البدايات: ١٤ مليار عام من تطور الكون
البدايات: ١٤ مليار عام من تطور الكون
نيل ديجراس تايسون ودونالد جولدسميث
ترجمة محمد فتحي خضر
مشاركة من الاستاذ طارق حسين عبد الودود
فيزياء – جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا
14 مليار عام من تطور الكون الكتاب مقسم إلى خمسة أجزاء يحكي لنا الكاتبين رحلة عن أصل الكون والمادة المضادة والتساؤل هل يوجد كون واحد أم عدة أكوان؟ وسرد عن أصل البنية الكونية واكتشاف المجرات والنجوم، ثم يتجها إلى أصل الكواكب والعوالم الصغيرة والعوالم التي لا حصر لها، وما هو أصل الحياة في الكون وعلى الأرض، وأيضا تناولا البحث عن الحياة في المجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة.
من العناوين التي تناولها الكتاب (المادة المضادة مهمة)، يكشف لنا الكون عن رومانسية خاصة بين الجسيمات والجسيمات المضادة. فيمكن لهذين النوعين من الجسيمات أن يُولَدا معًا من الطاقة الصافية، أو يُفني أحدهما الآخر، بحيث تعود كتلتهما المجتمعة إلى طاقة مجددًا.
في عام ١٩٣٢ اكتشف الفيزيائي الأمريكي كارل ديفيد أندرسون الإلكترون المضاد، ذا الشحنة الموجبة، أو جسيم المادة المضادة المناظر للإلكترون سالب الشحنة. ومنذ ذلك الوقت اكتشف فيزيائيو الجسيمات بشكل روتيني جسيمات مضادة من مختلف الأنواع في معجلات الجسيمات على مستوى العالم، لكنهم حديثًا فقط نجحوا في مزج جسيمات المادة المضادة في ذرات كاملة. فمنذ عام ١٩٩٦ نجحت مجموعة من العلماء من مختلف الجنسيات — بقيادة فالتر أويليرت من معهد أبحاث الفيزياء النووية في جيليك بألمانيا — في تخليق ذرات للهيدروجين المضاد، يدور فيها إلكترون مضاد حول بروتون مضاد في سعادة. ولتخليق هذه الذرات المضادة الأولى، استخدم الفيزيائيون معجل الجسيمات العملاق الذي تديره المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية في جنيف بسويسرا، (والشهير بالاختصار الفرنسي « سيرن ») وهو المكان الذي شهد حدوث إسهامات عديدة مهمة في فيزياء الجسيمات.
كون واحد أم عدة اكوان؟ زلزل اكتشاف أننا نعيش في كون متسارع، ذي معدل تمدد متزايد على الدوام، أركان علم الكونيات مع بداية عام ١٩٩٨ ، حين أعلن للمرة الأولى عن مشاهدات المستعرات العظمى التي تشير لهذا التسارع. وبعد التأكيد على تسارع الكون من واقع المشاهدات التفصيلية لإشعاع الخلفية الكوني، وبعد أن قضى علماء الكونيات سنوات عدة في تدبر تبعات ذلك التمدد الكوني المتسارع ظهر سؤالان شغلا أذهان علماء الكونيات بالنهار وأضاءا أحلامهم بالليل، وهما: ما الذي يجعل الكون يتسارع؟ ولماذا يجري التسارع بهذه القيمة المحددة التي يتسارع بها الكون الآن؟ الكتاب يحتوي على أجزاء مفيدة جداً وتعرفنا مزيدا عن الكون الذي نعيش فيه ابتداءاً من مكاننا الأرض مروراً بمجموعتنا الشمسية ومجرة درب التبان.