سيرة حياة وتجارب مفيدة في حوار شيق مع الاستاذ محمد ابو زيد
مشرف منتدى النظرية النسبية وعلم الكونيات في منتدى الفيزياء التعليمي
أعزائي قراء مجلة الفيزياء العصرية، نرحب بضيف العدد الثاني عشر من المجلة الأستاذ الكبير: محمد أبو زيد، أهلا بك دائماً معنا في مجلتنا، نود من سيادتكم أن تطلع قراء المجلة علي بياناتك الشخصية.
محمد احمد أبو زيد عبد الله، ولقد طلب منى والدي منذ سنوات بعيده أن أقول محمد أبو زيد مباشرة – رغم معارضتي، وقال ستشتهر به فنفذت رغبته. ولدتبمدينة القاهرة- مصر -حي المعادي عام 1969، ونظراً لظروف عمل والدي انتقلنا جميعاً إلى مدينة الأقصر بصعيد مصر منذ طفولتي.
الكلية التي تخرجت منها .. وعام التخرج
تخرجت من جامعة جنوب الوادي بقنا بصعيد مصر عام 1995 (كلية التربية شعبة الرياضيات) بالتقدير الشعبي مقبول. وبالتالي فإنني هنا امثل شريحة عريضة من شرائح المجتمع، وإصلاحي لنفسي وتطويري لها هو الهدف الأسمى لهذا الكم العريض من الناس، لقد اكتشفت فجأة بعد تخرجي أنني أحب دراسة الفيزياء والرياضيات بعمق، وأنه لم يتح لي الفرصة لذلك في الجامعة، ليس عيبا في الجامعة بقدر ما هوعيب في شخصيا، فالحقيقة لم أكن مهتم، أقول ذلك حتى أضع يدي على الأخطاء في الماضي فأصلحها في المستقبل، أن اجعل اكبر نقاط الضعف هي نقاط قوة، الآن أول ما ستلاحظه هو اهتمامي الشديد بتعلم الفيزياء والرياضيات (اعكس اتجاه اكبر نقاط الضعف لديك لتصبح نقاط قوة).
عملك الحالي..
اعمل معلم للرياضيات.
الحالة الاجتماعية..
الحمد لله رب العالمين متزوج (والزواج استقرار وراحة أدعو لها كل من لم يقدم عليها) ولدى ابنة هي آية لديها عامان وسبعة شهور.
موهبتك المفضلة..
هذه معضلة كبرى، وهى تعد اكبر المعضلات، فمواهبك قد تكون موجودة لديك مدفونة، تدعو الله أن تجد من ينقب عنها، الأهم من ذلك عندما تجد موهبة ما لديك حاول تسخيرها في هدفك الرئيسي، بالنسبة لي كنت اكتب القصص القصيرة، واستفدت منها وطوعتها في صياغة المقالات العلمية، وكنت العب الشطرنج – حتى بالاستدبار، أي بدون أن أرى الرقعة أمام المبصرين وانتصر عليهم،واستفدت من ذلك في المنهج التحليلي للشطرنج، كما كتبت الشعر رغم أنني لم استفد به، أو أوظفه، كما أحببت تعلم الكمبيوتر وبرنامج الفوتوشوبووظفته في الفيزياء في صور مثلا، وتعلمت تعبئة الأحبار الليزر والألوان وأفادني ذلك في توفير التكلفةعند طباعة كتاب مع تعلمي التكعيب، أما الموهبة الأساسية التي اكتشفتها لدى هي الطريقة السهلة في توصيل المعلومة وإيضاحها في حال إذا فهمتها من الأساس.
تلتقط محبة الرسول طرف الحديث وتسأل أستاذ محمد..
كيف كانت بدايتكم مع الفيزياء؟
عندما كنت صغيرا شاهدت حلقة لدكتور مصطفى محمود عن النسبية (اعتقد هذه الحلقة أثرت في الكثيرين وأتمنى أن تهتم الدول بمثل هذه البرامج) و البديل عنها في النت الآن هو الفيديو الذي به شرح للأساتذة الجامعيين، أو عن حياة عالم، أو نظرية معينة، والمطلوب ترجمة هذه الفيديوهات ودبلجتها، ومن ثم تقليدها بعمل أشياء مثلها وهى الأشياء الضرورية قبل انفجار الإبداع، أما الكتب فكان أيضاً كتاب اينشتاين والنسبية للدكتور مصطفى محمود وكتاب ستيفن هوكنجتاريخ موجز لهذا الزمن.
من هو مثلك الأعلى في عالم الفيزياء؟
لقلد لمست مشكلة واضحة في عالمنا العربي وهى مشكلة انتظار البطل، نحن في حالة دائمة من انتظار البطل وفى حالتنا الشخص الذي سيشرح ويبسط ويوضح وهو الأستاذ الجامعي المرموق الذي سيأتي بكل شيء على طبق من ذهب، ويتعدى الأمر ذلك أن يتحول كل منا إلى فكرة العبقري المشابه لاينشتاين لأننا ببساطة لا نريد أن نجهد أنفسنا، أو نصيبها بقليل من تعب المحاولة، البطل لن يأتي وأنت بدون محاولات عديدة وجهد كبير لن تصل،لذا فإن تفكيري تغير تماماً، لا انظر لأشخاص ولكن انظر إلى ما احتاجلتعلمه، فأحاول تعلمه على الفور حتى تأتى اللحظة الحاسمة المناسبة التي اعرض فيها أفكاري، انسج شخصيتك العلمية بنفسك ولا تكن مثل احد، فمع اعتزازي الشديد بعلماء مثل مصطفى مشرفه أو يحي المشد أو محمد عبد السلام ولكن لابد أن اختار من خطوات العمل ما يناسبني.
أي فروع الفيزياء أحب إليك؟ ولماذا؟
بالتأكيد النسبية، وروعة النسبية ليست في نتائجها العجيبة، ولكن روعتها تكمن في أنها نظرية كونية، فمنطوق النظرية يقول أن قوانين الكون واحدة وأي نظرية عادية لأي علم يمكن باستخدام تحويلات لورنتز تحويلها إلى نظرية نسبية، إنها نظرية رائعة.
بعيدا عن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، كيف ترى علمائنا العرب بالمقارنة بعلماء الغرب؟
لن استطيع أن أتحدث في هذه النقطة، ولكن كل منا لديه فكرة أن يقوم بمحاولة تحويلها لمنتج باستخدام ابسط الأشياء الموجودة، فالإمكانيات هي الأشياء البسيطة التي يمكنك الحصول عليها ولكنها تحتاج إلى فكر وتخيل لتنتج شيئا جديداً.
وسأعطى مثالاً بسيطاً لذلك:
لدى طابعة hp 1102 ليزر وحدث أثناء تعبئة الحبارة تم كسر جزئاً صغيرا منها نتيجة حركة عصبية، (كن هادئا ولا تتوتر أثناء العمل) المهم ذهبت لشراء واحدة أخرى، فوجدت سعرها 200 جنيه وغير موجودة، وكنت احتاج لطباعة أوراق هامة فتذكرت أنني لدى حبارة أخرى ولكن لطابعة من نوع آخر hp 1105 وهى مشابهة لها ولكن اكبر قليلا فقمت بإحضارها وأخذت أزيل الجزء الزائد وأقوم بتخريم الأجزاء المغلقة وباستخدام الكاوية جعلتها مماثلة للأخرى الأصغر حجماً ووضعتها لم تعمل في المحاولة الأولى ولا الثانية، ولكنها عملت بكفاءة بعد ذلك، أين كانت هذه الموهبة كامنة إنها داخلك وأنت لا تعلم.
هل تتوقع وجود مزيد من التقدم العلمي والتكنولوجي بعد الربيع العربي وخاصة ثورة25 يناير؟
إن شاء الله أتوقع حالة من التقدم في جميع المجالات فهكذا حال الثورات دائما، ولكن علينا أن نغير أنفسنا (أنا سأتغير).
هل فكرت في تأليف كتاب؟ وهل تمت الفكرة أم لا؟ ومال العقبات التي واجهتها؟
نعم فكرت كثيراً في معنى تأليف كتاب انهه كبحث تجمع مصادره، ولكنه يتم في النهاية بأسلوبك الخاص، ولقد فكرت في أنواع مختلفة من الكتب فوجدت حاجتنا إلى الكتب المترجمة ووجدت فكرة عبقرية أخرى – احسبها كذلك – وهى شرح المشروح، وأقصد بذلك أناعرض بعض الكتب المترجمة بالفعل ولكن بتصرف يبسطها للقارئ، وأن أضيفلها من الصور أو من التفصيل أو من المعلومات ما أجده مناسباً للحدث وأسميتها كتب معروضة بتصرف، ثم وجدت نوعاً آخر من الكتب وهو الموسوعات المصورة التي تشرح الفيزياء في صور، إنها رائعة حقاًوسهلة الفهم والاستيعاب للكثيرين أمثالي ( ولكن عليك التعب في جمع المعلومة ) الآن وصلنا لتأليف الكتب وهنا لابد أن يكون لك إطار معين أو فكرة جديدة، لابد أن يكون لك رؤية في عرض الأحداث، والخلاصة تمنى الكتاب الذي تريده وأبدأ بعمله.
ثم يطرح الشاذلي سؤالاً هاماً آخر علي الأستاذ محمد قائلاً:
يسعدني أيضاً أن أشير إلى محور قد يكون من محاور النقاش، وهو مشروع “جامعة التعليم البديل” الذي يبدو أن الأستاذ محمد مهتمٌ به كثيراً، فيمكننا استشراف أبعاد المشروع، والسؤال عن الطموح المرجو من هذا المشروع، وكيفنشأت الفكرة لديه؟
مشروع جامعة التعليم البديل يعتبر تجميع للأفكار السابقة، فكرت في عمل جامعة غير تقليدية الكترونية لا تهدف للربح، وفى نفس الوقت تستخدم نظام الساعات المعتمدة وتستخدم مساقات معينة معروفة عالميا تستخدم تعليم تفاعلي، برامج محاكاة، مدرسة الكترونية، وفصول افتراضية، فيديوهات علمية مترجمة، محاضرات علمية مترجمة لأساتذة جامعيين من جامعات مشهورة مثل أكسفورد مثلاً ” تعلم ما كنت تحلم به “.
ثم يطرح عبد العالي علي بعض الأسئلة:
ترى هل لديك طريقة؟ وبما تنصحنا به في اكتساب المهارة الخاصة في تلقي وأخذ لعلوم خاصة في مجالك الرياضيات والفيزياء الحديثة؟ وما هي المراجع التي تنصح بها أصحاب الاختصاص أكثر في هذا المجال الواسع والشيق؟
الصورة تكون أفضل كثيراً وأسهل في التعلم، وأيضا إيجاد الارتباط بين الأشياء، وبالنسبة لحل التمارين يكون لديك الاستراتيجية لذلك، وباختصار تقسيم ما تدرسه إلىمجموعة من الحالات ثم عند دراسة كل حالة تدرس جميع الحالات الممكنة منها، بالنسبة للكتب فالهام بالنسبة لي هو عملية البحث نفسها، وباستخدام جوجل يمكنك اختيارخمس لغات للبحث ومتابعة النتائج بلغتك الأصلية ( عملية البحث أهم مننوعية الكتب ).
فيمشروعك المهم لجامعة التعليم البديل هل لديك رغبةفي تكوين جمعية أو هيئة تهتم بهذا النشاط التعليمي الريادي خاصة في بلدكمصر مستقبلا؟
هذه فكرة رائعة على دراستها في المستقبل ولكنى لم أفكر بها من قبل؟
بالنسبة لاهتماماتك الرياضياتية والفيزيائية الحديثة هل لديك رغبة في إنشاء نظريةأو شيء جديد من هدا القبيل مستقبلا وبحول الله؟ أو اهتمامات أخرى من هذاالقبيل قد حققتها حاليا؟
هناك نظرية أو فكرة في عقلي منذ سنوات بعيدة 1995، هي اعتبار الكميات الفيزيائية أبعاد والتعويض بها في معادلات النسبية وتغيير تعريف النقطة لتكميم معامل لورنتزوكنت قد كتبت محاولة من قبل بوضع الكتلة كبعد خامس، واستنتجت منها تحويلات لورنتز للزمن وللطول و للكتلة، ولكن تبين منها أن ثابت الجذب العام سيتغير مما جعلني أتوقف، أيضاً قمت بإثبات أن الفرض الثاني لأينشتاين في النسبية الخاصة غير لازم (بالمعادلات) وأيضاً قمت بتمثيل قانون جمع السرعات لاينشتاين و هو ما لم يقم به مينكوفسكى.
ثم ينهى محمد عريف الحوار قائلاً:
أستاذ محمد .. لقد قمت بتدشين موقع الفيزياء الحديثة والرياضيات علي شبكة الإنترنتت .. ما الهدف من إنشاء الموقع .. وما هي الخدمات التي يقدمها ؟ وما مقدار استفادتك من إنشاء هذا الموقع ؟
الحقيقة الموقع متوقف الآن، ولكنه سيعود إن شاء الله مع افتتاح جامعة التعليم البديل 6 أكتوبر القادم وبشكل جديد.
6 أكتوبر .. هذا يدل علي وطنيتك الكبيرة، أستاذ محمد … كلمة أخيرة منك تلقيها إلي قراء المجلة.
حاول تفعيل أي فكرة جيدة تأتى لك، وأن تنزلها إلى ارض الواقع، يمكنك التعلم في أي وقت فلا تبخل على نفسك، قد يكون لديك مواهب كامنة أنت متأكد من عدم وجودها ولكنها موجودة، لا شيء اسمه مستحيل (طالما كان في دائرة خيالك) فما تراه الآن مستحيل، غداً لن يكون كذلك، وفى النهاية سعيد بتواجدي معكم، وأرجو ألا أكون أثقلت عليكم.
في نهاية الحوار سعدنا بهذا الحوار المفيد والشيق مع أستاذ كبير وطموح مثلك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اجرى الحوار واعده محمد عريف ومحبة الرسول واحمد الشاذلي وعبد العالي علي