الطيران والإشعاع
بقلم أ. هدى اليوسف
يتعرض الإنسان خلال حياته وبشكل مستمر للإشعاع الطبيعي من المصادر الإشعاعية الموجودة حوله، كما أنه يمكن أن يتعرض إلى جرع إضافية ناتجة عن التطور العلمي الذي أمكن فيه استعمال الكثير من التقنيات الحديثة في الطب والزراعة والصناعة.
وتبين أن تطور علم الطيران والتحليق في السماء يعد من العوامل التي يمكن أن تعطي الإنسان جرعا إشعاعية تزداد بازدياد زمن مكوثه في السماء وازدياد ارتفاعه عن سطح الأرض.
فمن المعلوم أن الكرة الأرضية تتعرض لسيل إشعاعي مستمر من الفضاء يسمى الإشعاع الكوني حيث تتفاعل هذه الإشعاعات باستمرار مع الغلاف الجوي الذي يقلل من كثافة كميتها كلما اقتربنا من سطح الأرض، ولما كانت الجسيمات المشحونة من أهم نواتج هذه التفاعلات فإن للحقل المغناطيسي للأرض دوراً هاماً يجعل التعرض لهذه الأشعة مرتفعاً نسبياً في المنطقة القطبية ومنخفضاً نسبياً عند خط الاستواء.
نعلم أن الإنسان قد يعيش بأمان ضمن الخلفية الإشعاعية الطبيعية، ولكن الحضارة أضافت منابع إشعاعية جديدة أدخلت صناعياً، وأدت في بعض الأحيان إلى إحداث آثار سيئة كثيرة، فقد أدى امتصاص جرعات كبيرة نسبياً خلال زمن قصير إلى آثار خطيرة وحادة، وهي التي حدثت وتحدث عندما تتعدى الجرعة حداً معيناً، متدرجة من تخريب الجلد، حتى قتل خلايا الدم والموت في الحالات الشديدة.
بقلم أ. هدى اليوسف
ماجستير في الفيزياء الإشعاعية _ مكافحة سرطان الثدي _ مركز شام الطبي