مقالات في الفيزياء

علاج حديث بالليزر يمنع التدخين ويتفوق على الإبر الصيني

 الكثير من المدخنين على يقين تام بمخاطر التدخين ومايسببه من أمراض خطيرة تقود في غالبها إلى الموت، ومع هذا مازالت نسب المدخنين مرتفعة لدينا خاصة بين فئات الشباب، الأمر الذي بات يطرح العديد من التساؤلات، إلى جانب الدراسات العلمية التي دأب أصحابها على البحث عن دوافع الفرد للجوء إلى التدخين والطرق الناجعة للتخلص من شبح السيجارة القاتل، وفي الحقيقة يرجع البعض سبب ارتفاع نسب المدخنين لوسائل مكافحة التدخين العقيمة التي لاتجدي نفعاً أمام إدمانهم، وحتى لو بادروا بطلب العلاج فإن الكثير منهم يسأم طول فترة التداوي ولذلك يعود المعالج إلى حالته السابقة، ومع تطور العلم والبحث المتتابع توصل الخبراء إلى إنتاج جهاز ليزر جديد عالج جميع سلبيات الأجهزة والطرق التقليدية السابقة، والذي اثبت فعاليته في معالجة إدمان التدخين في العالم، وللتعرف على آلية هذا الجهاز ومدى نجاحه التقينا المشرف على الجهاز الدكتور إياد الشكرجي استشاري الجراحة العامة

 خلال العقدين السابقين، تم استخدام عدة طرق للإقلاع عن التدخين كالعلكة والرقعة وكلاهما يحتويان على النيكوتين، ومن البديهي عدم جدوى علاج الإدمان باستخدام مواد تحتوي على النيكوتين. لذلك تم الاستفادة من الليزر ذي المستوى المنخفض لتحفيز نقاط خاصة في الجسم دون ألم أو مضاعفات لعالج إدمان السجائر وبنتائج تجاوزت 80%. ومع نجاح علاج التدخين بالإبر الصينية بدأت البحوث الأولية لاستخدام الليزر كبديل للإبر الصينية في نهاية 1980 في كندا وفرنسا وبريطانيا ومنذ ذلك التاريخ تطورت أجهزة الليزر والبرامج المستخدمة بها حتى أصبحت تتفوق في نتائجها على الإبر الصينية ولا تحمل مخاطرها في نقل الأمراض المعدية وأصبحت من أكثر الطرق فعالية للإقلاع عن التدخين في العديد من الدول الغربية، وتم افتتاح العيادة الأولى في الشرق الأوسط في مركز قطر الطبي لمكافحة التدخين في قطر التي كانت دوما تعد البرامج والحملات لمكافحة التدخين. التشخيص والعلاج وعن آلية عمل الجهاز يقول الشكرجي: يتخوف العديد من المدخنين حتى من فكرة محاولة قطع التدخين لعدم ثقتهم بالبرامج السابقة ولكونهم اعتادوا على التدخين ولم يلاحظوا الآثار السلبية للتدخين، ومع هذا فهنالك إقبال واسع من الجنسين وخاصة من الذين على اطلاع بالانترنت طالبين المساعدة في علاج التدخين بالليزر لأسباب تتعلق بتدهور الحالة الصحية أو المظهر أو للمحافظة على أفراد الأسرة خاصة الأطفال منهم من التأثير السلبي للتدخين. وهنا تجدر الإشارة إلى انه لا جدوى من معالجة المرضى المرغمين على العلاج من قبل أفراد أسرتهم أو رؤسائهم في العمل لان العلاج يتطلب رغبة حقيقية للتخلص من هذا الداء. ويبدأ العلاج بعد الاستشارة وإيضاح بعض التعليمات التي تساعد المريض للسيطرة على تفكيرهم بالتدخين خلال الأيام الأولى من العلاج، ثم يتم قياس نسبة غاز أول أوكسيد الكربون في التنفس التي في الغالب تكون مرتفعة قبل البدء في العلاج لتعود إلى النسب الطبيعية في اليوم الثاني بعد العلاج، ويطلب من المرضى توديع السيجارة الأخيرة والتخلص من كل علب الدخان والولاعات في سلة مهملات العيادة، يتم العلاج بتسليط الليزر على نقاط واقعة على الأذنين وحول الأنف والفم واليدين دون ألم وفي أجواء مريحة مع موسيقى هادئة بعيدا عن الضوضاء ويراعى خصوصية المرضى.تستغرق الجلسة الأولى ساعة يحس المريض بعدها بالراحة والهدوء والنوم المريح نتيجة لزيادة إفراز هرمون الاندورفين على خلاف الذين يحاولون ترك التدخين دون الليزر فإنهم يعانون من الأعراض الانسحابية لترك التدخين (قلق وتوتر، صعوبة النوم، تباطؤ في دقات القلب) نتيجة لهبوط هرمون الاندورفين. في اليوم الثاني يتم إعطاء المريض جلسة التقوية بالليزر ثم تتم متابعة الحالة وإعطاؤه الجلسة الثالثة حسب استجابة كل مريض. يلاحظ المرضى سهولة تناول هذا البرنامج مقارنة مع العلاجات التقليدية الأخرى ويشعرون بصورة تدريجية إلى تحسن في قابليتهم الجسدية نتيجة لطرد السموم وزيادة كمية الأوكسجين مع استقرار ضغط الدم وبعد عدة أيام سوف يستعيدون حاسة التـــــذوق مما يدفعهم إلى تناول المزيد من الأطعمة وهنا ينصحون بملاحظة ذلك لضمان عدم زيادة الوزن. وأوضح الدكتور إياد الاستخدامات الأخرى للجهاز الليزي يقول: هذا الجهاز لا يكتفي فقط بمعالجة التدخين وإنما له استخدامات طبية أخرى فهو يعالج حالات التوتر من خلال جلسة واحدة، وهنالك برنامج لمعالجة السمنة بالحد من الشهية حيث يحتاج المريض إلى أربع جلسات، كما أنه من الممكن علاج العديد من أمراض الجسم بالاستفادة من الليزر ذي الطاقة المنخفضة مثل (الاكزيما وداء الصدفية،الحروق، تخفيف الآلام المزمنة للمفاصل وداء الشقيقة، القولون العصبي وتنشيط الدورة الدموية والدوالي وأمراض كثيرة أخرى). نتائج هذا الجهاز وفعاليته أشارت الدراسات والمقالات إلى أن نسبة نجاح هذا البرنامج بلغت 80% في الأسابيع الأولى، و60% بعد ثلاثة أشهر. ويتم إعطاء كورس علاجي ثان للذين يعودون للتدخين. تجارب شخصية وأشار الدكتور الشكرجي إلى بعض الحالات المعالجة حالياً لديه والتي بدأت تستجيب للعلاج بشكل كبير يقول: أعالج حالياً العديد من الراغبين للتخلص من داء التدخين، ومع العلاج بواسطة هذا الجهاز باتوا يشعرون بتحسن صحي ملحوظ ومن بينهم طبيبة كانت تدخن بشراهة فكلما كانت تحاول الإقلاع عن التدخين تفشل وتعود له مجدداً، وعندما حضرت لديّ أخضعتها لقياس أول أكسيد الكربون فكانت النتيجة إنها مدخنة بشراهة، ولكن بعد 4 جلسات ليزر تحول القياس إلى اللون الأخضر بمعنى التحسن، ولقد أخبرتني إنها كانت ببادئ الأمر في صراع مع السيجارة ولكن الآن اعتادت على تركها وهي فخورة جداً بهذا الانجاز الذي استعاد لها ثقتها بنفسها وصحتها. ولديّ أيضا طيار يدخن بشراهة أيضا ولقد سبب له التدخين العديد من الأضرار في معدته، فأخضع للعلاج بهذا الجهاز وبالفعل بعد عدة جلسات ترك التدخين حيث يشعر بالصداع والتعب حينما يفكر فيها، حتى رائحتها باتت غير مستساغة بالنسبة له وهذا كله بفضل من الله ومن الجهاز الذي يساعد بشكل فعال للتخلص من هذه العادة السيئة، والحالات الطالبة للعلاج كثيرة وهذا الأمر يثلج صدري ملياً فهدفنا الأساسي خلو مجتمعاتنا من هذا الداء الخطير ومساعدة الناس على تخطي مشكلة التدخين، وأشكر الوطن على متابعتها المستمرة لآخر ما توصل له الطب في دولة قطر لبث الوعي ولتشجيع السياحة العلاجية المحلية.

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى