معرفة سرعة تمدد الكون تحتاج إلى ابتكار قوانين فيزيائية جديدة
لا يمكن وصف سرعة تمدد الكون بأنها ثابتة. إذ كشف فريق من الباحثين يعمل مع وكالة ناسا في شهر فبراير/شباط الماضي أن ثابت هابل، وهو سرعة تمدد الكون التي أقرها أغلب الفيزيائيين طوال القرن الماضي، قد يكون خاطئًا.
وليست هذه الدراسة الوحيدة التي ذكرت هذا النتيجة، إذ توصّلت دراستان جديدتان إلى النتيجة ذاتها.
اعتمدت إحدى الدراستين الجديدتين على إشعاع الخلفية الكونية الميكروي، وهو إشعاع موجودً في الكون من بقايا الانفجار العظيم. واستخدم أحد الفريقين بيانات بعثة بلانك واستنتج أن سرعة التمدد هي 67.4 كيلومتر في الثانية في المليون فرسخ فلكي. ويقل ذلك عن ثابت هابل المتوافق عليه حاليًا والذي يساوي 70 كيلومتر في الثانية في المليون فرسخ فلكي.
ودرست الدراسة الأخرى النجوم النابضة في المجرات القريبة كي تحدد سرعة تمدد الكون. ولدى هذه النجوم دورات لمعان منتظمة، ما يسهل قياس المسافة بينها وبين الأرض. وتوصل هذا التحليل إلى أن سرعة التمدد هي 73.4 كيلومتر في الثانية في المليون فرسخ فلكي، وهذا أكبر من ثابت هابل المتوافق عليه حاليًا.
تكمن المشكلة في أن هاتين الدراستين تبدوان صحيحتين. لكن باستخدام نموذجنا الكوني الحالي، فإن ذلك مستحيل. فإما أن إحداهما خاطئة أو كلتاهما خاطئتان، أو يوجد خلل لا نعرفه، أو ربما يعتمد الباحثون في استنتاجاتهم على بعض المصادفات الإحصائية، أو قد تكون قوانينا الفيزيائية خاطئة. وإن صح هذا الاحتمال سنحتاج إلى قوانين فيزيائية جديدة تساعدنا على فهم هذه الدراسات. وإن حدث ذلك، سننظر إلى الكون نظرة مختلفة تمامًا.