ضيف العددمواضيع العدد ٢٢

ضيف العدد ٢٢ المهندس عصام الدين حسن جودة

ضيف العدد ٢٢ المهندس عصام الدين حسن جودة

ضيف العدد ٢٢ المهندس عصام الدين حسن جودة

أجرى الحوار وأعده: محمد محروس عريف
 

إن حب العلم والمعرفة لا يتقيدان بعمر ولا بمكان ولا بمصدر، والإنسان المفكر والناجح دائما يسعى للعلم والمعرفة وتطوير ذاته طوال حياته، وإن امتلك هذا الإنسان قلبًا كبيرًا وحبًا صادقًا أصبح مصدرًا للمعرفة والعطاء، وشرارة الإلهام لكثير من العاشقين للعلم والهاوين له، ويصبح قدره تغيير مجتمع بأسره، يسعد أسرة تحرير مجلة العلم أن تلتقي في هذا العدد بالفلكي المصري الرائع مهندس (عصام جودة) واحد من أشهر الشخصيات الفلكية المصرية المعاصرة، ومؤسس الجمعية المصرية لعلوم الفلك، على الرغم من كونه غير متخصص في الفلك إلا أنه قدم انجازات كبيرة في نشر ثقافة علم الفلك بمصر.

في البداية نرحب بضيفنا الكريم مهندس عصام جودة، مرحبًا بك على صفحات مجلتنا، ويشرفنا أن تكون ضيف شرف هذا العدد.

اعلانات جوجل

أهلا ومرحبًا بأسرة المجلة وقراءها، والشرف لي أن أكون على صفحاتكم.

 

ضيف العدد ٢٢ المهندس عصام الدين حسن جودةالبطاقة الشخصية والعائلية.

عصام الدين حسن جودة، مواليد بني سويف 26/9/1970 الإقامة الحالية حي المقطم بالقاهرة – متزوج ولي 4 أبناء ثلاثة أولاد أكبرهم طالب بكلية الهندسة – وآخر العنقود طالبة بالصف الثالث الإبتدائي.

اعلانات جوجل

 

التدرج التعليمي في مصر

تعلمت بالمدارس الحكومية .. وحصلت على الثانوية العامة علمي رياضة عام 1987 .. التحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة تخصص هندسة مدنية وتخرجت عام 1992، التحقت فيما بعد بعدد من الدورات التدريبية من أجل تنمية مهاراتي في الهندسة دون الالتحاق بأي مسارات أكاديمية أو دراسات عليا في الهندسة.

 

التدرج الوظيفي والعمل الحالي.

اعلانات جوجل

التحقت مباشرة بسوق  العمل في تنفيذ المشروعات الإنشائية بمصر والإمارات، وحاليًا أعمل مدير مشروعات بشركة إنشائية كبيرة بمصر.

 

نشاطكم الحالي في علم الفلك يدل على حب عميق، حدثنا عن بداية عشقكم لهذا العلم، وسبب تغيير مساركم من الهندسة إلى علم الفلك.

مازلت أعمل في مجال الهندسة ولم أغير مساري مطلقًا، بينما اهتمامي بعلم الفلك جاء نتيجة شغف وهو ما زال نشاط تطوعي، تعود بدايات عشقي لعلم الفلك منذ نعومة أظافري، عندما كنت في الثامنة من عمري تقريبًا، في تلك الأيام كنت مازلت أقيم في مسقط رأسي بقرية (ببا) محافظة بني سويف عند جدي وجدتي – رحمهما الله – والتي تبعد 15 كم عن مدينة بني سويف، وكانت تلك القرية في هذا الوقت لم يصل إليها التيار الكهربي وهي من القرى النائية تمتاز بصفاء الجو حيث لا يوجد أي أضواء تحجب ضوء النجوم ليلاً، فكانت السماء حينها غاية في الروعة والجمال، حيث كنا نشاهدها في هذا التوقيت مثلما نشاهدها اليوم عندما نخرج في رحلات سفاري في الصحراء البعيدة مثل وادي الحيتان بالفيوم، فكنت أجلس مع أصدقائي في جلسات سمر ليلاً فوق أسطح منازلنا البسيطة خاصة في ليالي الصيف الصافية، ولم يكن لنا تسلية سوي بعض الألعاب البسيطة، فكانت تلك الألعاب لا تلفت انتباهي، حيث كنت أجد متعتي في الإستلقاء على ظهري وتأمل النجوم، وأتساءل عن سبب اختلاف ألوانها وضياءها، ولماذا هناك نجوم تتحرك (الشهب) وكنت أسأل عنها، ولكن في النهاية لم يشبع فضولي الإجابات البسيطة والتي لم تكن ترقى للمستوى العلمي، وكنت لا أقتنع كلام القرويين عن النجوم، لذا اتجهت للقراءة والبحث والاطلاع في علم الفلك، حيث كنت أسافر كل عام لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وأقتني العديد من الكتب الفلكية للتعمق أكثر بهذا العلم الجميل، ولكن للأسف لم أستطيع الربط بين ما قرأته وبين ما كنت أشاهده في السماء ليلاً.

اعلانات جوجل

 

ضيف العدد ٢٢ المهندس عصام الدين حسن جودةالموهبة وحب العلم يجب اثقالهما بالدراسة والإطلاع، كيف اثقلتم موهبتكم في علم الفلك؟

يظن الكثير من الشباب أن الدراسة تقتصر على الجامعات، ولكن الحقيقة أن الدراسة لها العديد من الطرق والمصادر، فالتعلم الذاتي والبحث الذاتي عن المعلومات خاصة تلك الأيام مع توافر الانترنت يكون أفضل من أي طرق أكاديمية أخرى، فدراستي لعلم الفلك جاءت ثمرة تعلم وبحث ذاتي بالاضافة إلى متابعة بعض البرامج التلفازية العلمية وعلى   رأسهم برنامج العلم والإيمان للدكتور الراحل (مصطفى محمود) بالاضافة إلى بعض الدورات التدريبية الفلكية التي كانت تقدمها بعض الجمعيات الأهلية والجامعات في علم الفلك.

في عام 2005 عندما كنت في الإمارات وجدت جمعية فلكية تقوم بالعديد من الأنشطة في علم الفلك، فقمت على الفور بالإشتراك فيها، واستطعت من خلال عمليات رصد النجوم تحديد المجموعات النجمية، والاتجاهات في السماء، وكيفية الرصد، وكانت تلك الجمعية تمتلك تلسكوبات عالية الجودة، تتفوق على ما كان متوفرًا بمصر في هذا التوقيت، وبهذه الأنشطة تعلقت أكثر بعلم الفلك، حيث استطعت تطبيق ما كنت أتعلمه في علم الفلك منذ ثلاثون عامًا، حتى أصبحت السماء بالنسبة لي مثل الكتاب المفتوح، أعلم جميع دروبها، لذا أطلق دائمًا عبارة (السماء بيتي)

 ضيف العدد ٢٢ المهندس عصام الدين حسن جودة

ما هي أحلام وطموحات عصام جودة منذ الصغر، ومدى تحقق أهدافك وطموحاتك؟

كانت طموحاتي وأحلامي تتجلي في أن يتحول اهتمام المجتمع إلى العلوم والتكنولوجيا، وتصبح إحدى أساسيات الثقافة الاجتماعية، فهي تنمي مهارات التفكير لدى الإنسان وتساعده على التفكير بمنهجية علمية ومنطقية في شتى نواحي الحياة، وكيف يستفيد الإنسان من إمكانياته المحدودة، ليعطي أفضل النتائج بأقل الإمكانيات، حيث مازلت مقتنع أنه في هذا العصر لا سبيل لتقدم الدول إلا بالاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا، وألا يقتصر العلم على أروقة الجامعات، بل يتعداه ليصبح ثقافة عامة، ليخرج المزيد من العلماء ويبذل أقصى ما في وسعه ليحقق هذا الهدف.

 

هل أثر حبكم لعلم الفلك على تخصصكم في الهندسة؟

هناك جزء مشترك كبير بين الفلك والهندسة المدنية، هو بالأساس ما يخص التعامل مع كروية الأرض وحساب المثلثات الكروي وكروية السماء أو ما يسمى الميكانيكا السماوية، وهو يتم تدريسه في الهندسة المدنية كما يتم تدريسه في علوم الفلك، حيث يتم التعامل مع الأجرام السماوية على أنها نقاط موجودة على كرة السماء.

 

كيف استفاد عصام جودة الفلكي من عصام جودة المهندس؟

تعلمت في إدارة المشروعات فنون الإدارة وكيفية التخطيط الجيد للمشروعات بداية من الصفر وحتى الإنتهاء من المشروع، حيث فادني كثيرًا في التخطيط لإنشاء الجمعية المصرية لعلوم الفلك، وعمل الأنشطة الخاصة بها، وتنظيم أعمالها.

 

انتقل عصام جودة من التنمية والتطوير الذاتي في علم الفلك إلى نشر الثقافة الفلكية بين أفراد المجتمع، ما الأسباب التي أدت إلى هذا التحول؟

السبب الرئيسي هو الإنهيارالثقافي للمجتمع، نتيجة استسقاءه المعلومات من التراث الشعبي والعادات والتقاليد القديمة، والإعتماد على الخرافات والخزعبلات، والبعد عن الأساليب العلمية للتخطيط لحياته، بالرغم من أن العلم يساعد على تبسيط الأمور والوصول إلى الهدف بسرعة كبيرة جدًا، بالإضافة إلى أن كل إنسان لديه حب وشغف بموضوع معين يحب دائما أن يتحدث عنه، خاصة إذا كان يتعلق بموضوع رائع مثل علم الفلك والسماء، فعندما يفهم الإنسان هندسة السماء وروعة تكوينها يشتاق دائمًا للحديث عنها، علاوة على ذلك الإيمان بأن العلم هو مفتاح تطور الفكر والمجتمع، وتعطش المجتمع الشديد لفهم ما يدور في السماء من فوقه، كانت هذه الأسباب الدافع الرئيسي وراء التحول لنشر الثقافة الفلكية في المجتمع.

 

الجمعية المصرية لعلوم الفلك، فكرة طموحة لاقت جماهيرية كبيرة، كيف فكرتم في إتخاذ هذه الخطوة والقفزة؟ ومن ساندكم ودعمكم في ذلك؟

بعد رحلة اغتراب دامت خمس سنوات بالإمارات مارست خلالها عشقي للسماء بشكل عملي من خلال الجمعية الفلكية هناك، لذا عندما عدت إلى مصر عام 2009 بدأت رحلة البحث عن أشخاص مثلي يحبون علم الفلك، وقد استغرق مني الأمر طويلاً حتى وجدت نشاط وحيد وهو محاضرة إسبوعية عن علم الفلك يلقيها الدكتور محمد أحمد سليمان أستاذ الفيزياء الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية كل يوم جمعة بعد صلاة الجمعة مباشرة  بجمعية الدكتور مصطفى محمود – رحمه الله – وكان حينها عدد الحضور قليل جدًا .. ومحاضرة تلو محاضرة شعرت أنا وكل زملائي بضرورة الإنتقال لمستوى أعلى لا يقتصر فقط على سرد المعلومات بل يتخطاه إلى ممارسة الفلك بشكل عملي خاصة وأننا كنا مجموعة هواة داخل جمعية خيرية للدكتور مصطفى محمود أحد العاشقين لعلم الفلك والذي احتوت جمعيته على تليسكوب بسيط لا يلبي طموحاتنا .. لذا بدأت رحلة البحث عن أي جمعية فلكية .. وللأسف لم نجد .. من هنا بدأت فكرة إنشاء الجمعية المصرية لعلوم الفلك تتبلور في أذهاننا، هدفها الحالي نشر ثقافة علم الفلك في المجتمع، وكان من قبيل الصدفة أن الاختصار الإنجليزي لاسمها حمل نفس اختصار الوكالة الأوربية للفضاء ESA.

فلم يساندنا أو يدعمنا أحد.. بل كنا نحن نواة الجمعية في حدود خمسة أو ستة أفراد، بعد ذلك زاد عددنا إلى أربعة عشر فردًا وهم المؤسسين الرسميين للجمعية عام 2012 ولضعف الإمكانيات لم نستطيع السير في باقي الإجراءات إلا عام 2014 بعدما استطعنا الحصول على مقر رسمي للجمعية، وتم الإعلان رسميًا عن إنشاء الجمعية في 24 مارس 2015 ، فهي جمعية حديثة جدًا، تعتمد على الجهود الذاتية، ولم نتلق أي دعم من أي جهة، وكما يقولون (بدأنا من الصفر تمامًا).

 

هل هناك جمعيات فلكية مشابهة في مصر والوطن العربي، أم أن الجمعية المصرية لعلوم الفلك هي أول جمعية فلكية؟

تقريبًا تعتبر الجمعية المصرية لعلوم الفلك هي أول جمعية مصرية متخصصة في علوم الفلك، فعلى حد علمنا لم يسبقنا أحد إلى تأسيس جمعية فلكية مصرية، وقد تكون الوحيدة الآن، بسبب توقف نشاط الجمعية الفلكية المصرية بجامعة القاهرة، أما بالنسبة للوطن العربي هناك الكثير من الجمعيات الفلكية والتي نتواصل معها بشكل قوي من خلال بعض الأنشطة المشتركة، كما نقوم بحضور المؤتمر العربي لعلوم الفضاء والفلك، والذي يعقد كل عامين بإحدى الدول العربية، وقد قمت بحضور أحد تلك المؤتمرات بعمان، وتعتبر من أنشط الجمعيات الجمعية الفلكية السورية، والجمعية الفلكية الأدرنية، والجمعية الفلكية العمانية، وفي الإمارات، والجزائر وتونس لهم أنشطة رائعة جدًا.

 

الصعوبات التي واجهتكم في إنشاء الجمعية المصرية لعلوم الفلك.

نحن جمعية أهلية غير هادفة للربح، تعتمد على الجهود الذاتية، فقد كانت أول الصعوبات التي واجهتنا هو الالتزامات المادية للجمعية وفي مقدمتها الحصول على مقر رسمي للجمعية، وتجهيزه ليلائم نشاط الجمعية وهو أمر غاية في التكلفة، بالإضافة إلى تكاليف الأنشطة في بداية التأسيس وذلك لقلة عدد المشتركين بالجمعية، كما كنا نحتاج إلى الكثير من الأدوات مثل التليكسوبات، أما ثاني الصعوبات هو كيفية جذب المجتمع المصري لعلوم الفلك خاصة أن الثقافة الفلكية المنتشرة بين أفراده هو التنجيم، لذا كنا في بداية الأمر نواجه صعوبة بالغة في إقناع الناس بأنشطتنا العلمية، خاصة أن الاهتمام بالثقافة العلمية في مصر ضعيف، لذا كان التفاعل مع الناس في بداية التأسيس غير مجدي، خاصة أننا كنا نحتاج بعض التبرعات لدفع أنشطتنا للأمام، وهو الأمر الذي كان يثير مخاوف العديد من الناس تجاه ما نقوم به.

واجهنا أيضًا بعض الصعوبات بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد في تلك الفترة الزمنية، حيث كانت معظم أنشطتنا تعتمد على السفر بعيدًا في الصحراء وسط الأماكن النائية، وكثيرًا ما قمنا بتنظيم أنشطة ثم نتفاجيء بغلق الأماكن التي خططنا للسفر إليها بسبب دواعي أمنية فكنا نلجأ لإلغاء النشاط، أو الصعوبات الخاصة بشراء بعض التليكسوبات القوية، أو استقدامها من الخارج، كنا نجد بعض التحفظات الأمنية على تلك التليسكوبات، ولكن بفضل الله استطعنا أن نكمل مسيرتنا وأن نستمر في التطور والنمو، وأن نحقق الكثير من أهدافنا ونكسب ثقة الناس في فترة زمنية قصيرة.

 

ما هو المقر الحالي للجمعية، وهل لها فروع في باقي المحافظات، وكيف يمكن الاشتراك فيها؟

مقر الجمعية لعلوم الفلك بمساكن أطلس بالمقطم، مدينة القاهرة، وللأسف ليس لدينا فروع في باقي المحافظات، لأننا جمعية حديثة ومنشأة بالجهود الذاتية ونمونا المالي مازال ضعيفًا.

أما بالنسبة للاشتراك في الجمعية، يتم عن طريق التقدم بطلب العضوية لمجلس إدارة الجمعية، مرفق به صور شخصية ورسوم اشتراك رمزية سنوية، ويجدد الاشتراك السنوي بمبلغ رمزي ستون جنيهًا فقط لا غير، ويحق له الإنتخاب والترشح لمجلس إدارة الجمعية، كما يحصل بموجبه العضو على بعض المميزات والتي ما زالت ضعيفة بعض الشيء نظرًا للظروف المادية للجمعية، وتتلخص في بعض الأنشطة المجانية أو المخفضة للأعضاء.

 

ما هي الأنشطة التي تقوم بها الجمعية؟ وما هي أكثر الأنشطة التي لاقت جماهيرية أكبر؟

نقوم بعمل ندوات عامة ومحاضرات، وبعض الأمسيات الفلكية، وهي عبارة عن عرض توضيحي يعقبه رصد بالتليسكوبات داخل المدينة لبعض الأجرام السماوية التي يمكن رؤيتها داخل المدن، بالإضافة إلى ورش عمل لتنمية بعض المهارات الفلكية مثل استخدام التليسكوبات، وقراءة السماء، بالإضافة إلى الدورات التدريبية لمن يريد التعمق في علم الفلك، وقد لاحظنا تجاوبًا كبيرًا في دورتين تدريبيتين، لذا قمنا بإعادتهما أكثر من مرة، وهما أساسيات علم الفلك المستوى الأول والمستوى الثاني، كما نقوم بعمل رحلات علمية للصحاري والمراصد كي نعلم الناس بعض المهارات العملية الفلكية بشكل أفضل، بعيدًا عن أجواء المدن المليئة بالتلوث والتشويش الضوئي على ضوء الأجرام السماوية في المدن، وكانت الرحلات والأمسيات الفلكية هي أكثر الأنشطة التي لاقت جماهيرية غير مسبوقة، وبفضل الله تميزنا بها بشكل جيد جدًا.

 

ضيف العدد ٢٢ المهندس عصام الدين حسن جودةالمنشورات والأعمال التي قامت وتقوم بها الجمعية.

ليس لدينا أي مجلات أو منشورات في الوقت الحالي، ولكننا نقوم حاليًا بالتخطيط لنشر مجلة خاصة بالجمعية، كما قمنا بعمل أول فيلم وثائقي مصري عن علم الفلك بالاشتراك مع قناة ON Ent، الفيلم بعنوان (رحلة إلى أعماق الكون) حيث قمنا بتجهيز المادة العلمية الخاصة به، بالإضافة إلى ذلك المنشورات اليومية على صفحتنا الخاصة بالفيس بوك، والتي تهدف إلى زيادة وعي الناس بعلم الفلك.

منذ تأسيس الجمعية نشارك بشكل منتظم في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بدور صغير على الرغم من أنه أول ركن فلكي في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وبفضل الله لاقى تجاوبًا كبيرًا مع الناس، حيث يحضر إلينا كثير من الناس من أرجاء مصر خلال فترة المعرض، كما كان له أكبر الأثر من خلال الاحتكاك المباشر بالجماهير المحبة والعاشقة للعلم والإطلاع، فنقوم بتجميع كل ما يتعلق بعلم الفلك من كتب ومنشورات وأدوات وتليسكوبات، ومجسمات فلكية مثل مكوك الفضاء وعرضه للجمهور لمن يريد اقتناءها.

من المنشورات التي لاقت استحباب الكثير من الناس وكانت تعرض لأول مرة في مصر ما يسمى stars wheel أو عجلة النجوم، وهي خريطة للسماء من جزئين يتحركان فوق بعض لكي تعرض شكل نجوم السماء في أي وقت في السنة نحدده على الخريطة لأي ساعة في الليل في مصر وأي بلد على خط عرضها.

 

أهم انجازات الجمعية؟

يعتبر أهم انجازاتنا من وجهة نظري هي الصحوة الفلكية واهتمام الإعلام بالفلك في مصر خلال الآونة الأخيرة، حيث بدأ الناس يهتمون بعلم الفلك، كما أن الوعي العلمي في مصر بدأ ينمو خلال الفترة الأخيرة، وأعتقد أن معظم هذا النمو كان بسبب أنشطتنا الفلكية وجهود الجمعية المصرية لعلوم الفلك، وذلك على مدار ست سنوات حيث بدأنا العمل بشكل فعلي عام 2012 حتى قبل التأسيس الرسمي للجمعية، وبالفعل لاحظنا تأثير قوي وواضح على المجتمع المصري خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة بالنسبة لإمكانياتنا البسيطة، وجهودنا الذاتية دون أي دعم مالي، أيضًا من انجازات الجمعية المصرية لعلوم الفلك كما ذكرنا الاشتراك في أول فيلم وثائقي مصري عن علم الفلك، وطباعة أول خريطة نجوم مصرية خاصة بسماء مصر، وخلال الفترة القادمة نخطط لبناء مرصد خاص بالجمعية.

 

أهم الخطط المستقبلية التي تسعى إليها الجمعية.

نسعى في الفترة القادمة لتطوير المقر الحالي للجمعية عن طريق زيادة حجمه كي يستوعب أعداد أكبر وأنشطة أكبر، بالإضافة إلى طموحنا لإنشاء أول مرصد فلكي خاص بالجمعية بالقرب من القاهرة، حتى يتسنى للناس الوصول إليه بسهولة وممارسة أنشطتهم بشكل عملي، أو حتى إجراء بعض الأبحاث الخاصة بهم، كما نسعى أيضًا كخطوة تالية لإنشاء هذا المرصد، إقامة مرصد آخر أبعد في عمق الصحراء من أجل مشاهدة الأجرام السماوية التي لا يمكن رؤيتها إلا في الأماكن النائية والمعزولة، وسيكون هذا المرصد أكثر تخصصًا لمن يريد عمل أبحاث أو التعمق في الرصد الفلكي، وقريبًا سنقوم بتأسيس موقع الكتروني على الانترنت خاص بالجمعية المصرية لعلوم الفلك، من أجل نشر كل أعمالنا وأنشطتنا وأفكارنا ومعلوماتنا الفلكية بشكل أكبر وأوسع من الفيس بوك، كما سنقوم بنشر مجلة الكترونية عن الفلك، وبعدها سنقوم بنشر المجلة بشكل ورقي في السوق ليتناسب مع كل الخلفيات العلمية والأعمار ومع كل ميول أفراد المجتمع.

نخطط أيضًا في المستقبل لزيادة حجم أنشطتنا لتتعدى الوطن العربي إلى العالم كله، عن طريق التواصل والمشاركة مع المؤسسات العلمية العالمية، لنستقبل الفلكيين من كل أنحاء العالم، كل هذه المخططات هي ما يدور في أذهاننا في الوقت الحالي، وبتقدم الزمن قد تلوح في الأفق أفكار جديدة لتطوير أنشطتنا وطموحنا الفلكي.

 

لكل إنسان هدف وطموح ورؤية للمستقبل، حدثنا عن رؤية مهندس عصام جودة للمستقبل وكيف ينظر إليه؟

 بالإضافة إلى ما سبق أتمنى أن تكون الجمعية المصرية لعلوم الفلك هي الجمعية الأساسية والمرجعية الفلكية الأولى في مصر، وتكون إحدى الجمعيات الفلكية الكبرى في الوطن العربي، وأن تصبح من الجمعيات الفلكية المعروفة والمشهورة على مستوى العالم بإذن الله.

 

ضيف العدد ٢٢ المهندس عصام الدين حسن جودةأفضل جزء في السماء يحب أن ينظر إليه عصام جودة دائمًا.

بالنسبة لعصام جودة ليس هناك جزء من السماء مفضل عن الآخر، فالسماء دائمة التغير طوال العام، وتلك من مميزات السماء، أنها دائمة التغير، وبالتالي تجعل الإنسان لا يمل ولا يكل ولا يفتر عشقه لها، ودائم البحث في أسرارها، كلما كانت السماء صافية كانت أجمل وأروع، فنجوم الشتاء تتميز بلمعانها الشديد، خاصة في عدم وجود السحب، بينما تتميز سماء الصيف بشدة وضوح مركز مجرة درب التبانة، فكل وقت له جماله.

كل قصة نجاح تلعب الأسرة دورًا كبيرًا فيها، دور الأسرة في حياة عصام جودة.

والدي (رحمه الله) كان معلم رياضيات وكان يعشق الرياضيات، وقد تخرج من جامعة عين شمس عام 1951 عندما كان يطلق على الجامعة اسم (إبراهيم باشا الكبير) وكان من العشرة الأوائل على دفعته، وتم تكريمه من خلال الملك فاروق شخصيًا، وحصل خلال التكريم على صورة من الملك فاروق موقع عليها بخط يده، وكان مؤهل لبعثة للخارج، ولكن لظروفه العائلية لم يتمكن من السفر، لذا كان اهتمام والدي بالرياضيات ونبوغه فيها، زاد في حبي للعلم والرياضيات بشكل كبير، وقد استفدت من هذا العشق بالإضافة إلى دراستي للهندسة في التخيل الفراغي، والذي يفيد في دراسة علم الفلك، خاصة الفلك الكري، أو الميكانيكا السماوية، أو الديناميكا الفلكية، وكان والدي بالنسبة لجيله كان منفتح على الثقافة بشكل كبير، وكان يحب دائمًا أن نجرب كل شيء جديد، لذا كان لكل فرد في أسرتي اهتماماته الخاصة، وكان كل منا لا يعيق اهتمام الآخر بل كنا نحترم اهتماماتنا ونساعد بعضنا البعض.

 

 

لكل إنسان ناجح مثل أعلى يقتدى به، ليصل إلى هدفه، المثل الأعلى والقدوة في حياة عصام جودة.

بالنسبة لي ليس هناك مثل أعلى تحديدًا، فكل إنسان له عيوبه ومميزاته ونمطه الخاص به، فأنا أبحث في كل الأشخاص الناجحين عن مميزاتهم، واتعلم منها، وعيوبهم وأتفاديها، ومع ذلك أجد نفسي منجذبًا لبعض الشخصيات العلمية بعض الشيء مثل الدكتور مصطفى محمود (رحمه الله)، وكارل سيجان الأمريكي، والدكتور محمد أحمد سليمان (رحمه الله) والذي لم يسعفني الحظ في الاستفادة منه سوى لعامين فقط.

 

كلمة مهندس عصام جودة لشباب مصر.

القوة الأولى في العالم والمستقبل للعلم، والعلم أصبح تلك الأيام ليس حكرًا على الجامعات بل يمكن استسقاءه من عدة مصادر موثوق فيها، حيث أصبح الإنسان يستطيع أن يعلم نفسه بنفسه، عن طريق الانترنت والجامعات المفتوحة، بالإضافة إلى القراءة المستمرة، والمشاركة في الأنشطة، فالعلم سلاح لمن لا سلاح له، ولا يمكن الإستغناء عنه، ولا غنى عن الحياة بمنهجية علمية، ولا يمكن ذلك إلا عن طريق ممارسة العلم بشكل عملي في حياتي، عن طريق هواية علمية أمارسها مثل الفلك.

 

في نهاية اللقاء نشكرك مهندس عصام جودة على هذا الحوار المفيد والممتع، ونتمنى لك مزيد من التقدم والرقي.

أ./ محمد محروس عريف

معلم بوزارة التربية والتعليم المصرية ومؤلف علمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى