لماذا نحب المغناطيس؟
القوة الغير مرئية والاثار المرئية للمغناطيسية
كرتنا الارضية مغناطيس كبير
حتى باطن الكرة الارضية هي عبارة عن مغناطيس ضخم له قطب شمالي وقطب جنوبي. كما ان مجرة درب التبانة عبارة عن مغناطيس ايضا. وينتج المغناطيس في الارض وفي المجرة عن التيارات الكهربائية. لكن في باطن الارض مصهور معدني يسمح بمرور التيارات الكهربائية تلك الا ان المغناطيسية في مجرتنا تنتج من عدد غير محدود من الالكترونات تتحرك في الفضاء.
مشهد للمجال المغناطيسي لمجرة درب التبانة كما يراه القمر الصناعي بلانك. المناطق المعتمة في الصورة تقابل اشعاع عالي الاستقطاب، والخطوط الحادة تشير إلى مسقط اتجها المجال المغناطيسي على مستوى السماء.
والنتيجة هي في النهاية مغناطيس لا مثيل له.
في البداية مغناطيسية مجرة درب التبانة ضعيفة بدرجة متناهية تصل إلى مليون مرة اضعف من مغناطيسية الارض. ولا تحتوي المجرة على قطبين شمالي وجنوب كما في حالة الكرة الارضية الا انها تحتوي على مغناطيسات منفصلة في صورة اذرع حلزونية وكل مجرة تمتلك تعريفات مختلفة للقطبين الشمالي والجنوبي.
ماذا عن المغناطيس الكوني
يركز الباحثون على امرين. الامر الاول هو ما هو شكل المغناطيس المجري؟ اين يوجد القطب الشمالي والجنوبي لمجرة درب التبانة بشكل خاص واين توجد الاقطاب في ملايين المجرات بصفة عامة؟
والامر الثاني والاكثر اهمية هو من اين اتت هذه المغناطيسية؟ وكيف نشأت المغناطيسية في بداية الامر قبل بلايين السنين، وكيف استمرت وبقيت طول هذه المدة وحتى يومنا هذا؟
تلعب المغناطيسية دورا حيويا في تشكل النجوم مثل الشمس. ويقوم المجال المغناطيسي للارض بحماية الغلاف الجوي من الاشعة الكونية الضارة. فالمغناطيس الكوني يولد جسيمات عالية الطاقة تنطلق بسرعات كبيرة عندما تصل إلى الارض تتسبب في حدوث طفرات وراثية لا يحمد عقباها الا وصلت إلى سطح الارض، الا ان المجال المغناطيسي للارض يمنع وصولها الينا.
اشعاع فارادي عبارة عن تأثير يعمل على جعل الضوء يدور عندما يمر في مناطق مغناطيسية في الفضاء.
المغناطيسية هي الحاسة السادسة
الهجرة الطويلة للطيور تعتمد على الحاسة السادسة المغناطيسية
الاستقبال المغناطيسي هي قدرة بعض الحيوانات على الاستجابة والتفاعل مع المغناطيسية ونطلق عليها الحاسة السادسة والتي تسمح لهم برؤية ما هو غير مرئي. افضل مثال على ذلك الطيور التي تهاجر من مكان لاخر لمسافات طويلة مستخدمة المجال المغناطيسي للارض.
كما اكتشف العلماء في الاعوام الاخيرة انه هناك العديد من الحيوانات الاخرى التي تستجيب للمجال المغناطيسي. وربما من اشهر الامثلة الغير تقليدية هو ما يعرف بالبقار المغناطيسية والتي تم اكتشافها من خلال خرائط جوجل حيث لاحظ الباحثون ان البقار حول العالم ترتب اجسامها مع المجال المغناطيسي للارض اثناء الرعي أو الراحة.
بينت دراسات اخرى شملت حيوانات اخرى تستجيب للمجال المغناطيسي بطريقة او بأخرى. حتى الانسان قد يمتلك بعض الاستجابة للمجال المغناطيسي. ويعتقد ان جودة الرؤية تعتمد على مواجهة الشمال والجنوب او الشرق والغرب. كما ان الاحلام تنشط وتتأثر بالمجال المغناطيسي للأرض عندما يمر بفترات النشاط المرتفعة.
المغناطيسية معروفة لنا الا انها لا تزال تشكل بعض الغموض
منذ حوالي 2600 عام على اكتشاف العالم اليوناني طاليس قدرة المغناطيس على جذب الحديد. ونحن الان نفهم بشكل تام كيف تعمل المغناطيسية حتى على المستوى الذري. والان يعتمد عالمنا العصري والتكنولوجي على المغناطيسية.
قد نكون تمكنا من ترويض المغناطيس لاهدافنا العملية واستخدامه في الكثير من التطبيقات الهامة في حياتنا مثل توليد الكهرباء الذي يعتمد بالكامل على المغناطيسية إلا اننا لا نفهم بالتحديد من اين جاءت المغناطيسية وما هو الدور الذي تلعبه في حياتنا على الارض.