تطوير الذاتعلماءمقالاتمقالات علميةمقالات في التكنولوجيا

فلنغير العالم مرة أخرى

فلنغير العالم مرة أخرى

اعلانات جوجل

هل كل ما يريده المرءُ يدركهُ؟

أو كما قال المتنبي ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ .. أو هي كما قال الشاعر الآخر تجري الرياح كما تجري سفينتنا نحن الرياح و نحن البحر و السفنُ، إن الذي يرتجي شيئاً بهمّتهِ يلقاهُ لو حاربَتْهُ الإنسُ والجن، فاقصد إلى قمم الأشياءِ تدركها تجري الرياح كما أرادت لها السفنُ ..

أي تلك الإجابات صحيحة على سؤالنا الأول، الإجابة تعتمد على مبدأ أن الإنسان مُخير ومسير بنفس الوقت .. مسير لقدرهِ، ومخير في تفكيرهِ، فالأفعال تُغير الأقدار، والمحاولة تُغير الأمم، ولذلك .. ولذلك .. هناك من يختار الطريق الأول، وينتهي به الحال عابراً خفيفاً في هذه الحياة الفانية ويلقى ربهُ كما خلقهُ، وهناك من يختار طريق اللا يقين، ولأن أحد مسلمات الفيزياء مبدأ الشك واللايقين لهايزنبيرج، فهناك مسلمة اللايقين في هذه الحياة، تلك المسلمة التي تنهال على صاحبها عندما يختار الطريق الأصعب، طريق لو حاربته الإنسُ والجن، فتتولد تلك الفوضى في دماغه، وذلك الصراع بين قلبه ودماغه .. الصراع الذي أهلك أممٌ سابقين، فالذي يريد العلا يثبت ويثبت ..

فوضى في دماغ إنسانِ ما، قد تُغير أقدار أُمة

وبما أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، القرن الذي تفوق بإثارته على القرن الأعظم في تاريخ البشرية العشرين، فما مضت إلى ٢٤ عام من هذا القرن، وكانت الإثارة والشغف والأحلام هي سيدة الموقف، ولإن في بداية القرن السابق كانت هناك المانيا وما أدراك ما المانيا في ذلك الزمان، ولأنه كان هناك فوضى في عقل إنسان يُدعى البرت .. وكنيته اينشتاين، فقد غيرت تلك الفوضى في دماغ ذلك الشاب الثلاثيني تاريخ البشرية العلمي بالكامل، وأسست للفيزياء والتكنولوجيا في عصرنا الحالي، فماذا لو لم تخرج تلك الفوضى إلى العالم، فهنا سنكون أمام معضلة التطور البشري ..

تلك المعضلة التي حلها الحالمون فقط، وفقط وفقط الحالمون، الحالمون الذي يقدرون بدماغهم تغيير واقعٍ، بل تغيير أٌمة بأسرها.

اعلانات جوجل

وأما عن زماننا هذا، فإن تلك الولايات الشمالية الغربية التي اتحدت قبل ٣٠٠ عام قد تسيدت العالم، ومن خلفها ذلك التنين الذي قرر النهوض من السبات في منتصف القرن الماضي، وبين العم سام والتنين .. هناك عقول صعدت وأخرجت فوضى دماغها لتغير الكوكب إلى الأبد، وكالعادة لأنني أعشق فوضى دماغ ذلك الرجل الاستثنائي الغير مفهوم، الذي يكاد لا يمر يومٌ واحد بدون فكرة مثيرة أو صاروخٍ يخترق الأجواء، أو مركبة تتحدى الطبيعة، إلا وكان هذا الرجل خلفها .. إنه إيلون، وكنيته ماسك .. ولقبه الرجل الحديدي المجنون الحقيقي الذي أسقط عرش اينشتاين ومن سبقه في فوضى الدماغ.

فيا حبذا أنت تكون تلك الفوضى هي فوضى لإفادة البشرية وإعمار الأرض، وأن لا تكون فوضى لهلاك الشخص نفسه.

روميو، وهل أنت ذاهب إلى ميلانو ؟

في عهد الأصدقاء، كانتِ أحلامهم عظيمة كأحلام ذلك الجيل العظيم القديم، فكانت ميلانو هي المدينة العظيمة التي يعشقها كل من كانت تمتلكه تلك الفوضى، فوضى الأحلام، فوضى العظمة في ذلك الجيل، أما عن صديقنا إيلون، فسنغير له السؤال ونعيد تشكيله، هل أنت ذاهب إلى المريخ يا صديقي؟

هل ندرك جميعاً أن المنافسين في سباق الفضاء هم، الولايات المتحدة الأمريكية والصين وأوروبا إيلون ماسك .. يا الهي على تلك العظمة، رجل حلم في يومٍ أنه سيذهب إلى المريخ واليوم ينافس أمم وشعوب، كاسمٍ لامعٍ في هذا العالم الممتلئ بالأحلام.

صاروخ ستار شيب العظيم، هو الصاروخ الذي سينقل البشر إلى المريخ، الحلم أصبح أقرب بكثير من ما مضى، بدأت التجارب منذ أكثر من ٢٠ عام، واليوم استطاع فريق سبيس أكس العظيم أن يحقق إنجازاً تاريخياً للبشر، وهو عودة صاروخ ستار الشيب إلى الأرض، مُلتقطاً وهو في السماء، إنجاز لم يسبق ولا أي دولة كبرى حققته، وتحتاج تلك الدول إلى أعوامٍ وأعوامٍ للحاق بشركة رجل آمن بأفكاره، ولديه فريق آمن بقائدهم، وحققوا ما عجزت عنه دولٌ بأسرها.

فاليوم أصبح لدى شركة سبيس أكس، صاروخ ستار شيب الأكبر في المجرة، وصاروخ فالكون ٩ للتدعيم، وكبسولة دراغون لنقل رواد الفضاء داخلها، وتخلت وكالة ناسا عن كل مصانعها وعقود التصنيع، وأخدها إيلون ماسك وفريقه العظيم، لتكون الولايات المتحدة الأمريكية متفوقة على جميع الدول الأخرى في سباق الفضاء، بسبب فوضى دماغ رجلٌ واحد آمن بأفكاره.

نحنُ روبوتات، أليس كذلك؟

نيكولا تسلا، ذلك العالم الفيزياء الفذ، الذي حاربه توماس أديسون طوال عمره، ولإن أقدار الله لا تخطىء، فكل ما اجتهد به خلال حياته، جاء رجلٌ بعده بقرن ليخلد اسمه في تاريخ البشرية، وليطمس تاريخ توماس أديسون للأبد، إنه إيلون مرة أخرى يا  أصدقاء، فبعد أن آمن إيلون بفكرة السيارت الكهربائية، سمى الشركة تسلا على اسم نيكولا تسلا، وكما الحال في الفضاء، كانت حرب الفضاء تتحكم بها الدول، فدخل إيلون ماسك بأفكاره العبقرية، فأسقطهم جميعاً.

وهذا الحال في عالم السيارات، فعلى مدار ١٠٠ عام سيطرت شركة فورد الأمريكية على قطاع السيارات، ومن ثم جاءت الماكينات الألمانية بشركاتها العملاقة ونذكر منها مرسيدس على سبيل المثال، وغيرها من العمالقة وسيطروا على السوق، ولأن الأحلام خُلقت لتتحقق، جاء إيلون ماسك وفريقه العظيم في تسلا، ودخلوا السوق الذي انتهت فيه المنافسة من زمن طويل، وغير تاريخ الصناعة للأبد بإدخاله السيارات الكهربائية للمعادلة.

والتي أضطرت بعدها الشركات الألمانية الدخول بنفس هذه المعادلة حتى لا تموت، ولكن لأن التاريخ لا يرحم، فقد تأخروا كثيراً، وأصبحوا بعيدين عن المنافسة، فقد حُصرت المنافسة بين العم سام تسلا، وبين التنين BYD .. وأما الألمان فإنهم يسابقون الزمن ويقومون بالاتفاقيات للحاق بالشركتين العملاقتين في هذا المجال.

وأما عن تسلا العظيمة، ففي مؤتمر نحن روبوتات ، أعلن إيلون ماسك عن أفكاره الجديدة، والتي كانت بعد سيارة سايبر تراك التي استهزأ بها الكثيرين، وحادثة كسر الزجاج، فاليوم أصبح العالم كله يتهافت ويتسارع لشراء هذه السيارة القادمة من المستقبل.

ولأن إيلون ماسك لا تنتهي الفوضى في دماغ، فقد أعلن عن سيارة تاكسي بلا مقود ذاتية القيادة سايبر كاب، وأعلن عن سيارة أكبر حجماً تحمل ٢٠ شخصاً تقريباً اسمها روبو فان، وأعلن عن روبوت أوبتيموس الذي يقوم بأعمال البشر العادية اليومية المنزلية، وأمام تلك الأفكار القادمة من المستقبل، هل يستطيع أحد مواجهة تسلا و BYD في هذا المجال ؟

تلك السيارات والمنتجات تكاد تكون وقعاً من الخيال، ولكنها رسمت في عقل إنسان، وخرجت لترى النور، ولتتقدم البشرية مرة أخرى، وإلى الأبد.

فقد عاد إيلون ماسك مرة أخرى، وقال هي بنا نغير عالم السيارات للأبد ..

هل سنقتل الحوت أم يبتلعنا؟

العم سام دائماً كان يقول لا يوجد أحد على هذه الأرض يستطيع منافستي غير التنين الصيني، لا الدب الروسي، ولا السيدة العجوز، ولا صحراء العرب .. التنين الصيني يمتلك عقول عظيمة أغلبها تعلمت على الأراضي الأمريكية، ومنها من بقي ومنها من عاد إلى أرض التنين ليساهم في نهضة التنين مرة أخرى، وعلى هذا النحو نحن أمام أخطر حقبة في تاريخ البشرية، الحقبة التي تزعمتها الولايات المتحدة الأمريكية، وخرج التنين من تحت الرماد لمنافستها فيها، إنها حقبة الذكاء الاصطناعي، الذكاء الذي تفوق على البشر، وساهم بنقل البشرية مرة أخرى إلى نقطة جديدة.

ولأن نواة الذكاء الاصطناعي خرجت أيضاً من فوضى ذلك الدماغ المرعب، دماغ صديقنا إيلون ماسك، فقد خرجت للنور شركة أسماها إيلون ماسك أوبين أيه أي، وشاركها فيها سام التمان، اللذان اختلفا فيما بعض في رؤية الشركة، وخرج إيلون على أثرها كما خرج من باي بال سابقاً.

ولكن أرض المعركة توسعت على أرض العم سام، لتدخل فيها شركات كبيرة أخرى، كشركة ميكروسوفت وذراعها أوبين أيه أي، وشركة أمازون وذراعها أنتروبيك كلاودي، وشركة جوجل وذراعها جيمني وجوجل ديب مايند ، وشركة فيس بوك وذراعها ميتا أيه أي، وغيرها الكثير، إذاً ماذا عن إيلون ماسك، هل استسلم هنا؟

بكل تأكيد لا يمكن ذلك، فقد خرج لنا بشركة اسمها أكس إيه أي، وذراعها جروك ”Grok” ، وبذلك أصبحنا أمام ساحة معركة، لا تتخلف فيها إلا شركة أبل العملاقة، وهذا يثير جرس إنذار للشركة.

وبما أنا العم سام الكبير دونالد ترامب عاد إلى السلطة، فقد ساهم في فتح المجال أكبر لمعركة تكسير العظام هذه، ولكن ولكن ولكن .. لأن التنين الصيني لا يهدأ، فقد أشعل النيران فيهم جميعاً، ودخل للمعركة، عن طريقة شركة علي بابا وشركة ديب سييك، واليوم نشهد حرب ذكاء اصطناعي، فالذي يسيطر على عليها، فقد انتصر لمئة عام قادمة .. ويؤسفني أن أقول أن الأمريكان يصنعون، والصينيين يقلدون، والهنود يتكلمون، والعرب يتفرجون، فمتى نخوض نحن العرب مثل تلك الحروب؟ ونعود لسابق مجدنا.

فلنغير العالم مرة أخرى يا إيلون

على طريقة الرومان القديمة في تلك الإمبراطورية العظيمة التي سحقها المسلمين بقيادة العظيم عمر بن الخطاب، وسيف الله خالد بن الوليد، عاد إيلون ماسك في حفل تنصيب العم سام الكبير ترامب، ليقوم بتحية الرومان القديمة، داعياً أن مجد روما ومجد الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأ ..

فإذا كان كل ما فعلوه سابقاً لم يبدأ المجد، فماذا بعد ذلك ؟ شيء يدعو للحيرة والجنون، كيف سنلحق بهم، كيف سنخوض هذه الحروب التي لم تعد بالسيف والدرع، بل أصبحت بالعقول والتفكير.

فنحن أمام عالم جديد يتشكل، عالم فيه العم سام والتنين هم من يقودوا العالم، رغم أن العالم ما زال متفوقاً، ولكن لا يمكن إنكار قوة التنين وخطره على العم سام، ولكن السؤال المؤلم متى نعود نحن كأمة واحدة ونقول فلنغير العالم مرة أخرى يا مسلمين ؟

ولكن لأن أمتنا يخرج لها أحدٌ في كل زمن يعيدها إلى سابق عهدها، فما أدراكم أن تكون العودة على يد شخصين من هذا الجيل اتحدا ليكونوا شخصٍ واحد، فالاتحاد قوة، والأحلام خُلقت لتتحقق، فنحن منها وهي منا.

فلنغير العالم مرة أخرى، ونعود إلى ميلانو

شكرا لدعمكم
اعلانات جوجل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى