك البلاد العقيمة (من وجهة نظرهم).

    4-سيطرة القطاع الخاص علي مجريات الأحداث الاقتصادية في البلاد العربية بثقافة الاستهلاك والاستيراد بعيداً عن ثقافة تشجيع البحث العلمي والتصنيع المحلي فمثلاً يجب على الدول العربية أن تقوم بوضع قوانين تجبر القطاع الخاص علي المساهمة في نطاق البحث العلمي وخدمة الإبداع عبر مشروعات الابتكار ودعم المخترعين والباحثين في المجالات المتعددة بالإضافة إلي زيادة الاهتمام من قبل القطاع العام بالدول العربية لتلك الأهداف مع الالتزام بالدقة في الإنفاق ووضع القوانين والآليات التي تضمن تنفيذ هذا تنفيذاً واقعياً بعيداً عن القرارات الكلامية والتي تستخدم للاستهلاك العلمي لا غير.

    5-عدم وجود تشجيع وحماية للإبداع وحرية الاختراع والإبداع بل أنه فى بعض الدول بعض المجالات الحيوية التي يبدع فيها البعض فى النواحي العملية تواجههم مسائلة قانونية تجاه ما يفعلونه فبدلاً من ذلك يجب مراعاة الأمان في القوانين التي تصدر والتسهيلات لهؤلاء بدلاً من سياسة الكبت والخوف من الاستخدام الخاطئ لتلك الاختراعات بعيداً عن أعين الدولة فالأفضل أن تكون الأمور تحت رعاية الدولة بدلاً من أن تكون إما خارجها أو داخلها بما يضر فى الحالتين مصالحها.

    6- الوعي المتدني لدي المجتمعات ومكوناتها من الأفراد والأسر والذي بدوره انتقل الي مؤسسات الدولة المختلفة بأهمية العلم والعلوم والإبداع الحر وعدم وجود ثقافة التقدم العلمي سبيل لتحقيق الرفاهية وعدم وجود ضوابط أخلاقية تلتزم بها المجتمعات تجاه أوطانها وما تزال تلك الشعارات التي ترفع عن أخلاق الالتزام بتنمية الدولة لم تخرج عن كونها مجرد شعارات للاستهلاك العام.

    وسأكتب عن وسائل المعالجة للأسباب السالف ذكرها.

    وعقب الأستاذ مناف دحروج مراقب عام المنتدى:

    تهاجر العقول العربية إلى الخارج لأنها في تلك البلدان تلقي ما تتمناه فكم أستاذ جامعي باحث مفكر أتي بعد دراسة وعلم على مدار أعوام ليعود إلي بلده لينصدم بواقع مرير لربما حتي انه لا يلقي عمل أو وظيفة وإن وجد فإنها غالباً لا تلبي طموحه الذي يصبو إليه.

    ولعل من أهم الأسباب يمكن أن أضعها بين أيديكم:

    1-إقتصادية حيث إن الرواتب التي سيحصل عليها غالباً لا تلبي متطلبات الحياة.

    2-إجتماعية البعض ينظر لمن أتي بفكر جديد أو علم جديد أو شيء آخر بأنه مختل أو أتي بفكر غريب وإن كان هذا الفكر سيؤدي إلى النهضة والتطور ولا ننسي النمل الأبيض الذي ينخر من الداخل والذي يهدم كل ما نريد بناءه.

    3-علميا هناك أساتذة يرحلون بسبب الطلاب أنفسهم عندما يجدون اللامبالاة وهناك الكثير.

    نصر حمادة عضو المنتدى شارك برأيه فيما يلي:

    تعد ظاهرة هجرة العقول في الوطن العربي من أخطر التحديات التي تواجه الوطن العربي وهذه الظاهرة ليست جديدة بل تعاني منها الكثير من الدول النامية ولكن إذا أردنا أن نعالج هذه الظاهرة فعلينا أولاً أن ندرس وبشكل جدي ماهي الأسباب التي أدت إلى هجرة هذه العقول ومن ثم توفير الظروف والبيئة المناسبة لعودتهم واجتذابهم لأوطانهم، ولعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى تلك الهجرة هو الجانب السياسي وسوء إدارة الحكم المتراكم في الوطن العربي بشكل عام ولا سيما بعد استقلال بعض أقطار الدول العربية من الاستعمار وانشغالهم بالصراعات السياسية والمذهبية والطائفية وعدم تولي اهتمام للبحث العلمي من أصحاب القرار السياسي، كما أن أسباب الهجرة الاقتصاد وما يترتب عليه من البحث عن التخصص والعمل المناسب لتوفير الحياة الكريمة والهروب من الواقع الذي يعيشه الوطن العربي المؤلم مقارنه مع الدول الصناعية الكبرى، بالإضافة إلى عدم توفر المراكز البحثية العلمية وإجراء التجارب العلمية وانخفاض الخدمات الأساسية للباحث العلمي وهذا بدوره يؤدي إلى تثبيط وكبت الطموحات لدى الشباب والعلماء العرب مما يجعلهم الهجرة إلى الدول المتقدمة لتلبية رغباتهم وتفريغ طاقاتهم الفكرية والعلمية في خدمة الغرب، أما الحديث عن الحلول التي تساعد على الحد من هجرة هذه العقول وتشجيع العلماء المهاجرين على العودة إلى أوطانهم لن يكون إلا ببذل الحكومات العربية اهتمام بالغ من أجل عودة هذه العقول وتتولى هذا الأمر بشكل جدي وحازم وبصورة ملموسة، في الختام أقول أنني الآن أكثر تفاءلاً بعودة العقول المهاجرة إلى بلادهم وخدمة مجتمعاتهم خاصة بعد ثورات الربيع العربي وتغير الأنظمة والتي من شأنها سوف تؤثر إن شاء الله في بذل الجهود العربية والتركيز على توفير المتطلبات والاقتصادية الاجتماعية والسياسية الضرورية واللازمة لخلق بيئة ملائمة تواكب التطور العلمي والتقنية المتسارعة وإفساح الطريق والمشاركة الحقيقية لأصحاب الكفاءات.

    د. حازم سكيك

    أشكركم أعزائي على مشاركاتكم القيمة وإثراء الموضوع بمداخلاتكم التي وضعت الكثير من النقاط على الحروف لتبين لنا أن هناك مشكلة خطيرة وتدهور مستمر في وضع البحث العلمي في الوطن العربي، لو سألنا أنفسنا لماذا يهاجر الإنسان ويترك بلده وعائلته والوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه لينتقل إلى بلاد الغربة التي تحول الإنسان إلى آلة للإنتاج في بلاد ليست له فيها جذور مثل البلد التي تربى وترعرع فيها. الهجرة لا شك أنها خسارة كبيرة للدولة وهذا يتضح من الإحصائيات التي وفرها لنا اخونا علاء البصري في مشاركته إلا أنه لا أحد من المسؤولين قدم حل أو تبنى حلاً لهذه المشكلة حتى العلماء الذين عادوا ندموا ومنهم من عاد ومنهم من بقى يناضل من أجل تغيير هذا الواقع.

    العالم هو بطبيعته يحب البحث العلمي والاكتشاف فهل وفرت مؤسساتنا العلمية أو البحثية المناخ الملائم لهذا الامر؟ وأنا أعني المناخ وليس المكان لأن المكان وحده لا يكفي فكم من المراكز البحثية مؤسسة وموجودة إلا أنها غير فاعلة ولم تستقطب العلماء المهاجرين على العودة والبحوث التي تجرى فيها تكون في الأغلب بدافع شخصي بهدف الترقية أو الحصول على رتبة علمية وليس بهدف البحث في حد ذاته. كذلك لو وجد باحث متميز عن زملائه فتوضع في طريقه العقبات ويصطدم بروتين قاتل لكل طموح وعطاء.

    النقطة الأخرى والتي لمستها عندما كنت أدرس في الخارج أن كل العاملين في المؤسسة من علماء وفنيين وطلاب بحث كلهم أسرة واحدة لا هم لهم إلا عمل المزيد من أجل مؤسساتهم ولم أشعر أن هناك من يفكر في نفسه أولاً بل المؤسسة هي الأساس وهذا يجعل العقول كلها في حالة تناغم وانسجام وتخيل ماذا يحدث عندما يفكر في نقطة واحدة مجموعة من العقول النابغة، في حين أننا هنا نجد أن كل فرد له تياره الخاص به وكل عقل في اتجاه لا وعليه رقابة ماذا فعل وهل قضى وقت الدوام في المؤسسة أم خرج وتأخر وأُشبه حالتنا مع حالة الغرب في هذا الجانب بالفرق بين فوتونات الضوء العادي وفوتونات ضوء الليزر.

    الأمر الأخر أن الدولة تسخر كل إمكانياتها وطاقاتها المادية والمعنوية من أجل النهوض أكثر في البحث العلمي لإيمانها العميق بأن اقتصادها وقوتها السياسية ترتكز على تقدمها العلمي فتجد المؤسسات الصناعية تلجأ إلى المراكز البحثية من أجل ابتكار جديد أو حل مشكلة وتقوم بتسخير كافة الأموال اللازمة لإنجاح هذا العمل من خلال منظومة إدارية سلسلة وللأسف إن وجد هذا الأمر لدينا لوجدنا الاهتمام بتطبيق الروتين الإداري يفسد البحث العلمي فلا يستطيع الباحث مثلا شراء شيء إلا بموافقة من لا يعلم عن أي شيء فتتعطل العجلة وتثبط الهمة.

    إذا هناك استقطاب واضح للعالم فكل هذه المغريات تدفعه إلى الهجرة ليس لعدم حبه لوطنه ولكن لأن شغفه بالبحث العلمي يدفعه للهجرة ليحقق ذاته وطموحه الذي لم يجده في بلده.

    إن هذا الأمر جداً خطير لأننا نعيش الآن في عصر التقدم العلمي وعصر التكنولوجيا وإذا لم يتم العمل على إيجاد قوة جذب شديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لما عاد للوطن أي باحث وازدادت الفجوة بيننا وبين الغرب أكثر مع مرور الوقت وهذا يتحمله المسؤولون وأصحاب القرار وإن أقروا بتصحيح هذا الأمر ووضعوا القرارات اللازمة عليهم متابعة التنفيذ لأن كثيراً ما تضيع الأشياء في مرحلة التنفيذ وتصطدم بعقبات لا يستطيع حلها إلا أصحاب الكلمة العليا.

    وأود أن أستشهد بهذه المقولة عندما سئل رئيس الوزراء في اليابان عن سر التطور التكنولوجي لديهم فأجاب: لقد أعطينا المعلم راتب وزير وحصانة دبلوماسي وإجلال ملك.. فما بلكم ماذا قدموا للعالم عندهم بعد كل هذا وماذا نحن فاعلون.

    لا أريد أن أضع اقتراحات وحلول فقد أجمل إخواني مجموعة من الحلول لو أخذت بعين الاعتبار من قبل المسؤولين لتحولنا إلى مجتمع يخشانا العالم ويحسب لنا ألف حساب.

     وأضاف المشرف علاء البصري المقترحات من وجهة نظره كالتالي:

    إن هذه المشكلة، أصبحت ظاهرة عامة، على مستوى الوطن العربي، ومعالجتها تحتاج إلى وقفه جادة، موضوعية وافق شمولي يتلمس تعقيدات الواقع العربي، ويستهدف الإحاطة بكل تناقضاتها، ومن ثم وضع الحلول الناجحة المتعلقة بهذه الظاهرة كونها تعكس خطراً متواصل التأثير، وهو مرشح في ظل تأثيرات العولمة نحو التزايد. وعلى أهمية تحديد الدوافع المختلفة لهذه الظاهرة، سواء أكانت السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الفكرية وغيرها، إلا أن العوامل الاقتصادية كانت ولا تزال، تحتل الأولوية في التأثير المباشر على العقول والكفاءات العربية، ولاسيما وأن الأشخاص الأكثر تأثرا بهذا العامل هم الأشخاص الأفضل أعداداً والأكثر كفاءاً لتسيير أجهزة الإنتاج والتعليم والتدريس في الوطن العربي. مما يتطلب إيجاد سبل علمية لصيغ التعامل الإنساني والحضاري مع الكفاءات العلمية.

    وبحرص وطني، فضلاً عن محاولة وضع استراتيجية عمل عربية تشارك فيها الحكومات العربية كافة ومؤسسات العمل العربي المشترك وتستهدف، على أقل تقدير، تقليل هجرة العقول العربية وإزالة قسماً من العقبات التي تواجهها، ومن ثم معالجة المشاكل التي تعترض مسيرتها العلمية، عبر إجراءات عملية عديدة في مقدمتها:

    1-إجراء مسح شامل لأعداد الكفاءات العربية المهاجرة بهدف التعرف على حجمها ومواقعها وميادين اختصاصاتها وارتباطاتها وظروف عملها.

    2-صياغة سياسية عربية مركزية للقوى العاملة على أساس تكامل القوى العاملة العربية بحيث تمكن الدول العربية التي تواجه اختناقات في مجال القوى العاملة من التخلص من مواقعها، وتتيح للبلدان العربية الأخرى التي تواجه عجزاً في هذا الميدان من سد العجز لديها.

    3- وضع البرامج الوطنية لمواجهه هجرة العقول وإنشاء مراكز للبحوث التنموية والعلمية والتعاون مع الهيئات الدولية والإقليمية المعنية لإصدار الوثائق والأنظمة التي تنظم أوضاع المهاجرين من العلماء أصحاب الكفاءات .

    4- حث الحكومات العربية على تكوين الجمعيات والروابط لاستيعاب أصحاب الكفاءات المهاجرة من بلدانهم وإزالة جميع العوائق التي تعيق ربطهم بأوطانهم، ومنحهم الحوافز المادية وتسهيل إجراءات عودتهم إلى أوطانهم للمشاركة في عملية التنمية والتحديث .

    5-الإستمرار بتنظيم مؤتمرات للمغتربين العرب، وطلب مساعداتهم والاستفادة من خبراتهم سواء في ميادين نقل التكنولوجيا أو المشاركة في تنفيذ المشروعات.

    6-التعاون مع منظمة اليونسكو لإقامة مشروعات ومراكز علمية في البلدان العربية لاجتذاب العقول العربية المهاجرة للإشراف على هذه المراكز والإسهام المباشر في أعمالها وأنشطتها.

    7- احترام الحريات الأكاديمية وصيانتها وعدم تسيس التعليم أو عسكرته وهذا الموضوع له صله وطيدة باحترام حقوق الإنسان وخضوع الدولة والأفراد للقانون، وذلك بإعطاء أعضاء الهيئات الأكاديمية والعلمية حرية الوصول إلى مختلف علوم المعرفة والتطورات العلمية وتبادل المعلومات والأفكار والدراسات والبحوث والنتاج والتأليف والمحاضرات وفي استعمال مختلف وسائل التطور الحديثة ودون تعقيد أو حواجز وصولاً لخير المجتمع الإنساني .

    8- إعادة النظر جذرياً في سلم الأجور والرواتب التي تمنح للكفاءات العلمية العربية، وتقديم حوافز مادية ترتبط بالبحث والإنتاج ورفع الحدود العليا للأجور لمكافأة البارزين من ذوي الكفاءات وتقديم الحوافز التشجيعية والتسهيلات الضريبية والجمركية للوفاء بالاحتياجات الأساسية خاصة منها المساعدات التي تضمن توفير السكن المناسب وتقديم الخدمات اللازمة لقيامهم بأعمالهم بصورة مرضية.

    في ضوء ما تقدم، فإن معضلة هجرة العقول العربية، أتضحت مشكلة مزمنة يعاني منها الوطن العربي لاسيما وأن (المعرفة العلمية) في دول العالم المتقدم اعتبرت كثروة وقوة، وحددت أطر التعامل معها بقوانين شاملة في الإدارة والمالية وخضعت لإجراءات صارمة لحقوق الملكية.

    وتضيف هذه الإشكالية عبئاً جديداً لتداعيات وتأثيرات استمرار هجرة العقول العربية، مما يتطلب من جهات صنع القرار العلمي والسياسي والاقتصادي في الوطن العربي أن تعمل ما بوسعها لتقليل تأثير هذه الظاهرة آخذين بنظر الاعتبار أن هذه المعضلة مستمرة ويصعب إيقافها بقرار سياسي، ولكن قد يتم تقليل تأثيراتها بشكل تدريجي بتظافر جهود المؤسسات العلمية العربية سواءً أكان ذلك في المدى المنظور أم على الصعيد الاستراتيجي.

    وقدم العضو MohamedIBrahim بعضاً من الحلول المقترحة:

    وهنا أنا أضعها بافتراض وجود إرادة سياسية ومجتمعية جادة وفعالة في تحقيق النهضة العلمية ومحاربة ظاهرة هجرة العقول وتلك الإرادة هي الأساس ولكن تحدثنا عنها كثيراً لذا علينا أن نضع الحلول الفنية التي تكون جاهزة أمام من يمتلك القرار والإرادة لتحقيق ما نربوا إليه:

    1- الاهتمام بأعداد مؤسسات الدولة علي أساس التوجه الجديد نحو النهضة العلمية والالتزام بأخلاقيات وضوابط وقوانين تحددها الظروف المتغيرة لكل دولة عربية علي حدا والحد من البيروقراطية وتسلط السلطات الأكبر وتفعيل الدور الرقابي الذاتي.

    2- ضرورة الاهتمام بمناهج التعليم منذ المراحل الأولي للطلاب علي أساس غرس روح العلم وأهميته والانتماء والتوعية بالفرق بين التعاون في العلمي وبين استنفاذ العقول العربية فلا يعني أننا نحارب ظاهرة العقول المهاجرة أن لا نتعامل مع المجتمع العلمي خارج بلادنا بل يكون ذلك ضمن ضوابط أهمها الضوابط الذاتية التي يجب استحضار العوامل التي تدعم وجودها في الانسان العربي خصوصا الباحثين والعلماء وطلاب الدراسات العليا.

    3-الإهتمام بالنشر العلمي ومحاولة علمنة المجتمع (ليس بمعني جعله مجتمعاً علمانياً بل جعله أكثر تعرضاً للعلوم والثقافة العلمية وثقافة البحث العلمي والاطلاع على الأخبار والبحوث ومحاولات النهضة) وذلك يفيد في جعل المجتمع العام أكثر ارتباطا.

    4- توفير البيئة العلمية والاستقرار الأمني وتوفير الشعور بتلك الأهمية التي يمثلون لها للدولة والمجتمع.

    5- توعية الشعوب حول أن سبب نهضة البلاد الغربية هي إيمانهم وتطبيقهم لمفاهيم اقتصاد المعرفة كأساس للنهضة الاقتصادية المطلوب الوصول لها.

    6- تشجيع القطاع الخاص علي الاستثمار في المجالات العلمية والأكاديمية ووضع القوانين والضوابط التي تمنع تحويل الأمر إلي لعبة تجارية ربحية بدون استفادة في عملية أعداد الموارد البشرية.

    7- توفير المؤسسات التي تعني بشئون المبدعين والمخترعين والباحثين ووضع قوانين حماية الملكية الفكرية وحرية الإبداع وتفعيلها بما يكفل الحرية وحق المخترع أو الباحث فيما توصل إليه

    8- تشجيع مجموعات البحث العلمي الجماعية وربط التخصصات التي تجعل من تنفيذ الأبحاث والأفكار موضع التنفيذ.

    9- سد الفجوة بين المناهج الدراسية في مستويات التعليم المختلفة وخاصة الجامعية وما بعدها بالأفكار الحديثة وإضافة قواعد منهجية تفعل من إمكانية ديناميكية المعرفة التي يجب تحديثها أولاً بأول فى المؤسسات الأكاديمية التي تعاني عندنا الأمرين.

    10- توفير المصادر العلمية وتشجيع الترجمة والنقل والتأليف ووضع قوانين وتفعيلها لحماية المؤلفين والناشرين مع الرقابة الإدارية وتنمية الرقابة الذاتية التي ستجعل من أصحاب مؤسسات النشر والطباعة يقومون بأنفسهم بالدور المراد منهم دون رقابة (مع الاحتفاظ بالرقابة لا حق التسلط حق اصيل) وتشجيع الأعمال الفنية والابتكارات والمبادرات وما غير ذلك.

    11- تفعيل دور المسابقات والأنشطة في المؤسسات المختلفة والقطاعات المختلفة في الأنشطة العلمية والثقافية وأنشطة توعية الجماهير وزيادة أدوار المكتبات العامة ووضع إمكانية الحصول علي المعرفة بأبسط الطرق وتوفيرها للجميع بالاستفادة من التقنيات الحديثة.

    12- التعاون مع المؤسسات الدولية والدول الغربية ونشر ثقافة التعاون العلمي القائم علي المشاركة العلمية بين الأوساط العلمية بين المجتمع.

    هذه بعض الحلول التي في تصورها يمكن اتخاذها ان توفرت في دولة من دولنا العربية الإرادة السياسية والمجتمعية والإرادة الإنسانية لأفرادها للقيام بالنقلة النوعية في حضارة وتقدم ورقي بلدهم. وندعو الله أن تكون عما قريباً تلك النقلة بادئة في كل بلداننا العربية والإسلامية.

    سلام ابراهيم

    لخص العالم أحمد زويل المشكلة بكل بساطة واختصار والمسألة واضحة فالعالم محارب من مؤسسات الدولة بروتينها القاتل ووجود الرجال الغير كفء في أماكن القرار أو ارتباطهم (وليس إيماناً بمبدأ نظرية المؤامرة) بأجندات الدول المستوردة للعقول بالمغريات التي تتمناها كل عالم لديه أفكار يود تطبيقها أو رؤيتها تتجسم في أرض الواقع وبالتالي لا يمكن أن تنحل هذه المشكلة الجسيمة التأثير على واقع الأمة إلا بتغيير جذري بالحكومات واستقلال القرار وحب الحكومة للشعب الذي تحكمه .

    وما زال الحوار مستمراً ويسعدنا اطلاعكم على الموضوع ومشاركاتكم فيه على الرابط التالي:

    http://www.hazemsakeek.info/vb/showthread.php?39819

  • مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي

    مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي

    بحث علمي بعنوان

    مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي الذي يستخدم تفريغ الشرارة مع أداء محرك الاحتراق الداخلي الذي يستخدم تفريغ الهالة “الإكليل”

    أ. كوثر خالد الصكُوح

    ماجستير فيزياء، أكاديمية الدراسات العليا – طرابلس

    د.  الهاشمي الأبيض

    أستاذ بجامعة الفاتح ورئيس قسم البلازما والاندماج النووي بمركز بحوث تاجوراء-ليبيا

    الخلاصة 

    يتناول هذا البحث دراسة عملية لأداء محرك احتراق داخلي ذي اسطوانة واحدة ثنائي الأشواط في حالتين عند استخدام شمعة الاشتعال الاعتيادية كبادئ شرارة وعند استخدام سلك رفيع بديل عن الشمعة الاعتيادية ومقارنة الأداء في الحالتين. تمت التجربة في مركز البحوث النووية بتاجوراء في معامل قسم البلازما والاندماج النووي. تتلخص التجربة في إضافة كمية محددة وهي 50ml من الوقود في خزان الوقود للمحرك ويشغل المحرك ويتم قياس الزمن الذي تستهلك فيه كمية الوقود عند كل سرعة. تقاس سرعة دوران المحرك عدة مرات خلال عملية التشغيل ويسجل متوسط السرعة. تعاد التجربة باستخدام سلك الهالة (corona wire) بدلا من شمعة الاحتراق الاعتيادية (spark plug) لغرض المقارنة بين الحالتين. وجد من خلال نتائج المقارنة أن أداء المحرك باستخدام سلك الهالة يتحسن بنسبة تصل إلى حوالي 30% هذا التحسن يكون ناتج عن قدرة سلك الهالة على تسريع التفاعل في خليط الوقود مقارنة بالشمعة التي تحدث شرارة موضعية في الوقود.

    نستنتج من هذه الدراسة أنه بتشغيل محركات الاحتراق الداخلي باستخدام السلك (تفريغ الهالة) يمكن توفير كميات كبيرة من الوقود وبالتالي الطاقة كما أن هذه الطريقة لتشغيل المحركات سوف تقلل من العوادم وبالتالي المحافظة على البيئة.

    مقـــــدمة  

    استخدمت شمعة الإشعال (التفريغ القوسي) لأكثر من 100 عام كأحد مصادر الاشتعال في محركات الاحتراق الداخلي وذلك لأنها تتميز بعدة ميزات يمكن حصرها في: بساطة التصميم، قلة التكاليف، تنتج حرارة عالية تكفي لإحداث تأيين جزئي لمعظم جزيئات الوقود والهواء، على الرغم من ذلك هناك العديد من العيوب في التفريغ القوسي (شمعة الإشعال) ومن أهم هذه العيوب هو المسافة المحدودة بين أقطاب الشمعة. و لكي يحدث التفريغ القوسي في مسافة  2mm نحتاج إلى جهد في حدود6v ]1،2[، هذه المسافة المحدودة تجعل عملية التفريغ تكون موضعية بحيث تشعل المزيج الذي يكون قريباً من الفجوة فقط ولا تصل الشرارة إلى باقي المزيج الموجود في غرفة الاحتراق، ونتيجة لهذا العيب فإن عملية احتراق الوقود تكون غير متكاملة مما ينتج عنها انبعاثات عوادم ضارة مثل أول أكسيد الكربون وغيرها من نواتج الاحتراق الغير متكامل، لذا فإن شمعة الشرارة تكون سبب رئيسي في النسبة المفقودة من الطاقة والمتمثلة في العوادم والتي قد تصل إلى 35% في محركات الاحتراق الداخلي وهذه نسبة كبيرة يكون من المفيد اقتصاديا وبيئيا تقليصها بالوسائل الممكنة. ونتيجة للأسباب المذكورة ظهرت العديد من البحوث التي تحاول إيجاد طرق بديلة لإشعال مزيج الوقود والهواء تكون أكثر فاعلية في عملية الاحتراق. الإشعال المبكر للمزيج الفقير هو أحد الطرق لحل مشكلة الانبعاثات الضارة وزيادة الكفاءة الحرارية، ولكن المزيج الفقير لا يحترق بشكل سريع باستخدام الشمعة العادية نتيجة للأسباب المذكورة لذا فإن أحد الطرق للوصول إلى كفاءة حرارية عالية هو إيجاد حيز واسع أو عدة مواضع للاشتعال لزيادة نسبة احتراق المزيج .استخدام تفريغ (الهالة) هو أحد الطرق التي ظهرت لاستخدامها كبديل عن التفريغ القوسي، الاختبارات التي أجريت في غرف احتراق مضطربة وهادئة (ثابتة الحجم) تشير إلى أن هناك تقليل في زمن تأخر الاشتعال وفي زمن الانضغاط أكثر بثلاث مرات من التفريغ القوسي (spark)، هذه الميزات تعود إلى التصميم الهندسي لشكل الأقطاب عند استخدام تفريغ الكورونا الذي يساعد على توفير حيز أوسع للاشتعال أي عدة أماكن للاشتعال]3،4[.

    الوصف التفصيلي لإعدادات التجربة

    إعدادات وخطوات التجربة هي كالآتي:

    تغيير تصميم رأس الشمعة العادية 

    في هذه الدراسة تم إعادة تصميم رأس الشمعة العادية بطريقة تجعل الشرارة تكون شاملة لأكبر مساحة ممكنة في غرفة الاحتراق في محاولة لرفع كفاءة الاحتراق.تم تغيير رأس الشمعة العادية وذلك بقطع القطب الأرضي وثقب القطب المركزي وإدخال سلك رفيع من مادة التنجستن بداخلها بحيث يمثل هذا السلك القطب الموجب أما القطب السالب فيكون سطح المكبس وبهذا تكون مساحة التفريغ كبيرة، قطر هذا السلك حوالي (0.25mm) وطوله (0.5cm).تم استخدام سلك من مادة التنجستن لأنه أكثر تحملا للحرارة كما وأنه السلك المتوفر لدينا في المعمل مع العلم أنه يمكن استخدام أي سلك من نوع آخر وقد يكون من المفيد استخدام مواد غير قابلة للأكسدة. وحيث أنه من المعلوم أنه بزيادة طول السلك ستزداد قنوات التفريغ لذا تمت محاولة زيادة طول السلك وذلك بجعله مرة عبارة عن سلكين مرتبطين ببعضهما وإدخالهما معا في القطب المركزي وزيادة الطول أكثر بجعله أربعة أسلاك مرتبطة معا، تم التصميم بهذه الطريقة لأنه من الصعب جعل السلك أطول من اللازم بسبب المساحة المحدودة لغرفة الاحتراق. والشكل (1) يوضح أنواع الشموع المستخدمة في التجربة.

    مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي

    شكل 1 يوضح أنواع الشموع التي تم استخدامها في التجربة: أقصى اليمين الشمعة العادية ثم تليها شمعة الهالة أحادية القطب وثنائية الأقطاب ورباعية الأقطاب على التوالي.

    المحرك المستخدم

    المحرك المستخدم في الدراسة هو محرك ثنائي الأشواط ذو إسطوانة واحدة ولا يوجد به صمامات ويتولد التيار في هذا المحرك عن طريق مغناطيس وحركة تقاطع بينه وبين اللفات الابتدائية.

    التجــــــربة

    تتلخص التجربة في إضافة كمية محددة من الوقود وهي 50ml))عند سرعات تشغيلية مختلفة والتي تم قياسها بعدة طرق (ستذكر لاحقا) وقياس الزمن الذي استغرقه المحرك في استهلاك هذه الكمية بواسطة ساعة إيقاف حيث تشغل عند لحظة إضافة الوقود وتغيير السرعة وإيقافها عندما تستهلك كامل الكمية،  يتم تسجيل قراءات زمن استهلاك الوقود ودرجة حرارة هيكل المحرك عند سرعات تشغيلية مختلفة باستخدام الشمعة العادية أولاً، ثم إعادة إجراء التجربة باستخدام شموع الهالة (الشمعة أحادية القطب وثنائية الأقطاب ورباعية الأقطاب) تباعا.حيث تسجل نفس القراءات السابقة للشمعة العادية بعدها تتم عملية المقارنة بينها. أما بالنسبة لقياس سرعة المحرك (rpm) فكانت بطريقتين مختلفتين لضمان دقة القراءات والتأكد من أنها نفس القراءات في كل مرة وهاتان الطريقتان هما كالآتي:

    1. مصدر ضوئي )كشاف( (stroboscope) الذي يكون مقابل العجلة الدوارة والتي يوضع عليها علامة ويقابلها تدريج يوضع على الهيكل. عندما تدور العجلة نتيجة لحركة   عمود المرفق ويطلق الكشاف الذي يكون متصلا بمصدر للجهد بتردد معين وعندما يتساوى تردد الكشاف مع تردد الجسم الدوار يظهر الجسم الدوار وكأنه متوقف، عندها نقوم بتسجيل تردد الكشاف الذي يكون في هذه اللحظة مساويا لتردد الجسم الدوار بوحدات الهيرتز (Hz) ونقوم بتحويلها إلى دورة في الدقيقة (rpm) وذلك بضرب القيمة في (60) وهكذا نحصل على عدد الدورات التي دارها المحرك في كل دقيقة.

    2. استخدام المجس المغناطيسي: يثبت ملف صغير ملامس لسلك الشمعة وكل نبضة تمر في سلك الشمعة تكون تيار تأثيري في هذا المجس الذي يكون متصلا بمرقاب (oscilloscope) وعن طريق هذه الإشارة نحسب الزمن بين النبضات ومن هذا الزمن نحسب التردد والتي تكون قيمته تساوي مقلوب الزمن  ثم يتم إدخال هذه الإشارة إلى عداد النبضات حيث يقوم بإعطاء القراءة بالدورة لكل دقيقة بشكل مباشر (rpm) أي سرعة دوران المحرك

    الحسابات والنتائج

    الحسابات كانت عبارة عن رسومات بيانية للعلاقة بين سرعة المحرك وزمن استهلاك الوقود وكذلك سرعة المحرك ودرجة حرارته لكل نوع من الشموع المستخدمة في المحرك حيث كانت كما يلي:

    أولا: العلاقة بين سرعة المحرك وزمن استهلاك الوقود.

    مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي

    شكل 2 يوضح الفرق في زمن استهلاك الوقود لكل من المحرك الذي يستخدم الشمعة العادية والمحرك الذي يستخدم سلك الهالة (الأحادي والثنائي والرباعي).

    من الشكل 2 نلاحظ أن أقصى زمن سجل لاستهلاك نفس كمية الوقود بالنسبة للشمعة كان 4.76min عند السرعة  1327.8 rpmأما أقصى زمن لاستهلاك الوقود الذي سجله سلك الهالة أحادي القطب فكان 5.48 min عند السرعة 1438.17 rpm أما بالنسبة لسلك الهالة ثنائي الأقطاب فقد سجل أعلى زمن لاستهلاك الوقود عند السرعة 1629.2 rpm وكان 5.817 min أما أقصى زمن سجله سلك الهالة رباعي الأقطاب فكان  6.75 minعند السرعة 1735 rpm ونلاحظ أنه أعلى زمن سجل مقارنة بالشمعة العادية وأسلاك الهالة الأخرى.

    الرسم البياني السابق يوضح الفرق في زمن استهلاك الوقود عند استخدام كل من الشمعة العادية وشموع الهالة عند سرعات تشغيلية مختلفة. ولتبيين الفروق بشكل أوضح تم اختيار سرعات تشغيلية محددة لكل نوع من أنواع الشموع المستخدمة وإخراج نسب التحسن عند كل سرعة كما هو موضح بالجدول 1.

    ونلاحظ أن نسبة التحسن تزداد بزيادة عدد الأقطاب لسلك الهالة فمثلا نسبة التحسن للسلك الأحادي مقارنة بالشمعة العادية عند السرعة  1000rpmكانت 18% بينما عند استخدام السلك الثنائي فكانت 58% أما السلك الرباعي فكانت نسبة تحسنه كبيرة وهي 90% وذلك عند نفس السرعة التشغيلية.

    مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي

    نسب التحسن الكبيرة تعود إلى الميزات التي تتميز بها أسلاك الهالة (تفريغ الهالة) عن الشمعة العادية (التفريغ القوسي) والتي تجعلها أكثر كفاءة في عملية الاحتراق والاشتعال، ويمكن وصفها بأن لها خصائص التدفق الإشعاعي وتتميز بعدة مميزات:

    1. تأخذ الكورونا مجالا كبيرا للتفريغ أي أن لها قنوات كثيرة للتفريغ لهذا فإنها تعطي مجالا أكبر للاحتراق وقد وجد أنه يمكن أن يكون لها عشرات أو المئات من قنوات التفريغ في حين أن التفريغ ألقوسي يكون لديه قناة تفريغ واحدة.

    2. طاقة الإلكترونات في التفريغ بالبلازما تكون حوالي (10-20 e.v) وهذه الطاقة تكون قريبة جدا من طاقة التفكك والتأين لكثير من الذرات أما طاقة الإلكترونات الناتجة من التفريغ القوسي فتكون حوالي (1 e.v).

    3. تسريع عملية الاحتراق وقنوات التفريغ الكثيرة ينتج عنها حرق كمية وقود أكبر من التفريغ القوسي )عن طريق الشمعة) وبالتالي تقل نسبة أول أكسيد الكربون الناتجة [3].

    4. نستطيع ضبط شكل وحجم الإشعال عن طريق التحكم في تصميم الكاثود والأنود]1[.

    وعند مقارنة أسلاك الهالة معاً تتأكد النتيجة السابقة بأن نسبة التحسن في زمن استهلاك الوقود تزداد بزيادة عدد الأقطاب لسلك الهالة والجدول 2 يوضح ذلك.

    مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي

    يتبين لنا أنه عند مقارنة سلك الهالة الأحادي مع سلك الهالة الثنائي فإن نسبة أعلى نسبة تحسن قد وصلت إلى 33% وعند مقارنة سلك الهالة الأحادي مع سلك الهالة الرباعي فإن أعلى نسبة تحسن قد وصلت إلى 61% أما عند مقارنة سلك الهالة الثنائي مع سلك الهالة الرباعي فإن نسبة التحسن قد وصلت إلى أعلى من 20% وذلك عند نفس السرعة أما باقي السرعات فقد أظهرت نسب تحسن متفاوتة.

    ثانيا: العلاقة بين سرعة المحرك ودرجة حرارة هيكل المحرك قرب الرأس.

    مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي

    يتبين لنا أنه عند مقارنة سلك الهالة الأحادي مع سلك الهالة الثنائي فإن نسبة أعلى نسبة تحسن قد وصلت إلى 33% وعند مقارنة سلك الهالة الأحادي مع سلك الهالة الرباعي فإن أعلى نسبة تحسن قد وصلت إلى 61% أما عند مقارنة سلك الهالة الثنائي مع سلك الهالة الرباعي فإن نسبة التحسن قد وصلت إلى أعلى من 20% وذلك عند نفس السرعة أما باقي السرعات فقد أظهرت نسب تحسن متفاوتة.

    ثانيا: العلاقة بين سرعة المحرك ودرجة حرارة هيكل المحرك قرب الرأس.

    مقارنة أداء محرك الاحتراق الداخلي

    يتبين لنا أنه عند مقارنة سلك الهالة الأحادي مع سلك الهالة الثنائي فإن نسبة أعلى نسبة تحسن قد وصلت إلى 33% وعند مقارنة سلك الهالة الأحادي مع سلك الهالة الرباعي فإن أعلى نسبة تحسن قد وصلت إلى 61% أما عند مقارنة سلك الهالة الثنائي مع سلك الهالة الرباعي فإن نسبة التحسن قد وصلت إلى أعلى من 20% وذلك عند نفس السرعة أما باقي السرعات فقد أظهرت نسب تحسن متفاوتة.

    ثانيا: العلاقة بين سرعة المحرك ودرجة حرارة هيكل المحرك قرب الرأس.

    ومن الجدول3 يتضح لنا: (أ) أن درجات حرارة المحرك تكون متقاربة عند استخدام الشمعة العادية وعند استخدام سلك الهالة أحادي القطب ونجد أنها تتساوى تقريبا في بعض الحالات كما نراها عند السرعات 1200 rpm و1400 rpm ويمكن أن ترتفع قليلا بمقدار ثلاثة أو أربعة درجات في بعض السرعات وذلك للأسباب المذكورة سابقاً،(ب) كما يتضح لنا أيضا أن درجات حرارة المحرك عند استخدام سلك الهالة ثنائي الأقطاب تكون أقل بدرجة أو درجتين مقارنة بدرجات حرارة المحرك عند استخدام الشمعة العادية وذلك في معظم الحالات وتساوت تقريبا عند السرعة 3100 rpm وهذه نتيجة جيدة للسلك الثنائي،(ج) أما عند مقارنة درجات حرارة المحرك عند استخدام سلك الهالة ثنائي الأقطاب بدرجات حرارة المحرك عند استخدام سلك الهالة أحادي القطب نجد أن درجات حرارة السلك الثنائي تكون أقل بمقدار أربع أو خمسة درجات وهذه أيضا نتيجة جيدة للسلك الثنائي.

    الخــــاتمة: 

    من خلال كل النتائج السابقة التي تم مناقشتها نستنتج ما يلي:

    أولا: نتائج مقارنة الشمعة العادية بسلك الهالة 

    1. عند مقارنة المحرك الذي يستخدم الشمعة العادية مع المحرك الذي يستخدم سلك الهالة أحادي القطب وجد أن سلك الهالة أحادي القطب يستغرق زمنا أطول في استهلاك نفس كمية الوقود مقارنة بالشمعة الاعتيادية وذلك في كل السرعات مما يدل على زيادة كفاءة الاحتراق عند استعمال السلك الأحادي حيث وصلت نسبة التحسن إلى 25%. أما بالنسبة لدرجات الحرارة فلاحظنا أن المحرك الذي يستخدم السلك الأحادي تكون درجة حرارته متقاربة عند معظم السرعات مع درجات حرارة المحرك الذي يستخدم الشمعة العادية وممكن أن ترتفع قليلاً في حالات معينة.

    2. بإجراء مقارنة بين المحرك الذي يستخدم سلك الهالة الثنائي مع المحرك الذي يستخدم الشمعة العادية كانت النتائج التي تم الحصول عليها تبين أن المحرك الذي يستخدم سلك الهالة ثنائي الأقطاب قد سجل نسب تحسن واضحة في كل السرعات بنسبة تصل إلى 30%. أما عند مقارنة درجات الحرارة لكلا المحركين فكانت النتيجة جيدة أيضا لسلك الهالة الثنائي حيث سجل المحرك الذي يستخدم السلك الثنائي درجات حرارة أدنى وذلك في معظم السرعات وبصفة عامة فإن نتائج السلك الثنائي كانت أفضل نتائج تم الحصول عليها عند مقارنته بالشمعة العادية.

    3. بمقارنة المحرك الذي يستخدم سلك الهالة رباعي الأقطاب مع المحرك الذي يستخدم الشمعة العادية كانت نسب التحسن في زمن استهلاك الوقود عالية جدا بالنسبة للسلك الرباعي حيث وصلت إلى 45%.

    ثانيا: نتائج المقارنة بين أسلاك الهالة (أحادية القطب وثنائية الأقطاب ورباعية الأقطاب) 

    1. عند مقارنة المحرك الذي يستخدم سلك الهالة الأحادي بالمحرك الذي يستخدم سلك الهالة الثنائي وجدنا أن النتيجة كانت إيجابية بالنسبة للسلك الثنائي حيث وصلت نسبة التحسن إلى 11%عند مقارنته بالسلك الأحادي وبالنسبة لدرجات الحرارة فقد سجلت نتائج جيدة للسلك الثنائي عند كل السرعات حيث وجد أن المحرك الذي يستخدم سلك الهالة الثنائي تنخفض درجة حرارته بشكل واضح مقارنة بالسلك الأحادي.

    2. نتائج المحرك الذي يستخدم السلك الرباعي أظهرت نسبة تحسن عالية بالنسبة لزمن استهلاك الوقود تصل إلى حوالي 34% عند مقارنته بالمحرك الذي يستخدم سلك الهالة أحادي القطب.

    3. عند مقارنة المحرك الذي يستخدم سلك الهالة الثنائي مع المحرك الذي يستخدم سلك الهالة الرباعي كانت نسبة التحسن في زمن استهلاك الوقود إيجابية للمحرك الذي يستخدم السلك الرباعي حيث وصلت النسبة إلى 20% عند مقارنتها بالسلك الثنائي.

    أخيرا:

    من 1 و 2 و3 نستنتج أن نسبة التحسن في زمن استهلاك الوقود تزداد تدريجيا بزيادة عدد الأقطاب وذلك نتيجة لزيادة قنوات التفريغ التي تساعد على زيادة تسريع التفاعل وهذه أهم ميزة تتميز بها أسلاك الهالة كما نستنتج أيضا انخفاض درجة حرارة المحرك كلما ازدادت نسبة التحسن وذلك في معظم الحالات تقريبا هذا يدل على استغلال الفاقد الحراري في زيادة كفاءة الاحتراق وتقليل نسبة العوادم الناتجة.

    الحالات 4 و 5 و6 تؤكد النتيجة السابقة حيث وجدنا أن نسبة التحسن في زمن استهلاك الوقود تزداد بزيادة عدد الأقطاب لسلك الهالة في كل الحالات مما يدل على الميزة التي تتميز بها أسلاك الهالة عن الشمعة الاعتيادية كذلك بالنسبة لدرجات الحرارة حيث وجدنا أن درجة حرارة المحرك تنخفض بزيادة نسبة التحسن في زمن استهلاك الوقود وذلك في معظم الحالات.

    وبصفة عامة نستنتج أن:

    إن تفريغ الكورونا (تفريغ الهالة) يساعد في تسريع عملية الاحتراق وتحويل الفاقد من الوقود إلى طاقة يستفاد منها في تحريك المحرك. إن هذه الدراسة أوضحت أن كفاءة المحرك قد زادت بنسبة أكبر من 20% في معظم الحالات وهو ما يدل على أنه باستخدام سلك الهالة سواء كان أحادي أو ثنائي أو رباعي الأقطاب كبديل عن شمعة الإشعال الاعتيادية من شأنه أن يزيد من كفاءة الاحتراق للوقود وهذا سيكون له أثر كبير في توفير كميات كبيرة من الطاقة المتمثلة في الوقود. بالإضافة إلى ذلك فإن زيادة كفاءة حرق الوقود يقلص العوادم الضارة مثل أول أكسيد الكربون وهو ما يعني المحافظة على البيئة.

    المراجع

    1. Martin Gundersen, “Energy-efficient transient plasma ignition and combustion”, Usc Dept. of electrical engineering-electrophysics.

    2. My Ngo, “Determination of minimum ignition energy(MIE) of premixed propane/Air” University of Bergen, Norway, 2009.

    3. Jianbang Liu and others, ”Effect of discharge energy and cavity geometry on flame ignition by transient plasma” University of southern California, lose Angeles, CA 90089.2004.

    4. Joint Meeting of the U.S.section of the combustion institute, 2005.

  • لقاء مع الأستاذة أسماء جمال

    لقاء مع الأستاذة أسماء جمال

    mag 15 58

    لقاء مع الأستاذة أسماء جمال

    (الموحدة لله) نائبة المشرف العام في منتدى الفيزياء التعليمي

    أجرى الحوار وأعده أ. إسراء حسنين 

    خريجة قسم الفيزياء الحيوية كلية العلوم جامعة القاهرة 

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بباقة من الزهور وبمزيج من العطور وبكلمات أكتبها في سطور يشرفني أن أحاور صديقتي الغالية، وأختي النائية، وحبيبتي التي هي من قلبي دانية، وفي عقلي باقية حبيبتي في الله الأخت المشرف العام على منتدى الفيزياء / الموحدة لله.

    سلام الله عليكِ ورحمته وبركاته، الموحدة لله

    في البداية، نود أن تتفضلي بتعريف قراء المجلة بكِ؟

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بداية وقبل بطاقتي التعريفية أود أن أفصح لك ولقراء هذه المجلة الرائعة عن مدى سعادتي بهذا الحوار خاصة أنه مرتبط بمكان مميز عندي لا ينافسه اي موقع آخر على الشبكة العنكبوتية ألا وهو منتدى الفيزياء التعليمي.

    ومن دواعي سروري أن تجريه معي أخت غالية ومقربة جداً إلى قلبي جمعني بها هذا المنتدى العريق وأتمنى أن أكون ضيف خفيف عليكي وعلى قارئي الحوار بإذن الله.

    اسمي: أسماء جمال … مواليد عام 1989 … خريجة كلية العلوم قسم الفيزياء لعام 2010 بتقدير عام جيدجداً…. وتم تعييني معيدة بهذا القسم.

    كيف كانت بداية الموحدة مع المنتدى؟ (كيف وصلتي إليه).

    رغم أني كنت زائرة دائمة للمنتدى واستفدت منه الكثير، فالمنتدى له صدى واسع بين الأوساط الفيزيائية، إلا أن البداية والاشتراك كانت بنصيحة من أستاذي في الجامعة، وكنت في السنة الرابعة وأدرس كورس الليزر فنصحنا الدكتور بالاطلاع على محاضرات دكتور حازم سكيك، فمنها المصور فيديو ومنها الموجود على شكل محاضرات في موقع الفيزياء التعليمي. وكانت هذه بدايتي مع المنتدى، ولا شك كانت من أجمل المراحل الانتقالية في حياتي فاشتراكي في المنتدى ساعدني كثيرا جدا بصورة لم أكن أتخيلها وسهل لي دروباً من العلم كنت سأجد صعوبة لو تطرقت لها بمفردي بدون معاونة المنتدى وأعضائه الأفاضل لي ولغيري من الأعضاء.

    وكيف وجدتي المنتدى سواء من ناحية أعضائه أو من ناحية موضوعاته؟

    أظنك وغيرك من أعضاء المنتدى يعرف الإجابة وأخشى أن تكون شهادتي مجروحة لأني حالياً ضمن طاقم الإدارة،

    لكنها الحقيقة التي لمستها عند قرب، فعند اشتراكي فيه كأي عضو جديد لم أكن أعرف فيه أحد، وجدتهم وكانت هذه سيماهم أجمعين، متعاونين جدا، أسلوبهم راقي مع بعضهم البعض، ويقومون باحتواء من هو جديد على مجالسهم العلمية.

    طبعا على المستوى العلمي، لا أخفيكي سراً أني كنت منبهرة بأقلامهم وحواراتهم وكنت أستمتع بمتابعتي للحوارات العلمية بينهم وخاصة لو كانت ساخنة ولكل منهم وجهة نظره التي يؤيدها بالدليل العلمي.

    وكان من أجمل ما لاحظت أنك لو دخلت المنتدى الذي يجمع بين شتى الجنسيات العربية لا يمكنك تحديد من أي البلاد هم اللهم إلا من اللهجة إن كانت غالبة ساعتها تشعرين حقاً أنه نسيج واحد للأمة العربية التي تبغي سبيل العلم والتقدم والرقي.

    ومما أثر في حقاً هو أنني وجدت فيه أعضاء يصغرونني بأعوام ولكن يكبروني بعلمهم وتفكيرهم، ذهلت من طيب أقلامهم ومن علمهم، وجدت أعضاءا كباراً في السن والمقام ورغم ذلك يطلبون العلم ويتشوقون لكل معلومة جديدة ولا يتكبرون عليه. وجدت أناس لم تكن الفيزياء مجال دراستهم ورغم ذلك طلاب علمٍ مهرة في هذا التخصص.

    وجدت التواضع في طلب العلم، الطموح العالي الذي يعانق كواكب الجوزاء، فتح آفاق للعلم والإبداع، الاطلاع على كل ما هو جديد، والجميل أن هذا كله كان متوجاً بتاج الأخلاق والدين مما شجعني على الاستمرار فيه.

    يكفي هذا القدر فلو تركتيني أتكلم لن أتوقف وأيضا لن أوفي المنتدى وأعضاءه حقهم كاملاً غير منقوص. فكم تعلمت منه وكم ساعدني وكم وفر لي وقتا ومجهودا جعله الله في موازينهم رافعا لدرجاتهم خالصا لوجهه الكريم والفضل بعد الله يرجع لمؤسسه دكتورنا الفاضل د. حازم سكيك يليه طاقم الإشراف والأعضاء البارزين الذين أثقلوا المنتدى بعلمهم وخبراتهم.

    دعينا نتعرف عن كيفية وصول الموحدة للقب (المشرف العام للمنتدى)؟

    لا ليس مشرفا عاما ^__^، بل نائب المشرف العام

    صدقيني أنا عن نفسي لا أعرف كيف ؟!!

    كما لا أعرف كيف وصلت لأن أجري هذا الحوار ومعك أنتِ في مجلة الفيزياء العصرية ولكنها الأقدار الجميلة.

    ربما يكون من ضمن الأسباب هو تواجدي المستمر في المنتدى ومتابعتي له، في ظروفي العادية لا يمكن أن يمر على يوم بدون أن أدخل المنتدى، أيضاً أحب المنتدى جدا وله مكانة مميزة عندي وأتمنى أن يظل نبراساً للعلم يهدى كافة العرب ويروي ظمأهم للعلم ويجدون فيه ضالتهم. ومن هذا الشعور أنطلق وأشعر بمسئولية تجاهه حتى ومن قبل أن آخذ أي مهمة إشرافية فيه كنت أتقمس دور المشرف.

    هل هناك علاقة بين المنتدى وبين دراسة الموحدة أو عملها؟

    بكل تأكيد … فدراستي وعملي في مجال الفيزياء الذي هو حديث المنتدى والذي صمم من أجله، وهذا الربط ساعدني كثيرا لأنهل من هذا النبع وأستفيد منه في دراستي وعملي.

    والآن، دعينا نتعرف على الشق الآخر من حياة الموحدة، لماذا كلية العلوم ولماذا قسم الفيزياء؟

    لا شك أنه سؤال شائك جدا، وإجابتي تقليدية للغاية، فسبب الاختيار للكلية بدأ من مكتب التنسيق وليس مني، واختياري لقسم الفيزياء كان لولعي بهذا التخصص فبداياتي في علم الفيزياء كان مع معلم عاشق للفيزياء، عرف كيف يحببها لنا جزاه الله عنا خير الجزاء.

    ولكن ربما يبدو للقارئ من جوابي أن ثَم نوع من الإجبار أو عدم التخيير في التحاقي بكلية العلوم، ولكن هذه البداية ومن هنا أشكر مكتب التنسيق الذي ساعدني ووجهني بغير قصد منه.

    فمنذ صغري لم تكن في خطتي كلية العلوم مطلقاً ليس عيباً فيها أو نظرة دونية مني ولكنه التسويق المجتمعي الذي لم يروج لهذه الكلية العريقة والرائدة وإن حدث وروج لها فيكون بالسلب لا بالإيجاب ولولا هذه الدعاية التي سبقت الاختيار لكانت كلية العلوم أولى رغباتي. وحالي هذا وللأسف معمم على نسبة كبيرة جدا ممن يلتحقون بكلية العلوم ولن أبالغ لو قلت لك 99% بهذا الشكل…. أظن الكل يعلم هذه الحقيقة لأنها واقع نحياه.

    ورغم أني كنت مولعة بالمواد العلمية ومتفوقة فيها فالعلوم والرياضيات كانت أحب المواد إليّ، إلا أني لم أفكر يوما أن ألتحق بكلية العلوم لتكون مجال دراستي ومسيرة حياتي، فكان طموحي يهفو الى أن أدرس الطب وأكون طبيبة مسلمة مسئولة ولكن مجموع 95.5% لم يكن كافيا لذلك ويشاء الله أن يصرفها عني لخير ينتظرني وقدره لي في مكان آخر ألا وهي كلية العلوم وكان اختيار الله لي أجمل وأحب إلى قلبي، وسبحان من أرضاني بقضائه ووضعني في مكان يناسبني ويناسب اهتماماتي وبعدها تيقنت أني لو دخلت الطب لفشلت فيه فشلا ذريعا لأن دراسته لا تناسبني مطلقاً.

    ما المشاكل التي واجهت الموحدة أثناء دراستها في الجامعة؟

    أولها وأهمها …. نظرة المجتمع وتركيبته الغريبة التي تنظر للنجاح فقط على أنه التحاق بكلية من كليات القمة، وهذا ما تتوارثه الأجيال جيل بعد جيل للأسف الشديد، وهذا ما أسميه أنا بالغباء المجتمعي الذي يقود إلى غباء في الاختيار، يليه شخص غير مناسب في مكان غير مناسب، وهذا كله يصب في تخلف بلداننا عن ركب الأمم.

    تلي هذه المشكلة …….عدم الاحتواء من قبل المسئولين (أياً كان موقع هذا المسئول)، وغير هذا كله لا يعتبر مشكلة.

    أتعلمين لماذا ؟؟

    لأن أول مشكلة هذه ربت بداخلي رفضا لأي شيء ولم أر أي شيء جميل، حتى ولو كان جميلاً ومبهراً، ولكن شعوري أن أحلامي قد تحطمت على أعتاب هذه الكلية كان كفيلاً أن يعمي بصري عن رؤية أي شيء جميل، ويجعل في كل منحة محنة وأن أرى الأبيض رمادياً أو ربما أسوداً، إنها نظارة الشمس التي كنت أرتديها والحمد لله ما لبثت معي طويلاً، فقط هي السنة الأولى من التحاقي بكلية العلوم. بعدها صرت من أشد المولعين بهذه الكلية وهذه الدراسة، وأصبحت قناعتي ويقيني وعلمي بنفسي أنه لو قدر لي أن أختار أي الكليات ألتحق، لاخترت كلية العلوم، ولو عاد بي الزمن للوراء لكانت كلية العلوم الأولى والوحيدة في رغباتي.

    هل كان من أهداف الموحدة أن يتم تعيينها بالكلية؟

    إطلاقا، وأزعم أن في مسيرتي الجامعية ما كنت أسعى لتحقيق هذا الهدف بالذات، لأني تعلمت ألا أقوقع نفسي داخل إطار نجاح من وجهة نظر الآخرين، فلو كان النجاح بالنسبة لهم يعني تعييني في الكلية فلم يكن هذا هو معيار النجاح عندي.

    هل بعد أن أصبحتِ ضمن أعضاء هيئة التدريس بالكلية، اختلفت نظرتك لهم عما كنتِ طالبة؟

    بالطبع: فكما يقولون أصبحت في المطبخ ذاته وأراهم عن قرب، بالنسبة لي لا شيء ثابت كل يوم أتعلم شيء جديد وأرى موقفاً معيناً يغير من نظرتي للأشياء فتصبح رؤيتي أكثر شمولية من اليوم الذي قبله.

    هل تحاولين إصلاح ما كنتِ ترينه سيئا، عندما كنتِ طالبة، أم أن الأمر أصبح صعبا؟

    لا ليس صعباً ولكن نحن من نصعبه على أنفسنا. فأنا أحاول، أحياناً أفشل وأحياناً أصبر ومرات كثيرة أتعلم.

    هل تتعاملين مع الطلاب كما كان يتعامل أساتذتك معكِ، أم كما كنتِ تريدينهم أن يتعاملوا معكِ؟

    سؤال جميل ودائماً أسأله لنفسي بعد كل موقف مع الطلاب وربما كل يوم، والجواب ليس ثابتاً.

    فهو متغير على حسب أنماط الأساتذة الذين درسوا لي فلا شك أنهم أصناف شتى وأساليب متنوعة، أستقيت من كل واحد منهم ما يناسبني وما أريده وما ينفعني، ويختلف أيضا على حسب طبيعة الطالب الذي أتعامل معه فليسوا كلهم سواء وأيضا على حسب الموقف.

    ولكني في النهاية لا أريد ولا أحب أن يكون هناك فجوة بيني وبينهم أياً كان نوعها. وأتمنى في نهاية كل فصل دراسي لو تركت فيهم بصمة وأفدتهم بمعلومة تظل معهم عالقة في أذهانهم وليس فقط معلومة مؤقتة تزول بنهاية السنة الدراسية.

    ماذا عن القدوة العلمية للموحدة؟

    تعجبين لو قلت لك أنى لا أضع لنفسي قدوة معينة بحيث أدور حول فلكها وأتقيد بها ولا أنوي حتى ذلك وهذا ربما مرتبط بنمط شخصيتي، فأنا أحب أن أضع أمامي الجميع بمختلف ثقافاتهم وعلمهم وآخذ من كل واحد منهم ما يناسبني وأتعلم من الجميع أياً كانت شهرته من عدمها فهناك قدوات كثيرة غير مسلط الضوء عليها، فكأني بذلك أجمع أفضل وأطيب الورود من حديقة مليئة بالأزهار فتتكون لدي حصيلة لم تكن موجودة في أحد قبلي، هكذا أطمح وهكذا أفكر.

    وعن أكثر الشخصيات التي أضعها نصب عيني، د مصطفى مشرفه رحمه الله ود. فاروق الباز.

    وماذا عن حلم الموحدة في مجال الفيزياء؟

    هو ليس حلم بل هدف أسعى إليه وهو أن أكون مميزة جداً في مجالي وفي تخصصي الدقيق، أما على وجه العموم فأتمنى أن أكون ممن يستطيعون توصيل الفيزياء وشرحها بأسلوب سهل وشيق وممتع وملموس. فمثلاً تجدين بعض فروع الفيزياء معتمدة بشكل كبير على التخيل والافتراضات والاحتمالات، وربما يكون هناك متميزون في هذه الفروع.

    ولكن أرى التمييز الحقيقي هو القدرة على توصيل المعلومة وما أفهمه بشكل سلس، والفيصل في هذا بيني وبين نفسي ليس فقط أن يتم تقييمي من قبل عباقرة الفيزياء في العالم وحسب، لا. بل أكون ممكن يستطيعون توصيل الفيزياء وشرحها للبسطاء وممن لا تهمهم الفيزياء ولا دراستها لا من قريب ولا من بعيد بأسلوب يفهمونه ويلمسونه، ساعتها سأكون بالفعل نجحت في تحقيق هدفي بفضل الله.

    هل للموحدة _في يوم من الأيام_ أن تترك بلدها (مصر)، لتحقق حلمها في أي بلد غربي آخر؟

    ممكن لو قيدت حلمي بظروف وامكانيات معينة، ولم أطلق له العنان ورأيت السفر والدراسة في الغرب هو طريقي الوحيد لتحقيق هدفي.

    ما المشاكل التي تواجهينها الآن وأنتِ معيدة بكلية العلوم؟

    بشكل عام نستطيع أن نقول إن من أكبر مشكلاتنا عموماً قلة الإنفاق على البحث العلمي وعدم الاهتمام به، مجرد رسائل ماجيستير ودكتوراه ينفق عليها الأوقات وأيضاً المبالغ _وإن كانت قليلة_ ثم توضع على الأرفف ولا أحد يستفيد.

    مشكلتنا الأساسية في عدم الربط بين البحث العلمي وحاجة المجتمع بمعنى أن المفترض أن يخرج البحث العلمي ليرى طريقه للنور، ويخدم المجتمع وحاجاته، ويتم تطبيقه لا أن يتم وضعه على الأرفف وتكون كل مهمته هو منح رسالة الماجيستير لهذا والدكتوراه لذاك وهذه ثقافة نفتقدها.

    وما المشاكل التي واجهتها الموحدة كمشرف عام للمنتدى منذ إشرافها؟

    لا شيء إلا الوقت …. تمنيت أن لو يكون وقتي كله للمنتدى، ولكن تحول الظروف دون ذلك.

    نريد منكِ نصيحة للطلاب عامة، ولقراء المجلة خاصة.

    نصيحتي أبدأها بإصلاح النوايا وأن نجعل نياتنا خالصة لوجه الكريم حتى يكون عملنا مقبولاً لا مردوداً علينا، وأثنيها بالتقوى

    فهي جماع كل شيء كما قال رب العزة جل وعلا: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)، وأثلثها بالتوكل على الله، وأنهيها بتذكرة لطيفة أننا أمة أقرأ، فأول آية نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي (اقرأ). 

    وهنا أخذ الميكروفون الأستاذ محمد عريف _ نائب المشرف العام لمنتدى الفيزياء التعليمي_ ليستكمل الحوار مع الموحدة:

    الأخت أسماء (الموحدة لله). أي أكثر فروع الفيزياء تحبين وأيها تجدين أكثر صعوبة؟

    لو على الفيزياء فأنا عاشقة لهذا العلم بكل فروعه وتخصصاته رغم أني لا أعلم فيه إلا نقطة في بحر، فكما تعلمون أن لكل تخصص وفرع من علم الفيزياء رونقه الخاص، فهذا يخاطب الفلك والنجوم، وذلك يحدث الذرة والنواة ورفاقهما، وكل فرع له احتياج خاص في حياتنا وتطبيقات معينة وظواهر بعضها محير وبعضها مثير، بعضها تم تفسيره والآخر لازال مجهولاً.

    أما عن حبي لها، فغالباً أميل إلى الجانب العملي وعلى وجه التحديد تخصص الجوامد العملية Experimental Solid State ، أما عن أكثرها صعوبة من وجهة نظري هو دراسة الفيزياء النظرية.

    ما هي نظرتك للفيزياء، وكيف تفكرين بها، وهل تأثرت شخصيتك بالفيزياء أم لا؟

    بلا أدنى مبالغة أرى الفيزياء أساس كل شيء وإليها يرد تفسير كل شيء، لِم لا وهي علم الطبيعة ؟؟

    تأثرت شخصيتي بالفيزياء أم لا؟ … أعتقد أن جوابه يرد إلى من تعامل معي ليحكم على بذلك … أما بوجه عام فدراستي جعلت من نمط شخصيتي شخصية عملية تميل أكثر إلى جانب الإقناع بالدليل الصحيح.

    هل هناك أبحاث معينة تودين القيام بها وكنتِ تحلمين بتحقيقها منذ صغرك؟

    بالتأكيد فمجال البحث العلمي أصبح طريقي إضافة الى أنه عملي ودراستي. ولكن حتى الآن تركيزي الأكبر هو أن أفهم وأُلم بكل ما ينفعني في تخصصي بالذات … بمعنى أني أشعر أنني الآن مستهلكة لا منتجة فالبحث العلمي وان كان في مجال أو نقطة بعينها ولكن يحتاج ربط بين تخصصات عدة حتى لا يكون هناك قصور به. وربما هذا ما أسعى اليه الآن.

    إذا عرض عليك أن تكملي دراساتك العليا في الخارج أو تعملين في أحد المراكز البحثية العلمية المشهورة بشرط أن تدرسي في الجامعة هناك للطلاب الأجانب.. أو أن تبقي في مصر تناضلين من أجل الدكتوراه والماجيستير بدون إمكانيات. ماذا تفضلين؟

    في ظل هذه الظروف وهذه الإمكانيات الحالية، بم يجيب العاقل؟!!

    لا شك أني أرى فرصة ذهابي للدراسة في الخارج فرصة ذهبية، لو قمت باستغلالها أفضل استغلال لنفعت بها نفسي وطلابي ووطني. ولكن للموضوع أبعاد أخرى عندي تحتاج لدراسة قبل الإقدام على هذه الخطوة.

    وفي الأخير، أشكركِ شكرا جزيلا أختي وحبيبتي في الله، ونأمل أن يتجدد اللقاء دائما، مع خالص الدعاء بالتوفيق والنجاح، ولا تنسي الصلاة على حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم.

    انتهى بفضل الله تعالى….

  • ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران حول نفسها؟

    ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران حول نفسها؟

    أ. علاء حسين علوان

    ولهذا الخيال المرعب أكثر من سيناريو. ليست كلها قاتلة أو مؤذنة بفناء البشر، لكنها كلها مذهل حتماً.

    فإذا توقف الأرض بغتة عن الدوران حول محورها المائل بمقدار 23 درجة ونصف. لو حصل هذا الأمر الخارق فجأة وخلال ثانية واحدة هكذا بدون تباطؤ تدريجي ولا أي مقدمات. فإن الحياة ستنتهي على سطح الأرض وسيقذف كل شيء على متنها للفضاء بفعل المبدأ الفيزيائي المعروف بالقصور الذاتي. فأنت إذا كنت راكباً في سيارة تسير بسرعة 100 كلم في الساعة مثلاً فإن جسمك يتحرك أيضاً بهذه السرعة. وإذا توقفت السيارة بغتة لأي سبب فإن جسمك سيوصل الانطلاق بسرعته السابقة مندفعاً خارج السيارة، مالم تكن مرتدياً حزام الأمان!

    وبنفس المبدأ، فإن كرتنا الأرضية تدور حول محورها في الفضاء وتبلغ سرعة دورانها حوالي 1700 كلم بالساعة. أي أن توقفها المفاجئ عن الدوران سيقذف بالبشر والحيوانات وكل الموجودات الطبيعية والصناعية في الهواء بذات السرعة الرهيبة.

    وحتى لو تغافلنا عن تأثير القصور الذاتي علينا، فإننا يجب ألا ننسى تأثيره على الغلاف الجوي للكوكب. فالرياح والسحب تتحرك حول الأرض بسرعة عظيمة خلقها دورانها حول محورها. ولو وصلت سرعة الأرض للصفر، فإن السرعة النسبية لغلافها الجوي ستتضاعف فجأة وستزيد بحيث ستقتلعنا الريح نحن وكل ما هو حولنا. ولتكونن هذه نهاية شنيعة للجنس البشري!

    لكن ماذا إذا تباطأت سرعة دوران الأرض حول نفسها بشكل تدريجي وعبر آلاف وملايين السنين حتى تصل للتوقف التام؟

    من المعروف بأن دوران الأرض بسرعتها الحالية هو الذي ينتج ظاهرتي الليل والنهار خلال 24 ساعة. وتباطؤ سرعة دوران الأرض سيطيل الليل وسيطيل النهار. في الواقع فيسعنا أن نتخيل حالاً مشابهة لحال القمر بالنسبة للشمس. فنصف القمر مواجه للشمس دوماً بينما نصفه الآخر في ظلام. أي ان كوكبنا يمكن أن يصل لحال يستمر فيه النهار لستة أشهر متواصلة في أحد نصفيه، بينما يسود الليل في

    النصف الآخر قبل أن يتبادل النصفان بما عليهما من بشر الأدوار لبقية السنة! وغني عن الذكر أن هذه النتيجة ستؤدي إلى نشوء فروق متطرفة في درجات الحرارة بين النصفين المظلم والمضيء. وبديهياً فستتأثر زراعتنا بشكل جذري بهذه المسألة. لأن المُزارع ينبغي عليه أن يراعي الآن الأشهر المضيئة زيادة على مواسم البذار والحصاد التقليدية والمرتبطة بفصول السنة.

    إذا توقف دوران الأرض فإن منظومة الرياح التي نعرفها ونعتمد عليها في الإبحار الشراعي والطيران التجاري ستختفي تماماً. لن تكون هناك رياح موسمية، بل إن اتجاه الريح سيصير بين القطبين عوضاً عن تحركها عبر خط الاستواء حالياً. كما وأن توقف دوران الأرض سوف يلغي الشمال المغناطيسي الذي نعرفه اليوم. وسيؤثر هذا على عمل البوصلات التقليدية إضافة لتلك الطبيعية التي زود الله بها الطيور المهاجرة والحيتان وأسماك السلمون. ما قد يؤدي لتوهانها خلال مواسم الهجرة وانقراضها. كما وأن ظاهرة الشفق القطبي ستتكون تقريباً فوق أي خط عرض وستسودها الفوضى.

    أ. علاء حسين علوان

    مشرف منتدى الفيزياء التعليمي

  • ماذا لو تم كسر سرعة الضوء؟

    ماذا لو تم كسر سرعة الضوء؟

    background

    الحمد لله مبدع الأكوان خالق الإنس والجان، الحمد لله لمن بيده ملكوت السماوات والأرض، الحمد لله مجرى السحاب وعرف قدره أولى الألباب، الحمد لله الذي وفقنا لكتابة هذه السطور ولولا توفيقه لما كان ما كان ولولا إرادته لن يكون ما هو كائن، الحمد لله الذي فتح علينا من علمه القليل لننقله إليك عزيزي القارئ وأنا أعلم أنك أعلم منى …

    فباب ماذا لو هو باب جديد. فإذا كانت كلمة “لو” مرفوضة فهي مطلوبة في العلم فمعظم الاختراعات والإنجازات قامت على “ماذا لو؟” وجرأة أصحابها في اقتحام أماكن لم لأحد يتخيل أو يتصور أنه من الممكن مجرد المناقشة فيها.

    حديثنا اليوم عن ماذا سيحدث لو تم كسر سرعة الضوء؟

    طبقا لنظرية النسبية الخاصة لألبرت أينشتين ومعادلاتها التي افترض فيها ثبوت سرعة الضوء وأنها أقصى سرعة تجد أنك لو تخطيت سرعة الضوء لأخذ الزمن قيمة سالبة وهذا معنى خطير جدا أي العودة بالزمن للوراء وتوقف الساعة لديك ويتوقف عمرك حتى ولو ظللت تسافر عشرات السنين وتتلاشى أمام الراصد وتنعدم الكتلة لديك هذا بالإضافة إلى أنه يوجد حينها أبعاد جديدة كالتي تحدث عنها أينشتين.

    أعلم أن هذا النقاش قد نوقش في أكثر من مرة على القنوات الفضائية والوثائقية والمنتديات العمية على الانترنت ولكنى دعني أفتح باب جديد أمامك للمناقشة ماذا لو استطعنا التحكم في مضاعفات سرعة الضوء؟ بمعنى أننا باختصار نستطيع نصل إلى السرعة التي نريدها. دعني أبسط لك الموضوع بصورة أفضل، فنحن نسمع أنه هناك نجوم يصل ضوئها إلينا بعد أربعة آلاف مليون سنة ضوئية من انبعاثه ولا ندرى إذا كان موجودا أم أنه قد تلاشى فتذهب لاحد أصدقائك الذين يهتمن بهذه الدراسة وتقول له “ما رأيك أن نذهب برحلة اليوم إلى النجم الذي يبعد عنا بأربعة آلاف سنة ضوئية؟” وتتحكم حتى تصل إلى السرعة المطلوبة وتذهب إلى هناك في ثانية فتشرب مع صديقك كوبا من الشاي وتناولوا قطعا من الحلوى وأنتم تدرسون هذا النجم ثم تعودوا ولم تتجاوز رحلتكم بضع دقائق. هل تخيلت معي هذا إنه أمر ممتع فعلا. نحن هنا لا نعارض الدين أو العقيدة فقد قال سبحانه وتعالى في سورة الملك “وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ” صدق الله العظيم، وبخصوص هذه الآية قال قتادة: خلق الله تعالى النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر والأوقات. فمن تأول فيها غير ذلك فقد تكلف ما لا علم له به، وتعدى وظلم. وقال محمد بن كعب: والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم، ولكنهم يتخذون الكهانة سبيلا، ويتخذون النجوم علة. فنحن أضعف من أن نجرؤ على التفكير بذلك ولكننا نطرح نقاش حول كسر سرعة الضوء.

    ما رأيك في أن نفتح باب جديد في التخيل؟ ماذا لو استطعنا التحكم في الضوء ومساره من مكاننا هذا؟ مثل العربة التي تتحرك بالريموت التي يلعب بها الأطفال فماذا سنتفيد من ذلك؟ سنطلق شعاعا من الضوء بالسرعة الكافية التي تكفيه ليهرب من قوة جذب الثقوب السوداء فسأدخله في داخله ليتجول ويصور كل ما بداخل هذا الثقب لأستبدل كلمة أسود إلى مضيء، معروف بدل من مجهول وأعيده وهو يخرج أمام عينيه ولا يستطيع أن يجذبه لشدة سرعة الشعاع ونتجول في الكون ونعرف محتوياته ونقتحم المادة المظلمة.

    أعتقد بعد هذا النقاش لا نجد إلا أن نقول سبحان الله، سبحان من خلق، سبحان من أبدع هذا الكون كلما ارتفعت عيني إليه ولا أمل من تكرار النظر إليه.

    بسم الله الرحمن الرحيم {مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} صدق الله العظيم

    أ. محمد محمد عادل أحمد

    مدرس رياضيات بإحدى المدارس الخاصة في الزقازيق – الشرقية – مصر

  • الطيران والإشعاع

    الطيران والإشعاع

    بقلم أ. هدى اليوسف

    الطيران والإشعاع
    يتعرض الإنسان خلال حياته وبشكل مستمر للإشعاع الطبيعي من المصادر الإشعاعية الموجودة حوله، كما أنه يمكن أن يتعرض إلى جرع إضافية ناتجة عن التطور العلمي الذي أمكن فيه استعمال الكثير من التقنيات الحديثة في الطب والزراعة والصناعة.

    وتبين أن تطور علم الطيران والتحليق في السماء يعد من العوامل التي يمكن أن تعطي الإنسان جرعا إشعاعية تزداد بازدياد زمن مكوثه في السماء وازدياد ارتفاعه عن سطح الأرض.

    فمن المعلوم أن الكرة الأرضية تتعرض لسيل إشعاعي مستمر من الفضاء يسمى الإشعاع الكوني حيث تتفاعل هذه الإشعاعات باستمرار مع الغلاف الجوي الذي يقلل من كثافة كميتها كلما اقتربنا من سطح الأرض، ولما كانت الجسيمات المشحونة من أهم نواتج هذه التفاعلات فإن للحقل المغناطيسي للأرض دوراً هاماً يجعل التعرض لهذه الأشعة مرتفعاً نسبياً في المنطقة القطبية ومنخفضاً نسبياً عند خط الاستواء.

    rad2

    نعلم أن الإنسان قد يعيش بأمان ضمن الخلفية الإشعاعية الطبيعية، ولكن الحضارة أضافت منابع إشعاعية جديدة أدخلت صناعياً، وأدت في بعض الأحيان إلى إحداث آثار سيئة كثيرة، فقد أدى امتصاص جرعات كبيرة نسبياً خلال زمن قصير إلى آثار خطيرة وحادة، وهي التي حدثت وتحدث عندما تتعدى الجرعة حداً معيناً، متدرجة من تخريب الجلد، حتى قتل خلايا الدم والموت في الحالات الشديدة.

    بقلم أ. هدى اليوسف

    ماجستير في الفيزياء الإشعاعية _ مكافحة سرطان الثدي _ مركز شام الطبي

  • حوار مع المخترع المصري هيثم دسوقي

    حوار مع المخترع المصري هيثم دسوقي

    اجرى الحوار واعده

    الاستاذة اسراء حسنين

    خريجة قسم الفيزياء الحيوية – كلية العلوم – جامعة القاهرة

    حصل المهندس هيثم دسوقي المخترع المصري على المركز الأول في المسابقة التي نظمتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بعد التصفيات النهائية التي تشارك في تقيمها لجنة التحكيم والمشاهدين، على 300 ألف دولار.

    وكان دسوقي الباحث بجامعة النيل والبالغ من العمر “25 عاماً”، قدم اختراعا عبارة عن ملصقات توضع على الأجهزة لتحولها إلى العمل باللمس ويتميز الابتكار برخص تكلفة تطبيقه، وتسعى كثير من الشركات إلى الحصول على اختراعه بدءا من فترة التصفيات النهائية التي خاضها.

    حوار مع المخترع المصري هيثم دسوقي

    أشادت لجنة التحكيم التي تتكون من عدد من علماء الوطن العربي والعالم، من بينهم الدكتور فاروق الباز عالم الفضاء المصري في جميع مراحل المسابقة، باختراعه “ملصقات استشعار تعمل باللمس، ودلت المؤشرات على مدار المراحل المختلفة للمسابقة على أن هيثم يستحق هذا اللقب، فخلال مرحلة الهندسة الأولى احتل المركز الأول بفضل اختراعه “vivify” الذي يعتمد على تكنولوجيا اللمس من أجل التحكم في أي شيء حولنا، مثل صنابير المياه والإضاءة والهاتف الجوال وغيرها من الأجهزة.

    أهدى هيثم فوزه إلى شهداء التحرير ومصابي الثورة وكل إنسان شريف أدى ويؤدى واجبه الوطني بإخلاص، وإلى أساتذته وزملائه في جامعة النيل. وأشار إلى أنه في مصر عشرات الآلاف من العباقرة الذين ينتظرون الفرصة وأن مصر بحاجة إلى عشرات من الجامعات المتخصصة لاستيعاب تلك المواهب وتنميتها. وبعد اجتيازه كل مراحل المسابقة وتغلبه على 7 الآف متسابق مشارك من كل الدول العربية رفع اسم مصر عاليا وحاز على أعلي نسبة تصويت 35.4%، متفوقا بها على أقرب منافسيه اللبناني زياد سنكري بفارق 10% ليتم تتويج هيثم دسوقي بلقب “نجم العلوم، وكان لبوابة الأهرام معه هذا الحوار الذي قام به محمد أبو بكر:

    في البداية نود التعرف على بدايتك في مجال الابتكار والإبداع؟

    ولدت بمكة المكرمة ونشأت بها حتى سن الخمس سنوات بدأت بالتردد على مصر حتى استقريت بها في سن الثانية عشر، وقد وفقني الله للعمل في مجال الاختراعات والبحث منذ الصغر حوالي وكانت من أولى الأعمال لي جهاز يقيس نبض القلب لمرضى القلب حيث ينذر الجهاز صاحبه عند حدوث هبوط مفاجئ في النبض وكانت كفاءته متواضعة جدا حينها وكانت أولى الأبحاث التي قمت بها عن كيفية استغلال نظرية الدفع الضوئي في الانتقال في الفضاء.

    ويضيف أن مشاهدته الكثيرة أفلام الكرتون والأفلام الوثائقية والموسوعات التي ساعدت على تفتيح مداركي في المجال العلمي وعند عودتنا إلى مصر استكملت بقية مسيرتي وبرامج المخترع الصغير ساعدتني لاستكمال المسيرة. وعما فعله عقب سماعه لخبر فوزه بالجائزة قال: سارعت بشكر لله والسجود تبتلا له وشكرا على هذا اللقب الذي كنت أطمح إلى الحصول عليه، أحب توجيه الشكر لكل من ساندوني في رحلتي العلمية والبحثية، خاصة جامعة الأزهر التي تخرجت من كلية هندسة الاتصالات الخاصة بها، وجامعة النيل التي أعمل بها حاليا باحثا.

    ما هي فكرة اختراعك؟

    هي عبارة عن (Touch Sticker) يتم لصقه تحت أي سطح وعند لمسه من أعلاه يشعر الملصق بمكان اللمس. والمشروع يعتمد على شقين أولهما الشحنات الموجودة داخل جسم الانسان والآخر كل الأجسام التي لها نسبة توصيلية كهربية، فعند لصق الـ (Touch Sticker) تحت أي سطح وقام شخص ما بلمس السطح من أعلاه تنتقل الشحنات خلال السطح إلى ال(touch sticker)، وهذا اللاصق متصل بدائرة كهربية تستقبل الشحنات وتحدد مكان اللمس على السطح ثم ترسل إحداثياته إلى جهاز كومبيوتر، كما أن ال (Touch Sticker) يمكن لصقه تحت الخشب أو الزجاج أو الرخام أو القماش أو أي سطح حتى لو كان عازلا، وهناك نوعين من ال(Touch Sticker) : شفاف لكي يناسب الأسطح الشفافة مثل الزجاج و(معتم) لكي يناسب الأسطح المعتمة مثل الخشب والرخام.

    ماذا يستفيد المستخدم العادي من ابتكارك؟

    يمكن تحويل زجاج المحلات الخارجي إلى ((Touch screens بحيث تمكن العميل من تصفح المنتجات والعروض الموجودة في المحل من خلال الزجاج وهو واقف خارجه، ويتم ذلك عن طريق لصق (Touch Sticker) شفاف خلف زجاج المحل ويعرض عليه بالبروجكتور صورة المنتجات بشكل تفاعلي وممتع بالنسبة للعميل.

    بالإضافة إلى تحويل ورقة قائمة الطعام العادية الى (Touch menu) حيث يمكن للعميل من طلب الأكلة بمجرد لمسه لصورتها، فترسل الورقة الطلب لاسلكيا الى الطباخ.

    ما هي الأسباب التي دفعتك إلى التفكير لابتكار هذا الاختراع؟

    كثرة العروض الموجودة في المحلات الكبرى في العديد من أوقات السنة، فمثلا في محلات الملابس تختلف عروض التخفيض على كل قطعة ملابس، مما يصعب على العميل متابعة التخفيض على قطعة معينة فيفوته العرض أو تنتهي الكمية دون أن يشتري مما يقلل العائد على المحل.

    أما منتج ال (Touch Sticker) سيمكن العميل من تصفح المنتجات ومتابعة التخفيضات بشكل أسهل من خلال زجاج المحل، مما يزيد الإقبال على الشراء.

    وأضاف أن الدعاية المكلفة دفعته لابتكار هذا المشروع فالكثير من المحلات التي تبيع التليفون المحمول ستتمكن من وضع نماذج من كل نوع تليفون لكي يجربه العميل بنفسه، وكثيرا ما يكون هذا التليفون غير مشحون، وكثيرا من المحلات لا تسمح للعميل من التجربة بسبب سعره المرتفع، مما يصعب على العميل تصفح العديد من التليفونات في وقت واحد، وتمييز إمكانيات التليفون وهل تتناسب مع احتياجه أم لا، مما يقلل الإقبال على شراء العديد من التليفونات.

    لذا ففكرتي هي تصميم منتج على إمكانية تصميمه على شكل تليفون محمول كبير يلصق خلف زجاج المحل، حيث يمكن العميل من تجربة جميع التليفونات بنظام تفاعلي سهل.

    وقال: إن هذا الابتكار سوف يتغلب على الدعاية الصامتة، فالكثير من المحلات تستخدم أسلوب الدعاية الثابت، أما منتج ال (Touch Sticker) فسبجعل اسلوب الدعاية في المحلات أكثر تفاعلية وجذبا، مما يزيد العائد على المتاجر بشكل ملحوظ.

    كما يحمل الابتكار العديد من المزايا الأخرى منها إمكانية تحويل زجاج المحلات الى Touch screens باستخدام ال (Touch Sticker) ويمكن أيضا صناعته بأي شكل، حيث يمكن تصنيعTouch Sticker على شكل تفاحة أو فنجان قهوة يتم العرض عليها المنتجات أو العروض، هذه الميزة تفتح المجال للمصممين لتصميم أي شكل يتناسب مع الدعاية مما يكسبها شكل مميز عن باقي المنتجات الموجودة في السوق.

    أما المنتج الموجود في السوق فلا يمكن تشكيله بأي شكل بل هو دائما ملتزم بمقاس معين فقط مثل (32بوصة أو 42) على شكل مستطيل.

    بالتأكيد كانت هناك العديد من الجهات التي قدمت دعمها لك. فما هي؟

    إن أولى الأماكن التي ترددت عليها والتي ترعى المخترعين هو مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم، فمكتبته رائعة ،ثم اشتركت في مركز شباب سرايا القبة التابع لوزارة الشباب وحضرت معه المعارض المحلية الكثيرة بالعديد من الاختراعات مثل جهاز الاتصال بالليزر وغيرة من الأجهزة، وفي سن الثامن عشر كانت أكاديمية البحث العلمي قد أعلنت عن مسابقة لصغار المخترعين كي يعرضوا اختراعاتهم في اليابان ثم اشتركت بها بأحد الاختراعات وهو جهاز لقراءة الاهتزاز الموجود على الأجسام عن بعد باستخدام الليزر وقد مرت المسابقة على العديد من المراحل وكانت لجنة التحكيم المصرية مكونة من مجموعة الأساتذة في كلية الهندسة من مختلف الأقسام وقد فزت بفضل الله في المسابقة ثم سافرت مع ثلاثة من المخترعين تحت رعاية الأكاديمية الى طوكيو حيث المعرض العالمي لصغار المخترعين في طوكيو بمناسبة مرور مائة عام على المعهد الياباني للابتكار والاختراع وقد منح كلا منا شهادة الامتياز والوسام الذهبي من المعهد الياباني للابتكار والاختراع ،ثم التحقت بكلية الهندسة بجامعة الأزهر واشتركت في نادي العلوم بالجامعة وقد لقيت منهم الرعاية والدعم المادي لتنفيذ المشروعات وقد حضرت معهم الكثير من المعارض المحلية بالعديد من الاختراعات.

    ثم علمت أن الأكاديمية تعلن عن مسابقة لاختيار مجموعة من المخترعين لكي يعرضوا اختراعاتهم في الكويت وقد استمر التحكيم ثلاثة أيام في استقبال كل من لديه فكرة أو اختراع وقد فزت بفضل الله في المسابقة ثم سافرت الى الكويت.

    صف لي تجربتك مع الدكتور فاروق الباز؟

    بعد أن حصلت على المركز الأول في المرحلة قبل النهائية وإثبات الفكرة والهندسة أبدى الدكتور فاروق الباز إعجابه بمشروعي وقال: إن مصر فيها شباب يبعث على الأمل وذلك في آخر مرحلتين وكان في لجنة التحكيم وجرب مشروعي.

    هل سبق لك أن حصلت على جوائز من خلال مشاركاتك في المسابقات العلمية؟

    بالفعل فقد حرصت على المشاركة في المعارض التي أقامتها وزارة الشباب وقدمت العديد من الاختراعات مثل جهاز الاتصال بالليزر وغيره من الأجهزة وحصلت على شهادة الامتياز والوسام الذهبي من المعهد الياباني للابتكار والاختراع من خلال المشاركة في المعرض العالمي لصغار المخترعين المقام في طوكيو 2004 بمناسبة مرور مائة عام على المعهد الياباني للابتكار والاختراع.

    كما حصلت على المركز الأول في معرض الاختراعات بالكويت 2007 وفزت بدرع المعرض بجانب ثلاثة ميداليات 2 ذهب و1 فضية بالإضافة إلى حضوري دعوة السودان في المعرض العلمي للإبداع والاختراع 1012-نوفمبر 2007 وقد حصلت فيه على درع المعرض وميدالية ذهبية وشهادة تقدير كما كرمني الرئيس السابق في يوم عيد العلم 20 يناير 2008 وحصلت على المركز الأول وميدالية ذهبية في المهرجان العربي للشباب 2008.

    وحصلت على المركز الأول في العديد من المسابقات التي تنظمها منظمةIEEE .

    أوجه شكري للراعي الرئيسي لمسابقة نجوم العلوم التي ترعاها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع منظمة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الموارد الطبيعية الناضبة إلى اقتصاد المعرفة.

    ما هو التمويل اللازم لتنفيذ المشروع؟

    التمويل اللازم للمشروع يقترب من 200 ألف دولارا وفقا لدراسة الجدوى لكي يبدأ بقوة ولكن لو بدأ صغيرا يمكن البدء بـ 200 ألف.

    كيف جمعت بين العلوم الدينية والابتكار؟

    بدأت منذ الصغر وتنقلت من أماكن كثيرة، كما أن جامعة الأزهر وفرت لي إمكانيات كثيرة مع الدكتور أحمد صفوت رئيس قسم هندسة الاتصالات والدكتور الطيب رئيس الجامعة وقتها واشتركت في مسابقة بالكويت حيث حصلت على مسابقة الكويت وحصلت على المركز الأول على مستوى العالم وأثناء تكريمي قابلني الدكتور طارق خليل وتعاقد معي وتم تخصيص لاب للعمل.

    ما رأيك في الأحداث التي مرت بها مصر خلال الشهور الأخيرة؟

    حزين لعدم وضوح الرؤية والطريق الذي تسير إليه البلاد فالناس مشتتة ولا نعلم إلى أين نسير وأعتقد أن المستقبل سيكون أفضل كثيرا وتحدثت مع كثير من الشباب وهم متحمسون للتقدم والنهضة العلمية ونسمع الشيء نفسه على لسان كثير من الناس فالباحثون يريدون الآن تطبيق ما يتعلمونه فمصر فيها الكثير من الباحثين والمشكلة في كيفية التطبيق وهذا من ضمن الأشياء التي نسعى لتحقيقها لنثبت للعالم أننا قادرون على الصناعة وتطوير البلد.

    هل واجهت مشكلات أثناء عملك البحثي؟

    أثناء الثورة حيث تمت سرقة المعمل الخاص به في المباني الأساسية لجامعة النيل مما تسبب في حدوث أزمة كبيرة حيث اختفي المكان الذي كنت أنتج انطلاقا منه وذهبت بعد ذلك لمسابقة نجوم العلوم لتدعيمي بكل ما أحتاجه.

    ما هو دور الأسرة في دعمك؟

    والدتي وفرت لي كل ما احتجته ولم تبخل علي منذ الصغر فكانت تمدني بالأموال اللازمة وأخي ترك لي الغرفة لكي أعمل بهدوء ودعموني بشكل كبير ولا يزال مكاني في المنزل موجودا ولدي العديد من الزملاء الذين وقفوا بجانبي.

    صف لي أوجه الاختلاف التي لاحظتها خلال سفرك لليابان للمشاركة في المسابقة العالمية؟

    عندما ذهبت إلى هناك كان لدي اعتقاد أنهم كائنات مختلفة ولكن الواقع كشف لي أن الانسان الياباني لا يختلف مطلقا عن المصري ولكن ما يميزهم هو روح العمل الجماعي القوية جدا وعندما ينسب لهم أي عمل جماعي فإنه يكون بناءا ويكتشف أي ملاحظ أثر الروح الجماعية على المنتج ولكن لدينا العمل الجماعي ليس بناءا، لذا نتمنى أن تسود ثقافة العمل الجماعي بين الكل.

    انتهى الحوار، مع تمنيات أسرة تحرير العدد الرابع عشر من مجلة الفيزياء العصرية، لكل المخترعين العرب بمزيد من التقدم والتفوق.