لقاء حصري مع عالم الفلك الدكتور محمد رامي المعري
أجرى الحوار وأعده: محمد محروس عريف
هو شخص مصري عربي لمع نجمه في سماء العالمية، وتردد اسمه على صفحات المجلات العالمية كأحد أبرز علماء الكواكب والمذنبات في العالم، وساهم بشكل ملحوظ في زيادة معرفة البشرية عن المذنبات، استعانت بخبرته وكالات الفضاء العالمية، وكانت اقتراحاته وأبحاثه دائمًا محل تقدير العالم أجمع، إنه العالم الشاب الدكتور محمد رامي المعري.
- في البداية أسرة تحرير مجلة الفيزياء العصرية تشكر حضرتك على إتاحة الفرصة لنا للتحاور مع حضرتك، ويسعدنا، ويسعد قراء المجلة أن تكون ضيف الشرف لهذا العدد.
أهلًا وسهلًا بكم وبقراء المجلة الكرام.
- المعلومات الشخصية للدكتور محمد المعري
اسمي محمد رامي المعري مواليد يناير 1981، درست كيمياء وجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة، وتخرجت منها عام 2002، متزوج ولدي بنت، وأقيم في المملكة المتحدة.
- ماذا كانت تعني كلية العلوم للدكتور محمد المعري؟ وما سر التحاقك بها؟
منذ صغري وأنا أعشق الفضاء، فكان هدفي أن أتخصص في علوم الفضاء والكواكب، فكانت كلية العلوم هي وسيلة تحقيقي لهذا الهدف، خاصة وأنا كنت أعشق علم الجيولوجيا، فأحببت أن أدرس الجيولوجيا كي أتخصص في جيولوجيا الكواكب.
- مشوارك العلمي ما بعد التخرج؟
بعد التخرج كنت أدرك أنه لا توجد فرصة للعمل في مجال الفضاء بمصر، قمت بمراسلة بعض الجامعات الأجنبية من أجل الحصول على منح خاصة بدراسة علوم الفضاء، وبعد ثلاث سنوات من المراسلات حصلت على منحة الماجيستير عن طريق برنامج Erasmus برنامج اللجنة الأوروبية للتعليم، والذي من خلاله قمت بالدراسة في عدة جامعات أوروبية على مدى عامين، العام الأول 2005 درست أول ترم بألمانيا، والترم الثاني كان بالسويد، ثم العام الثاني كان بجامعة تولوز Toulouse بفرنسا، وكان محور رسالة الماجيستير حول تحليل أشعة جاما لسطح المريخ بواسطة المهمة أوديسي Mars Odyssey، لدراسة النشاط البركاني على المريخ، وبعد الانتهاء من الماجيستير، حصلت على منحة لدراسة الدكتوراة من معهد ماكس بلانك بألمانيا لدراسة علوم المجموعة الشمسية، ثم انتقلت للعمل بجامعة برن بسويسرا، ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية كباحث زائر لمدة عامين، واليوم أعمل محاضرًا في علوم الكواكب ببركبك بجامعة لندن Birkbeck, University of London.
- وصلت سريعًا لمكانة عالمية مرموقة وانت ما زلت في ريعان الشباب.. ما السر في ذلك؟
لا يوجد شيء خاص فعلته فهو توفيق من الله تعالى، فقد كنت أجتهد بشدة في الماجيستير والدكتوراة لأعوض الوقت الذي فاتني، كما كنت أدرك جيدًا ماذا كنت أريد، وأضع خطط لتحقيق هذه الأهداف، فكان هدفي الأساسي هو دراسة علوم الفضاء، ولكي أصل لهذا يجب أن ألتحق بكلية العلوم، ثم الحصول على الماجيستير والدكتوراة في علوم الفضاء، وبالتالي كلما حققت هدفًا، أضع خطة للهدف الذي يليه.
- ماذا يعني الفضاء للدكتور محمد المعري؟
الفضاء هو المستقبل، من حيث العلم والسياحة، فنحن نبحث اليوم عن حياة خارج الأرض، كما أن الشركات الخاصة مثل اسبيس اكس Space-X اليوم تتولى مهام إطلاق الأقمار الصناعية ومركبات الفضاء، وقريبًا قد نصل لمرحلة أن تصعد رحلات ترفيهية إلى الفضاء.
- من المشهور أنك عملت على العديد من المهام الفضائية، ما هي تلك المهام؟
في البداية عملت على مارس أوديسي، ثم أعمل الآن على مهمة مارس ريكونايسانس أوربيتر Mars Reconnaissance Orbiter وكلاهما مهمات لوكالة ناسا، أيضًا أعمل على اكسو مارس تراس جاز أوربيتير ExoMars Trace Gas Orbiter والتي تتبع وكالة إيسا الأوروبية ESA، اكسو مارس روفر ExoMars rover، في الفريق العلمي لبان كاميرا والتي من المنتظر إقلاعها خلال الأعوام القادمة، مهمة روزيتا الشهيرة Rosetta، ومهمة نيوهورايزونز New Horizons، وفي الوقت الحالي عضو في الفريق العلمي لأحد المهمات المستقبلية لدراسة المذنبات تسمى كوميت انترسيبتور Comet Interceptor.
- عملت مع وكالة الفضاء الأوروبية .. كيف رشحتم لهذا العمل؟
أنا لا أعمل مع وكالة الفضاء الأوروبية أو الأمريكية كجزء من فريق العمل هناك، وإنما بطبيعة تخصصي في علوم الكواكب، يتم الاستعانة بخبرتي في هذا المجال لمساعدة فريق العمل في تحليل البيانات الخاصة ببعض المهمات الفضائية من خلال عملي في الجامعة، حيث كنت أعمل مع بعض العلماء في أبحاث ما بعد الدكتوراة، وكان أحد أعضاء الفريق العلمي في مهمة روزيتا، وقد رشحني لهذا العمل، فوافقت على الرغم من أن أبحاثي كانت مركزة حول المريخ، ولم أتوقع أن أغير مسار أبحاثي لدراسة المذنبات، وبفضل الله استطعت أن أثبت تواجدي، خلال تلك المهمة.
- مهمة روزيتا .. الهدف من اطلاقها .. وماهي المهام التي كنت مكلفًا بها في تلك المهمة؟
مهمة روزيتا الهدف من اطلاقها دراسة مذنب تشيريموف جراسيمنكو Churyumov–Gerasimenko، وذلك لنتوصل إلى مزيد من الفهم حول ظروف نشأة المجموعة الشمسية، وكيف تكونت، حيث أن المذنبات لها أهمية كبيرة في ذلك، فهي تكونت في بداية المجموعة الشمسية، ولم يحدث لها تغيرات كبيرة منذ ذلك الحين، كما أن فهم تكون الكواكب الخارجية يكون من خلال المذنبات، لأننا نعتبر أن المذنبات هي حجر الأساس في تكوين هذه الكواكب.
ودراسة المذنبات في البداية كانت حكرًا على علماء الفلك والفيزياء، فهم كانوا يقوموا بدراستها من خلال التلسكوبات فقط، لكن عندما وصلت روزيتا إلى هذا المذنب وهي تمتاز بوجود كاميرات فائقة الدقة والجودة، وقامت بالتقاط مئات الصور لسطح المذنب، لم يستطيع علماء الفلك تفسير هذه الصور بشكل كاف، فاستعانوا بعلماء الجيولوجيا لتحليل تلك الصور، فتمت الاستعانة بخبرتي في هذا المجال، وهو فحص الصور الملتقطة لهذا المذنب، ومع الوقت بدأ دوري في المهمة يزداد مع زيادة عدد الأبحاث التي كنت أقدمها حول المهمة، خاصة مع الاستعانة بالأجهزة الحديثة على روزيتا وفيلة، وتعلمت الكثير من تلك المهمة.
- لماذا سميت روزيتا بهذا الاسم؟ .. ومن اقترحه؟
مهمة روزيتا كان هدفها هو فك طلاسم نشأة المجموعة الشمسية، لذا سميت روزيتا على اسم حجر رشيد الشهير، والذي تم اكتشافه بمدينة رشيد قديمًا بمصر، والذي من خلاله تم فك طلاسم اللغة الهيلوغيرفية، وفهمنا عصر الحضارة الفرعونية، لذا قام الفريق العلمي منذ قرابة عشرين عامًا باقتراح هذا الاسم، حيث استغرق تحضير تلك المهمة عشرة أعوام قبل الإطلاق، ثم عشرة أعوام أخرى في الفضاء للوصول للمذنب.
- ماذا عن فيلة وكاميرا أوزايرس؟
فيلة Philae هو مسبار صغير كان ملحق بمركبة روزيتا، حيث كانت المركبة تدور حول المذنب نفسه، بينما فيلة هبط على سطح المذنب بالفعل لدراسته، وقد سمي بذلك تيمنًا بمسلة مصرية وجدت بمعبد فيلة بأسوان ساعدت في فك رموز حجر رشيد، بينما أوزايرس Osiris كانت كاميرا عالية الجودة في المركبة روزيتا، وسميت على اسم أحد الآلهة المصرية القديمة.
- المذنب الذي دارت حوله روزيتا، سميت جميع أجزاء سطحه بأسماء مصرية .. ما السر؟
مع دراسة سطح المذنب، واختلاف جيولوجية كل منطقة عن الأخرى، فضل الفريق العلمي تسمية كل منطقة باسم، ووقع الاختيار على اقتراحي بتسمية تلك المناطق بأسماء الحضارة المصرية القديمة، لأن المهمة في الأصل تحمل الكثير من الأسماء المصرية، وعند انتهاء المهمة، اقترحت على الفريق العلمي تسمية المكان الذي ستنتهي فيه المهمة على المذنب باسم المدينة المصرية (صا الحجر) بمحافظة الغربية والمشهورة بالاسم اليوناني سايس Saïs ، حيث كان هناك اعتقاد قديم أن حجر رشيد كان في الأصل يوجد في معبد قديم بتلك المدينة، كبادرة لطيفة، أن تعود المركبة كحجر رشيد، إلى موطنها الأصلي.
- نهاية المهمة كيف كانت؟ ولماذا تمت بهذه الطريقة؟
أحد أهداف روزيتا هو دراسة نشاط المذنب أثناء اقترابه من الشمس، وكانت المركبة قد اعتمدت على طاقة الألواح الشمسية، لتغذيتها بالكهرباء، فعندما كان المذنب قريبًا من الشمس كانت روزيتا تحصل على الطاقة اللازمة لتشغيل المعدات وتدفئتها وعمليات الإرسال والاستقبال، لكن عندما بدأ المذنب في الابتعاد عن الشمس، وبدأت كمية الطاقة التي تحصل عليها من خلال الالواح في النقصان، ترتب على ذلك أن أصبحت الطاقة الكهربائية غير كافية لتشغيل المركبة والحفاظ على دفء معداتها، وبالتالي كان توقف المركبة عن العمل شيء حتمي في ظل ابتعاد المذنب عن الشمس، لذا قرر الفريق العلمي لمهمة روزيتا الاستفادة من المركبة لأقصى حد، فتم اختيار موقع مناسب على لتدمير المركبة عليه، وأثناء اقتراب المركبة من المذنب، تبدآ المركبة بأخذ صور أكثر قربًا وأكثر وضوحًا للسطح، وأخذ عينات من جو المذنب وتحليلها وإرسال تلك البيانات بشكل مستمر إلى الأرض.
- هل حققت المهمة أهدافها؟ وهل هناك اكتشافات جديدة بهذا الشأن؟
بالطبع حققت مهمة روزيتا أهدافها، بل أدت إلى اكتشافات جديدة لم تكن في الحسبان، فقد حصلنا على كميات هائلة من البيانات، مازلنا حتى اليوم نعمل على تحليلها، خاصة الاكتشافات الخاصة بالتغيرات السطحية للمذنب، وأنه غير خامل جيولوجيًا، بل في تغير مستمر، خاصة عند الاقتراب من الشمس، وأن هذه التغيرات مرتبطة بعمليات تسامي الغاز من المذنب عند الاقتراب من الشمس، وأصبح لدينا علم جديد يسمى جيولوجيا المذنبات، ايضًا اكتشاف تضاريس رملية على سطح المذنب، وهو شيء لم نكن نتوقعه.
- هل تعد مهمة روزيتا أصعب من الهبوط على القمر؟
المقارنة هنا صعبة، فهناك فارق كبير بين ظروف المهمتين، الهبوط على القمر في بدايات عصر الفضاء، حينما كان السفر في الفضاء جديدًا، ولا توجد معلومات حوله بشكل كاف، كما أنه لم يكن لديهم كل هذا التطور التكنولوجي الذي لدينا في الوقت الحالي، فكل مهمة لها صعوباتها الخاصة، ولكن إذا نظرنا إلى مهمة روزيتا قد تكون أصعب في الجزء الخاص بالهبوط، وفي المجهول الذي كان ينتظر الفريق والمركبة، فمهمة روزيتا كانت ذاهبة إلى مذنب بعيد جدًا، مجهول، غير معروف شكله أو خواصه وخواص تربته، بعكس مهمة القمر تمت بدراسة متعمقة، وبالتالي كان الفريق أمامه تحد خاص عند وصول المركبة إلى المذنب وهو دراسة شكل المذنب، وأفضل مناطق الهبوط عليه، بالإضافة إلى أن شدة ضعف جاذبية المذنب، وضعت العلماء في تحد بالغ للهبوط عليه بمسبار فيلة، حيث كان الهبوط عليه شديد الصعوبة، وذلك لضعف جاذبيته، التي لا تستطيع الإمساك بالمسبار للاستقرار على سطحه بعد ملامسة السطح.
- هل فندت روزيتا نظرية أصل المياه على الأرض؟
في البداية كان يعتقد أن أصل المياه على الأرض المذنبات، وبعد إجراء العديد من الاختبارات على عدة أجسام فضائية ومذنبات أخرى لاختبار صحة النظرية، وكان من ضمن تلك الاختبارات ما قامت به المهمة روزيتا، حيث أوضحت تحليلات النظائر الموجودة بمياه المذنب هذا أنها غير مطابقة لنسبة النظائر في المياه على سطح الأرض، وبالتالي أدت تلك الأدلة الجديدة، إلى أن العديد من العلماء يؤمن بأن أصل المياه على الأرض ربما يكون من الكويكبات، حيث أن درجة حرارة الأرض المرتفعة وقت تكونها لا يسمح بوجود المياه أصلا، لذا اقترح العلماء أن يكون أصل المياه على الأرض قادم من مصدر خارجي.
- عملت مؤخرًا في وكالة ناسا على مهمة نيوهورايزونز، هل كان بسبب نجاحك في مهمة روزيتا؟
مهمة نيوهورايزونز الجزء الأول منها كان يهدف لدراسة كوكب بلوتو، والجزء الثاني من المهمة يهدف لدراسة الأجسام الفضائية الصغيرة في حزام كايبر Kuiper belt ما بعد بلوتو، وهي من المناطق التي يعتقد العلماء أنها الموطن الأصلي لبعض المذنبات، وبالتالي احتاج فريق العلمي للمركبة علماء متخصصين في المذنبات، لذا تم إلحاقي بتلك المهمة لدراسة أحد المذنبات في تلك المنطقة يسمى أروكوث Arrokoth.
- آخر التطورات في مهمة نيوهيورايزونز؟
يقوم الفريق العلمي في الوقت الحالي بدراسة كافة الأجسام الممكنة في مسار المركبة، والاستقرار على جسم جديد لدراسته، ولكن في الوقت الحالي لم يستقر الفريق على جسم محدد لاستكشافه بعد أروكوث Arrokoth، كما قام الفريق العلمي بالتقاط صورة لنجم الشعرى اليمانية (ألفا سنتوري) α Centauri عن طريق المركبة.
- العمر الافتراضي لبقاء المركبة في الفضاء واستمرارها في العمل.
يتوقع العلماء أن تستمر المركبة في مهمتها وإمدادنا بالمعلومات، لقرابة ثلاثين عامًا قادمة.
- هل المذنب أروكوث يشبه تشوريموف؟
الشيء المشترك أن الجسمان من المرجح أن يكونا تكونا في المناطق الخارجية في المجموعة الشمسية، لذا فإن الخصائص الكيميائية تبدو متشابهة جدًا في المذنبين، لكن الاختلافات التي قد تبدو لنا، هو أن مذنب أروكوث لم تطرأ عليه تغيرات كثيرة منذ بداية تكونه، وذلك بسبب أنه ما زال متواجدًا في حزام كايبر، وبالتالي فإن تركيبه الجيولوجي لم يتغير كثيرًا منذ نشأته بسبب بعده الكبير عن الشمس، وبالتالي ما يميزه عن مذنب تشوريموف هو أننا ننظر إلى جسم بنفس خصائص المذنبات منذ مليارات السنوات، وهذا يلقي بظلاله على ظروف نشأة المجموعة الشمسية، بعكس مذنب تشوريموف الذي اقترب ودار حول الشمس، مما أدى إلى تزايد نشاط المذنب وتغير شكله وتركيبه الجيولوجي عما كان عليه عند بداية تكونه.
- أفضل الأبحاث التي قمت بها .. بحيث تشعر أنها الأقرب لقلبك؟
أعتقد أفضل الأبحاث هو البحث المنشور في مجلة ساينس Science، والذي يوضح أهم التغيرات الجيولوجية لسطح مذنب لمذنب تشوريموف، والتي رصدناها من خلال مركبة روزيتا.
- هل هناك مهمات فضائية أخرى يستعد د محمد للعمل عليها؟
أعمل حاليًا في مهمة فضائية جديدة بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، تهدف إلى هبوط مركبة فضائية على سطح المريخ تسمى اكسو مارس، والتي قد يتم إطلاقها في عام 2022، بالإضافة إلى مهمة كوميت انترسيبتور والتي قد يتم إطلاقها عام 2026،
- العلماء المصريين الذين عملت معهم.
تشرفت بالعمل مع علماء مصريين مثل د عصام حجي المستشار العلمي السابق لرئيس الجمهورية، ود أحمد الشافعي، ولقد سعدت بمقابلة عالم مصري كبير في أكبر مؤتمر علمي لعلم الكواكب والذي يقام سنوياً في مدينة هيوستون في الولايات المتحدّة الأستاذ الكبير د. أحمد الجريسي (El Goresy) وهو عالم مصري في علم النيازك وأحد عمالقة هذا العلم على مستوى العالم، هذا العالم القدير لم يلقى الاهتمام الذي يليق به رغم مساهمته الكبيرة في نشأة علم النيازك، الذي نتعلم منه الكثير حتى يومنا هذا، وعلى الرغم من أنه بلغ الثمانين من العمر، إلا أن عطاءه ما زال مستمرًا ونتعلم منه الكثير حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى حصوله على جوائز عديدة وتقدير عالمي بلغ حد تسمية أحد الكويكبات المكتشفة حديثًا باسمه (6224 El Goresy).
أكثر شخص أثر في حياتك.
حقيقة أنا إنسان دائم التعلم، ومعظم من عملت معهم كان لهم فضل علي، وتعلمت منهم الكثير والكثير، لذا عندما أخص أحدًا بالذكر فإنني أكون قد ظلمت الكثير من الأشخاص الذين كان لهم أثر كبير في حياتي.
- تداوم على المحاضرات والندوات عند حضورك في مصر.. كما تقوم بعمل فيديوهات على الانترنت كثيرة لشرح آخر التطورات في علم الفلك.. يدل على حب عميق لمصر.
تلك المحاضرات هي من أحب وأقرب الأشياء إلى قلبي، وهو أمارسه كلما عدت إلى مصر، وذلك لنشر علم الكواكب والفضاء بين الشباب المصري، وذلك لأنه علم جذاب يجذب معظم شرائح المجتمع من الشباب والأطفال وحتى الغير متخصصين، ويشجعهم على حب الاستكشاف، مما يعود عليهم وعلى وطنهم بالنفع، وهي في نفس الوقت مسئولية أي باحث علمي أن يرد الجميل للمجتمع الذي نشأ وتعلم فيه، خاصة وأن مصر لا يوجد بها وفرة من علماء الفضاء والكواكب، مما يلقي بمسئولية أكبر على عاتقي، لذا أحرص دائمًا على تلك المحاضرات والندوات كجزء من رد الجميل لمصر، لذا أكون في غاية السعادة وأنا أفعل ذلك.
- إذا طلب من د محمد المعري العمل في مصر بنفس الإمكانيات بالخارج، أو لتأسيس مركز أبحاث مصري لعلوم الفضاء هل يمكن أن تشترك .. وتعود للاستقرار في مصر؟
بالطبع هذا شيء يسعدني كثيرًا، ولا مانع لدي أن أشارك على قدر استطاعتي.
- نظرة حضرتك لمستقبل الفضاء.
الفضاء قد يكون هو مستقبل البشرية يومًا ما، فقد يأتي اليوم الذي نتمكن فيه من استيطان الكواكب الأخرى، والانتقال عبر النجوم، فالبشرية دائمًا تتطلع إلى طموحات أبعد وأكبر، لذا قد يتوقف مستقبل البشر على ما نقوم به الآن من استكشاف الفضاء.
- بصفتك أحد العلماء المصريين الشباب بماذا تنصح شباب مصر؟
دعك من اليأس، كن مستعدًا دائمًا لمواجهة الصعوبات، فطريق النجاح ليس مفروشًا بالورود، ولا تخجل من الفشل، فهناك فارق كبير بين الفشل والاستسلام، الفشل وسيلة مؤلمة للتعلم، ودافع لإثبات الذات، وتحسين المستوى، لكن الاستسلام قرار شخصي يعلن فيه الشخص انهاء الطريق الذي يسير فيه، وهو قرار سلبي، فقد يكون الفشل نتيجة ظروف خارجة عن إرادة الإنسان، ولكن مع المثابرة والاجتهاد يتغلب الإنسان على كل تلك المعوقات، كما يجب على الإنسان الذي يسعى دائمًا نحو النجاح، أن ينظم وقته، وأن تكون لديه أهداف واضحة على المدى القريب والبعيد، والسعي بكل جد واجتهاد لتحقيق تلك الأهداف.
حساب الدكتور محمد رامي المعري