هل للطعام قيمة دون نكهة؟
ذريات – 1
الذرة مخلوق من مخلوقات الله تشكل بكل ما فيها عالما ًواسعا ًومدهشاً، واكتشاف الذرة والحديث عنها ودراستها من العلماء دليل قوي على عبقرية الإنسان، ودليل على عظم هذا العقل الرباني. الذرة تتكون من جسيمات أصغر منها وتناقض بذلك اسمها لأن كلمة atomos في اللغة الإغريقية معناها الشيء الذي لا يتجزأ إلى ما هو أصغر منه، والذرة لها جسيمات أصغر منها تتكون الذرة في أبسط وصف من(إلكترون + بروتون + نيترون) فالإلكترون جسيم أولي لا يتشكل مما هو أصغر منها، أما البروتونات والنيترونات فهي جسيمات مركبة مما هو أصغر منها وهو جسيم الكوارك ، البروتون يتكون من كواركان علويان وكوارك سفلي وهذا أبسط وصف له، أما النيترون فيتكون من كواركان سفليان وكوارك علوي والإلكترون مثل الكوارك يعتبر جسيما أوليا.
ذريات – 2
أول من تكلم عن الذرة هم الإغريق فالفيلسوف اليوناني ديموقريطوس ذكر أن الذرة هي الجزء الذي لا يتجزأ لما هو أصغر منه، وأنها صلبة، ولا تفنى ولها عدد لانهائي من الأشكال، و لا يوجد بداخلها فراغ ،وتكلم أرسطو أيضا حول هذا وقال أن المادة مكونة من أربع عناصر وهي الماء والهواء والتراب والنار فكل شيء من وجهة نظره يتكون من هذه الأربعة عناصر. وقد تقبل الناس فكرة أرسطو ولم يتقبلوا فكرة ديموقريطوس لأن أرسطو كان يتمتع بالشهرة والشعبية عند غالب الناس ويستطيع إثبات تجربته عمليا بينما لا يستطيع ديموقريطوس إثبات نظرته وهنا درس تربوي للمجتمع بأن لا نرفض الأفكار الجديدة لأنها لا تصدر ممن هو مشهور ومحبوب ومعروف بل كل شيء قابل للنقاش والأخذ والرد، المهم أن الناس لمدة 2000 عام آمنوا بفكرة أرسطو وتغيرت الأمور بعد ذلك لجهود علماء مثل دالتون ونيوتن وغيرهم .
ذريات – 3
شحنة الإلكترون سالبة أما شحنة البروتون موجبة أما النيترون فهو بلا شحنة كهربية ولهذا سر سأذكره في الدروس القادمة من عالم الذرة. الشحنة خاصية كهربية للجسيم فكما أن للجسيم كتلة مثلا أو أن للمادة لون فكذلك لبعض الجسيمات شحنات كهربية، والعالم الذي اكتشف الإلكترون وكان أول جسيم اكتشف في الذرة هو العالم البريطاني طومسون في العام 1897، أما البروتون فكان اكتشافه من نصيب العالم رذرفورد في العام 1919، وتعاون رذرفورد والعالم كادويش في اكتشاف النيترون بعد سلسلة تجارب في العام 1932. البروتون والنيترون يقعان في داخل النواة أي في مركز الذرة في حين أن الإلكترون يبتعد عن مركز الذرة بمسافة كبيرة.
تذكر أن كتلة البروتون والنيترون تقريبا متساوية في حين أن كتلة الإلكترون أصغر منهما فلو أن حجم الإلكترون مثل حجم قطعة معدنية فإن حجم البروتون مثل حجم كرة البولنغ.
ذريات – 4
ظلت فكرة أرسطو عن الذرة مسيطرة على الفكر لمدة 2000 سنة حتى جاء عدد من العلماء لهم إسهامات في تغير النظرة للذرة منهم العالم دالتون والذي تكلم بأفكار متعددة عن الذرة فقال أن كل شيء يصنع من الذرة، وأن كل الذرات لأي عنصر متماثلة، وأنه لا يمكن تقسيم الذرة وهذا صحيح في التفاعلات الكيميائية لكن ليس صحيح بالنسبة للنواة، وقال أن الذرات تتحد بنسب صحيحة لتشكل مركبات أي لا يوجد نصف ذرة في المركب، وقال أنه يتغير ترتيب الذرات في التفاعلات الكيميائية. ثم بعده العالم طومسون والذي قلنا سابقا أنه مكتشف الإلكترون في العام 1904 اقترح نموذج مبدئي للذرة سمي باسم (حلوى طومسون) وتتضح فكرته كالتالي: تصور معي كعكة مزينة بحبات فراولة مثلا فكرة طومسون أن الكعكة هي عبارة عن البروتونات أي الشحنة الموجبة وأن حبات الفراولة هي الالكترونات هذا هو تصور طومسون عن الذرة والذي اتضح فيما بعد خطأه.
ذريات – 5
العالم النيوزلندي رذرفورد كان له رأي مختلف عن طومسون ففي العام 1912 اكتشف رذرفورد بتجربة علمية نواة الذرة وأنها ذات شحنة موجبة.
وعمل مع العالم كادويش لاكتشاف النيترون عام 1932 فتغيرت النظرة للذرة ووضع العالم رذرفورد نموذجه المعروف بالنموذج الكوكبي أو المداري.
حيث تصور أنه كما تدور الكواكب حول المركز (الشمس) كذلك تدور الالكترونات حول المركز وهو (النواة) وأن غالب كتلة الذرة تتركز في النواة ويقع داخل النواة البروتون الموجب والنيترون المتعادل هكذا تصبح نواة الذرة ذات شحنة موجبة ولأن رذرفورد لم يفسر كيف تدور الالكترونات حول النواة دون أن تسقط فيها بقوة التجاذب الكهربي ففسر ذلك العالم الدنمركي بور حيث اقترح أن الالكترونات تدور حول النواة في مسارات محددة أو مدارات محددة وتمتلك طاقة محددة وأن كل مدار يستوعب عددا محددا من الالكترونات. للمزيد راجع دروس عالم الذرة –موقع لغة الروح – www.logatelro7.com