سؤال وجواب

هل يمكن ان نتحكم في الزمن وكيف؟

هل يمكن ان نتحكم في الزمن وكيف؟

جاءت نظرية النسبية الخاصة لاينشتين في العام 1905 لتدمج الابعاد المكانية والزمانية معا وظهر مصطلح الزمكان. بمعنى اننا نعيش في اربعة ابعاد الزمن فيها هو البعد الرابع والابعاد الثلاثة الاخرى هي الطول والعرض والارتفاع.

اننا نستطيع ان نتحرك في الابعاد الثلاثة بحرية وقد اخترع الانسان العديد من الادوات التي تمكنه من الانتقال من مكان إلى اخر. اما البعد الرابع وهو الزمن فانه يتحرك دائما نحو الامام اي الي المستقبل بدون ان يكون لنا اي تحكم فيه.

اعلانات جوجل

وبادخال الضوء الذي سخره الله لنا لندرك به العالم من حولنا فكل حدث ينتقل لنا بسرعة ثابتة هي سرعة الضوء وثبات سرعة الضوء بالنسبة لكل المحاور الاسنادية الثابتة والمتحركة منها يدخلنا في العديد من الامور المعقدة مثل التأخير الزمني والانكماش الطولي لتصبح الابعاد المكانية والزمانية متداخلة.

ماذا تعتقد ان يحدث لو بدأت الحركة وبسرعة كبيرة جدا جدا تصل إلى سرعة الضوء عندها تبدأ ظواهر غريبة في الحدوث فيصبح الزمن ابطأ ولكن لن تشعر بذلك لان كل شيء بالنسبة لك سيكون بطيء جدا حتى نبضات قلبك وحتى مضغك للطعام وحتى عقارب ساعتك وحتى وانت تطبع الاحرف على الكمبيوتر ولو تمكنت من الحركة بسرعة الضوء فان الزمن بالنسبة لك سيتوقف!

في هذا العرض نشاهد خمسة توائم ولدوا في 14 مارس من العام 1879. احدهم بقي على الارض وكل واحد اخر ركب في سفينة فضاء في رحلة تعود إلى الارض في 14 مارس من العام 1979 اي بعد مائة عام. كل مركبة تتحرك بسرعة مختلفة فالمركبة الاولى بسرعة 50٪ من سرعة الضوء والثانية بسرعة 75٪ والثالثة بسرعة 99٪ والرابعة بسرعة 99.9999999٪ من سرعة الضوء. عند العودة في التاريخ المحدد كان عمر من بقي على الارض هو 100 عام والاخ في المركبة الاولى بلغ من العمر 87 عام والاخ في المركبة الثانية بلغ من العمر 66 عاما والاخ في المركبة الثالثة بلغ من العمر 14 عاما والاخ في المركبة الاسرع بلغ من العمر يوم ونصف فقط.

اعلانات جوجل

لكن لا يمكن باي حال من الاحوال ان تتحرك بسرعة قريبة من سرعة الضوء، لذلك تبقى هذه الامور كتجربة خيالية كالتجارب التي كان يبتكرها اينشتين لتأكيد صحة نظريته والتي تبين ان لها الكثير من التطبيقات في علوم الفضاء والفلك والاتصالات. ولا تتعجب من ذلك فقد سبق وان قال العالم اليوناني ارشميدس اعطوني نقطة ارتكاز واحرك لكم الارض. وبالطبع لا احد يستطيع ان يوفر له نقطة ارتكاز ليحرك الارض ولا احد يستطيع ان يصنع جسم يتحرك بسرعة قريبة من سرعة الضوء. والحمد لله على ان سرعتنا مهما بلغت لا تدخلنا في النسبية والا لتغيرت كل مناحي الحياة!

 

 

اعلانات جوجل

الدكتور حازم فلاح سكيك

د. حازم فلاح سكيك استاذ الفيزياء المشارك في قسم الفيزياء في جامعة الازهر – غزة | مؤسس شبكة الفيزياء التعليمية | واكاديمية الفيزياء للتعليم الالكتروني | ومنتدى الفيزياء التعليمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى